إحساس بريء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    إحساس بريء


    إحساس بريء


    بقلمي " أحمدخيـري"

    " جميلة هى هذه المشاعر ..

    اقولها دون أن أنطقها ...
    وأنا أحتضن هذا الجسد الصغيـر ، وأضحك .. منتظرا الطبيب أن ينتهي من كتابة وصفته ، وعلاجه ، و يلملم " اداوته داخل حقيبته الصغيرة "
    اعود لـ انظر إليه " فـ يمنحني اخيراً .. إبتسامة صافية " فـ ارد عليه في وقار ساخر مصطنع
    - كلنا هذا الرجل يا أخي ، وكلنا مررنا بـ مثل هذه اللحظات ..
    ،
    و أرجع بـ ذاكرتي لـ ساعة ماضية ..
    و إتصاله الهاتفي الذي ايقظني .. ثم صوته المهزوز ، وانفاثه المتلاحقة ، والتي جعلتني اهرع اليه في سرعة متجاهلا " لذة النوم الجميل "
    ثم إتصلت بـ صديقي الطبيب ، وانطلقنا إليه حتى وجدته ..
    كان يحاول أن يبدو متماسك ، ولكن حركات اصابعه ، و إرتعاشة شفتيه " فضحته " فـ احتضنته في قوة " وهمست في اذنه :
    - إذا اردت ان تبكي .. فـ ادخل غرفة اخرى ، ولا تظهر ضعفك ، وخوفك امام زوجتك ، وهذا الطبيب هكذا .
    بدا لي كـ شخص اخر " غيـر أخي الذي اعرفه "..
    ظهر ، و كأنه يريد ان يعود طفل .. كل مظاهر الثقة التي كانت عليه تلاشت ..
    أو ذابت وسقطت ...
    ذكرتني حادثته بـ شيء مشابه ...
    فـ وجدتني أعود لـ الوراء قرابة الـ عشر سنوات ، فـ كنت ، وكأني هو الأن ..
    ابتسم من نـفسي ساخرا ، وأؤنبها على دهشتها .
    " ياللهول " أكلنا كذلك .. لماذا إذن نضحك على ضعف النساء ؟!

    - نعم .. كم هو شاق ان ترى " فلذتك " تئن امام عيناك .. او تمرض "
    - كم هو شاق " ان ترى هذا المخلوق .. الذي يجعلك " تبدو ، و كأنك " متكاملا إنسانيا " يتهاوى هكذا امام عينيك ، ولا تجزع ..
    " كان الصغيـر " لا يـزال يصرخ من الالم والحرارة " والطبيب " يغرس في ذراعه " هذا المحقن ..
    فـ يصرخ ثانيا " - باباااا
    فـ التفت انا وابيه ... في نفس الوقت ، وقد اصابني شىء من الجزع .. أو كأن عدوى القلق إنتقلت إلي ..
    أتحول بـ نظري إلى والدته .. فـ أجدها باكية في صمت ، وعيناها تتـضرع " راجية الشفاء "
    فـ اهمس في اذنه محاولا تخفيف الوضع :
    - ترى ماذا كان يفعل آبانا " ونحن صغار .. هل كان والدي مفزوعا؟ " مثلما انت الان ، و أنا في الماضي .
    فلا يـرد علي .. فـ تومض في عقلي لحظات .. كان والدي فيها .. بين الفرح والحزن " نعم كم كان يفرح ، و نحن حوله .. نكبـر وننضج ..
    كم كان يحزن حين نرسب او نفشل ..
    أو كم كان يئن " مثلنا الان " إذا مرض احدنا أو .....
    " تباً لهذه الذاكـرة اللعينة " لماذا تتحول الذكرايات .. بهكذا السرعة ، ولا تقف على مشهد ؟!
    هاهى تتغيـر في رأسي ثانية .. يوم لامست صغيرتى " لـ أول مرة " كنت انظر إليها في دهشة ، وخوف " وانا اقول :
    " أهذا الشىء الضئيل يعني أني اصبحت " أب " ياللهول ؟!
    نعم كان هذا الشىء يومها ، وحتى الان " هو من ينتزع مني " دهشة وفرحة .. او ضحكة رغما عني " ....
    ،
    و
    أخيـرا ينتهي الطبيب من عمله ، و قد تغيـرت الحياة " وعادت إليها بسمتها "
    فـ افيق عن شرودي ، وانا اتصنع السخرية .. من هذا الاب .. الذى ينتزع صغيره من يدي لـ يحتضنه "

    في طريق عودتي ..
    يسألني صديقي الطبيب :

    - لماذا كنت تسخر منه هكذا ؟!
    " ومن قال أني سخرت منه " هو شقيقي الأصغـر الا تعلم هذا "

    " عجبا .. ظهرت لي وكأنك بلا مشاعر ، وانت تتعامل مع الموقف بـ لامبالاة منذ البداية .. والصغيـر كان في حالة خطرة فعلاً .

    فـ ابتسمت لحظة ثم قلت :

    " حقا يا صديقي .. لقد كنت اسخر من نفسي .. فـ كأني كنت انظر في مرآة ، وأنا أرى " هذه المشاعر ، وهذا الإحساس "

    - عن أيـة مشاعر ، وأي إحساس تتحدث؟!

