بسم الله الرحمن الرحيم
مجموعة قصصية بقلم الأديب المصري الكبير : فريد بن عبد الرحمن البيدق
1)
انحصار
انطلقت أشعة عينيه الكالة مخترقة المكان المحدود، لم ير شيئا .. أحدّ نظراته، لا يرى شيئا .. زادت محاولة إحداده النظر، فجأة ترك المحاولة هازئا ساخرا .. خطا في المكان خطو الحائر، دارهنا وهنا، هم بمغادرة شقته .. قبل أن يستعد وصلته عبثية المحاولة؛ إلى أين سيذهب؟ عاوده الهم:
-ستضرب قدماك الطريق زمنا وتعود!
لم يستسغ ..أمسك قلمه، حاول الخط.. أبى القلم، ألقاه بعيدا .. احتوى وجهه بيديه .. كف عن إرسال نظره الكال في المساحة المحدودة .. استلقى مستسلما، لمست أصابعه الكتاب، أزاحه، أفسح لجسده سنتيمترات، ضحك من المسافة ..اعتدل مستحضرا الخطو الحائر!
2)
حلم الغضب!
ملأت الجيوب بالحصى المسنونة .. خرجت كما يقول الحلم، الغيظ، الأمل .. صباحا يخرجون من بيوتهم بعد إفطار أو لا إفطار .. يركبون السيارات إلى هناك حيث العمل، وانتظاري لهم .. أرى الأول، تتحرك يدي اليمنى إلى الجيب الأمامي .. تلتقط الحجارة الصغيرة المفتتة .. تفذفها غضبا، سخطا ..وقعت على رأسه، عينه، أذنه، لم تصل فمه .. سار وتبعته .. ظهر الآخر، وقف ينظر في ذهول الفعل، ألقمت الفم حجرا ..أطبق الشفتين، سار .. تبعته، عبثت يدي بالجيب الأمامي، لم أجد ..ظللت أتبعه ويدي تبحث عن سلاحي!!
3)
خوف
انقبضت أصابعه على أصابع الصغير، توقف داخل نفسه، أبت قدماه التوقف .. نظر إلى الصغير:
-وحدي دون الآخرين تأخذ بيدي؟!! استنطق ضوء الليل:
- لماذا أنا دون الآخرين من يرى ذلك؟!!
أمامه عمود الظلام يمتد رأسيا لأعلى متوسط الطريق .. مازال الخطو مستمرا، يقترب ..ينظر السائرين جواره، ما زالوا في حديثهم غير عابئين بما يموج داخله:
- هل هم في غفلة عما أرى؟ أم يرون ويكتمون مثلي؟!!
يزداد الاقراب .. ينزرع الشعر شوكا، تنغرس الحروف مُدًى وارتجافات .. يذهب بعيدا على الرغم من عدم ابتعاد خطوه عن خطوهم، تصل حروفهم إليه ذبذبات ذات جرس غريب.. وصل عمود الظلام، لم يكن رأسيا، كان منطرحا أفقيا على الطريق.. أفلت يد الصبي، بكل خوفه راح يتقافز عليه منتقما ..ابتعدوا عنه خوف رذاذ الطين المتناثر .. استمر يتقافز .. ازداد الابتعاد
4)
يتيم
نادى عليه، التفت الولد الصغير .. عرف في الرجل الكبير الفلوس، فرح، جرى إليه..أعطاه الفلوس، نظر إليه طربا نشوانا ..التفت إلى أمه، هم أن يجري إليها ليريها فلوس اليوم التي أعطاها له الرجل الكبير ككل يوم ليشتري الحلوى ..وجده بعينيها، أحجم عن محاولته .. جرى تجاه الدكان!!
5)
عناد
انتهى المدقوق الجاف .. توقفت أمسح الطريق الموحل ..رأيت منطقة جافة ..وقفت أعبىء نفسي، قست المسافة، قدرت القوة اللازمة للقفزة.. قفزت..نزلت بثقل من انتوى الوقوف مكان الهبوط للقياس الجديد ..غاصت قدماي لحد الكعبين .. وصل الرذاذ وجهي ورأسي.. خانني البصر، صرت كتلة غضب وسخط.. غدا لساني مطرقة تعبير غاضب .. نزعت قدمي، تاه الحذاء.. بحثت عنه بقدمي، لم أجده .. نزلت بيدي فأخرجته..قذفته أمامي .. رحت أخوض في الطين غير عابىء بسروالي الأبيض وجلبابي ناصع البياض .. وصلت محط الحذاء، قذفته من جديد لمحط تال .. تابعت خوضي غير عابىء بسوالي الأبيض وجلبابي ناصع البياض!!
