رواية: كلا

**وفاء حمزة** · 14-12-2015, 08:54

المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة

استاذة / وفاء
اشكرك لـ رحابة صدرك ..
ولي ملاحظة صغيرة " خارج إطار النقد " لان قصتك لم تكتمل بعد " حتى انقدها .
وهى عن " خروج السرد من حيز " صوت الراوي " الذي يصف الاحداث ، ولا يقحم نفسه فيها " كما جاء في مقدمة العمل " أو الحلقة الاولى ..
حيث جاء السرد "عن اسخاص تروين عنهم " ثم اختلف الامـر " مع الحلقة الثانية " لنجد الراوي " اصبح جزء من الحدث

في الحلقة الاولى ..
كان الراوي يسرد ويصف هكذا ..

هنا لم يكن الراوي " بطلا أو مشاركا في الاحداث من قريب أو بعيد .. وإنما " هو يصف ما يراه أو ما عايشه دون ان يذكر نفسه ..
تناقض السرد مع الحلقة الثانية لـ يصبح الراوي "جزء من الحدث " او انه احد الشخصيات " المشاركة في القصة " لـ نقل " عثمان " مثلا ..
جاء ذلك هكذا ..

وهذا التناقض السردي " لا يفيد العمل " فـ تداركه في البداية ، وجعل الراوي أما شخصية " محورية " ويعرف عن نفسه " من الحلقة الثانية بـ اضافة جملة " كنت معهم .. او أنا " فلان الفلاني " وهكذا
أو يتغيـر السرد " لـ يصبح الراوي " هو الشاهد المجهول عن الاحداث "

ودمت سيدتي بكل خيـر .

اهلا بك أستاذ أحمد خيري

أكيد .. لكن أنا في الورقة رقم 2 عملت تعديل على المتصفح ولم اتنبه !

نعم صوت الراوي لان القصة مرهقة احداثها مع بداية الحرب العالمية الأولى
واتمنى أن ينجح خيالي!

شكرا وشكرا وشكرا

كل التقدير

وفاء

**وفاء حمزة** · 14-12-2015, 18:49

اَلْخَرِيفُ شَجَرٌ كَرِيمٍ لَمْ يَكُنْ يُدْرِكُ أَنَّهُ حِينَ يُعَانِقُ اَلرِّيحَ سَتُنْثَرُ كُلِّ أَوْرَاقِهِ . . .
سَهِرَ وَقْتُهَا حَتَّى وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ . . . صَبَاحَ اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي وَبَعْدَ اَلْإِفْطَارِ اِقْتَرَبَتْ مِنْهُ وَقَبِلَتْ يَدَيْهِ ، سَأَلَنِي مِنْ أَنْتَ ؟
بَكَيْتُ وَأَنَا أَتَأَمَّلُ وَجْهُ أَبِي اَلَّذِي يُطِلُّ مِنْهُ ذَلِكَ اَلطِّفْلِ اَلضَّائِعِ ، اَلطِّفْلُ اَلَّذِي يُحَاوِلُ أَنْ يَلْتَقِطَ مِنْ أَطْرَافِ اَلذَّاكِرَةِ اَلْأَسْمَاءَ
مَعَ أَنَّ اَلْخَرِيفَ رَسَّام لَا يَحْتَرِفُ اَلتَّزْوِيرُ . . .
اَلْخَرِيفُ عَازِفَ وَرَقٍ . . .
مُوسِيقَارٌ يُحَرِّكُ اَلْعَصَا كَمَا يُحَرِّكُ اَلْخَرِيفُ اَلْغُصُون . . .

**وفاء حمزة** · 14-12-2015, 18:57

أَبِي يُرَدِّدُ أَسْمَاءً لِأَشْخَاصٍ لَا أَعْرِفُهُمْ !
أَصْبَحَ أَبِي بَيْنَ اَلتَّذَكُّرِ وَالنِّسْيَانِ . . .
وَكَانَ لِكُلِّ لَحْظَةِ صَفْحَةٍ فَارِغَةٍ إِلَّا مِنْ صَفَحَاتٍ لَا يَطْوِيهَا اَلنِّسْيَانُ
أَبِي اِكْتِمَالَ اَلْحُبِّ وَحِينَ يَكْتَمِلُ اَلْحُبُّ يَنْتَهِي . .
مُؤْلِم أَنَّ تَمَسُّحَ اَلذَّاكِرَةِ اَلصُّوَرَ ، وَالْأَكْثَرَ إِيلَامًا أَنْ يَلْتَقِطَ لَكَ اَلْآخَرِ صُوَرًا مُتَخَيَّلَةً .
أَبِي عَادَ طِفْلاً ، لَكِنَّهُ طِفْلٌ لَا يَكْبُرُ ، وَحِينُ يُصَغِّرُ اَلْكِبَارَ تَتْرُكُ اَلصُّوَرُ أَصْوَاتَهَا غَاضِبَةٌ .

