شاعر الضّاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غاندي يوسف سعد
    أديب وكاتب
    • 15-12-2011
    • 464

    شعر عمودي شاعر الضّاد

    قِفْ للعروبَةِ صامِتاً مُتجَهِّما.......وارفَعْ صلاتَكَ صاغِراً مُترَحِّما
    وارْسُمْ على الأطلالِ صورةَ يَعْرُبٍ..صَفّاً وَصرْحاً بالنِّزاع تَهَدّما
    إذكرْ فَضائلها وسَجِّلْ مايلي..........أبناؤها أجناؤها سَفَكوا الدِّما
    فَتَجَمَّعَتْ بينَ الدِّماءِ جَهالةٌ..............قَتَلتْ حَماماً بالسّلامِ تَرَنَّما
    حُبلى بأحلامِ الرِّياح وَلمْ تَزَلْ......تأوي اللقيطَ وَتُرْضِعُ المُتَقزِّما
    فيها الملوكُ الصِّيدُ لاتَخشى الوَغى...وتَخافُ حَرْفاً صادِقاُ مُتألِما
    كَيْفَ النَّجاةُ لأُمَّةٍ فيها تَرى............جَهْلاً يَسودُ وَعاطِلاً مُتَعَلِّما
    وَتَرى اليَتيمَ على مَوائد قَومِهِ...........طُبِخَ الثّريدُ بِلحمِه وَتَقَسَّما
    كُلُّ الحروفِ مَعَ الدّفوفِ تناغَمَتْ...والضّادُ في وَصفِ الخطوبِ تَلعْثما
    لوكنتَ في قَصرِ الأميرِ دُعابَةً.......ضَحكتْ لكَ الأيّام حيثُ تَبَسَّما
    أو سِرْتَ مَعْ دَقِّ الطبولِ مَسافَةً.........لغدَوْتَ نَجماً ساطِعاً مُتكلِّما
    لكنّكَ الحلمُ الذي ضاقَتْ بهِ...........فَتَجاوَزَ الدُّنيا وَعافَ الأنْجُما
    --------------------------------------
    التعديل الأخير تم بواسطة غاندي يوسف سعد; الساعة 12-01-2016, 01:25.
    حروفُ النّوْرِ مِن صَبْرٍ...مَعانيها تواسينا
    شُعاعٌ يَملأ الدُّنيا......لِدربِ الحَقِّ يَهدينا
    وشَرُّ القَوْلِ مَعسولٌ...يدقُّ الحِقدَ إسْفينا
    وَخيْرُ الحَرْفِ مَنْ يَبني...سلاماً دائِماً فينا
  • ناظم الصرخي
    أديب وكاتب
    • 03-04-2013
    • 1351

    #2
    قصيد ماتع وومضات رائعة تستقطب البروق بين ثناياها وتشع ألقا ً...
    دمت ناسجاً لخيوط الضوء أخي الفاضل أ.غاندي ..
    تثبّت
    مع التقدير وأعطر التحايا

    تعليق

    • غاندي يوسف سعد
      أديب وكاتب
      • 15-12-2011
      • 464

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة
      قصيد ماتع وومضات رائعة تستقطب البروق بين ثناياها وتشع ألقا ً...
      دمت ناسجاً لخيوط الضوء أخي الفاضل أ.غاندي ..
      تثبّت
      مع التقدير وأعطر التحايا
      الصديق النبيل الشاعر والأديب ناظم الصرخي أشكر لك
      كرم الحضور وغيث الحروف النقي بهذاالهطول السخي...
      مع امتناني الكبير لكم (لتثبيتها )وهو شرف لها ورفعة لكاتبها
      على مدارج الحروف...
      متمنيا لك أيها الشادي الغريد كل الخير ودوام
      التألق والإبداع....
      مودتي وكل تقديري.
      حروفُ النّوْرِ مِن صَبْرٍ...مَعانيها تواسينا
      شُعاعٌ يَملأ الدُّنيا......لِدربِ الحَقِّ يَهدينا
      وشَرُّ القَوْلِ مَعسولٌ...يدقُّ الحِقدَ إسْفينا
      وَخيْرُ الحَرْفِ مَنْ يَبني...سلاماً دائِماً فينا

