شعيب في المعترك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعيد ماروك
    أديب وكاتب
    • 12-09-2012
    • 52

    شعيب في المعترك

    شعيب أمام المرآة يتحسس شاربه الزغبي، خفية عن أمه قام بحلقه وزاد عليه ذقنه، مع العلم أنه لم يكن بذقنه شعر...شعيب أصبح كبيرا وحلق ذقنه لأول مرة.
    خرج شعيب، لم تسأله أمه إلى أين، شعيب أصبح كبيرا...على كتفه الأيسر جراب بُني، جراب اأبيه. مات أبوه و..(ليس موضوعنا الآن).كان جراب شعيب فارغا وعليه ملؤه لذا اتجه مباشرة نحو تجمع العوام، راح شعيب يتلصص و يترقب إلى ان نشن على رغبة زاهية شفافة اللون...ترصدها ..تتبعها..حاصرها، انفلتت من بين يديه فانطلق اثرها يجري..دخلت النفق، وقفزة تلتها قفزة أخرى انقض شعيب عليها... مسكها.
    شعيب رشيق مفتول العضلات...الشباب و العنفوان !!
    ضم شعيب الرغبة الى صدره...تحسسها..شمها..لعقها..امتص رحيقها..استهلكها، ثم..ثم..أيلقيها ارضا ام؟ ادخلها جرابه.
    شعيب سعيد الآن...تحسس جرابه، قام واقفا و العوام يتلاهثون داخل النفق...رأى احدا يمسك رغبة زرقاء ..( ذاك ما أحتاجه، رغبة زرقاء) قال شعيب في نفسه...راح يعدو داخل النفق، يعدو ويعدو وسط أصوات اللهاث..ظهر من بعيد بريق جاذب...سارع شعيب تجاه البريق ، وصل الى البريق و لم يجده سرابا بقيعة، كلا..بحركة أكروباتية(الشباب و العنفوان !!) انقض شعيب على رغبة زرقاء. شعيب يمتلك الآن رغبتين ، شفافة وزرقاء.
    ضم شعيب الرغبة إلى صدره..تحسسها..و..و..استهلكها...ثم ..الجراب.
    شعيب أصبح كبيرا، اصبح له أشياء بجرابه، جلس يلتقط أنفاسه ، مازال النفق طويلا وما زال في الوقت متسع...خرج شعيب من النفق وتوقف امام مفترق طرق، احتار أي طريق يسلك، أمامه آلاف الطرق ، طرق بعدد الأنفاس.
    ماذا؟؟؟ هل قلت طرق بعدد الأنفاس؟؟؟ (هذا موضوع آخر أيضا ، لا تهتموا).
    هم شعيب أن يسأل أحد اللاهثين عن أي طريق يختار ثم أحجم عن المحاولة، وقرر ان يلعب "حادي مادي، قالي راسي"...اختار شعيب طريقا كيفما اتفق.
    في منتصف الطريق تحسس شعيب الجراب...يكاد يمتلئ فقد اصطاد آلاف الرغبات ، وبكل الألوان و النكهات..جلس يلتقط أنفاسه و العوام يمرون لاهثين..فكر أنه عليه ان يسابقهم لامتلاك مزيد رغبات ، فكر في هذا و يده على جرابه..شعيب لا يفرط فيما يحويه جرابه...قام شعيب واقفا وقد أحس بالعياء...ألم بالمفاصل وبعض الدوار..( أظنكم شعرتم انني لا يمكنني الآن قول "الشباب و العنفوان !!").
    حدق شعيب أمامه إلى بعيد ليرى نهاية النفق...بدت له نهاية ليست ككل النهايات، لم يكن هناك نور بل كانت ظلمة آتية...تقترب رويدا رويدا...وبينما شعيب بفكر في نهاية النفق، مرت أمامه سبع رغبات مزركشات تتبخترن...حاول اللحاق بهن ولكن سرعان ما انقطع نفسه فتوقف ، التفت يرى الطريق وراءه... اللاهثون مازالوا يتلاهثون...والنفق وراءه طويل وامامه الظلمة آتية..
    (أيعقل انني قطعت كل هذه المسافة؟؟)فكر شعيب ( وفي هذا الوقت الوجيز؟؟).
    جلس شعيب، فكر في المسافة وشعر انه لم يرى جيدا معالمها، لم يشعر إلا بالنفق و مطاردة الرغبات المزهوة..فجأة..قرر أن يعود ادراجه و يتأمل معالم المسافة..استدار..حاول المشي غير ان مفاصله لم تعد مفاصلا، تيبست ولم يستطع حراكا..ثبت في مكانه والظلمة من ورائه تحبو تجاهه...حاول وحاول دون جدوى فتيبس المفاصل قضية مصيرية كما يقولون...جلس القرفصاء..تأمل يديه و أصابعه ، وقرر أن يندب حظه، غير أن حظه قفز صائحا " لن أسمح لك..لن اسمح"
    وقبالته في أعلى النفق انطلقت قهقهة مدوية، شريرة كأنها مجتثة من قبر عتيق....رفع شعيب رأسه نحو مصدر القهقهة، فرأى المعاناة تفرك يديها وحاجباها يتراقصان.
    التعديل الأخير تم بواسطة سعيد ماروك; الساعة 13-12-2015, 17:03.
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    #2
    جميلة الفكرة والاجمل طريقة تناولها " من المهد للحد وما بينهما " من ملذات و عبرات ، واخيرا عثـرات في محاولة للهروب " من العجز ، والاجل "
    واستخدام الترميز .. سواء في الشخصية المحورية " شعيب " ، وهو " اسم نبي كان يحارب فساد أهل الايكة " ليتضاد هنا ويصبح محل للحرية والانطلاق والفساد كذلك في قصتك ..
    و الرغبة " فى ترميز لمباهج الحياة
    " والجراب " يشي بغريزة التملك والاستحواذ ..
    النص كان يمكن ان يكون قصة " بسرديته الجذابة " ولكن " اسلوب التخاطب مع القارىء " داخل السرد "حوله لمقال قصصي .

