إحساس بريء
بقلمي " أحمدخيـري"
بقلمي " أحمدخيـري"
" جميلة هى هذه المشاعر ..
اقولها دون أن أنطقها ...
وأنا أحتضن هذا الجسد الصغيـر ، وأضحك .. منتظرا الطبيب أن ينتهي من كتابة وصفته ، وعلاجه ، و يلملم " اداوته داخل حقيبته الصغيرة "
اعود لـ انظر إليه " فـ يمنحني اخيراً .. إبتسامة صافية " فـ ارد عليه في وقار ساخر مصطنع
- كلنا هذا الرجل يا أخي ، وكلنا مررنا بـ مثل هذه اللحظات ..
،
و أرجع بـ ذاكرتي لـ ساعة ماضية ..
و إتصاله الهاتفي الذي ايقظني .. ثم صوته المهزوز ، وانفاثه المتلاحقة ، والتي جعلتني اهرع اليه في سرعة متجاهلا " لذة النوم الجميل "
ثم إتصلت بـ صديقي الطبيب ، وانطلقنا إليه حتى وجدته ..
كان يحاول أن يبدو متماسك ، ولكن حركات اصابعه ، و إرتعاشة شفتيه " فضحته " فـ احتضنته في قوة " وهمست في اذنه :
- إذا اردت ان تبكي .. فـ ادخل غرفة اخرى ، ولا تظهر ضعفك ، وخوفك امام زوجتك ، وهذا الطبيب هكذا .
بدا لي كـ شخص اخر " غيـر أخي الذي اعرفه "..
ظهر ، و كأنه يريد ان يعود طفل .. كل مظاهر الثقة التي كانت عليه تلاشت ..
أو ذابت وسقطت ...
ذكرتني حادثته بـ شيء مشابه ...
فـ وجدتني أعود لـ الوراء قرابة الـ عشر سنوات ، فـ كنت ، وكأني هو الأن ..
ابتسم من نـفسي ساخرا ، وأؤنبها على دهشتها .
" ياللهول " أكلنا كذلك .. لماذا إذن نضحك على ضعف النساء ؟!
- نعم .. كم هو شاق ان ترى " فلذتك " تئن امام عيناك .. او تمرض "
- كم هو شاق " ان ترى هذا المخلوق .. الذي يجعلك " تبدو ، و كأنك " متكاملا إنسانيا " يتهاوى هكذا امام عينيك ، ولا تجزع ..
" كان الصغيـر " لا يـزال يصرخ من الالم والحرارة " والطبيب " يغرس في ذراعه " هذا المحقن ..
فـ يصرخ ثانيا " - باباااا
فـ التفت انا وابيه ... في نفس الوقت ، وقد اصابني شىء من الجزع .. أو كأن عدوى القلق إنتقلت إلي ..
أتحول بـ نظري إلى والدته .. فـ أجدها باكية في صمت ، وعيناها تتـضرع " راجية الشفاء "
فـ اهمس في اذنه محاولا تخفيف الوضع :
- ترى ماذا كان يفعل آبانا " ونحن صغار .. هل كان والدي مفزوعا؟ " مثلما انت الان ، و أنا في الماضي .
فلا يـرد علي .. فـ تومض في عقلي لحظات .. كان والدي فيها .. بين الفرح والحزن " نعم كم كان يفرح ، و نحن حوله .. نكبـر وننضج ..
كم كان يحزن حين نرسب او نفشل ..
أو كم كان يئن " مثلنا الان " إذا مرض احدنا أو .....
" تباً لهذه الذاكـرة اللعينة " لماذا تتحول الذكرايات .. بهكذا السرعة ، ولا تقف على مشهد ؟!
هاهى تتغيـر في رأسي ثانية .. يوم لامست صغيرتى " لـ أول مرة " كنت انظر إليها في دهشة ، وخوف " وانا اقول :
" أهذا الشىء الضئيل يعني أني اصبحت " أب " ياللهول ؟!
نعم كان هذا الشىء يومها ، وحتى الان " هو من ينتزع مني " دهشة وفرحة .. او ضحكة رغما عني " ....
،
و
أخيـرا ينتهي الطبيب من عمله ، و قد تغيـرت الحياة " وعادت إليها بسمتها "
فـ افيق عن شرودي ، وانا اتصنع السخرية .. من هذا الاب .. الذى ينتزع صغيره من يدي لـ يحتضنه "
في طريق عودتي ..
يسألني صديقي الطبيب :
- لماذا كنت تسخر منه هكذا ؟!
" ومن قال أني سخرت منه " هو شقيقي الأصغـر الا تعلم هذا "
" عجبا .. ظهرت لي وكأنك بلا مشاعر ، وانت تتعامل مع الموقف بـ لامبالاة منذ البداية .. والصغيـر كان في حالة خطرة فعلاً .
فـ ابتسمت لحظة ثم قلت :
" حقا يا صديقي .. لقد كنت اسخر من نفسي .. فـ كأني كنت انظر في مرآة ، وأنا أرى " هذه المشاعر ، وهذا الإحساس "
- عن أيـة مشاعر ، وأي إحساس تتحدث؟!
" إحساس الإبوة يا صديقي..
- إنه الشيء الوحيد " في داخلي " الذي يمكنك أن تعتبره
" إحساس بريء "
تمت .
تمت .
تعليق