      تعليق

      • السيد سالم
        أديب وكاتب
        • 28-10-2011
        • 802

        #4
        أسلوب ينساب كشلال هادر
        جرفني معه إلى شواطئ وسكت الكلام .
        لك من الفردوس دُرر وفرش وبطائن من استبرق
        تحيتي
        د. السيد عبد الله سالم
        المنوفية – مصر

        تعليق

        • عبدالستارالنعيمي
          أديب وكاتب
          • 26-10-2013
          • 1212

          #5
          الأستاذ الأريب غاندي يوسف

          أكرمك الله تعالى وأجزل لك خيرا فقد نضح يراعك بدم العربي المغلوب على أمره فأصبح غريبا في داره أو بعيدا عن وطنه عنوة
          دمت بكل هذا السمو والألق
          مع التحية والتقدير
          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالستارالنعيمي; الساعة 25-01-2016, 21:16.

          تعليق

          • غاندي يوسف سعد
            أديب وكاتب
            • 15-12-2011
            • 464

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة السيد سالم مشاهدة المشاركة
            أسلوب ينساب كشلال هادر
            جرفني معه إلى شواطئ وسكت الكلام .
            لك من الفردوس دُرر وفرش وبطائن من استبرق
            تحيتي
            د. السيد عبد الله سالم
            المنوفية – مصر
            الأستاذ الأديب الأريب د. السيد عبدالله سالم أشكر لك بهاء هذا المرور الكريم السخي
            وهذا الهطول المنعش ...مع تمنيّاتي لك أيّها المبدع الراقي بالمزيد من التألق والإبداع..
            مودّتي وكلّ تقديري.
            حروفُ النّوْرِ مِن صَبْرٍ...مَعانيها تواسينا
            شُعاعٌ يَملأ الدُّنيا......لِدربِ الحَقِّ يَهدينا
            وشَرُّ القَوْلِ مَعسولٌ...يدقُّ الحِقدَ إسْفينا
            وَخيْرُ الحَرْفِ مَنْ يَبني...سلاماً دائِماً فينا

            تعليق

            • غاندي يوسف سعد
              أديب وكاتب
              • 15-12-2011
              • 464

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالستارالنعيمي مشاهدة المشاركة
              الأستاذ الأريب غاندي يوسف

              أكرمك الله تعالى وأجزل لك خيرا فقد نضح يراعك بدم العربي المغلوب على أمره فأصبح غريبا في داره أو بعيدا عن وطنه عنوة
              دمت بكل هذا السمو والألق
              مع التحية والتقدير
              أستاذنا القدير عبد الستّار النعيمي أشكر لك تشريفي بحضورك الكريم
              وبتكثيفك الدال لهذه القصيدة...
              مع تمنياتي لك بدوام الصحّة والعافية مع طيب الكلمة وجمال القافية...
              مودّتي وكل تقديري.
              حروفُ النّوْرِ مِن صَبْرٍ...مَعانيها تواسينا
              شُعاعٌ يَملأ الدُّنيا......لِدربِ الحَقِّ يَهدينا
              وشَرُّ القَوْلِ مَعسولٌ...يدقُّ الحِقدَ إسْفينا
              وَخيْرُ الحَرْفِ مَنْ يَبني...سلاماً دائِماً فينا

              تعليق

              • محمد تمار
                شاعر الجنوب
                • 30-01-2010
                • 1089

                #8
                عبّرت عن واقعنا المؤلم فأجدت
                بورك قلمك شاعرنا الفاضل
                خالص مودتي
                التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

                تعليق

                • غاندي يوسف سعد
                  أديب وكاتب
                  • 15-12-2011
                  • 464

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
                  عبّرت عن واقعنا المؤلم فأجدت
                  بورك قلمك شاعرنا الفاضل
                  خالص مودتي
                  وبوركت وبورك حضورك الراقي أيها الشاعر المبدع الغريد
                  محمد تمار ...مع اعتذاري عن التأخير بالرد والترحيب
                  بمقامكم الرفيع بسبب وضع النت والكهرباء في مكان إقامتي...
                  مودتي وكل تقديري.
                  حروفُ النّوْرِ مِن صَبْرٍ...مَعانيها تواسينا
                  شُعاعٌ يَملأ الدُّنيا......لِدربِ الحَقِّ يَهدينا
                  وشَرُّ القَوْلِ مَعسولٌ...يدقُّ الحِقدَ إسْفينا
                  وَخيْرُ الحَرْفِ مَنْ يَبني...سلاماً دائِماً فينا

