بسم الله الرحمن الرحيم
بداية:
قصص الأطفال أدب حكائي قديم متوارث فتّحنا أذهاننا عليه حين أنفتحت قرائحنا على حكايا جداتنا في أمسيات الشتاء الطفولية قبل أن تأخذ الأجهزة الحديثة مأخذها، فيُحصر في ركن المطالعة، فيما اضمحلت روايته على ألسن الناقلين والمتحدثين واستبدلت بقصص الكرتون المغايرة في فكرتها والغريبة في حصادها البيئي والاجتماعي لتقطع أحيانا بين الطفل وحلمه الحقيقي وبيئته
قليل من القصص العربية لا يزال صامدا ما بقي فينا من حب له، وأصالة منا تحافظ عليه
بعض القصص العربية تألق وما زال بفضل أقلام قدمت نبضها بضمير حي ينبض بالمسئولية يقع علينا مسئولية إعداده وتنشئته
فهيا ننبش عن قصص ذات فائدة بمضمونها متألقة بتقديمها باهرة بإستخلاص العبرة منها
الطفل أمل الغد وبذرة الحاضر التي تحمل الاخضرار الآتي للأرض يستحق تقديم القصة له بل وتقديم من يقدم الجديد والمفيد له بصورة حفية
"محمد اقبال"،كاتب لم أعرف عنه الكثير لكني وجدت أكثر من قصة بقلمه في "منتديات فرسان الثقافة" وهذا إلقاء ضوء على ثلاثية مختارة مما كتب/ وردتان / القلم والممحاة / النقطة الصغيرة
*وردتان
وردتان قصة لوردتين وُجدا في ذات المكان بينما كانت الأولى تستمع بقوتها وشبابها الدائم كانت الثانية تمتلئ نضارة وعطرا، كانت قد قطعتها يد ووضعتها في كأس فيه ماء لتبدو أكثر جمالا ودلالا ، وعندما أتى الجميع كان الكل يلتفت إليها ويتقرب منها بينما الزهرة الصناعية منسية لتتساءل: لماذا ما الذي يجعل الجميع يتودد إليك دوني؟
القصة تنتهي بذبول الزهرة النضرة لتبقى الأخرى تمتد لها الحياة
تلك المقارنة التي تبدو غير عادلة فكل ما كانت تمنح من غبطة كانت تُمنحه ليوم أو بعض يوم
القصة تحث على شيء من القناعة وعدم الحسد لعدم علمنا بحقيقة وطبيعة الأمور أو الحكمة منها أحيانا
كما إنها تحث على الرضا بما خلقنا عليه والاستمتاع بما وهبناه في الحياة وتقبل الآخرين وتمني الأفضل لهم
الفصة تقول أيضا أن العبرة ليس بطول العمر أو الجمال أو غيرهما بل بالعطاء والتضحية
* القلم والممحاة
القلم يحب أن يكتب لكن الممحاة تمحو ما يكتب ويتساءل القلم لماذا تفعل الممحاة ذلك؟ بل يتهمها بالتدخل في شئون الآخرين، القلم يتكبر على الممحاة .. الصغيرة.. ويرى عملها سيء أو غير مفيد.. إنه لا يحب أن تقترب منه أو تكون صديقته
هو يكتب الكلام الجميل وهي تمحو لكنها تخبره أنها لا تمحو إلا الأخطاء إنها تخبره إنها بالفعل صديقته ولا تقلل من عمله فكلاهما لا يكتمل عمله إلا بوجود الآخر وهو ملازم له تقول الممحاة " إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب."
القلم يقتنع لأنه بحاجة لمن يصحح الأخطاء التي يقع فيها
في نهاية القصة يكون القلم والممحاة سعيدين بما يقدماه من تضحية من أجل الآخرين فيعيشان صديقين يصغران معا ويقدمان التضحيات معاً
القصة تقول لنا أن الصداقة جميلة بما فيها من تبادل المنفعة وأن العطاء ركيزة في هذه الحياة
*النقطة الصغيرة
سامر التلميذ في الصف الأول يقرأ جيدا ويكتب جيدا لكنه لا يهتم بالنقطة لأنه يراها صغيرة جداً لا أهمية لها
لكن تلك النقطة الصغيرة.. الصغيرة جداً تغير الكلمة ومعناها
جميلٌ ذلك الحوار الذي دار بين المعلمة والتلميذ النبيه ذا الشقاوة والتمرد وتلك المعالجة التربوية لينتبه أخيرا لـ .. " وقد جعلَتِ الخبزَ حبراً، والخروفَ حروفاً"
القصة بحوارها وإقناعها للعقل ممتعة... ليس كل شيء صغيرا حقيرا... فالله خلق كل شيء مهما صغر بحساب
القصص الثلاث ذات حكمة وفائدة تليق أن تقدم للطفل العربي، إنها من ذلك الصنف التربوي التعليمي الذي يحرك الخيال ويستخلص العبر، القصص بأسلوب سهل غير معقد التركيب أو الألفاظ وهي مسلية حوارية فكرية لطيفة يمكن أن تُقدم لطفل تعلم لتوه القراءة والتهجي
لأطفالنا نتمنى قراءة ممتعة ولطيفة.
ثلاث قصص تستحق القراءة..
