كرباج ورا يا اسطى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    كرباج ورا يا اسطى



    كرباج ورا يا اسطى

    بقلمي : أحمدخيري

    اعلنت الساعة دقات الخامسة في " موقف الاتوبيس " ، واخذ الاستاذ " عبد الصبور " ناظر المحطة ..
    يراجع بعض الاشياء وينادي على السائقين داخل المحطة للاستعداد ..
    داخل الجراج كان الاسطى " عبد الباسط " يغمس صباع بقسماط بالجبنة البيضا ، و يرتشف معهم بعض الشاي .. وما ان سمع اسمه .. حتى تجرع المتبقي من الشاي قائلا ، وهو يتجشأ :
    " تمام يا ريس

    ثم اتجه إلى حافلته ، مع "حسين " محصل التذاكر ، والثاني يحيه قائلا :
    " صباحه ابيض يا عم عبده ..
    تنطلق الدورة الاولى فارغة نوعا.. يحتويها الصمت وشيء من برودة الصباح ..
    ومع مرور الوقت يزداد الزحام ، وينهمر تدافع المواطنين والركاب تباعا .. يمر الوقت بنفس الشكل الرتيب .. والمعتاد يوميا ، والناس تتدافع , وتزاحم وتقفز وتتعلق .. وصوت حسين المميز لا ينقطع .. بل يتعالى تدريجيا مع تزايد الزحام :
    " ورق يا استاذ .. حركة قدام .. الاتوبيس فاضي قدام يا حضرات

    او جملته الشهيرة كلما لمح " لص حرامي او نشال " وهو يهتف منبها الضحية :

    " خف يا لاساا .. ايديك يا سرفيس

    ويمر الوقت بهذا الشكل الرتيب، وعين " عبد الباسط " لا تفارق الطريق ، ولا مرآته الداخلية .. حتى يأتي الجزء الاسوء من السيناريو اليومي المكرر ، وبدأت مشاكل التحرشات .. ويرى هذه " السيدة البدينة " المتعلقة برقبة هذا الرجل النحيف ، وكأنها ستخلعها وهى تسبه بـ اقذع الالفاظ ، والركاب يحاولون تخليصه من يديها .. ثم تلتفت وتصفع هذه " الفتاة الصغيرة" التي تشبهها ، و تجذبها بقوة تجاه باب الخروج قائلة :

    " يالا ننزل من القرف ده .. قلت لك 100 مرة تلبسي الحجاب .. شوفتي كل كلب سعران عايز ينهش فيكي .. ربنا يخلصني منك ، ومن ابوكي فى يوم واحد ...


    يهمهم اكثر من صوت .. ردا على كلمات السيدة في تعاطف او سخرية .. ثم تزداد حدة التحرش تباعا .. من الطلبة ، و الحرفيين , و حتى بعض كبار السن ولا تسلم تلميذة او فتاة من الالتصاق او الغباء .. بعضهن يسلك سلوك هذه المرأة الشجاعة .. والبعض الاخر يكتفي بالنظرات واللكز بالكوع .. والاغلبية استسلمت لهذا الشىء المقزز . ولسان حال " الاسطى عبد الباسط " يقول :

    " ربنا يستر على بناتنا

    يستمر بقية اليوم بنفس الوتيرة و " حسين " المسكين لا يلاحق .. وهو يحاول دفع بعض الشباب عن التحرش :

