مناصفة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ادريس الحديدوي
    أديب وكاتب
    • 06-10-2013
    • 962

    مناصفة

    عندما تنقسم الخلية، تفقد بعض مقوماتها، تتلاشى، و تتيه في دروب غامضة..و أنا أنظر إلى هذه الخلية في ذاتي، تخيلتها أرضا او امرأة أو روحا... تريد الرحيل، تريد أن تتحرر، أن تترك ذاتي، كهذه الوريقات التي أراها تتساقط على رأسي و أنا شارد الذهن من تحت شجرة شاحبة الاغصان. و كأن هذه الأخيرة،لم تعد ترضى بنفسها. تريد أن تنكسر و ترحل رحلتها الأخيرة.
    لكن، إلى أين تريد الرحيل؟ فجميع الأمكنة متشابهة؛ لها نفس اللون، نفس الطعم، نفس الفراغ...
    رفعت رأسي و أنا أتأمل تلك الشجرة، حاولت أن أخفف عنها الألم، أن أشجعها على الصمود، و لكنني تراجعت ربما لأنها لن تفهمني أو ربما لأنها تخاف مني..
    ما زالت تتذكر عندما كان الصقيع يكتسح الأرض، و الرياح تعوي. خرجت مسرعا، و كسرت بعض أغصانها لأستدفئ تلك الليلة دون أن أدري أنها هي الأخرى كانت تبحث عن الدفئ في أعماقها .. و لكن ......!!
    منذ ذلك اليوم، و أنا أتصارع مع روحي أو ربما مع تلك الشجرة.. تريد المناصفة، تريد أن يكون لها روحا أخرى أو نظاما خاصا بها...
    تعبت، انهارت قوتي.. الأنانية دبابة قاتلة. تمشي على الجسد و الروح بلا رحمة..!!
    قررنا أن نفترق، لكل واحد منا حصته، حياته، لباسه، سكنه..
    كلما أتى صقيع، كنت أقطع من أطرافي لأستدفئ بها، لأنني لم أعد أنا الآخر أثق بأحد . و نفس الشيء، كانت هي تقطع من جسدها كل يوم......

    بعد مدة طويلة، كانت الغربان تضحك و هي ترفرف فوقنا ...
    ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    في القصة رمزية أختبأت بين السطور، لم أبحث عن كنهها لأني أحببت الشجرة و نبذ الأنانية ومحاورة الذات
    وصف وخيال رائعان، السر يبحث عن المفتاح الذي يحل عقدته والغربان نهاية لشجرة وروح والعزاء كل شيء مناصفة
    بقي تساؤلي أليس إنقسام الخلية احد أنواع تكاثرها وبقاها
    قلم ممتع وقد كانت البداية جديدة وغير محشوة فجذبتني للقراءة
    تقديري

    تعليق

    • أسعد جماجم
      أعمال حرة
      • 24-04-2011
      • 387

      #3
      النصف و النصف الآخر ,
      و هذه المناصفة التي أتمنى أن تكون منصفة ,
      فلا تثير أنصاف الردود الغير منصفة ,
      في علاقة من العلاقات النفسية المتراكمة في الذات ,
      تتقاسم لحظتها الموجعة الحزينة المحكمة بأقفال السكون و الصمت و الصقيع ,
      كأن النصف الأول يعيش في العصر الجليدي وقد تجمدت الأحاسيس و المشاعر و تلاشى الدفء ,
      و تحولت الشمس إلى شيء من الرماد حين تشرق و حين تغيب ,
      هي إشارة إلى حالة من الحالات القاتمة في الفراغ و الظل المدجج بالأحزان ,
      مناصفة رابطة من تلك الروابط المتينة المتبادلة بلا شروط ,
      هي واحدة من تلك العواطف التي تشد النصف نحو النصف الآخر
      تأخذ من أغصانها لتتدفأ و تأخذ من دفئك لتعوض نقائصها و حاجياتها ,
      لتنتهي إلى معادلة العطاء بلا طلب و الأخذ بلا استئذان ,
      هي مرحلة الانصهار التي وصلت إليها تلك المناصفة ,
      لمواجهة عوامل الانكسار المحيطة بكل الجوانب و بكل الاتجاهات ,
      صوب خطواتها الأخيرة الزاحفة إلى انفصال حتمي ,
      فرضته الطبيعة لتأخذ من ضحكات الغربان معزوفة أبدية لحالة النهاية
      إذا انكسرت بلا رجعة ,
      كي يبتعد الجسد عن الروح و تعمق الهوة بين النصفين
      الأخ أدريس لحديدوي ,,,,شكرا



