على خطى العرب
عَلى خُطَى العَرَبِ الأقْحَاحِ نقْتَحِمُ =مَدَائِناً عَانَقَتْ أَسْوارَهَا النُّجُمُ
مَدَائِنَ العِلْمِ إنْ عَزَّتْ مَنَافِذُهَا = فليسَ للصَّبرِ إلَّا الأُفقُ و القُدُمُ
مَا هَمَّنَا قَسْوَرٌ يحْمِي عَرَائِنَهَا = فَالعَزْمُ لَمْ تُثْنِهِ أُسْدٌ وَ لا أُجُمُ
لَا يُجْتَبَى الدُّرُّ إلَّا مِنْ مَكَامِنِهِ= فلنْ تراهُ وَأَنْتَ العَاجِزُ الهَرِمُ
يَا سَائِلَ النَّعْجَةِ العَجْفَاءِ عَنْ لَبَنٍ= يُجيْبُكَ الضَّرْعُ أَنَّ القَحْلَ يَنْتَقِمُ
فَالكَونُ فيهِ كتَابٌ إنْ نَظَرْتَ بهِ=عَلِمْتَ أَنَّا بداءِ الجَهْلِ نَتَّسِمُ
فَاسْألْ بِرِّبِكَ عَنْ عِلمٍ و مَنْزِلةٍ =مِنَ الكَريْمِ يَرَاهَا الرَّاشِدُ الحَكَمُ
وَكُنْ جَسُوْرَاً وَلَا تَجْزَعْ لِنَائِبَةٍ=فَالمَاسُ كَنْزٌ بِبَطْنِ الأَرْضِ يَنْتَظِمُ
و طَالِبُ العِلْم لا يَخْشَى مَوَانِعَهُ= كَمْ بَزَّ بالعِلْمِ مِنْ أَسْلَافِنَا عَلَمُ
هُمُ الرِّجَالُ ذُرَى الأعْرَافِ تَعْرِفهُمْ= وَالبيدُ و التّيهُ والأحْقَافُ والقِمَمُ
وَالبَحْرُ وَالشَّطُّ وَالأعْمَاقُ شَاهِدَةٌ=وَالسَيْفُ والرِّمْحُ وَالقِرْطَاسُ والقَلمُ
كَالبَاسِقَاتِ لَهُمْ في كُلِّ رَابيةٍ=طَلْعٌ نَضَيْدٌ يَرَاهُ السَّبْطُ وَالقَزَمُ
يَا قَارِىءَ الشِّعْرِ لا تَنْقُدْ مُنَقِّحَهُ = فَالشِّعْرُ بِدعٌ لَهُ الأفْذاذُ تَحْترِمُ
وَانْقُدْ بِرَبِّكَ ضَعْفاً فيْ قِرَاءَتِهِ = حَبْكُ الحُرُوْفِ لَهُ في دينِنَا نُظُمُ
فاقْرَأْ كِتَابَ إلَهِ الكَوْنِ مُقْتَدِيَاً =بِسُنَّةٍ مَا بِهَا ظُلْمٌ وَلا ظُلَمُ
فَكُلُّ حَرْفٍ مِنَ القُرْآنِ تَنْهَلُهُ =يَرْوي القُلُوْبَ بِمَا لَمْ تَرْوِهِ الدِّيَمُ
مُحَمَّدٌ يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ نَهَلَتْ=مِنْكَ الفَصَاحَةُ عُرْبُ الأرضِ وَالعَجَمُ
صَلَّى عَلَيْكَ إلهُ العَرْشِ يَا عَلمَاً= لِكلِّ مَنْ دِيْنُهُ الأخْلاقُ وَالقِيَمُ
تعليق