    اشكرك على المحاولة ، وتحياتي
    https://www.facebook.com/TheCoster

    تعليق

    • سعيد ماروك
      أديب وكاتب
      • 12-09-2012
      • 52

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة
      جميلة الفكرة والاجمل طريقة تناولها " من المهد للحد وما بينهما " من ملذات و عبرات ، واخيرا عثـرات في محاولة للهروب " من العجز ، والاجل "
      واستخدام الترميز .. سواء في الشخصية المحورية " شعيب " ، وهو " اسم نبي كان يحارب فساد أهل الايكة " ليتضاد هنا ويصبح محل للحرية والانطلاق والفساد كذلك في قصتك ..
      و الرغبة " فى ترميز لمباهج الحياة
      " والجراب " يشي بغريزة التملك والاستحواذ ..
      النص كان يمكن ان يكون قصة " بسرديته الجذابة " ولكن " اسلوب التخاطب مع القارىء " داخل السرد "حوله لمقال قصصي .

      اشكرك على المحاولة ، وتحياتي
      قد أسعدني مرورك أستاذي الكريم وأشكرك جزيل الشكر استاذي على هذه القراءة التي سآخذ بها و أحول النص إلى قصة قصيرة.
      تحياتي و تقديري.

      تعليق

      • وفاء حمزة
        أديب وكاتب
        • 11-12-2015
        • 628

        #4
        ذقنه تكررت في أول سطر .. المقدمة ثلاثة مرات !!
        أيضا هناك ركاكة وضعف سردي عام
        تحية وتقدير
        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء حمزة; الساعة 11-12-2015, 04:54.
        https://www.facebook.com/profile.php...ibextid=uzlsIk

        تعليق

        • سعيد ماروك
          أديب وكاتب
          • 12-09-2012
          • 52

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء حمزة مشاهدة المشاركة
          ذقنه تكررت في أول سطر .. المقدمة ثلاثة مرات !!
          أيضا هناك ركاكة وضعف سردي عام
          تحية وتقدير
          أشكر الأخت وفاء على المرور.
          تكرار كلمة ذقنه مقصود.
          أما عن الركاكة فهذا رأيك و أنا احترمه، فقط أريد أن ألفت انتباهك أننا نقول "ثلاث مرات" و ليس "ثلاثة مرات" كما كتبتِ.
          تحياتي وتقديري.
          التعديل الأخير تم بواسطة سعيد ماروك; الساعة 13-12-2015, 16:24.

          تعليق

          يعمل...
          X