    " إحساس الإبوة يا صديقي..
    - إنه الشيء الوحيد " في داخلي " الذي يمكنك أن تعتبره
    " إحساس بريء "

    تمت .

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 12-04-2019, 15:50.
    https://www.facebook.com/TheCoster
  • وفاء الحسني
    أديب وكاتب
    • 09-11-2015
    • 50

    #2
    إحساس الإبوة يا صديقي..
    - إنه الشيء الوحيد " في داخلي " الذي يمكنك أن تعتبره
    " إحساس بريء "
    ------------------------

    بين الإحساس البريء
    وبراءة الإحساس
    الكثير من الكلمات التي ربما.....
    لا تقال

    دمت مبدعا
    تحية وتقدير

    وفاء
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الحسني; الساعة 23-11-2015, 09:33.
    @wafa_77999
    تويتر

    تعليق

    • أحمدخيرى
      الكوستر
      • 24-05-2012
      • 794

      #3
      [quote=وفاء الحسني;1147185]

      إحساس الإبوة يا صديقي..
      - إنه الشيء الوحيد " في داخلي " الذي يمكنك أن تعتبره
      " إحساس بريء "
      ------------------------

      بين الإحساس البريء
      وبراءة الإحساس
      الكثير من الكلمات التي ربما.....
      لا تقال

      دمت مبدعا
      تحية وتقدير

      وفاء
      [qu ote]

      اشكرك " اديبتنا المتألقة " على مرورك الطيب ..
      واسعدني تعقيبك الجميل ..

      دمت بكل خيـر .
      التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 24-11-2015, 16:57.
      https://www.facebook.com/TheCoster

      تعليق

      • أميمة محمد
        مشرف
        • 27-05-2015
        • 4960

        #4
        جميلة النهاية الموفقة التي رسمتها الأديب أحمد خيري...
        لك بصمة قصصية وطريقة سردية عفوية تجعل لقلمك حبر خاص
        و مهارات لم تتكشف جميعا بعد، طبعا الكاتب يحتاج الجهد لإظهار المزيد من قدراته.
        لم يخل النص من هنات املائية ونحوية وأظنك تكتب عفوا سرد الخاطر ولا تراجع إلا لماما تتسم نصوصك بالتلقائية
        وهي محببة ومقبولة من القارئ وتميز نصوصك الفكرة
        "هل كان مفزوع: الأصح هل كانوا مفزوعين؟ أو هل كان والدي مفزوعا؟
        زراعه: ذراعه
        ...
        البدء من منتصف أحداث القصة جميل وأضاف للقصة شيء من الحركية
        تقديري

        تعليق

        • أحمدخيرى
          الكوستر
          • 24-05-2012
          • 794

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
          جميلة النهاية الموفقة التي رسمتها الأديب أحمد خيري...
          لك بصمة قصصية وطريقة سردية عفوية تجعل لقلمك حبر خاص
          و مهارات لم تتكشف جميعا بعد، طبعا الكاتب يحتاج الجهد لإظهار المزيد من قدراته.
          لم يخل النص من هنات املائية ونحوية وأظنك تكتب عفوا سرد الخاطر ولا تراجع إلا لماما تتسم نصوصك بالتلقائية
          وهي محببة ومقبولة من القارئ وتميز نصوصك الفكرة
          "هل كان مفزوع: الأصح هل كانوا مفزوعين؟ أو هل كان والدي مفزوعا؟
          زراعه: ذراعه
          ...
          البدء من منتصف أحداث القصة جميل وأضاف للقصة شيء من الحركية
          تقديري

          اشكرك استاذة " أميمة"
          على مرورك الطيب ، وتم العمل بـ التصحيح ..
          كذلك اسعدني إعجابك بـ الفكرة ..
          وأتمنى قراءة بعض أعمالك هنا في القصة القصيـرة

          دمت بكل خيـر .
          https://www.facebook.com/TheCoster

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #6
            أشكرك أستاذ أحمد خيري على هذه الدعوة
            حقاً لست متخصصة في القصة القصيرة أخي أحمد ولكن لي مكوث قليل في كل درب أقرأ من هذا وذاك
            وأخترت أن أقرأ وأترك الكتابة لأهلها...
            لي محاولات قصصية بعضها لم أنشرها لأني لا أثق في جودتها
            وأجد نفسي في إبداء النصح أفضل لذا أخترت الإشراف وسامح الله عميدنا الموجي وجزاه عنا خيرا كنت أكتفيت بالإشراف في القصة القصيرة جداً..
            الأدباء الرجال أكثر قوة من الأديبات في كثير من الأحوال وليس كلها حتى لا تتهمني الأديبات.. تفرغ الرجال ولو الجزئي أحد أسبابه.
            رغم ذلك لي قصيصة أقرب للحكائية أنشرها للفائدة بمشيئة الله يسعدني رأيك فيها
            تحية.

