رسالة إلى صديق.........../سليمى السرايري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    رسالة إلى صديق.........../سليمى السرايري

    رسالة إلى صديق...........


    كنتُ الطفلة التي لا تملك الحياة الفارهة ...لا يمكنها أن تلامس أناملها الصغيرة دمى المغازات ذات العيون البلورية البراقة والشعر الذهبي المسترسل بدلال...
    أنا تلك الطفلة التي تملك أكثر من ذلك بعالمها البسيط الجميل المريح :
    دمية من قطعة قماش ظلت في صندوق ثياب جدّتها فشكّلتها بتفكيرها البسيط ولعنة الفقر فأصبحت بدميتها تلك أغنى الناس..... "كأنها كل ما تملكه في الحياة"
    تلك الحياة لم تكن ثرية بالنوادي والمسارح والسينما والاختلاط بين الجنسين ، بل مفاتيح لأبواب كبيرة تلك التي تشبه الزنزانات الباردة،
    تفرضها الأسر الجنوبية بتقاليدها ومعتقداتها الصارمة....
    ظلّت إلى الآن تصدر أحكامها الأبديّة لأنّ أهل الجبل يتمسّكون بأهداب التقاليد ويحافظون بطريقة مريضة على الشرف والأخلاق لدرجة التضحية بالحرية والهواء...
    لذلك أصبح عالم الذكور وطنا غريبا لا يسمح بولوجه وكأنه إثم كبير يلوّث تلك البراءة وذلك النقاء
    فابتعدت عنه مسافات ولم تعد تهتم به لأنّهم صوّروه لها كغول مفترس ذات عيون كبيرة وأصابع تطول عفافها....

    مرحلة الشباب لا تبتعد كثيرا عن مرحلة تلك الطفولة فهي مكمّلة لها ،،،، نفس اليد الكبيرة التي دائما تأرجح مفاتيح الحبس وتمنع الألوان والحب
    لأن الحب في "القبائل ممنوع " والرؤية ضبابية والصمت سيّد الموقف...

    يا صديقي،
    هناك دائما مراهقة مقتولة مسطّرة لخطواتي وتحرّكاتي ومشاعري،
    لأنتهي إلى مرحلة تكوين ذاتي وحياتي الخاصة لألج معترك المجتمع الذي يفرض علي بدوره أسلوبا جديدا
    لم أتعوّده وأنا الكائن الذي يحتفظ في داخله بمساحات لم تلمسها الأيادي وأملك في حدائق نفسي مدنا بلورية وبياضا ناصعا
    لا يعرف الغيوم أو بالأحرى لا يعرف الحقد ولا ألوان الكذب والنفاق...
    دائما يا صديقي اخيّر العودة إلى سجني الكبير الذي ترعرعت فيه روحي المليئة بالنقاء والورد
    حتى وإن كانت الأشواك تحاصرني من كل صوب وحدب.
    لا أجد أمامي سوى مدى شاسعا مليئا بالاستغلال والأنانية والنفاق والمداهنة وهو ما هو سائد مع الأسف
    في أغلب الوقت ونادرا ما نعثر على انسان نقيّ يحبك لذاتك ويقدّس العلاقات الإنسانية بلا أهداف أخرى،
    لأنّي أعتبر أن الصداقة صديق يحفظ العهد ويصون الودّ ولا يتغيّر بتغيّر الزمان والمكان...
    ****
    لكن يا صديقي، سأظلّ تلك الطفلة البريئة والمشاكسة التي تحب الألوان رغم القتامة
    والشوكلاطة رغم المرارة...
    ~~
    سليمى السرايري

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    الأستاذة الكبيرة الفنانة التشكيلية سليمى السرايري
    في بعض الكتّاب نرى دهشة الروح.. الروح الطفلة التي تعانق الحياة برهف باحثة عن دميتها لعلها تجدها
    في الحاضر بكامل هيبتها وقماشها الحريري
    الصديق كلمة تعانق الوفاء والحاجة لرفيق يؤنسنا
    وددت يوما لو كان لي صديقا يجاوب أصداء فكري.. بعيدا عن الذكر والأنثى
    فإذا ما صنفنا كأنثى قبل التعامل يُختصر الطريق متجاوزا المطب
    ظل أبي ـ رحمه الله ـ صديقي الوفي حتى وفاته
    سليمى السرايري، في كتابتاتك عفوية متقنة وأحلاما وصورا ترسمينها حرفا بعد صورة
    خلاصة اليسير مما قرأته لك وأتمنى لك الألق
    كنت هنا أتأمل صفو ذاكرتك.. تقديري