**وفاء حمزة** · 15-12-2015, 06:22

أَبِي لَيْسَ هُوَ مَنْ يَتَكَلَّمُ مَعِي . .
مَنْ يَنْظُرُ لِي هُوَ اَلنِّسْيَانُ اَلَّذِي يُطِلُّ مِنْ عَيْنَيْهِ بَعْدَ أَنْ قَطْفِ اَلتَّذَكُّرِ قَبْلَ فَصَلْدِ اَلْقِطَاف وَأَهْدَى لِلذَّاكِرَةِ اَلْبَيَاضَ
أَبِي ذَهَبَ بَعِيدًا لَا أَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ !
وَلَا أَعْرِفُ كَيْفَ أَلْتَقِطُ صُورَتِي وَذَاكِرَتُهُ تَلْتَقِطُ لِي صُورَةُ خَارِجَ اَلْبِرْوَازِ
ذَاكِرَتُهُ كَشَجَرَةٍ قَطَفَتْ ثِمَارَهَا بَعْدَ نُضُوجِ اَلْخَرِيفِ . . .
وَذَاكِرَةُ اَلنِّسْيَانِ لَا يَسْكُنُهَا أَحَدًا ، لَا تَعُودُ حُزْنَهَا اَلْأَصَابِعَ اَلَّتِي تَمَسُّح عَلَى رَأْسِهِ
رَحَلَ وَحِيدًا بَعِيدًا وَانْهَمَرَ . . .
وَالْخَرِيفُ لَا يَفْعَلُ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَقْذِفَ بِالْوَرَقِ اَلتَّذَكُّرَ حَتَّى يَشِيخَ اَلنِّسْيَانُ .

**وفاء حمزة** · 15-12-2015, 09:01

اَلْفَصْل اَلثَّانِيَ

لَا تَغْمُرُ اَلسَّكِينَةُ نَسَائِمَ اَلْفَجْرِ إِلَّا حِينَ يَضُخُّ نُورَ اَلْأَذَانِ اَلْقَادِمِ مِنْ بُيُوتِ اَللَّهِ لِأَوْرِدَةِ اَلْحَيَاةِ
وَيَتَنَفَّسَ اَلْوُجُودُ اَلضِّيَاءُ مِنْ كُلِّ اِتِّجَاهٍ .
كَانَتْ اَلسَّمَاءُ تُمْطِرُ وَالْبَرْقُ يَحْتَضِنُ اَلرَّعْدُ وَيُصَافِحُ دَوَرَانُ اَلْغَيْمِ . . .
وَالْغُيُومُ قُلُوبُ لَهَا مَلَامِحُ اَلرَّاحِلِينَ .

**وفاء حمزة** · 16-12-2015, 11:53

دَخَلَتْ هَذَا اَلْفَجْرِ لِغُرْفَتِهِ بَعْدَ مُضِيِّ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ عَلَى رَحِيلِهِ !
كَانَ بِجَانِبِ سَرِيرِهِ بَعْضَ اَلْأَدْوِيَةِ وَمَجْمُوعَةُ مَفَاتِيحَ يَعْتَلِيهَا اَلْغُبَارُ ، أَخَذَتْ مِفْتَاحًا خَزَنَتْهُ اَلصَّغِيرَةُ وَحِين فَتَحْتَهَا وَجَدَّتُهَا فَارِغَةٌ إِلَّا مِنْ رِسَالَةٍ ! صَوْتِ اَلْمَطَرِ فِي اَلْخَارِجِ يَبْعَثُ فِي اَلنَّفْسِ اَلطُّمَأْنِينَةِ ، تَمَدَّدَتْ عَلَى اَلْأَرِيكَةِ بِجَانِبِ اَلنَّافِذَةِ .
وَبِهُدُوءِ فَتَحْتُهَا لِأَقْرَأَ : قَرَّرَتْ اَلْكِتَابَةُ عَنْ عَلَاقَتِي اَلْخَاصَّةِ بِلَوْحَةِ حَيَاتِي . . .
كَلَامِي صِحِّيٌّ ، خَالٍ مِنْ اَلسَّفَاسِفِ ، وَأَبْجَدِيَّتَيْ لَمْ تَدْهَسْ بِعَجَلَةِ اَلْمَاضِي ..
لَا شَيْءً يَمْنَعُنِي مِنْ اَلْوُصُولِ إِلَى عُمْقِ آذَانٍ مُمْتَلِئَةٍ بِلُعَابِ حِكَايَاتٍ مُفْرِطَةٍ بِالْهَيَجَانِ اَلْغَامِضِ .

