مأساةُ الياسمين..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد اللطيف السباعي
    شاعر وأديب
    • 09-08-2014
    • 119

    شعر عمودي مأساةُ الياسمين..

    مأساةُ الياسمين..
    عبد اللطيف السباعي

    كنتُ في عتْمةِ الحنينِ سَجينا = لا أناجي غَيرَ الفراغِ خَدينا
    في قطارٍ ينْسَلُّ منْ ذكْرياتي = أتمَلَّى شمْعاتِيَ الأرْبَعينا
    أرْقُبُ الأفْقَ منْ زجاجِ شُجوني = وهْوَ يَعْدو إلى الوراءِ حزينا
    فُتِحَ البابُ عنْ مُحَيًّا تجَلَّى = بيتَ شعرٍ لا يَقْبلُ التضْمينا
    بدْعةُ الحُسْنِ فيهِ فتْحٌ جديدٌ = نُبْصِرُ الضوءَ إثْرَهُ إنْ عَمِينا
    كلُّ لفظٍ يُرامُ في وصْفِهِ في = رَحِمِ العقْلِ ما يزالُ جَنينا
    غادةٌ غَضَّةُ الملامِحِ وَسْنى = قدْ تَخَطَّتْ سِنونَها العشْرينا
    أتْلفَتْني بنظرةٍ رَشَقَتْها = في تلافيفِ مهْجتي سِكِّينا
    لمْ تذرْ لي بِساحةِ النبضِ إلا = شَرَيانًا مُضَرَّجًا ووَتينا
    أتْبعَتْها بضَحْكةٍ مُشْتهاةٍ = أنْبتتْ في حُشاشتي يَقْطِينا
    أخْرَجَتْ بَغْتةً لُفافَةَ تِبْغٍ = لَفَّ منْ طيبِ شَكْلِها الوعْيُ حينا
    ثارَ ظنِّي ورُحْتُ أسْألُني هلْ = كانَ شكًّا ما عَنَّ لي أمْ يَقينا
    حينَ مُدَّتْ يدي بعودِ ثِقابٍ = شَعَّ نورُ العِرْفانِ منها مُبينا
    خِلْتُ أنِّي سَمِعْتُ للقُرْطِ جَرْسًا = كشَهِيقِي وللسوارِ رَنينا
    أوْمَأتْ لي ببَسْمةِ الثغْرِ جذلى = ثمَّ أحْنتْ بالاِمْتِنانِ الجَبينا
    أشْعَلتْها فأضْرمَتْ فِيَّ نارًا = قدْ خبَتْ من جِمارِ قلبي سِنينا
    وتعَجَّبتُ.. إنَّ أعْجَبَ شيءٍ = ربَّةُ الحُسْنِ تعْشَقُ التدْخينا!
    شَرِقتْ عَيْنُها بدَمْعِ كلامٍ = يحملُ الحرفُ فيهِ حُزْنًا دفينا
    فتحَتْ شُرْفةَ الحديثِ فقالتْ = أوْشَكَ الهَمُّ فيكَ أنْ يسْتبينا
    إنَّ في مُقْلتيْكَ موْجَ ادِّكارٍ = هاجَ في لُجَّةٍ تُقِلُّ سَفينا
    أصْغِ لي.. إنَّ لي حكايةَ جرحٍ = سوفَ تُنسيكَ بالتأسِّي الحنينا
    أنا يا شاردَ العيونِ سِراجٌ = أفَلَ الضوءُ منهُ حينَ أُهينا
    في انْتصافٍ منَ الزمانِ قريبٍ = لمْ أجِدْ لي على البلاءِ مُعينا
    عَضَّني فيهِ هِجْرِسٌ آدَمِيٌّ = يعْتلي في العَواءِ رُكْنًا رَكينا
    نَطَّ في مِزْهَريَّتي غِبَّ يوْمٍ = مُكْفَهِرٍّ فمَزَّقَ الياسمينا
    بعْدَها قدَّتِ الخطيئةُ ثوبي = نَصَبَتْ لي بكلِّ فجٍّ كَمينا
    ليْتني في الهوى رَبَأْتُ بحظي = فيهِ منْ أنْ أُدانَ أو أنْ أُدينا
    شَجَّني صَوْتُها الشَّجيُّ ابْتداءً = ثمَّ فاضتْ منهُ الحنايا أنينا
    فتواثبْتُ للكلامِ عَجولاً = بعدَ أن كنتُ بالكلامِ ضَنينا
    قلتُ إنَّ الحياةَ قدْ عَلَّمَتْني = في دُنا الرأيِ أنْ أكونَ أمينا
    نحنُ في قبْضةِ القضاءِ، سَواءٌ = أأبَيْناهُ أمْ بهِ قدْ رَضينا
    بُرْعُمُ الوردِ فيكِ مَوًَّالُ طُهْرٍ = كيفَ يرضى بذا الغثاءِ مَعينا؟
    لمْلمي الجُرْحَ ما أصابكِ ولَّى = فعْلُ ماضٍ لا يقبَلُ التسْكينا
    واظْعَني فوق هَوْدَجِ التوْبِ حتى = يسْكُنَ الروْعُ منْكِ أو يسْتكينا