    " اختك يا استاذ .. اختك يا كابتن .. حتى انت عيل .. احترم سنك يا استاذ

    ولكن فجأة ، و بدون سابق إنذار.. تتوقف التحرشات كلها مع ظهور هذه الفاتنة .. لم يكن لمثل هذه الفتاة .. ان تستخدم هذا الباص .. باي حال من الاحوال .. فلقد كانت جميلة بمعنى الكلمة .. جميلة الشكل والملبس والعطر .. وتركها الجميع تمر بينهم .. دون التصاق او تحرش !!!!
    وهى تبتسم في وجه كل من تمر بجواره .. حتى اجلسها ذلك الوقور .. الذى كان يشيح بوجه تجاه النافذة طوال الوقت كلما اقتربت منه امراة او فتاة او طفلة ..
    لتجلس في هدوء ، و يتجاذب معها اطراف الحديث .. ثم يخرج " تليفونه المحمول" ويتبادلا الارقام .. ويتجمع حولها كل الركاب " الذكور "
    وخرجت معهم كل التليفونات ، وتبادلت كل الارقام , وابتسامة هدوء مرتسمة على وجوه الجميع .. حتى ان بعض الفتايات ممن اشتكوا التحرش قبل قليل . ظهر عليهن الشعور بالغيرة .. من هذه التى خطفت الجو , ويعاملها الجميع بـ احترام و بدون تحرش .. واخيرا تنهض الفاتنة.. فيتحرك عدد كبير من معشر الركاب .. بعضهم يفسح الطريق ، و البعض الاخر عزم على النزول معها .. وهى توزع ابتسامتها وشكرها على الجميع ، و تعتذر لبعضهم ممن التصقت بهم عن " دون عمد " بسبب تحرك الباص ، والمطبات ..
    حتى كانت محطتها لتقفز في مرونة ورشاقة إحترافية .. جعلت " عبد الباسط " يبتسم ، و " حسين " يقول بصوت عالي :

    " اهى دى النسوان والا فلا .. جاتنا نيلة في حظنا الهباب
    ،
    و ..
    لم تمر دقيقة .. حتى تحسس هذا الوقور جيبه ، و كأنه سيخرج هاتفه المحمول ، ولكنها تعود فارغة ، مع ارتفاع عدة اصوات اخرى :

    " الموبيل .. التليفون .. راح فين التيفون .. الموبيل اتسرق .. وقف يا اسطى


    يتوقف الاسطى " عبد الباسط " في آلية وقلق ، وعيناه على " حسين الكمسري " تسأله ان كان هناك " لاسا او سيرفيس في الاتوبيس " ؟
    ، ولكن " حسين " يبتسم فى شماته .. وهو يتذكر هؤلاء ممن احتكت بهم الفاتنة قبل نزولها ..
    ويشير برأسه " على الطريقة الهندية " لـ الاسطى "عبد الباسط " بالمسير ، وصوته يعلو في مرح شامت

    - لاسا امووووور وعدى .. سرفيس معسل وقشــــــــط ..

    وخفت صوته وهو يقول :
    " ربنا بيسلط ابدان على ابدان .. عشن تبطلوا حك يا حلوين

    يأتيه صوت احد المسروقين وهو يقول:

    " اطلع على القسم يا اسطى

    و يرتفع صوت " حسين " ثانية باليته الكمسرية مقاطعا :
    " اه والنبى اطلع على القسم يا " عم عبده "
    ،
    و
    كرباج ورا يا اسطى
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 29-11-2015, 06:38.
    https://www.facebook.com/TheCoster
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    كرباج ورا يا اسطى على أبدان المحتكين المتحرّشين الخايبين
    نصيحة لوجه الله : كل واحد يخلّي باله من دماغه ، محفظته ، تلفونه ومن لغاليغو ..!
    تحياتي أخي أحمد
    فوزي بيترو

    تعليق

    • أحمدخيرى
      الكوستر
      • 24-05-2012
      • 794

      #3
      عفوا منك يااا صديقي " تأخرت في الرد .. لـ ارتباطي بسفر مفاجيء، وسريع ..
      واشكرك كالعادة على مرورك الطيب
      وياريت كل واحد يخلي باله من لغلوغه ..
      أنا سمعت أن كيلو اللالغليـغ وصل 50 دينار في الاردن ..
      الكلام ده صحيح ..على كده في مصـر ارخص كتيـر من عندكم .
      https://www.facebook.com/TheCoster

      تعليق

      يعمل...
      X