**وفاء حمزة** · 16-12-2015, 11:56

أَنَا رَجُلٌ لَا أَمْلِكُ اَلْحِكْمَةُ ، لَوْ كُنْتُ حَكِيمًا لِحِكْمَتِكَ !
فَالْحَكِيمُ يَتَجَاوَزُ اَلْحَاكِم
لِأَنَّهُ يَتَجَاوَزُ مَعْرِفَتَهُ بِنَفْسِهِ إِلَى مَعْرِفَةِ اَلنَّاسِ ، وَمَعْرِفَةُ اَلنَّاسِ تَحْتَاجُ لِعُمْقِ اَلتَّجْرِبَةِ ، لِلْفِطْنَةِ
لِلِاسْتِغْبَاءِ اَلصَّاخِب ، وَالذَّكَاءُ اَلصَّامِتُ ، لِمُصَاحَبَةِ اَلْوَحْدَةِ ، لِتَنَفُّسِ كَوَارِثَ ، زَلَازِلَ ، زَوَابِعِ اَلتَّارِيخِ اَلْبَعِيدِ ..
لِتَحَمُّلِ اَلْعُقَلَاءِ اَلصِّغَارِ وَالْمَجَانِينَ اَلْكِبَارَ ..
لِتَجَاهُلِ اَلسَّعَادَةِ فِي أَوْجَاعِ اَلطَّيِّبِينَ ..
وَصَعَقَاتُ اَلْحُزْنِ فِي أَفْرَاحِ اَلْخُبَثَاءِ .

**وفاء حمزة** · 16-12-2015, 14:14

لَمُّ تَفَهُّمِي شَيْئًا ؟ !

وَأَنَا لَمْ أَفْهَمْ غَيْرُ أَنَّ اَلْحُكَمَاءَ لَا يَحْكُمُونَ .
وَأَفْهَمُ أَنَّهُ لَوْ أُطْعِمَتْ اَلْحَيَاةُ حُبِّي لَنْ تُصَابَ بِفَقْرٍ اَلْإِنْسَانِيَّةِ ..
وَمَعَ هَذَا لَمْ يَكْتَفِ حُبِّي لَكَ بِقِطْعَةٍ مِنْ قَلْبِي !

**وفاء حمزة** · 16-12-2015, 18:30

كَثِيرًا فَكَّرَتْ بِأَنَّ اَلْحُبَّ اَلْحَقِيقِيَّ أَصْغَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ اَلْحُبِّ اَلْمُتَخَيَّلِ !
اَلْمُتَخَيَّلِ يَدْخُلُ لِأَعْمَقِ نُقْطَةٍ فِي أَعْمَاقِ اَلنَّفْسِ . . .
يَتَغَلْغَلَ فِي زَوَايَا اَلْحَقِيقَةِ لِيُجَسِّدَ اَلْبُعْدُ اَلْآخَرُ لِلْوَجْهِ اَلْآخَرِ . . .
وَذَلِكَ يُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ اَلْإِنْسَانَ لَيْسَ عَدُوّ نَفْسِهِ فَقَطْ إِنَّمَا هُوَ مَنْ يَصْنَعُ عَدُوّهُ وَيَعْتَنِي بِهِ . . .
يُرَبِّيهُ حَتَّى يَكْبُرَ يَتَكَاثَرُ وَيُصْبِحُ مُقَاتِلٌ شَرِسٌ ..
يَصْعُبُ بَعْدَهَا اَلتَّخَلُّصُ مِنْهُ !