            تعليق

            • أحمدخيرى
              الكوستر
              • 24-05-2012
              • 794

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
              أشكرك أستاذ أحمد خيري على هذه الدعوة
              حقاً لست متخصصة في القصة القصيرة أخي أحمد ولكن لي مكوث قليل في كل درب أقرأ من هذا وذاك
              وأخترت أن أقرأ وأترك الكتابة لأهلها...
              لي محاولات قصصية بعضها لم أنشرها لأني لا أثق في جودتها
              وأجد نفسي في إبداء النصح أفضل لذا أخترت الإشراف وسامح الله عميدنا الموجي وجزاه عنا خيرا كنت أكتفيت بالإشراف في القصة القصيرة جداً..
              الأدباء الرجال أكثر قوة من الأديبات في كثير من الأحوال وليس كلها حتى لا تتهمني الأديبات.. تفرغ الرجال ولو الجزئي أحد أسبابه.
              رغم ذلك لي قصيصة أقرب للحكائية أنشرها للفائدة بمشيئة الله يسعدني رأيك فيها
              تحية.
              يا سيدتي القصة " تكتب نفسها .. إذا وجدت الفكرة المناسبة .. ومن ثم تناولها .. وأنت ما شاء الله .. تجيدين التناول " مادمت برعت في النقد "
              وما الباقي الا بعض الممارسة ، والخيال ..
              لنحاول أن نصنع من ردك هذا قصة ..
              ترى كيف سـ تكون ؟!


              صفحات تتقلب امامي ، وها هو قلمي .. لا يـزال يعاندني .. لا يـريد إكمال القصة .. يكتفي " بـ حكائية .. أو نصيص قصصي قصيـر جداً "
              - ويحك أيها القلم .. لماذا تتوقف كلما أردت صنعها ؟!
              فـ يرد القلم في وقار :
              - اختـرت لك أن تكوني " ناصحة " تملكين " ميـزة " الإرشاد " الا يكفي كل هذا " ؟!
              فـ أنظر اليه في دهشة من رده .. و أحاول أن اجبـره الكتابة .. فـ يتلوى بين اصابعي ..
              - عجباً !!!
              " لماذا تعاندني هكذا .. في الماضي كنا أكثـر صداقة ، وقربا .. ترى هل صنعت ما ازعجك مني ، واغضبك هكذا ؟
              - ربما ... أسألي نفسك ..
              - ماذا صنعت .. لا أدري .. فلتقل لي ؟
              - نعم إنشغلت عني " بـ المكوث هنا ، وهناك " تتناوبين على دروب الادب ، و تتناسين " من سطر هذه الادبيات"
              " انت من أختـرت القراءة ، وتجاهلتي الكتابة .. أو كما تحاولين التنصل مني الان بـ قولك "
              الأدباء الرجال أكثر قوة من الأديبات في كثير من الأحوال ..
              - من قال ذلك ؟!
              - انت من قلتيها " في ردك على
              الكوستـر منذ قليل "
              - ربما كنت أحاول " تبرير " شيء ما .. فقد لمست في دعوتـه بعض التحدي ..
              - إذن لـ تكوني أهل لـ هذا " المتحذلق " ، وأعلني عن قبول دعوته .. وأنا سـ اساعدك ..
              - كيف ؟ ، وانت لا تزال تعاندني طوال الوقت ..
              - أن عزمت على الكتابة .. فـ لن اوقفك .. ولن اعاندك ثانية .. فقط اعلنيها الان ، وقولي " انا أهل لها "
              - ها أنا ذا " اهل لها "
              ،
              و

              التقطه ثانية لـ اسطر جملة .. فـ لا يتوقف عن الخط

              تمت .
              التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 26-11-2015, 18:36.
              https://www.facebook.com/TheCoster

              تعليق

              • أميمة محمد
                مشرف
                • 27-05-2015
                • 4960

                #8
                جميل... قصة فورية رائعة بين القلم والخاطر
                ها أنت تبدي قدرات قدرتها فيك من حسن ظني.
                القصة لا تكتب نفسها إلا بوجودها ووجود الموهبة واللحظة المناسبة "الإلهام"
                شكراً لرقيك أخي أحمد خيري

                تعليق

                • أحمدخيرى
                  الكوستر
                  • 24-05-2012
                  • 794

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                  جميل... قصة فورية رائعة بين القلم والخاطر
                  ها أنت تبدي قدرات قدرتها فيك من حسن ظني.
                  القصة لا تكتب نفسها إلا بوجودها ووجود الموهبة واللحظة المناسبة "الإلهام"
                  شكراً لرقيك أخي أحمد خيري
                  أنا من أشكرك سيدتي
                  على تواجدك العطر ، ونشاطك الجم ...
                  ،
                  و
                  في إنتظار قصتك

                  دمت بكل خيـر .
                  https://www.facebook.com/TheCoster

                  تعليق

                  • أميمة محمد
                    مشرف
                    • 27-05-2015
                    • 4960

                    #10
                    والشكر لك أيضا، وشكرا لنشاطك المتواصل، أتمنى لك التوفيق.
                    كتبت قصة في الملتقى الأدبي إذا وددت قراءتها، دمت بخير.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X