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
      الأستاذة الكبيرة الفنانة التشكيلية سليمى السرايري
      في بعض الكتّاب نرى دهشة الروح.. الروح الطفلة التي تعانق الحياة برهف باحثة عن دميتها لعلها تجدها
      في الحاضر بكامل هيبتها وقماشها الحريري
      الصديق كلمة تعانق الوفاء والحاجة لرفيق يؤنسنا
      وددت يوما لو كان لي صديقا يجاوب أصداء فكري.. بعيدا عن الذكر والأنثى
      فإذا ما صنفنا كأنثى قبل التعامل يُختصر الطريق متجاوزا المطب
      ظل أبي ـ رحمه الله ـ صديقي الوفي حتى وفاته
      سليمى السرايري، في كتابتاتك عفوية متقنة وأحلاما وصورا ترسمينها حرفا بعد صورة
      خلاصة اليسير مما قرأته لك وأتمنى لك الألق
      كنت هنا أتأمل صفو ذاكرتك.. تقديري

      العزيزة أميمة محمد

      ولأنّ العالم الكبير أصبح قطعة أرض ملتهبة،،
      ولأن القلوب أضحت تتلوّن حسب الموقف والهدف ،،
      ولأنّ النفاق صار سيدّ الزمان والمكان،،،
      خيّرتُ الانسحاب إلى تلك الطفولة التي ما فارقتني يوما
      مازلتُ أعانق المدى الذي يخضّب روحي بالحرية فمفهوم الحريّة ليس مفهوما صحيحا الآن
      لأنّ الحرية في انطلاق الذات إلى الجمال الذي لا حدود له
      فالعطاء جمال بلا حدود
      والفن والحرف ،جمال لا حدود لهما
      البراءة والنقاء ، جمال حتى لو يراه البعض عملة نادرة أو أكل عليها الدهر وشرب....
      للإنسان أن يكون مثقفا ويوسّع معرفته وعلمه على أن يحافظ على مبادئه ونقائه
      فالنقاء مع الأسف الشديد يا صديقة لا يجد مكانه الآن، تماما كالذي أضاع وطنه وظلّ شريدا ضائعا....
      العفوية مطلوبة لأنّ التصنّع يقتل محبة الآخر لك لكن بعفوية مدركة تماما لما يدور حولك
      و للمحيطين بك حتى لا يعتبرونها غباء...
      الصدق عنوان كلّ انسان يحترم نفسه ويحترم الآخر.

      و.................................مازالتُ تسكننا الطفولة.............

      شكرا لحضورك الجميل سيّدتي.
      دمت بنقاء.
      /
      /
      /
      سليمى

      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • هناء عباس
        أديب وكاتب
        • 05-10-2010
        • 1350

        #4
        وجهها صافيا بلا مساحيق كاذبة
        تعكس صفاء الطبيعة المصرية
        بلون صفاء الرمال البيضاء
        تتلألأ كأشعة الشمس الذهبية بنقاء
        حوراء مصرية
        رائحتها ذكية
        انها اخر انثي بلورية
        ________________
        الزميلة الغالية سليمي
        اعجبني نصك وتقبلي مروري
        مع احترامي
        يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد, لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
        هناء عباس
        مترجمة,باحثة,مدربة الترجمة ومناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية,كاتبة

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة هناء عباس مشاهدة المشاركة
          وجهها صافيا بلا مساحيق كاذبة
          تعكس صفاء الطبيعة المصرية
          بلون صفاء الرمال البيضاء
          تتلألأ كأشعة الشمس الذهبية بنقاء
          حوراء مصرية
          رائحتها ذكية
          انها اخر انثي بلورية
          ________________
          الزميلة الغالية سليمي
          اعجبني نصك وتقبلي مروري
          مع احترامي

