
لك السلام يا جسدي ... لك السلام
*************************
هل كان جسدي بيتا للاجئين؟
تطلّ نوافذي مثل صلاة توضأت السراب
أُغلقتْ أبوابها الكبيرة
كدروب الحب موصدة في وجوه العصافير
كمشهد أضيق من حرف ضائع
أقايض جراحي بالملح
جسدي يا أنت.....
كم يلزمك من لون ليعود لك السلام
لتنتظم دقات قلبك
ها أنت في شكل مدينة عارية...بيضاء...
شرّعتْ مجدها لأنين الفقراء
لرعشة ماء ، كان هناك
لك السلام يا جسدي
لك السلام...
للريح تصهل فيك
لقمح وغصن زيتون...
للقتيل الذي لا يموت....
ها أنت يا جسدي،
تهيئ صدرك للغزاة
تتحسس دقاتك فتبكي أصابعك وجعا،
حزنا يقطر كوردة ميّتة...
نامت حقول البلد
وظلت الأشجار واقفة
قديما كان لك بستان ، عطر وبعض بخور
شاحب أنت الآن...
التهمت الذئاب لونك... لوزك ...وعنبك
وكمّمك الرماد
بقيت صامدا رغم الاحتراق ،
مازلتَ تضمّ أطفالك
وتفتح لهم المدى في سلام....
يا جسدي،
يا مدينتي،
يا أنا أنت،
وحدك تطاعن غبار الطرقات النائمة
كاهن وئدتْ ابتهالاته على مذابح المدينة
تتساءل في صمتك ...
في عريك ... :
هل حان رجوع البحر من مدّه
هناك موجة مازالت تبكي
طفولة تطفو
وطفولة رماها الزبد
من بقايا أخشاب غاضبة...
لن أعدّ الجنائز،
بل سأظلّ هنا
لن أفكّر في الغربان التي اكتسحتني
بل سأفتح نافذة جديدة ،
لأطفال يحلمون بالشمس
~~~
سليمى السرايري -
كُتبَ في 2015/11/7
تعليق