كنت قد عقدت العزم أن أعترف بكل شيء .. ما اقترفته من ذنب ... من ظلمته ... من ضيعت حقه ... و كنت قد حفظت الأحداث كما هي دون نقصان أو تزيين ... كانوا يقومون بتغسيلي ... دوماً كنت أخاف من هذا المشهد فأنا لا أرغب أن يراني أحدهم عارياً ... و عندما نظروا لي دب الخجل في جسمي ... و عندما ارتديت الأبيض الذي لا جيوب له بحثت كثيراً عن نفسي هل هذا هو الرداء الأخير و هل سأظل رسمياً هكذا دون حراك ... و عندما صلوا علي حملوني ... كنت أرغب منذ طفولتي أن أحمل فوق الأعناق و يهتفوا لي كهتافهم " عاشت مصر حرة مستقلـة " " نموت نموت و تحيا مصر " لكني لم أتخيل أنهم سيسيرون خلفي دون هتاف ... هل أبدوا ثقيلاً يا صديقي ؟؟ لماذا لم يجب علي أحدهم .. لا يمكنني التحرك بحرية في هذا البيت ... و لم أرغب أبداً أن أسكن بيوتاً من خشب .. و من صمم هذا الطراز لا يوجد فتحات للتهوية أو نافذة ... يسيرون خلفي إنني أعرفهم جميعاً و فيهم أناس قمت بخداعهم ... و أناس آخرون كانوا أذكى مني و جعلوني أبدأ من جديد .. و بين الضحايا و غيرهم يسير بي أربعة رجال لم أتعرف على أحدهم يبدو أنه يرغب في إنهاء الموقف بسرعة كأنه لم ينم جيداً هل كان يرقص طوال الليل و يلهو مع قرينات الشيطان يا ولـــــــــــــدي لا تفعل فسيأتي اليوم الذي تجهز فيه كل خطاياك و سوف تنسى أناس ظلمتهم و أناس طعنتهم و أناس لا تتذكرهم .. هم يعلمون عنهم سيقومون بأخذ حقهم منك و الذنب الذي اقترفته و تظنه صغيراً قد يتضاعف و إن لم يغفر لك الله لن تعبر اليه و ستشتم رائحة شواءك ... ترى هل سيكون المصير جحيماً ... أذكر أنني قمت بعمل الخير مراراً ... قد يتضاعف أيضاً ... لقد أخذوا مني نقوداً كي يتعلم من لا يستطيع ذلك .. هل أصبح طبيباً هل قدم شيئاً للإنسانية .. قد كنت الطفــــــــل الذي يحمل قلباً لا يرضى بإثم و كنت تقياً ... لم أقترف ذنباً إلا و علمت أنه يمكن غفرانه و ذنوبي قليلة آمل ألا تتضاعف .. قد قمت بأداء الحج مرة و عشر عمرات ... آمل أن إحدى العشرة فيها محو ذنوب ... يا ربي أقسم أنك لم تغب عن خاطري و أعلم أنك كريم و أعلم أنك رحيم .... الآن دخلوا الى بوابة داخلها قبور ... هل هذا مصيري ألن أستطع الذهاب بسيارتي الى حيث أشاء يوم الجمعة صباحاً أقوم بشراء ما يلزم بيتنا و أشتري افطــــــــــاراً و أذهب به الى البيت و أنظم مع الزوجة وجبة نشترك فيها سوياً و يمدح فيها الأبناء و طوال الأسبوع أبحث عن النقود و ألهث وراءها طوال الأسبوع في البلد العربي لا أدخر جهداً .. من سيدفع أقساط السكن الفاخر و البيت الذي على البحر مباشرة في مصر المحروسة و من سيدفع المدارس الأجنبية و مستقبل الصغير و التحضير لزواج البنت ....نزلوا بي أسفل ... يا الهي هل سيكون مظلماً أم ستنيره أعمالي ... هل هي حلوة نتيجتي .. هل نجحت ... هل فزت و وفرت عذاب جهنم ...هل فزت برؤياك يا رب السماء ... أم سيضيق القبر و سيكون المصير ما خفت منه طوال حياتي ... يا ( محمد ) يا ولدي لا تتركني وحيداً فأنا دوماً كنت أخاف من الظلمة .. لا تذهب خلفهم فهم قاموا بأداء المهمة ... هل ستنساني أنت أيضاً تذكر يا ( عمر ) كم كنت أعشق ضحكاتك و أنتي يا ( نورا ) عشت طوال حياتي أرغب في إسعادك

11 / 11/ 2015 م

11 / 11/ 2015 م
تعليق