      المشاركة الأصلية بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
      عندما تنقسم الخلية، تفقد بعض مقوماتها، تتلاشى، و تتيه في دروب غامضة..و أنا أنظر إلى هذه الخلية في ذاتي، تخيلتها أرضا او امرأة أو روحا... تريد الرحيل، تريد أن تتحرر، أن تترك ذاتي، كهذه الوريقات التي أراها تتساقط على رأسي و أنا شارد الذهن من تحت شجرة شاحبة الاغصان. و كأن هذه الأخيرة،لم تعد ترضى بنفسها. تريد أن تنكسر و ترحل رحلتها الأخيرة.
      لكن، إلى أين تريد الرحيل؟ فجميع الأمكنة متشابهة؛ لها نفس اللون، نفس الطعم، نفس الفراغ...
      رفعت رأسي و أنا أتأمل تلك الشجرة، حاولت أن أخفف عنها الألم، أن أشجعها على الصمود، و لكنني تراجعت ربما لأنها لن تفهمني أو ربما لأنها تخاف مني..
      ما زالت تتذكر عندما كان الصقيع يكتسح الأرض، و الرياح تعوي. خرجت مسرعا، و كسرت بعض أغصانها لأستدفئ تلك الليلة دون أن أدري أنها هي الأخرى كانت تبحث عن الدفء في أعماقها .. و لكن ......!!
      منذ ذلك اليوم، و أنا أتصارع مع روحي أو ربما مع تلك الشجرة.. تريد المناصفة، تريد أن يكون لها روحا أخرى أو نظاما خاصا بها...
      تعبت، انهارت قوتي.. الأنانية دبابة قاتلة. تمشي على الجسد و الروح بلا رحمة..!!
      قررنا أن نفترق، لكل واحد منا حصته، حياته، لباسه، سكنه..
      كلما أتى صقيع، كنت أقطع من أطرافي لأستدفئ بها، لأنني لم أعد أنا الآخر أثق بأحد . و نفس الشيء، كانت هي تقطع من جسدها كل يوم......

      بعد مدة طويلة، كانت الغربان تضحك و هي ترفرف فوقنا ...
      التعديل الأخير تم بواسطة أسعد جماجم; الساعة 14-01-2016, 21:08.

      تعليق

      • ادريس الحديدوي
        أديب وكاتب
        • 06-10-2013
        • 962

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
        في القصة رمزية أختبأت بين السطور، لم أبحث عن كنهها لأني أحببت الشجرة و نبذ الأنانية ومحاورة الذات
        وصف وخيال رائعان، السر يبحث عن المفتاح الذي يحل عقدته والغربان نهاية لشجرة وروح والعزاء كل شيء مناصفة
        بقي تساؤلي أليس إنقسام الخلية احد أنواع تكاثرها وبقاها
        قلم ممتع وقد كانت البداية جديدة وغير محشوة فجذبتني للقراءة
        تقديري
        الأديبة القديرة أميمة محمد تحياتي
        تشرفت بقراءتك النيرة للنص، شكرا كثيرا على طيب المرور و القراءة
        نعم انقسام الخلية يؤدي إلى تكاثرها، و هذا التكاثر من بين أسباب ضعفها في حالة عدم الانصاف و العدل .
        تبقى وجهة نظر خاصة طبعا .
        شتائل ورد و ياسمين لقلمكم البهي
        مودتي
        التعديل الأخير تم بواسطة ادريس الحديدوي; الساعة 15-01-2016, 19:25.
        ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

        تعليق

        • ادريس الحديدوي
          أديب وكاتب
          • 06-10-2013
          • 962

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أسعد جماجم مشاهدة المشاركة
          النصف و النصف الآخر ,
          و هذه المناصفة التي أتمنى أن تكون منصفة ,
          فلا تثير أنصاف الردود الغير منصفة ,
          في علاقة من العلاقات النفسية المتراكمة في الذات ,
          تتقاسم لحظتها الموجعة الحزينة المحكمة بأقفال السكون و الصمت و الصقيع ,
          كأن النصف الأول يعيش في العصر الجليدي وقد تجمدت الأحاسيس و المشاعر و تلاشى الدفء ,
          و تحولت الشمس إلى شيء من الرماد حين تشرق و حين تغيب ,
          هي إشارة إلى حالة من الحالات القاتمة في الفراغ و الظل المدجج بالأحزان ,
          مناصفة رابطة من تلك الروابط المتينة المتبادلة بلا شروط ,
          هي واحدة من تلك العواطف التي تشد النصف نحو النصف الآخر
          تأخذ من أغصانها لتتدفأ و تأخذ من دفئك لتعوض نقائصها و حاجياتها ,
          لتنتهي إلى معادلة العطاء بلا طلب و الأخذ بلا استئذان ,
          هي مرحلة الانصهار التي وصلت إليها تلك المناصفة ,
          لمواجهة عوامل الانكسار المحيطة بكل الجوانب و بكل الاتجاهات ,
          صوب خطواتها الأخيرة الزاحفة إلى انفصال حتمي ,
          فرضته الطبيعة لتأخذ من ضحكات الغربان معزوفة أبدية لحالة النهاية
          إذا انكسرت بلا رجعة ,
          كي يبتعد الجسد عن الروح و تعمق الهوة بين النصفين
          الأخ أدريس لحديدوي ,,,,شكرا




          الأديب القدير أسعد جماجم تحياتي
          نورت النص و أنرته بهذه الاطلالة البهية و القراءة البناءة
          ليس لي سوى أن أرفع قبعتي لك ..
          مودتي و تقديري
          ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

          تعليق

          • عبدالله فراجي
            أديب وكاتب
            • 03-05-2013
            • 92

            #6
            تغلبت آلية الحكي على الرمز و الإشارة و تركتنا مثلك شاردين أخي إدريس الحديدوي..
            لهذه القصة القصيرة رمزية تحيل في كثير منها على كافكا ..
            مودتي.
            التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله فراجي; الساعة 15-01-2016, 21:51.

            تعليق

            • ادريس الحديدوي
              أديب وكاتب
              • 06-10-2013
              • 962

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله فراجي مشاهدة المشاركة
              تغلبت آلية الحكي على الرمز و الإشارة و تركتنا مثلك شاردين أخي إدريس الحديدوي..
              لهذه القصة القصيرة رمزية تحيل في كثير منها على كافكا ..
              مودتي.
              الأديب القدير عبد الله فراجي شرفت النص بطلتك البهية و قراءتك القيمة ..
              بوركت
              مودتي
              ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

              تعليق

              يعمل...
              X