قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السيد زرد
    • 27-07-2008
    • 5

    قصة قصيرة

    لا أحـــــــد


    السيد زرد
    لا تدري كيف يواتيك الإحساس بأنك مراقب ، فتلتفت – فجأة –فتتأكد من تلك الحقيقة .
    تماما ، مثلما تكون سائرا في الطريق فيواتيك هذا الإحساس ، فترفع عينيك لتجد أن شخصا ما ينظر نحو من شرفة الطابق العلوي بمبني ما قائم هنالك .
    كنت سائرا أنا الآخر أحمل الحقيبة بيد ، و باليد الأخرى أجفف ما سال من عرقي .. فجأة ، دهمني الإحساس بالمراقبة .. انزعجت .. التوت الرأس مني – دون إرادة – و مسحت عيناي الطريق .. لم أتيقن .
    عرجت إلي شارع ضيق ، ثم آخر .. التفت هذه المرة ممنيا النفس باليقين .. دهمني اليقين مروعا .. كان يتبعني بإصرار و دون مواربة .
    زاد العرق غزارة ، غلالة من اللزوجة أحاطت بي ، و العينان النافذتان تتربصان .. تخترق النظرة ظهري ، تصليني .. الخطر يأتي من الخلف ، فالحذر الحذر .
    تلبستني حالة الطراد .. غير مستطيع التوقف أو التلفت ، و غير مدرك – علي الإطلاق – لما عساه يدور برأس السائر في الخلف .. أي دافع يحث العينين علي الترصد؟ ما الذي يرضي العينين ؟ بما تديناني ؟
    تراودني ألف فكرة حمقاء : ماذا لو التفت و مددت يدي و تأبطت ذراع العينين ، و رحنا نجلس في هذا المقهى القريب نحتسي الشاي ، و ربما أضحكتنا ملحة عابرة ؟
    ماذا لو أفلتُ الحقيبة ، و رحت أعدو بكل ما أملك من وة ؟
    أي شيء ، و كل شيء يفضل عندي الآن هذا السير الأحمق .
    حط بقلبي اليأس و التعب ، فقررت مواجهته .. سأفتح له الحقيبة و أريه كيف أنها لا تحوي سوي ثيابي الباليات .. سأفرغ جيوبي لأحصي أمامه قطع النقود الصغيرة و تذكرة القطار .. سأشق رأسي ليتأكد من أن ليس به غير الصداع .. بآخر ما بقي لدي من قوة ، التفت .. لم يكن ثمة أحد .. لم يكن ثمة أحد .


    السيد أحمد زرد
    بورسعيد – مصر
    SAID2AHMED2@MSN.COM
  • عبدالوهاب موسى
    بيرم المصرى/شاعر وناقد
    • 08-06-2008
    • 400

    #2
    أول من يصافح حكيك الماتع
    دمت مهموما مثلى
    ولك محبتى فى الله
    اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم،صلاة
    ًكماهى فى علمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنهاأجرًاغيرَ
    ممنون.
    فاجعل إلهى فى ثراها روضتى////فهى التى فيهاالحبيب شفيعُ.
    لم يكفنى بدل لها فى بكتى//// أو فى ثرى كتبت عليه بقيعُ.

    تعليق

    • دريسي مولاي عبد الرحمان
      أديب وكاتب
      • 23-08-2008
      • 1049

      #3
      تحياتي اخي الزرد...
      قصة تبحث عن الاخر الدي يطاردنا بشكل من الاشكال.ولا اخفيك ان هدا الاخر مبحث فلسفي عميق جدا يرتبط بالغير فهل هدا الاخر الذي ليس ربما سوى وهم او وحش او بوليس او اي شيء اخر هو دلك الشيء الذي يسكننا بشكل من الاشكال...
      الا تعتقد معي اخي ان هدا الاخر الذي يطاردنا قد يساعدنا على معرفة الانا؟
      حوار داخلي اقرب الى المونولوج يناجي فيه الانسان دلك الاخر الغريب عنه فيجد هوة سحيقة بينه وبينه قد تمتد لتكون علاقة تاريخي مريرة عنوانها التشظي والتفرقة...
      قصة ممتعة تحيلك الى رؤية فلسفية تجعل من الاخر لغزا ربما فككته برؤية سارترية حول ان الاخر هو الجحيم ...
      وهده قاعدتي اتبناها (الجحيم هم الاخرون) لكن بتمييز سارتري هو بامكاني معرفة الاخر في ذاتيته.والذاتية هنا في معناها المتعالي...

      تحياتي عزيزي زرد

      تعليق

      يعمل...
      X