بركات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    بركات

    عاد إلى كوخه قلقا ومتعبا، فالعمل طيلة يوم في تشييد المنازل و العمارات مرهق ما في ذلك شك، و إلا، جرب أن تحمل كيس إسمنت إلى الطابق الرابع، مازال العمل جسديا لم تستطع الآلة زحزحته. نفض عنه غبار التعب قبل أن يلج مأواه.
    دفع الباب و دخل، عذرا، فكوخه لا باب له، إنه مشرع على فساحة السماء، غير أن السماء لم تبادله انفتاحا، ظلت مغلقة في وجهه رغم توسلاته التي أذابت الصخر و قلبه، ذلك أن مفتاحها لا يمتلكه، و السر لدى تلك القلة التي عرفت الكلمة فاستحوذت عليها. ثم إنه أمي، لم تسعفه الظروغ للتعلم، أبوه سار خلف حماره يبيع سقط المتاع و لم يفكر أبدا أن يسجل ابنه في مدرسة ما، كان ذلك من الكماليات، و هو يناضل بصبر للحصول على كسرة تسكن الجوع إلى حين.
    استقبلته ابتسامة الأبناء و الزوجه، يعتز بالفعل لأنه يراه بمثابة دلو ماء دافئ يزيح عن كاهله ما تراكم من عياء. مد الزوجة بالكيس، سارعت إلى حمله إلى المطبخ، أقصد، إلى ركن في الكوخ اتخذ لتهييئ الطعام. وضعت الزيتون في صحن، و صبت العدس في آخر، و هيأت الشاي، ثم حملت كل ذلك إلى الطاولة و قد تحلق حولها القوم.
    و بعد شبع تمدد الجميع فوق الحصير للنوم. و العجيب أنه سريعا ما داعب أجفانهم.
    الأب في جهة و الأم في أخرى، و تجمع بينهما الرغبة المتأججة، يرسل شهوته عبر الأثير لا يشعر بها الأبناء، فتلتقي بها، وسط الطريق، استجابة الزوجه، فيتحقق الحب المغسول من أدران الزمن، فيكون الحمل العجيب. تلك كانت طريقتهم في التكاثر لما ازداد البكر.
    لم يكن قلقله على ابنه الأكبر الذي نما بسرعة و استطال حتى إنه بدأ يسد بقامته الفرعاء الباب، و يقف حاجزا أمام نزواته بنزواته. يسمع كل ليلة تنهداته الساخنة فيضطرب فؤاده من طاقة قد تصرف في غير محلها. لقد رآه ما مرة يتلصص على ابنة الجيران. ورآه يصرف بيده فائض الرغبة بعينين جاحظتين..
    لم يكن قلقه عليه لأنه لم يتابع دراسته لسببين: أولهما أنه لا يمتلك مالا ليصرفه عليه و على إخوته. ثانيهما أن المدرسة اليوم لم تعد للترقي الاجتماعي، فطوابير المعطلين خير شاهد، فلاداعي للشواهد.
    إنهم تمكنوا من كسب رزقهم كباعة متجولين، يعودون كل مساء بحصيلتهم التي تمكنهم من مواجهة أعباء الحياة. لقد صاروا رجالا، و توفير ما فاض لبناء دور تأويهم في هذا المجرى اليابس، بإسكات عيون السلطة بقليل مما تيسر، حتى تسمح لهم بتشييد براكاتهم الحقيرة.
    فما الذي جعله قلقا؟
    ما يقلقه حقا هو تلك الغيمة الشريدة وقد ظهرة على حين غرة فحركت بداخله ألما ظن أن الأعوام قد مسحته من ذاكرته، لكنه اليوم يطفو من جديد كقشة تصارع النسيان.
    رآها غيمة لعوب سرعان ما ستقبل عليها أخريات يرغبن في اللعب. يشكلن طاقة جبارة تنهمر لعابا يسيل كالسيل من فم السماء فينطلق في لعبة مسح ما يعيق سعادة مجراه.
    يتذكر أن كوخهم كان عنيدا، غير أن قوته كانت من الضعف بحيث انجرف بقوة، وأن كل أفراد اسرته قد انمسح حضورها إلا هو الذي نجا بأعجوبة.
    الآن، وهي تتشكل أمامه كثعبان يسعى إلى نفث سمه في ألارض فيهزها ألما، هل تكفي الصرخة للإيقاظ؟
  • وفاء حمزة
    أديب وكاتب
    • 11-12-2015
    • 628

    #2
    البداية مشدودة وممتازه للحقيقة لكن مع بدية هذا السطر

    (ما يقلقه حقا هو تلك الغيمة الشريدة وقد ظهرة على حين غرة فحركت بداخله ألما ظن أن الأعوام قد مسحته من ذاكرته، لكنه اليوم يطفو من جديد كقشة تصارع النسيان.