                  تعليق

                  • غالية ابو ستة
                    أديب وكاتب
                    • 09-02-2012
                    • 5625

                    #10
                    وارْسُمْ على الأطلالِ صورةَ يَعْرُبٍ..صَفّاً وَصرْحاً بالنِّزاع تَهَدّما
                    إذكرْ فَضائلها وسَجِّلْ مايلي..........أبناؤها أجناؤها سَفَكوا الدِّما
                    فَتَجَمَّعَتْ بينَ الدِّماءِ جَهالةٌ..............قَتَلتْ حَماماً بالسّلامِ تَرَنَّما
                    حُبلى بأحلامِ الرِّياح وَلمْ تَزَلْ......تأوي اللقيطَ وَتُرْضِعُ المُتَقزِّما


                    شجن وألم وحسرة -بحرف رائع

                    لم يبق ما أقوله-حفظك الله
                    تحياتي
                    يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                    تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                    في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                    لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                    تعليق

                    • غاندي يوسف سعد
                      أديب وكاتب
                      • 15-12-2011
                      • 464

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
                      وارْسُمْ على الأطلالِ صورةَ يَعْرُبٍ..صَفّاً وَصرْحاً بالنِّزاع تَهَدّما
                      إذكرْ فَضائلها وسَجِّلْ مايلي..........أبناؤها أجناؤها سَفَكوا الدِّما
                      فَتَجَمَّعَتْ بينَ الدِّماءِ جَهالةٌ..............قَتَلتْ حَماماً بالسّلامِ تَرَنَّما
                      حُبلى بأحلامِ الرِّياح وَلمْ تَزَلْ......تأوي اللقيطَ وَتُرْضِعُ المُتَقزِّما


                      شجن وألم وحسرة -بحرف رائع

                      لم يبق ما أقوله-حفظك الله
                      تحياتي
                      وارفة الشعر العربي الأصيل الأخت القديرة
                      غالية أبو ستة أشكرك جزيل الشكر سيدتي
                      على نقاء هطولك السخي هنا وتوقيعك
                      الراقي والغالي...
                      مودتي الدائمة وتقديري الكبير.
                      حروفُ النّوْرِ مِن صَبْرٍ...مَعانيها تواسينا
                      شُعاعٌ يَملأ الدُّنيا......لِدربِ الحَقِّ يَهدينا
                      وشَرُّ القَوْلِ مَعسولٌ...يدقُّ الحِقدَ إسْفينا
                      وَخيْرُ الحَرْفِ مَنْ يَبني...سلاماً دائِماً فينا

                      تعليق

                      • جهاد بدران
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 04-04-2014
                        • 624

                        #12
                        شاعر الضّاد
                        غاندي يوسف سعد
                        قِفْ للعروبَةِ صامِتاً مُتجَهِّما.......وارفَعْ صلاتَكَ صاغِراً مُترَحِّما

                        وارْسُمْ على الأطلالِ صورةَ يَعْرُبٍ..صَفّاً وَصرْحاً بالنِّزاع تَهَدّما

                        إذكرْ فَضائلها وسَجِّلْ مايلي..........أبناؤها أجناؤها سَفَكوا الدِّما

                        فَتَجَمَّعَتْ بينَ الدِّماءِ جَهالةٌ..............قَتَلتْ حَماماً بالسّلامِ تَرَنَّما

                        حُبلى بأحلامِ الرِّياح وَلمْ تَزَلْ......تأوي اللقيطَ وَتُرْضِعُ المُتَقزِّما

                        فيها الملوكُ الصِّيدُ لاتَخشى الوَغى...وتَخافُ حَرْفاً صادِقاُ مُتألِما

                        كَيْفَ النَّجاةُ لأُمَّةٍ فيها تَرى............جَهْلاً يَسودُ وَعاطِلاً مُتَعَلِّما

