كتب مصطفى بونيف
نموت نموت وتحيا المرأة ...!!!

من ذا الذي يستطيع أن يكون عدوا للمرأة ؟؟
كلنا نحلم بهذا اللقب ولكننا لا نستطيع تحقيقه ، فضحكة المرأة ورقتها أكبر من أن نكن لها عداوة أو بغضاء ..وهي المحور والأساس في كل الأعمال الأدبية ...
جميل بن معمر ، رغم أن اسم والده معمر ، غير أن الناس ينادونه "جميل بثينة "...ولا نكاد نعرف شيئا عن قيس بن الملوح سوى أنه مجنون ليلى ، ولا نعرف عنه سوى ولعه بليلى العامرية ، التي أحبها حتى أصابه الجنون ..ليلى دخلت ، ليلى خرجت ، ليلى ذهبت عند الجيران ، ليلى تضحك ، وليلى تبكي ..
لم يترك لنا قيس تفصيلا إلا وخاض فيه من حياة محبوبته ليلى ، بل حتى أن خادمتها عفراء أصبحت نجمة أدبية !!!!
ليس أقل منه فارس الفرسان عنترة بن شداد ، الذي حارب جيوش الدنيا بشجاعة وبسالة ..لدرجة أن الرجل كان يتذكر محبوبته عبلة وهو وسط المعارك القاتلة
فنجده يقول : فوددت تقبيل السيوف لأنها *** لمعت كبــارق ثغرك المتبسم
، هل يعقل أن عنترة العاشق يغلب عنترة الفارس وهو وسط المعارك؟؟؟
وبعيدا عن شعراء القرون الغابرة ....
عباس العقاد ، الذي حاز على لقب عدو المرأة لسنوات طويلة بعد أن صنفها ضمن بقية الكائنات الحية في كتابه مجمع الأحياء ..فبعد أن تكلم عن القرود والفيلة والعصافير ...صدم المرأة بأن خصص لها الفصل الأخير في هذا الكتاب ...وكان يقول عنها بأنها المخلوق الثاني بعد الرجل ...
بعد سنوات طويلة ..خرج علينا العقاد بروايته الوحيدة "سارة " ..التي بكى واشتاق فيها إلى المرأة ..وأصبح يتمنى لمسة واحدة من يديها ...وعاش متيما بحب الكاتبة مي زيادة ...واندثر لقب عدو المرأة إلى الأبد ...!!
حتى نزار قباني ، الذي كتب دواوينا من الشعر السياسي الخطير ، ونفي من وطنه ، لا يذكر له الناس قصائده عن القدس والنكسة ومناهضة التطبيع ، ولكنهم يذكرون له بأنه شاعر المرأة ..وصاحب قصيدة "أحبك جدا " !!!
طبعا تتساءلون ...هل أنا من أعداء المرأة ؟؟؟
لا أتذكر بأنني في يوم من الأيام فكرت في عدائها ...ولا أعتقد بأنني سأفكر في ذلك يوما ما ..
أتفق معكم أن المرأة مخلوق يحب النكد ، ويجيب وجع الراس ، ويخنق حريتك ، ولكن سرعان ما يتلاشي غضبنا منها بمجرد أن تذرف الدموع الأولى من عينيها ..ساعتها أطول شنب يركض إليها وفي يده منديل ..وهو يقول "سلامتك من الآااااه " .
حتى في الإدارات والمصالح ...ما أجمل أن تدخل مكتبا فتجد امرأة تبتسم في وجهك ...وتقول لك ..أوامرك !!!
حدث وأن ضربت إحدى المعلمات طفلا في المدرسة ...
