بعد 37 سنة ....أحمد الروائي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد الروائي
    • 25-11-2015
    • 1

    بعد 37 سنة ....أحمد الروائي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أحبتي القراء أقدم لكم أول مشاركة لي في المنتدى وكلي أمل أن تنال إعجابكم ،،،،،
    ....

    أنتظر الساعة الثالثة لأركب على متنها .....

    أجلس في مقاعد الإنتظار أنتظر إذن الركوب على الطائرة .....

    جالس أرتدي جلبابي الأبيض الناصع الملائكي .

    ألف عمامتي فوق رأسي ، و أرتدي مركوباً من جلد النمر ....

    أبدو ببشرتي السمراء كالكلمة الشاذة وسط هؤلاء الناس


    أنا محجوب الزين .. سوداني الهوا و الهوية

    هاجرت قبل 37 سنة إلى سوسيرا للعمل .

    لكني ذقت من ذات الكأس التي كتب عنها الشعراء في المهجر .
    كــأس الـحـنـيـــن إلـــى الــــوطـــن
    و ما أمّرَها من كأس !!

    تشتم أذناي أحاديث الناس من حولي و هم يتعجبون من مظهري . يبدو أنني السوداني
    الوحيد على هذه الرحلة .

    صدر ذلك الصوت الذي يشبه رنين جرس البرج و الذي يفيد إشعاراً من إدارة المطار

    "المسافرون على متن الرحلة 56 ـ السودان ... نأسف لتعطل الطائرة و سيتم تأجيل الرحلة حتى بعد يومين. شكراً "

    كان لوقع هذه الكلمات وقع الصاعقة عليّ .
    لا أستطيع الإنتظار يومين آخرين .

    عدت إلى شقتي خائباً كمن فارق محبوبته ...
    رحت أستمع إلى أغنية (( لــهــيــب الــشــوق )) من يستمع إليها يشعر بالحنين لمحبوبته
    إلا أنني أشتقت إلى تلك الرمال الذهبية في السودان .

    مضى يومان كالدهر...

    توجهت إلى المطار .. رأيت الطائرات تقلع الواحدة تقلع تلو الأخرى .
    ثم توجه بصري إلى السماء فكانت أصفى ما يكون .. كنت خائفاً أن تتعطل الرحلة بسبب الجو

    تذكرت تلك الأيام قبل 37 سنة ....
    تذكرت شرب الشاي وسط الجيران....
    تذكرت الأُناس البشوشين التي لا تفارق البسمة وجوههم الباهية ....
    تذكرت أمي و هي توقظني باكراً : " محجوب .. محجوب قوم أحلب الغنماية قُبّال تشرق "...
    تذكرت الأرض الزراعية الجافة عندما تغمرها المياه فتطلق رائحة كرائحة الطلح المبتل ....
    تذكرت .. و تذكرت...
    أبصرت من السيارة هؤلاء الناس فتمنيت أن أنزل من السيارة و أعانقهم فرداً فرداً على الأيام
    الرائعة التي قضيتها معهم .


    وصلت المطار و ترجلت من سيارة الأجرة ..
    ها أنا ذا أخط خطواتي نحو الوداع الأخير لسويسرا....
    وقعت عيناي على شجرة كانت واقفة مخضرة باهية
    و بالرغم من عدم وجود رياح
    رأيتها تحرك أغصانها و كأنها تودعني .


    ضچالـــنــــهايةضچ

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد الروائي; الساعة 28-11-2015, 13:29.
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    #2
    اهلا بك يا بن النيل ..
    جميلـة هى قصتك .. واسلوبك فيها " يشي بـانها ليست التجربة الاولى
    وإن كنت أرى ان القصة بدأت مع جملة :

    أنا محجوب الزين .. سوداني الهوا و الهوية
    وما قبلها كان نثـر اقرب إلى الخاطرة ..
    اسلوبك السردي رائع يا صديقي ، ورشيق لا يقفز ، ولا يتهيد .. بل هو متماسك ، و متـرابط كذلك
    بالمناسبة : اغنية " لهيب الشوق " لـ الراحل " محمود عبد العزيز " لم تكن تناسب احداث القصة ..
    لو كنت مكانك لـ اخترت " بلدي الحبوب ، او الطير المهاجر " لـ العبقري " محمد وردي "

    اخي "أحمد الروائي " سعدت بــقراءة " تجربتك الاولى " هنا
    وفي انتظار المزيد
    تقبل خالص تحياتي .
    https://www.facebook.com/TheCoster