          أهلا بك الجميلة هناء عباس

          أسعدني مرورك المعطّر بالرقة واتلنبل والصفاء
          شكرا جزيلا من القلب.
          غير اني اتساءل يا عزيزتي من أي منطلق اعتبرت أني مصرية ؟؟؟
          انا افتخر طبعا بمصر الحبيبة غير أني من تونس الخضراء
          تونس فرحات حشاد والطاهر الحداد وبورقيبة
          تونس أبا القاسم الشابي وجعفر ماجد وغيرهم.....
          شكرا مرة أخرى.
          /
          /
          /

          سليمى



          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • هناء عباس
            أديب وكاتب
            • 05-10-2010
            • 1350

            #6
            الأخت الغالية سليمي
            لا عليك
            احسست انك تحملين نفس طبائع البنت المصرية المسردة في نصك
            هذا انك عربية تذوب غاليتي الملامح والتقاليد بيننا البعض
            هذا اننا اشقاء
            عذرا ايها الحوراء التونسية
            فنحن جميعا نحمل صبغة عربية
            صباحك معطر
            تقبلي مروري
            حوراء عربية
            يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد, لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
            هناء عباس
            مترجمة,باحثة,مدربة الترجمة ومناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية,كاتبة

            تعليق

            • ناظم الصرخي
              أديب وكاتب
              • 03-04-2013
              • 1351

              #7
              الصدق عنوان كلّ انسان يحترم نفسه ويحترم الآخر.
              صدقت أختي الفاضلة ولا فض فوك
              كل التحايا لنبل فكرك
              وكل التقدير

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة
                الصدق عنوان كلّ انسان يحترم نفسه ويحترم الآخر.صدقت أختي الفاضلة ولا فض فوككل التحايا لنبل فكركوكل التقدير
                شرف لي مرورك الجميل أستاذي ناظمفائق الامتنان///سليمى
                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                • سميرة رعبوب
                  أديب وكاتب
                  • 08-08-2012
                  • 2749

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                  رسالة إلى صديق...........


                  كنتُ الطفلة التي لا تملك الحياة الفارهة ...لا يمكنها أن تلامس أناملها الصغيرة دمى المغازات ذات العيون البلورية البراقة والشعر الذهبي المسترسل بدلال...
                  أنا تلك الطفلة التي تملك أكثر من ذلك بعالمها البسيط الجميل المريح :
                  دمية من قطعة قماش ظلت في صندوق ثياب جدّتها فشكّلتها بتفكيرها البسيط ولعنة الفقر فأصبحت بدميتها تلك أغنى الناس..... "كأنها كل ما تملكه في الحياة"
                  تلك الحياة لم تكن ثرية بالنوادي والمسارح والسينما والاختلاط بين الجنسين ، بل مفاتيح لأبواب كبيرة تلك التي تشبه الزنزانات الباردة،
                  تفرضها الأسر الجنوبية بتقاليدها ومعتقداتها الصارمة....
                  ظلّت إلى الآن تصدر أحكامها الأبديّة لأنّ أهل الجبل يتمسّكون بأهداب التقاليد ويحافظون بطريقة مريضة على الشرف والأخلاق لدرجة التضحية بالحرية والهواء...
                  لذلك أصبح عالم الذكور وطنا غريبا لا يسمح بولوجه وكأنه إثم كبير يلوّث تلك البراءة وذلك النقاء
                  فابتعدت عنه مسافات ولم تعد تهتم به لأنّهم صوّروه لها كغول مفترس ذات عيون كبيرة وأصابع تطول عفافها....

                  مرحلة الشباب لا تبتعد كثيرا عن مرحلة تلك الطفولة فهي مكمّلة لها ،،،، نفس اليد الكبيرة التي دائما تأرجح مفاتيح الحبس وتمنع الألوان والحب
                  لأن الحب في "القبائل ممنوع " والرؤية ضبابية والصمت سيّد الموقف...