    رآها غيمة لعوب سرعان ما ستقبل عليها أخريات يرغبن في اللعب. يشكلن طاقة جبارة تنهمر لعابا يسيل كالسيل من فم السماء فينطلق في لعبة مسح ما يعيق سعادة مجراه.

    يتذكر أن كوخهم كان عنيدا، غير أن قوته كانت من الضعف بحيث انجرف بقوة، وأن كل أفراد اسرته قد انمسح حضورها إلا هو الذي نجا بأعجوبة.

    الآن، وهي تتشكل أمامه كثعبان يسعى إلى نفث سمه في ألارض فيهزها ألما، هل تكفي الصرخة للإيقاظ؟)

    وعليه نهاية القصة ضاعت منك وضيعت المتلقي معك!

    وخارج النص ..
    أرفع لرئيس الموقع طلبا بأن يسحب منك الاشراف لأنك نشرت أربعة نصوص دفعة واحدة !!
    وفي ذات الوقت وأنت كمشرف خرجت ولم تعلق على أي نص!!
    وعليه أنت لا تستحق أي صلاحيات هنا!!

    تحية وتقدير
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء حمزة; الساعة 13-12-2015, 04:20.
    https://www.facebook.com/profile.php...ibextid=uzlsIk

    تعليق

    • عبدالرحيم التدلاوي
      أديب وكاتب
      • 18-09-2010
      • 8473

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة وفاء حمزة مشاهدة المشاركة
      البداية مشدودة وممتازه للحقيقة لكن مع بدية هذا السطر

      (ما يقلقه حقا هو تلك الغيمة الشريدة وقد ظهرة على حين غرة فحركت بداخله ألما ظن أن الأعوام قد مسحته من ذاكرته، لكنه اليوم يطفو من جديد كقشة تصارع النسيان.

      رآها غيمة لعوب سرعان ما ستقبل عليها أخريات يرغبن في اللعب. يشكلن طاقة جبارة تنهمر لعابا يسيل كالسيل من فم السماء فينطلق في لعبة مسح ما يعيق سعادة مجراه.

      يتذكر أن كوخهم كان عنيدا، غير أن قوته كانت من الضعف بحيث انجرف بقوة، وأن كل أفراد اسرته قد انمسح حضورها إلا هو الذي نجا بأعجوبة.

      الآن، وهي تتشكل أمامه كثعبان يسعى إلى نفث سمه في ألارض فيهزها ألما، هل تكفي الصرخة للإيقاظ؟)

      وعليه نهاية القصة ضاعت منك وضيعت المتلقي معك!

      وخارج النص ..
      أرفع لرئيس الموقع طلبا بأن يسحب منك الاشراف لأنك نشرت أربعة نصوص دفعة واحدة !!
      وفي ذات الوقت وأنت كمشرف خرجت ولم تعلق على أي نص!!
      وعليه أنت لا تستحق أي صلاحيات هنا!!

      تحية وتقدير
      السيدة وفاء
      أشكرك على عنايتك بالنص؛ قراءة وملاحظة
      سأصحح: ظهرت، لتظهر جيدا
      هل ضيعت النص والقارئ معا ؟ تلك وجهة مظرك الخاصة، فقد وجدت الكثير من قراء هدا النص قد ساروا على هدي الأحداث من دون تيه
      مع شكري لأخي مصطفى الصالح الذي كانت له وقفة بانية، وأستاذي القدير، سيدي ربيع، الذي قدم توجيهات بانية
      أما عن الإشراف، فأنا أتنازل لك عنه، لا أريده، فهو مسؤولية ثقيلة، لم أنهض بها منذ مدة ، إنه لك. وبكل محبة.

      تعليق

      • وفاء حمزة
        أديب وكاتب
        • 11-12-2015
        • 628

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
        السيدة وفاء
        أشكرك على عنايتك بالنص؛ قراءة وملاحظة
        سأصحح: ظهرت، لتظهر جيدا
        هل ضيعت النص والقارئ معا ؟ تلك وجهة مظرك الخاصة، فقد وجدت الكثير من قراء هدا النص قد ساروا على هدي الأحداث من دون تيه
        مع شكري لأخي مصطفى الصالح الذي كانت له وقفة بانية، وأستاذي القدير، سيدي ربيع، الذي قدم توجيهات بانية
        أما عن الإشراف، فأنا أتنازل لك عنه، لا أريده، فهو مسؤولية ثقيلة، لم أنهض بها منذ مدة ، إنه لك. وبكل محبة.