**وفاء حمزة** · 17-12-2015, 06:00

فَالْعَدُوّ اَلدَّاخِلِيُّ هُوَ اَلْأَقْسَى . . .
هُوَ اَلْأَدْهَى . . .
هُوَ اَلْأَشَدُّ فَتْكًا لِأَنَّهُ اَلْأَقْرَبُ وَالْأَكْثَرَ مَعْرِفَةً بِتَفَاصِيلَ وَمُوَاطِنِ اَلْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ . . .
وَلِقُوَّةِ اَلْإِنْسَانِ وَجْه وَاحِدٍ . . .
أَمَّا ضَعْفُهُ فَلَهُ عِدَّةُ وُجُوهٍ .

**وفاء حمزة** · 17-12-2015, 12:19

اَلْحَيَاة صِرَاعَ بَيْنَ اَلْحَقِيقَةِ وَاللَّاحَقِيقَة
وَأَصْعَبُ مَا يُوَاجِهُ اَلْإِنْسَانُ حَقِيقَةَ تِلْكَ اَلْوُجُوهِ اَلَّتِي يَحْمِلُهَا وَلَا تَحَمُّلُهُ ، يَسْكُنُهَا وَلَا تَسْكُنُهُ . . .

**وفاء حمزة** · 18-12-2015, 10:06

فَفِي رِحْلَةِ اَلْبَحْثِ عَنْ اَلسَّكِينَةِ مُعْظَمِنَا لَا يُدْرِكُ أَنَّ اَلْعَدُوَّ لَيْسَ خَلْفَنَا وَلَا أَمَامَنَا وَلَا بِصُحْبَتِنَا . . .
لَا يَتَنَبَّهُ أَنَّ لِلْعَتَمَةِ أَكْثَرَ مِنْ عَيْنٍ لَا يَرَاهَا وَتَرَاهُ ..
وَأَنَّ لِلْخَائِنِ أَكْثَرَ مِنْ شِفَاهٍ فِي كُلِّ حُبٍّ تَنَادَيْنَ عَلَيْهِ ..
وَأَنَّ لِلشَّرِّ مَلَامِحَ لَا يَعْرِفُهَا وَتَعَرُّفِهِ لَا يَتَّبِعُهَا وَتَتْبَعُهُ . . .
تَلَاحُقُ عَدُوّهَا اَلْخَيْرِ . . . تَوْأَمُهَا ! اَلْإِنْسَانُ نَفْسُهُ .

**وفاء حمزة** · 18-12-2015, 10:26

أَنَا رَجُلٌ لَا أُبْدِلَ قِيَمِيٌّ وَمَبَادِئِي لَأَرْبَحَ رِضَا أَيْ كَانَ
وَقَدْ أُبْدِلَ كُلًّا مِنْ أَعْرِفُهُمْ مِنْ أَجْلِ قِيَمِيٍّ وَمَبَادِئِي
فَيَقِينِيٌّ أَنَّ اَلْحَيَاةَ مُعَادَلَةَ زَائِدٍ وَنَاقِصٍ وَالشَّخْصِيَّة اَلنَّاقِصَةِ لَا تَلْزَمُنِي . . .

**وفاء حمزة** · 18-12-2015, 17:09

لَا أَعْتَذِرُ لِشَخْصٍ لَا تَعَجُّبَهُ شَخْصِيَّتَيْ
لِأَنِّي مُعْجَبٌ بِنَفْسِي بِمَا يَكْفِي
وَأَنَّ أَكْثَرَ مَا أَمْقُتُ فِي اَلْحَيَاةِ اَلتَّكْرَارُ
وَالنَّسْخُ اَلْمُكَرَّرَةِ .

**وفاء حمزة** · 19-12-2015, 08:52

كَانَ اَلْفَقْرُ هُوَ اَلْأَبُ اَلْحَقِيقِيُّ لِأَلَمٍ كَانَ قَدْ زَحَفَ عَلَى جَسَدِ اَلْحَيَاةِ كَأَفْعَى تَضَعُ أَمَامِي سَوَادُ حَتَّى بَدَتْ اَلْحَيَاةُ حُلْمًا ضَيِّقًا
إِلَّا إِنَّنِي لَمْ أَسْمَحْ لِلْيَأْسِ أَنْ يَقُولَ لِي إِنَّ قَامَتَكَ أَقْصَرَ مِنْ اَلطَّرِيقِ إِلَى رَغِيفِكَ .
كُنْتَ أَسِيرُ عَلَى دَلِيلٍ ، وَأَعْلَمَ أَنَّ حَقِيقَةَ اَلثَّرَاءِ لَحْظَةً تَتَفَتَّحُ بِهَا فُصُولَ اَلْحَيَاةِ .

رواية: كلا

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

ما الذي يحدث