9/1/2016
بداية:
قصص الأطفال أدب حكائي قديم متوارث فتّحنا أذهاننا عليه حين أنفتحت قرائحنا على حكايا جداتنا في أمسيات الشتاء الطفولية قبل أن تأخذ الأجهزة الحديثة مأخذها، فيُحصر في ركن المطالعة، فيما اضمحلت روايته على ألسن الناقلين والمتحدثين واستبدلت بقصص الكرتون المغايرة في فكرتها والغريبة في حصادها البيئي والاجتماعي لتقطع أحيانا بين الطفل وحلمه الحقيقي وبيئته
قليل من القصص العربية لا يزال صامدا ما بقي فينا من حب له، وأصالة منا تحافظ عليه
بعض القصص العربية تألق وما زال بفضل أقلام قدمت نبضها بضمير حي ينبض بالمسئولية يقع علينا مسئولية إعداده وتنشئته
فهيا ننبش عن قصص ذات فائدة بمضمونها متألقة بتقديمها باهرة بإستخلاص العبرة منها
الطفل أمل الغد وبذرة الحاضر التي تحمل الاخضرار الآتي للأرض يستحق تقديم القصة له بل وتقديم من يقدم الجديد والمفيد له بصورة حفية
"محمد اقبال"،كاتب لم أعرف عنه الكثير لكني وجدت أكثر من قصة بقلمه في "منتديات فرسان الثقافة" وهذا إلقاء ضوء على ثلاثية مختارة مما كتب/ وردتان / القلم والممحاة / النقطة الصغيرة
*وردتان
وردتان قصة لوردتين وُجدا في ذات المكان بينما كانت الأولى تستمع بقوتها وشبابها الدائم كانت الثانية تمتلئ نضارة وعطرا، كانت قد قطعتها يد ووضعتها في كأس فيه ماء لتبدو أكثر جمالا ودلالا ، وعندما أتى الجميع كان الكل يلتفت إليها ويتقرب منها بينما الزهرة الصناعية منسية لتتساءل: لماذا ما الذي يجعل الجميع يتودد إليك دوني؟
القصة تنتهي بذبول الزهرة النضرة لتبقى الأخرى تمتد لها الحياة
تلك المقارنة التي تبدو غير عادلة فكل ما كانت تمنح من غبطة كانت تُمنحه ليوم أو بعض يوم
القصة تحث على شيء من القناعة وعدم الحسد لعدم علمنا بحقيقة وطبيعة الأمور أو الحكمة منها أحيانا
كما إنها تحث على الرضا بما خلقنا عليه والاستمتاع بما وهبناه في الحياة وتقبل الآخرين وتمني الأفضل لهم
الفصة تقول أيضا أن العبرة ليس بطول العمر أو الجمال أو غيرهما بل بالعطاء والتضحية
* القلم والممحاة
القلم يحب أن يكتب لكن الممحاة تمحو ما يكتب ويتساءل القلم لماذا تفعل الممحاة ذلك؟ بل يتهمها بالتدخل في شئون الآخرين، القلم يتكبر على الممحاة .. الصغيرة.. ويرى عملها سيء أو غير مفيد.. إنه لا يحب أن تقترب منه أو تكون صديقته
هو يكتب الكلام الجميل وهي تمحو لكنها تخبره أنها لا تمحو إلا الأخطاء إنها تخبره إنها بالفعل صديقته ولا تقلل من عمله فكلاهما لا يكتمل عمله إلا بوجود الآخر وهو ملازم له تقول الممحاة " إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب."
القلم يقتنع لأنه بحاجة لمن يصحح الأخطاء التي يقع فيها
في نهاية القصة يكون القلم والممحاة سعيدين بما يقدماه من تضحية من أجل الآخرين فيعيشان صديقين يصغران معا ويقدمان التضحيات معاً
القصة تقول لنا أن الصداقة جميلة بما فيها من تبادل المنفعة وأن العطاء ركيزة في هذه الحياة
*النقطة الصغيرة
سامر التلميذ في الصف الأول يقرأ جيدا ويكتب جيدا لكنه لا يهتم بالنقطة لأنه يراها صغيرة جداً لا أهمية لها
لكن تلك النقطة الصغيرة.. الصغيرة جداً تغير الكلمة ومعناها
جميلٌ ذلك الحوار الذي دار بين المعلمة والتلميذ النبيه ذا الشقاوة والتمرد وتلك المعالجة التربوية لينتبه أخيرا لـ .. " وقد جعلَتِ الخبزَ حبراً، والخروفَ حروفاً"
القصة بحوارها وإقناعها للعقل ممتعة... ليس كل شيء صغيرا حقيرا... فالله خلق كل شيء مهما صغر بحساب
القصص الثلاث ذات حكمة وفائدة تليق أن تقدم للطفل العربي، إنها من ذلك الصنف التربوي التعليمي الذي يحرك الخيال ويستخلص العبر، القصص بأسلوب سهل غير معقد التركيب أو الألفاظ وهي مسلية حوارية فكرية لطيفة يمكن أن تُقدم لطفل تعلم لتوه القراءة والتهجي
لأطفالنا نتمنى قراءة ممتعة ولطيفة.
ثلاث قصص تستحق القراءة..
9/1/2016
تعليق