                  يا صديقي،
                  هناك دائما مراهقة مقتولة مسطّرة لخطواتي وتحرّكاتي ومشاعري،
                  لأنتهي إلى مرحلة تكوين ذاتي وحياتي الخاصة لألج معترك المجتمع الذي يفرض علي بدوره أسلوبا جديدا
                  لم أتعوّده وأنا الكائن الذي يحتفظ في داخله بمساحات لم تلمسها الأيادي وأملك في حدائق نفسي مدنا بلورية وبياضا ناصعا
                  لا يعرف الغيوم أو بالأحرى لا يعرف الحقد ولا ألوان الكذب والنفاق...
                  دائما يا صديقي اخيّر العودة إلى سجني الكبير الذي ترعرعت فيه روحي المليئة بالنقاء والورد
                  حتى وإن كانت الأشواك تحاصرني من كل صوب وحدب.
                  لا أجد أمامي سوى مدى شاسعا مليئا بالاستغلال والأنانية والنفاق والمداهنة وهو ما هو سائد مع الأسف
                  في أغلب الوقت ونادرا ما نعثر على انسان نقيّ يحبك لذاتك ويقدّس العلاقات الإنسانية بلا أهداف أخرى،
                  لأنّي أعتبر أن الصداقة صديق يحفظ العهد ويصون الودّ ولا يتغيّر بتغيّر الزمان والمكان...
                  ****
                  لكن يا صديقي، سأظلّ تلك الطفلة البريئة والمشاكسة التي تحب الألوان رغم القتامة
                  والشوكلاطة رغم المرارة...
                  ~~
                  سليمى السرايري
                  قـد شح الصديق.. وغلب الجفاء .. وفسدت القلوب .. وبار العقل .. وكثر الغدر ..ومرض الأمل .. ووقع اليأس
                  والداء في هذا الأمر قديم ..والشكوى منه لم تبرح .. فهل صداقة الإنسان لنفسه أسلم؟
                  هذا الانزواء يدفعنا إلى الماضي الجميل ... براءة الطفولة ... وصفاء الألوان ...ومتعة الحلوى
                  صديقتي/ سليمى كوني كما تحبين بريئة كالطفولة طاهرة كالماء.
                  لك الورد والتحية.
                  التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب; الساعة 25-07-2017, 20:32.
                  رَّبِّ
                  ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                  تعليق

                  • سليمى السرايري
                    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                    • 08-01-2010
                    • 13572

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سميرة رعبوب مشاهدة المشاركة
                    قـد شح الصديق.. وغلب الجفاء .. وفسدت القلوب .. وبار العقل .. وكثر الغدر ..ومرض الأمل .. ووقع اليأس
                    والداء في هذا الأمر قديم ..والشكوى منه لم تبرح .. فهل صداقة الإنسان لنفسه أسلم؟
                    هذا الانزواء يدفعنا إلى الماضي الجميل ... براءة الطفولة ... وصفاء الألوان ...ومتعة الحلوى
                    صديقتي/ سليمى كوني كما تحبين بريئة كالطفولة طاهرة كالماء.
                    لك الورد والتحية.

                    الصديقة الجميلة سميرة

                    دائما نبحث عن ذلك الصديق الذي نفضي إليه بمشاكلنا الصغيرة ونفصح عن تنهداتنا بلا خجل...
                    ونتكلم بحرية غريبة ما لم نقدر ان نفضفض به للعائلة المحيطة بنا
                    لا أعرف لماذا يكبّلني الصمت أمام الأهل وانطلق مع الآخر
                    هل هي تلك الأسباب التي تحدثت عنها؟؟
                    تلك التقاليد والخوف علينا حدّ الرعب بل وحدّ القهر؟؟
                    .....
                    شكرا لأنّك هنا ...


                    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                    تعليق

                    • سليمى السرايري
                      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                      • 08-01-2010
                      • 13572

                      #11
                      **
                      *

                      مازالت الطفلة المختنقة في حبسها رغم مرور السنين
                      تتنفس بصعولة ............