    آيت اورير - المغرب
    02/11/2014


  • محمد تمار
    شاعر الجنوب
    • 30-01-2010
    • 1089

    #2
    قلتُ إنَّ الحياةَ قدْ عَلَّمَتْني = في دُنا الرأيِ أنْ أكونَ أمينا
    نحنُ في قبْضةِ القضاءِ، سَواءٌ = أأبَيْناهُ أمْ بهِ قدْ رَضينا
    بُرْعُمُ الوردِ فيكِ مَوًَّالُ طُهْرٍ = كيفَ يرضى بذا الغثاءِ مَعينا؟
    لمْلمي الجُرْحَ ما أصابكِ ولَّى = فعْلُ ماضٍ لا يقبَلُ التسْكينا
    واظْعَني فوق هَوْدَجِ التوْبِ حتى = يسْكُنَ الروْعُ منْكِ أو يسْتكينا


    بوركت وبورك نبضك شاعرنا الكبير
    أدّيت ما عليك من النصح بارك الله فيك
    حوار شعري مثير لا يقدر عليه إلاّ شاعر قدير..
    خالص مودتي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد تمار; الساعة 04-12-2015, 16:21.
    التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

    تعليق

    • محمد ابوحفص السماحي
      نائب رئيس ملتقى الترجمة
      • 27-12-2008
      • 1678

      #3
      الاخ العزيز الشاعر القدير عبد اللطيف السباعي
      تحياتي
      إطلالة فرحت بها .. فقد افتقدتك كثيرا..
      أما عن القصيدة .. فهل تفرز النحلة إلا عسلا؟؟ و هل تفيض شاعريتك إلا سلسلا؟؟؟
      مع خالص ودي و تقديري و إعجابي
      [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
      قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

      تعليق

      • عبد اللطيف السباعي
        شاعر وأديب
        • 09-08-2014
        • 119

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
        قلتُ إنَّ الحياةَ قدْ عَلَّمَتْني = في دُنا الرأيِ أنْ أكونَ أمينا
        نحنُ في قبْضةِ القضاءِ، سَواءٌ = أأبَيْناهُ أمْ بهِ قدْ رَضينا
        بُرْعُمُ الوردِ فيكِ مَوًَّالُ طُهْرٍ = كيفَ يرضى بذا الغثاءِ مَعينا؟
        لمْلمي الجُرْحَ ما أصابكِ ولَّى = فعْلُ ماضٍ لا يقبَلُ التسْكينا
        واظْعَني فوق هَوْدَجِ التوْبِ حتى = يسْكُنَ الروْعُ منْكِ أو يسْتكينا


        بوركت وبورك نبضك شاعرنا الكبير
        أدّيت ما عليك من النصح بارك الله فيك
        حوار شعري مثير لا يقدر عليه إلاّ شاعر قدير..
        خالص مودتي
        الأستاذ الشاعر محمد تمار..
        شكرا جزيلا لك على ما نثرتَ هنا من رياحين الثناء..
        تقبل تحياتي العطرة..