مجموعة قصصية بقلم الأديب المصري الكبير : فريد بن عبد الرحمن البيدق
1)
انحصار
انطلقت أشعة عينيه الكالة مخترقة المكان المحدود، لم ير شيئا .. أحدّ نظراته، لا يرى شيئا .. زادت محاولة إحداده النظر، فجأة ترك المحاولة هازئا ساخرا .. خطا في المكان خطو الحائر، دارهنا وهنا، هم بمغادرة شقته .. قبل أن يستعد وصلته عبثية المحاولة؛ إلى أين سيذهب؟ عاوده الهم:
-ستضرب قدماك الطريق زمنا وتعود!
لم يستسغ ..أمسك قلمه، حاول الخط.. أبى القلم، ألقاه بعيدا .. احتوى وجهه بيديه .. كف عن إرسال نظره الكال في المساحة المحدودة .. استلقى مستسلما، لمست أصابعه الكتاب، أزاحه، أفسح لجسده سنتيمترات، ضحك من المسافة ..اعتدل مستحضرا الخطو الحائر!
2)
حلم الغضب!
ملأت الجيوب بالحصى المسنونة .. خرجت كما يقول الحلم، الغيظ، الأمل .. صباحا يخرجون من بيوتهم بعد إفطار أو لا إفطار .. يركبون السيارات إلى هناك حيث العمل، وانتظاري لهم .. أرى الأول، تتحرك يدي اليمنى إلى الجيب الأمامي .. تلتقط الحجارة الصغيرة المفتتة .. تفذفها غضبا، سخطا ..وقعت على رأسه، عينه، أذنه، لم تصل فمه .. سار وتبعته .. ظهر الآخر، وقف ينظر في ذهول الفعل، ألقمت الفم حجرا ..أطبق الشفتين، سار .. تبعته، عبثت يدي بالجيب الأمامي، لم أجد ..ظللت أتبعه ويدي تبحث عن سلاحي!!
3)
خوف
انقبضت أصابعه على أصابع الصغير، توقف داخل نفسه، أبت قدماه التوقف .. نظر إلى الصغير:
-وحدي دون الآخرين تأخذ بيدي؟!! استنطق ضوء الليل:
- لماذا أنا دون الآخرين من يرى ذلك؟!!
أمامه عمود الظلام يمتد رأسيا لأعلى متوسط الطريق .. مازال الخطو مستمرا، يقترب ..ينظر السائرين جواره، ما زالوا في حديثهم غير عابئين بما يموج داخله:
- هل هم في غفلة عما أرى؟ أم يرون ويكتمون مثلي؟!!
يزداد الاقراب .. ينزرع الشعر شوكا، تنغرس الحروف مُدًى وارتجافات .. يذهب بعيدا على الرغم من عدم ابتعاد خطوه عن خطوهم، تصل حروفهم إليه ذبذبات ذات جرس غريب.. وصل عمود الظلام، لم يكن رأسيا، كان منطرحا أفقيا على الطريق.. أفلت يد الصبي، بكل خوفه راح يتقافز عليه منتقما ..ابتعدوا عنه خوف رذاذ الطين المتناثر .. استمر يتقافز .. ازداد الابتعاد
4)
يتيم
نادى عليه، التفت الولد الصغير .. عرف في الرجل الكبير الفلوس، فرح، جرى إليه..أعطاه الفلوس، نظر إليه طربا نشوانا ..التفت إلى أمه، هم أن يجري إليها ليريها فلوس اليوم التي أعطاها له الرجل الكبير ككل يوم ليشتري الحلوى ..وجده بعينيها، أحجم عن محاولته .. جرى تجاه الدكان!!
5)
عناد
انتهى المدقوق الجاف .. توقفت أمسح الطريق الموحل ..رأيت منطقة جافة ..وقفت أعبىء نفسي، قست المسافة، قدرت القوة اللازمة للقفزة.. قفزت..نزلت بثقل من انتوى الوقوف مكان الهبوط للقياس الجديد ..غاصت قدماي لحد الكعبين .. وصل الرذاذ وجهي ورأسي.. خانني البصر، صرت كتلة غضب وسخط.. غدا لساني مطرقة تعبير غاضب .. نزعت قدمي، تاه الحذاء.. بحثت عنه بقدمي، لم أجده .. نزلت بيدي فأخرجته..قذفته أمامي .. رحت أخوض في الطين غير عابىء بسروالي الأبيض وجلبابي ناصع البياض .. وصلت محط الحذاء، قذفته من جديد لمحط تال .. تابعت خوضي غير عابىء بسوالي الأبيض وجلبابي ناصع البياض!!
تعليق