                        وَتَرى اليَتيمَ على مَوائد قَومِهِ...........طُبِخَ الثّريدُ بِلحمِه وَتَقَسَّما

                        كُلُّ الحروفِ مَعَ الدّفوفِ تناغَمَتْ...والضّادُ في وَصْفِ الخطوبِ تَلعْثما

                        لوكنتَ في قَصرِ الأميرِ دُعابَةً.......ضَحكتْ لكَ الأيّام حيثُ تَبَسَّما

                        أو سِرْتَ مَعْ دَقِّ الطبولِ مَسافَةً.........لغدَوْتَ نَجماً ساطِعاً مُتكلِّما

                        لكنّكَ الحلْمُ الذي ضاقَتْ بهِ...........فَتَجاوَزَ الدُّنيا وَعافَ الأنْجُما

                        --------------------------------------
                        شاعر الضاد ...
                        يوجه الشاعر منابت حرفه لشاعر الضاد .. حيث يفترش من حرفه ديباجة مذهلة وألفاظ متينة .. جعلتني أقف أمام هذه اللوحة طويلاً من جمال سبكها وعمقها الذي أسقط حاله على وجع هذه الأمة .. وجزالة ألفاظها.. واكتحلنا رقياً بروعتها وجمالها.. كم كانت الصور مبهرة والتشابيه تنحت جسدنا ألماً من وقع نظمها... يقول شاعرنا الكبير :
                        قِفْ للعروبَةِ صامِتاً مُتجَهِّما
                        وارفَعْ صلاتَكَ صاغِراً مُترَحِّما
                        وارْسُمْ على الأطلالِ صورةَيَعْرُبٍ
                        صَفّاً وَصرْحاً بالنِّزاع تَهَدّما
                        بدأها بفعل أمر ..قف.. وهذا يستدعي السؤال والتحري والبحث عن هذا الأمر.. وكلمة قف تأخذنا لخطر ما حدث ويجب أن لا يتعدى ذلك .. فللوهلة الاولى حين تقرأ .. قف للعروبة.. تظن ان عليك ان تجابهها وان تقاتلها.. لكن تدرك بعدها للصمت ذراع يضرب عنق العروبة وما آلت إليه أوضاعها.. يأمر شاعر الضاد برسم هذا التجهم بحرفه وما جرى من تصدع لصفوف العرب وانهيار صرحها المتين الذي تغنت به الأمجاد وسجله التاريخ.. اكتب صلاة الترحم بحرفك عالياً على هذا الانكسار والتزعزع.. وصف رائع جداً يبتدئ به الشاعر افتتاحية لقصيدته الباذخة.. ثم يكمل لنا ما جمع قلمه من صور جميلة وأوصاف راقية.. ولكنها موجعة مؤلمة.. يكمل الشاعر بقوله:
                        إذكرْ فَضائلها وسَجِّلْ مايلي
                        أبناؤها أجناؤها سَفَكوا الدِّما
                        أذكر فضائلها.. هنا سأعتبر من الشاعر مدحاً للعروبة بتعداد محاسنها وأمجادها وقوتها وتاريخها المشرف..
                        وكأنه يريد أن يقول ..ماذا حل بهذه الأمة التي تحوي هذه الفضائل ؟؟؟
                        ليبدأ بتعريتها من سوء ما ترتكبه بحق نفسها وأبنائها.. في تسجيل ذلك الخروج عن طباعها ومنهاجها وشريعتها.. ليقول حقيقة الواقع المرير الذي وصلت إليه من جناة أبنائها.. حيث امتدت أيديهم على بعضهم بسفك الدما.. بعكس ما هو مألوف في محاربة الأعداء والحفاظ على النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق.. وهذا السفك من الدماء الأخوي يستدعي الوقوف والتسجيل لصحوة ضمائرهم وهزّ كرامتهم من التدنيس .. وضرب سيف القلم للتوقف عما حرّم الله تعالى القتل في كل الشرائع والديانات المختلفة.. هنا بيت الشعر موجع يجلدنا من سوء ما نرتكب من محرمات.. وصف صقل بحرف شاعر يعرف توظيف حرفه ببراعة متناهية..ثم يقول بعدها:
                        فَتَجَمَّعَتْ بينَ الدِّماءِ جَهالةٌ
                        قَتَلتْ حَماماً بالسّلامِ تَرَنَّما
                        حُبلى بأحلامِ الرِّياح وَلمْ تَزَلْ
                        تأوي اللقيطَ وَتُرْضِعُ المُتَقزِّما