        تعليق

        • هيثم ملحم
          نائب رئيس ملتقى الديوان
          • 20-06-2010
          • 1589

          #5
          أهلاً بعودتك
          شاعرنا القدير واستاذنا الفاضل : عبد اللطيف السباعي
          رائع وأكثر هذا الحوار الشعري
          قصة شعرية جميلة من شاعر متمكن
          نصحت فأبدعت وأديت ما عليك
          بارك الله فيك
          والقصيدة للتثبيت
          مع أطيب المنى وخالص الود
          sigpic
          أنت فؤادي يا دمشق


          هيثم ملحم

          تعليق

          • خالد سرحان الفهد
            شاعر وأديب
            • 23-06-2010
            • 2869

            #6
            الشاعر الكبير عبد اللطيف السباعي
            لك بصمتك الشعرية المتميزة والمختلفة
            دائما أخرج من قصائدك محملاً بالعناقيد
            دمت شاعرا رائعا
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

            تعليق

            • ناظم الصرخي
              أديب وكاتب
              • 03-04-2013
              • 1351

              #7
              صور شعريه نابضة حية بهية ..
              تجمع الكلمات كقطع الفسيفساء وتحمل عبق الربيع ..
              شدهني هذا النص فأنتشيت حد الدهشة..
              بوركت ايها القدير..
              دمت شاعراً رائعا ً

              تعليق

              • عبد اللطيف السباعي
                شاعر وأديب
                • 09-08-2014
                • 119

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوحفص السماحي مشاهدة المشاركة
                الاخ العزيز الشاعر القدير عبد اللطيف السباعي
                تحياتي
                إطلالة فرحت بها .. فقد افتقدتك كثيرا..
                أما عن القصيدة .. فهل تفرز النحلة إلا عسلا؟؟ و هل تفيض شاعريتك إلا سلسلا؟؟؟
                مع خالص ودي و تقديري و إعجابي
                أخي العزيز الأستاذ محمد أبوحفص السماحي..
                أشكرك جزيل الشكر على تفضلك بقراءة النص والتعليق عليه بما يدل على ذائقتك الراقية وحسن تقديرك للشعر والشعراء الذين أنت منهم وإليهم..
                مودتي والتحيات

                تعليق

                • عبدالله جمعة
                  أديب وكاتب
                  • 19-10-2008
                  • 95

                  #9
                  رقراق المشاعر عبداللطيف السباعي

                  قصيدة تتسرب حروفها بين الضلوع إلى القلب فتخلد عليه كندى يأبى أن يجف من على أوراق الورد
                  وتمخترت هذا الأبيات بين أضلعي وكررتها مدندناً لجمال حسها وموسيقاها لا سيما ما لصق بيراعي أدناه:
                  تْلفَتْني بنظرةٍ رَشَقَتْها = في تلافيفِ مهْجتي سِكِّينا
                  لمْ تذرْ لي بِساحةِ النبضِ إلا = شَرَيانًا مُضَرَّجًا ووَتينا
                  أتْبعَتْها بضَحْكةٍ مُشْتهاةٍ = أنْبتتْ في حُشاشتي يَقْطِينا
                  أخْرَجَتْ بَغْتةً لُفافَةَ تِبْغٍ = لَفَّ منْ طيبِ شَكْلِها الوعْيُ حين


                  أمتعتنا امتعتنا فأمتعتنا
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله جمعة; الساعة 19-12-2015, 17:51.
                  لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ

                  تعليق

                  يعمل...
                  X