وفي المساء جاء والده وغضب الدنيا في وجهه ، وهو يصرخ ويلعن سنسفيل النساء ..كان يقول " ومن خرب الدنيا سوى المرأة ..؟؟ ثم يوكلون إليها تربية الأطفال في المدارس ...لم يفسد التعليم سوى النساء ...مكان المرأة في البيت ، "
وكان ناظر المدرسة يهدؤه ...ويخفف من غضبه ....في حين كان يقف الطفل تحت ظل والده وهو يشعر بالفخر والاعتزاز ..فلقد جاء والده الذي سيقتص له بالتأكيد من المعلمة .
أمر المدير بدخول المعلمة فاتي عليهم في المكتب ...
دخلت فاتي ..وكانت بسم الله ما شاء الله في الجمال ..طول ورشاقة ووجه مثل الصبح مبيض وشعر مثل الليل مسود ...
انبهر الأب أمام هذه اللوحة البشرية المرسومة بعناية الله ...ووقف يسبح ويحوقل ...ويهلل ....
وقف مرتعشا من مكانه وهو يبلع ريقه بصعوبه : أنت الآنسة فاتي ، معلمة الحمار اللي هو ابني ؟؟؟
أومأت المعلمة برأسها : نعم !
التفت الأدب إلى ولده بصفعة مباغتة وهو يصرخ :لماذا تغضب معلمتك يا حمار ..؟؟؟ هل يملك أحد أن يغضب القمر ؟؟؟ سأربيك من جديد أيها السافل ..
ثم نظر إلى المعلمة : سوف أذبحه وأشرب من دمه في البيت ...وإذا أغضبك مرة أخرى أرميه من أعلى الطوابق ولا يهمك شيئ ...!!!
ثم رفع صوته قائلا : إن وزارة التربية يحسب لها هذا الانجاز الرائع ، فلن يتعلم أبناؤنا أو يصلح حالهم إلا على يد مدرسات جميلات مثل الآنسة فاتي ..
وراح يحسد ابنه لأنه يراها كل يوم !!!
من أجل ذلك ..أنا اختصرت الطريق ، وأعلنت صداقتي للمرأة منذ البداية ...
نموت نموت ..وتحيا المرأة !!!!
مصطفى بونيف
نموت نموت وتحيا المرأة ...!!!

من ذا الذي يستطيع أن يكون عدوا للمرأة ؟؟
كلنا نحلم بهذا اللقب ولكننا لا نستطيع تحقيقه ، فضحكة المرأة ورقتها أكبر من أن نكن لها عداوة أو بغضاء ..وهي المحور والأساس في كل الأعمال الأدبية ...
جميل بن معمر ، رغم أن اسم والده معمر ، غير أن الناس ينادونه "جميل بثينة "...ولا نكاد نعرف شيئا عن قيس بن الملوح سوى أنه مجنون ليلى ، ولا نعرف عنه سوى ولعه بليلى العامرية ، التي أحبها حتى أصابه الجنون ..ليلى دخلت ، ليلى خرجت ، ليلى ذهبت عند الجيران ، ليلى تضحك ، وليلى تبكي ..
لم يترك لنا قيس تفصيلا إلا وخاض فيه من حياة محبوبته ليلى ، بل حتى أن خادمتها عفراء أصبحت نجمة أدبية !!!!
ليس أقل منه فارس الفرسان عنترة بن شداد ، الذي حارب جيوش الدنيا بشجاعة وبسالة ..لدرجة أن الرجل كان يتذكر محبوبته عبلة وهو وسط المعارك القاتلة
فنجده يقول : فوددت تقبيل السيوف لأنها *** لمعت كبــارق ثغرك المتبسم
، هل يعقل أن عنترة العاشق يغلب عنترة الفارس وهو وسط المعارك؟؟؟
وبعيدا عن شعراء القرون الغابرة ....
عباس العقاد ، الذي حاز على لقب عدو المرأة لسنوات طويلة بعد أن صنفها ضمن بقية الكائنات الحية في كتابه مجمع الأحياء ..فبعد أن تكلم عن القرود والفيلة والعصافير ...صدم المرأة بأن خصص لها الفصل الأخير في هذا الكتاب ...وكان يقول عنها بأنها المخلوق الثاني بعد الرجل ...