                        فيها الملوكُ الصِّيدُ لاتَخشى الوَغى
                        وتَخافُ حَرْفاً صادِقاُ مُتألِما
                        ما أوجع هذه الأبيات وما أغناها من جروح فاضت من عمق معانيها..
                        هذه الأبيات توضح مرض الأمة
                        وفساد الرسالة التي تربط بين العقيدة والسياسة والاجتماع.. فعندما تفسد العقيدة وهي تسبح في فلك السياسة فإنها تفرز أشخاص يرتضعون من الأمة ويقذفونها بتقزمهم ووايوائهم اللقطاء ليعيثوا الفساد ويؤدي الى الانهيار والسقوط.. مما أدى إلى تفتيت وحدة الأمة وظهور الجماعات والمذاهب.. هؤلاء النوعية من أفراد المجتمع الذي ذكرهم الشاعر إنما هم قد تناسلوا من ثوب الغرب وأضاعوا عقيدتهم بثمن بخس.. وقد خلعوا سربال عروبتهم ليقدموا دماء من بعضهم قرباناً للمصالح المختلفة تحت نصل وسطوة الأطماع التابعة للغرباء .. تجمعت بين الدماء جهالة.. وقولك حق شاعرنا الكبير.. منبع الجهل يفيض سوء تصرف وفساد ببعدهم العقائدي عن القيادات السياسية والأدارية والعسكرية.. لتسبب الحروب فيما بينهم.. والتقطيع والتجزئة لعناصر الأمة المريضة.. وسبّب ذلك كوصف الشاعر وأوصافه المبدعة.. بقتل عملية الأمن والأمان وقاعدة العدل .. قال الشاعر .. قَتَلتْ حَماماً بالسّلامِ تَرَنَّما
                        حُبلى بأحلامِ الرِّياح وَلمْ تَزَلْ...
                        ما أروع هذا الوصف.. حبلى بالأحلام التي تعصفها وتطردها رياح الموت التي تقبضها الأمة بين جوانبها من جهل تدبير وفكر يحتضر من ولاة الأمر.. وهذا نتيجة جهل الولاء للأشخاص والأشياء.. وجهل أفكار رسالة الأمة وما تتضمن من الإيمان والجهاد في سبيل الله .. وجهل معاني الإيواء والنصرة والولاية.. وامتداد الفكر ..
                        وولاة أمرنا يخافون نهضتنا وحرية فكرنا وقول الحق.. ومن هذا الخوف كان نتيجة حتمية في حجر فكرنا والحكم بالسيطرة والفردية.. لا الشورى والعدل..
                        يكمل الشاعر:
                        كَيْفَ النَّجاةُ لأُمَّةٍ فيها تَرى
                        جَهْلاً يَسودُ وَعاطِلاً مُتَعَلِّما
                        وَتَرى اليَتيمَ على مَوائد قَومِهِ
                        طُبِخَ الثّريدُ بِلحمِه وَتَقَسَّما
                        يا الله يا الله ما أوجع الوصف هنا وما أبلغه من عمق.. حروف كالسيف تسري وتجاهد بالقلم الثائر بلغة جداااااا بليغة وقوية أدهشتني من تراكيبها الرائعة المتينة..
                        ما أوجع الوصف هنا عن جهل الأمة اليوم.. ولنقل جهل حكامنا بسياسة تدبير وادارة قواعدها وقيادتها.. اذ يسوسها الجهال.. والعلماء إما قد قُتلوا لقولهم الحق وإما يقبعون بالسجون وأما يتسكعون الشوارع ويقيسون حدودها بلا عمل لهم في إحياء الأمة وتجديدها..
                        واما قول الشاعر بوصف اليتيم التي لا ترعاه أمة ولا تحتويه أبداً بل تأكل من لحمه وتجور عليه أكثر ... بل يغمسونه في الظلم ولا يرفعون عنه مظلمة أو يسدون حاجته...
                        وهذا والله من ضياع العقيدة فينا وعدم اتباع منهجها الرحيم الذي يرأف باليتيم وتتم كفالته وحمايته.. أين الصحابة وحسن الإدارة في المعاملة ورعاية اليتيم والجوعى.. أين عمر بن الخطاب وعدله وجوده وحسن ولايته للمسلمين وللعجم الذين يعيشون تحت ولايته.. ذهب العدل مع ظهور الحكام الظالمين اليوم..
                        وصف غرز في جدار الروح من وقعه وشدة نقشه وبراعة نسجه..