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      أنتظر الساعة الثالثة ...
      هكذا وبدون مقدمات . لا وقت لدى بطل القصة للمقدمات وسرد الحكايات .
      أنا سوداني الهوا والهوية .. اسألوا محجوب الزين فهذا اسمي .
      مضى في المهجر 37 سنة .. آن أوان العودة لحلب الغنماية والتمرمغ في الرمال .
      أطول فترة زمنية قضاها في سويسرا هما " اليومين " التي تأجلَ فيهما موعد الرحلة
      المغادرة إلى الوطن .
      جميلة قفلة القصة . الأغصان والوداع
      تحياتي لك أخي أحمد
      فوزي بيترو

      تعليق

      • أسعد جماجم
        أعمال حرة
        • 24-04-2011
        • 387

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الروائي مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم

        أحبتي القراء أقدم لكم أول مشاركة لي في المنتدى وكلي أمل أن تنال إعجابكم ،،،،،
        ....

        أنتظر الساعة الثالثة لأركب على متنها .....

        أجلس في مقاعد الإنتظار أنتظر إذن الركوب على الطائرة .....

        جالس أرتدي جلبابي الأبيض الناصع الملائكي .

        ألف عمامتي فوق رأسي ، و أرتدي مركوباً من جلد النمر ....

        أبدو ببشرتي السمراء كالكلمة الشاذة وسط هؤلاء الناس


        أنا محجوب الزين .. سوداني الهوا و الهوية

        هاجرت قبل 37 سنة إلى سوسيرا للعمل .

        لكني ذقت من ذات الكأس التي كتب عنها الشعراء في المهجر .
        كــأس الـحـنـيـــن إلـــى الــــوطـــن
        و ما أمّرَها من كأس !!

        تشتم أذناي أحاديث الناس من حولي و هم يتعجبون من مظهري . يبدو أنني السوداني
        الوحيد على هذه الرحلة .

        صدر ذلك الصوت الذي يشبه رنين جرس البرج و الذي يفيد إشعاراً من إدارة المطار

        "المسافرون على متن الرحلة 56 ـ السودان ... نأسف لتعطل الطائرة و سيتم تأجيل الرحلة حتى بعد يومين. شكراً "

        كان لوقع هذه الكلمات وقع الصاعقة عليّ .
        لا أستطيع الإنتظار يومين آخرين .

        عدت إلى شقتي خائباً كمن فارق محبوبته ...
        رحت أستمع إلى أغنية (( لــهــيــب الــشــوق )) من يستمع إليها يشعر بالحنين لمحبوبته
        إلا أنني أشتقت إلى تلك الرمال الذهبية في السودان .

        مضى يومان كالدهر...

        توجهت إلى المطار .. رأيت الطائرات تقلع الواحدة تقلع تلو الأخرى .
        ثم توجه بصري إلى السماء فكانت أصفى ما يكون .. كنت خائفاً أن تتعطل الرحلة بسبب الجو

        تذكرت تلك الأيام قبل 37 سنة ....
        تذكرت شرب الشاي وسط الجيران....
        تذكرت الأُناس البشوشين التي لا تفارق البسمة وجوههم الباهية ....
        تذكرت أمي و هي توقظني باكراً : " محجوب .. محجوب قوم أحلب الغنماية قُبّال تشرق "...
        تذكرت الأرض الزراعية الجافة عندما تغمرها المياه فتطلق رائحة كرائحة الطلح المبتل ....
        تذكرت .. و تذكرت...
        أبصرت من السيارة هؤلاء الناس فتمنيت أن أنزل من السيارة و أعانقهم فرداً فرداً على الأيام
        الرائعة التي قضيتها معهم .


        وصلت المطار و ترجلت من سيارة الأجرة ..
        ها أنا ذا أخط خطواتي نحو الوداع الأخير لسويسرا....
        وقعت عيناي على شجرة كانت واقفة مخضرة باهية
        و بالرغم من عدم وجود رياح
        رأيتها تحرك أغصانها و كأنها تودعني .


        ضچالـــنــــهايةضچ

        تراكيب القصة و تعابيرها توحي لي بأنها ليست الأولى
        وأن كاتبها ملم بشروط القصة و ألوانها
        وقد سبق لي و ان قرأت شبهة لها في واحدة من المجلات الأدبية
        سنوات الثمانينات من القرن الماضي
        أمهلوني وسأسترجع وأستدرج المجلة المعنية
        لأقارن بين القصة الشبيهة و القصة المشبوهة أو
        بين الزيني بركات و محجوب الزين
        وشكرا

        تعليق

        • أحمدخيرى
          الكوستر
          • 24-05-2012
          • 794

          #5
          القصة بالفعل متواجدة في منتدى اخر وتحت عنوان " الحنين إلى الوطن " اعتقد انك على حق استاذ / اسعد
          https://www.facebook.com/TheCoster

          تعليق

          يعمل...
          X