بعد سنوات طويلة ..خرج علينا العقاد بروايته الوحيدة "سارة " ..التي بكى واشتاق فيها إلى المرأة ..وأصبح يتمنى لمسة واحدة من يديها ...وعاش متيما بحب الكاتبة مي زيادة ...واندثر لقب عدو المرأة إلى الأبد ...!!
حتى نزار قباني ، الذي كتب دواوينا من الشعر السياسي الخطير ، ونفي من وطنه ، لا يذكر له الناس قصائده عن القدس والنكسة ومناهضة التطبيع ، ولكنهم يذكرون له بأنه شاعر المرأة ..وصاحب قصيدة "أحبك جدا " !!!
طبعا تتساءلون ...هل أنا من أعداء المرأة ؟؟؟
لا أتذكر بأنني في يوم من الأيام فكرت في عدائها ...ولا أعتقد بأنني سأفكر في ذلك يوما ما ..
أتفق معكم أن المرأة مخلوق يحب النكد ، ويجيب وجع الراس ، ويخنق حريتك ، ولكن سرعان ما يتلاشي غضبنا منها بمجرد أن تذرف الدموع الأولى من عينيها ..ساعتها أطول شنب يركض إليها وفي يده منديل ..وهو يقول "سلامتك من الآااااه " .
حتى في الإدارات والمصالح ...ما أجمل أن تدخل مكتبا فتجد امرأة تبتسم في وجهك ...وتقول لك ..أوامرك !!!
حدث وأن ضربت إحدى المعلمات طفلا في المدرسة ...
وفي المساء جاء والده وغضب الدنيا في وجهه ، وهو يصرخ ويلعن سنسفيل النساء ..كان يقول " ومن خرب الدنيا سوى المرأة ..؟؟ ثم يوكلون إليها تربية الأطفال في المدارس ...لم يفسد التعليم سوى النساء ...مكان المرأة في البيت ، "
وكان ناظر المدرسة يهدؤه ...ويخفف من غضبه ....في حين كان يقف الطفل تحت ظل والده وهو يشعر بالفخر والاعتزاز ..فلقد جاء والده الذي سيقتص له بالتأكيد من المعلمة .
أمر المدير بدخول المعلمة فاتي عليهم في المكتب ...
دخلت فاتي ..وكانت بسم الله ما شاء الله في الجمال ..طول ورشاقة ووجه مثل الصبح مبيض وشعر مثل الليل مسود ...
انبهر الأب أمام هذه اللوحة البشرية المرسومة بعناية الله ...ووقف يسبح ويحوقل ...ويهلل ....
وقف مرتعشا من مكانه وهو يبلع ريقه بصعوبه : أنت الآنسة فاتي ، معلمة الحمار اللي هو ابني ؟؟؟
أومأت المعلمة برأسها : نعم !
التفت الأدب إلى ولده بصفعة مباغتة وهو يصرخ :لماذا تغضب معلمتك يا حمار ..؟؟؟ هل يملك أحد أن يغضب القمر ؟؟؟ سأربيك من جديد أيها السافل ..
ثم نظر إلى المعلمة : سوف أذبحه وأشرب من دمه في البيت ...وإذا أغضبك مرة أخرى أرميه من أعلى الطوابق ولا يهمك شيئ ...!!!
ثم رفع صوته قائلا : إن وزارة التربية يحسب لها هذا الانجاز الرائع ، فلن يتعلم أبناؤنا أو يصلح حالهم إلا على يد مدرسات جميلات مثل الآنسة فاتي ..
وراح يحسد ابنه لأنه يراها كل يوم !!!
من أجل ذلك ..أنا اختصرت الطريق ، وأعلنت صداقتي للمرأة منذ البداية ...
نموت نموت ..وتحيا المرأة !!!!
مصطفى بونيف
تعليق