                        يكمل الشاعر في نهاية قصيدته بقوله:
                        كُلُّ الحروفِ مَعَ الدّفوفِ تناغَمَتْ
                        والضّادُ في وَصْفِ الخطوبِ تَلعْثما
                        لوكنتَ في قَصرِ الأميرِ دُعابَةً
                        ضَحكتْ لكَ الأيّام حيثُ تَبَسَّما
                        أو سِرْتَ مَعْ دَقِّ الطبولِ مَسافَةً
                        لغدَوْتَ نَجماً ساطِعاً مُتكلِّما
                        ينهي الشاعر خريدته المبدعة ولوحته الماتعة والموجعة بحكمة رائعة وعبرة لمن لا يعتبر..
                        فالفرد حين يتماشى مع هؤلاء الساسة الظلمة والعائلة الحاكمة يعيش وتضحك له الدنيا وتعلو مراتبه على حساب كرامته ومبادئه وعقيدته.. فيبيع الآخرة والحرية بالعبودية لهم والانسياق لمنهجهم الظالم .. وحينها تعلو مراتبه ويصفقون له ويصبح من الكبار لديهم .. فتذوب أخلاقياته وتنصهر تحت بوتقة الظلم لنفسه وللمجتمع الذي يعيشه..
                        لكنّكَ الحلْمُ الذي ضاقَتْ بهِ
                        فَتَجاوَزَ الدُّنيا وَعافَ الأنْجُما
                        ......
                        انتهت هذه اللوحة بهذه الحكمة بالبيت الأخير .. ليفيض علينا دروساً من الحياة .. ليكون عبرة لمن يعتبر..
                        قرأنا هنا لوحة باذخة الجمال مكتنزة بالحكم والعبر .. وممتلئة بالفكر الواعي الناضج.. والعلم الغزير..
                        لوحة اكتملت فيها القوى العقلية والروحية.. حيث عشنا فيها مع مشاعر حية تنبض بواقع الأمة المرير.. ليكشف لنا الشاعر مواطن الضعف التي تسيطر في كيان أمتنا بواسطة تصاويره الفنية الراقية بحسه النابض .. ويجسدها بكاميراته المبدعة وألفاظه العذبة والتشابيه البارعة التي تدل على قدرة الشاعر وموقعه من البلاغة والفصاحة والعمق الذي أخذ بنا في السبح بين مفرداته وما حملت في طياتها من جمال وإبداع..
                        شاعرنا الكبير الراقي المتألق... غاندي يوسف سعد
                        شكراً لكم وجزاكم الله كل الخير على تحفتكم الفنية هذه..
                        تقبلوا مروري واحترامي الجم
                        جهاد بدران

                        تعليق

                        • غاندي يوسف سعد
                          أديب وكاتب
                          • 15-12-2011
                          • 464

                          #13
                          الأخت الماجدة جهاد بدران إنني إذ أجدد لك شكري وامتناني لهذه القراءة الواعية المتمكنة والتي رَفعَتْ من مكانة
                          هذه الحروف المتواضعة على مدارج العزّ والفخار...أجدني أنظر بإعجاب كبير لها ولهذا الفكر السامي المجنّح...
                          قلناها ونقولها: جهاد بدران
                          جَناحُ فَراشَةٍ وعُيونُ نسْرٍ...وطيْبُ القَوْلِ ماقالتْ جِهادُ.
                          مودّتي الدائمة وتقديري الكبير.
                          حروفُ النّوْرِ مِن صَبْرٍ...مَعانيها تواسينا
                          شُعاعٌ يَملأ الدُّنيا......لِدربِ الحَقِّ يَهدينا
                          وشَرُّ القَوْلِ مَعسولٌ...يدقُّ الحِقدَ إسْفينا
                          وَخيْرُ الحَرْفِ مَنْ يَبني...سلاماً دائِماً فينا

                          تعليق

                          يعمل...
                          X