        أنا تذكرتك والله كنت نسيت قلمك
        حقيقة لا اقيم قلم الأستاذ ربيع ولا الصالح لانهم لاا يكتبون هنا!
        لكن أنت تكتب هنا تقريبا القصة كما يجب
        والذي يقول أنا لا اتعلم فقد سقط
        كلنا لا نكبر إلا بطلب التعليم المستمر
        وبإذن االله سأتعلم منك

        بخصوص الاشراف شكرا أنا لا احب الاضواء
        انسانه كما ترى على قارعة الاسماء

        تقديري لك
        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء حمزة; الساعة 13-12-2015, 08:21.
        https://www.facebook.com/profile.php...ibextid=uzlsIk

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء حمزة مشاهدة المشاركة
          أنا تذكرتك والله كنت نسيت قلمك
          حقيقة لا اقيم قلم الأستاذ ربيع ولا الصالح لانهم لاا يكتبون هنا!
          لكن أنت تكتب هنا تقريبا القصة كما يجب
          والذي يقول أنا لا اتعلم فقد سقط
          كلنا لا نكبر إلا بطلب التعليم المستمر
          وبإذن االله سأتعلم منك

          بخصوص الاشراف شكرا أنا لا احب الاضواء
          انسانه كما ترى على قارعة الاسماء

          تقديري لك
          شكرا لك لأنك تذكرتني، وشكرا لك على ردك.
          مازلت أقول: إنني أحبو في ميدان الكتابة، ولست قاصا ولا هم يحزنون.
          ما حز في نفسي أنك قلت: أنت لا تستحق الإشراف، وتطلبين من المدير نزعه عني، وما علمت أني ما طلبته ولا سعيت إليه، وما أحببت الأضواء، والإشراف لا يحقق نجومية بل وجع رأس، وكثيرا من الخصومات. لذا، أرجو إعفائي منه، وليتحمله من يرغب فيه. أتنازل عنه بكل ود.
          ودي

          تعليق

          • محمد محضار
            أديب وكاتب
            • 19-01-2010
            • 1270

            #6
            نص جميل أخي العزيز عبد الرحيم شكلا ومضمونا ، وأنا سعيد بالقراءة لك في هذا الجنس الأدبي وقد تعودناك واحدا من رواد القصة القصيرة جدا ، بقي لي سؤال بسيط يتعلق بالغيمة الشريدة ، هل سيدة في حياة الأب أم الإبن ؟؟؟؟ تحياتي لك أيها الصديق العزيز
            sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

            تعليق

            • وفاء حمزة
              أديب وكاتب
              • 11-12-2015
              • 628

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
              ما حز في نفسي أنك قلت: أنت لا تستحق الإشراف، وتطلبين من المدير نزعه عني، وما علمت أني ما طلبته ولا سعيت إليه، وما أحببت الأضواء، والإشراف لا يحقق نجومية بل وجع رأس، وكثيرا من الخصومات. لذا، أرجو إعفائي منه، وليتحمله من يرغب فيه. أتنازل عنه بكل ود.
              ودي
              لا تحزن استفزني أنك مشرف ولاا تشارك الااقلام !!
              عموماا أنا اعذر الرجال لان اكثرهم يعمل ولا يجد الوقت
              وقلمك يستحق الأجمل بدون مجاملة جميل جدا جدا
              اقرأ لك بمتعه

              تحية وتقدير

              وفاء
              https://www.facebook.com/profile.php...ibextid=uzlsIk

              تعليق

              • عبدالرحيم التدلاوي
                أديب وكاتب
                • 18-09-2010
                • 8473

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة وفاء حمزة مشاهدة المشاركة
                لا تحزن استفزني أنك مشرف ولاا تشارك الااقلام !!
                عموماا أنا اعذر الرجال لان اكثرهم يعمل ولا يجد الوقت
                وقلمك يستحق الأجمل بدون مجاملة جميل جدا جدا
                اقرأ لك بمتعه

                تحية وتقدير

                وفاء
                لا عليك، أستاذة وفاء
                منذ مدة لم أفعل إشرافي.
                وأشكرك على رأيك.
                دمت بخير.
                ودي

                تعليق

                • عبدالرحيم التدلاوي
                  أديب وكاتب
                  • 18-09-2010
                  • 8473

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد محضار مشاهدة المشاركة
                  نص جميل أخي العزيز عبد الرحيم شكلا ومضمونا ، وأنا سعيد بالقراءة لك في هذا الجنس الأدبي وقد تعودناك واحدا من رواد القصة القصيرة جدا ، بقي لي سؤال بسيط يتعلق بالغيمة الشريدة ، هل سيدة في حياة الأب أم الإبن ؟؟؟؟ تحياتي لك أيها الصديق العزيز
                  صديقي المبدع الراقي، سيدي محمد محضار
                  أشكرك على تشريفي وحرفي بتعليقك القيم، وبقراءتك العميقة والسديدة.
                  لنقل إن الغيمة هي سيدة الرجلين معا، وفي ذلك منافسة بينهما.
                  دمت مشرقا.
                  محبتي

                  تعليق

                  يعمل...
                  X