                      **
                      *
                      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                      تعليق

                      • السعيد مرابطي
                        أديب وكاتب
                        • 25-05-2011
                        • 198

                        #12
                        [read][read]أرسلت لـصديق الأستاذة/سليمى السـرايري.
                        تـقول:

                        رسالة إلى صديق...........
                        كنتُ الطفلة التي لا تملك الحياة الفارهة ...لا يمكنها أن تلامس أناملها الصغيرة دمى المغازات ذات العيون البلورية البراقة والشعر الذهبي المسترسل بدلال...
                        أنا تلك الطفلة التي تملك أكثر من ذلك بعالمها البسيط الجميل المريح :
                        دمية من قطعة قماش ظلت في صندوق ثياب جدّتها فشكّلتها بتفكيرها البسيط ولعنة الفقر فأصبحت بدميتها تلك أغنى الناس..... "كأنها كل ما تملكه في الحياة"
                        تلك الحياة لم تكن ثرية بالنوادي والمسارح والسينما والاختلاط بين الجنسين ، بل مفاتيح لأبواب كبيرة تلك التي تشبه الزنزانات الباردة،
                        تفرضها الأسر الجنوبية بتقاليدها ومعتقداتها الصارمة....
                        ظلّت إلى الآن تصدر أحكامها الأبديّة لأنّ أهل الجبل يتمسّكون بأهداب التقاليد ويحافظون بطريقة مريضة على الشرف والأخلاق لدرجة التضحية بالحرية والهواء...
                        لذلك أصبح عالم الذكور وطنا غريبا لا يسمح بولوجه وكأنه إثم كبير يلوّث تلك البراءة وذلك النقاء
                        فابتعدت عنه مسافات ولم تعد تهتم به لأنّهم صوّروه لها كغول مفترس ذات عيون كبيرة وأصابع تطول عفافها....
                        مرحلة الشباب لا تبتعد كثيرا عن مرحلة تلك الطفولة فهي مكمّلة لها ،،،، نفس اليد الكبيرة التي دائما تأرجح مفاتيح الحبس وتمنع الألوان والحب
                        لأن الحب في "القبائل ممنوع " والرؤية ضبابية والصمت سيّد الموقف...
                        -*-*-*
                        يا صديقي،
                        هناك دائما مراهقة مقتولة مسطّرة لخطواتي وتحرّكاتي ومشاعري،
                        لأنتهي إلى مرحلة تكوين ذاتي وحياتي الخاصة لألج معترك المجتمع الذي يفرض علي بدوره أسلوبا جديدا
                        لم أتعوّده وأنا الكائن الذي يحتفظ في داخله بمساحات لم تلمسها الأيادي وأملك في حدائق نفسي مدنا بلورية وبياضا ناصعا
                        لا يعرف الغيوم أو بالأحرى لا يعرف الحقد ولا ألوان الكذب والنفاق...
                        دائما يا صديقي اخيّر العودة إلى سجني الكبير الذي ترعرعت فيه روحي المليئة بالنقاء والورد
                        حتى وإن كانت الأشواك تحاصرني من كل صوب وحدب.
                        لا أجد أمامي سوى مدى شاسعا مليئا بالاستغلال والأنانية والنفاق والمداهنة وهو ما هو سائد مع الأسف
                        في أغلب الوقت ونادرا ما نعثر على انسان نقيّ يحبك لذاتك ويقدّس العلاقات الإنسانية بلا أهداف أخرى،
                        لأنّي أعتبر أن الصداقة صديق يحفظ العهد ويصون الودّ ولا يتغيّر بتغيّر الزمان والمكان...
                        ****
                        لكن يا صديقي، سأظلّ تلك الطفلة البريئة والمشاكسة التي تحب الألوان رغم القتامة
                        والشوكلاطة رغم المرارة...
                        سليمى السرايري
                        ----*---------*-------*
                        الأستاذة الرقيقة الحس/ سليمى السرايري،
                        يتندر الحديث في علاقتنا الشفافة بطفولتنا سعيدة كانت أم شقية.
                        وكم يعسر البوح بعد طوايا الذكريات، وما شجي منها وادمع. أين الصديق ، وأين الصدوق.!
                        عسانا اليوم بلا صوت ،أو كأنما لم تكن لنا صورة طفولة بائسة ركنت للذي لا يجوز ..للذي استلب شططا منا وأجهـش.
                        كأن نحفل بقطعة حلوى ..بلعبة تشبه أحلامنا أو تكاد ..بدمية تثـيب فيها الطفلة شيئا وتبثّ عتابها الصامت الضاج للقبيلة..وكـم رزخت عـمرا للصمت المضرب ولم تمرّ بعـدُ العاصفة.
                        كم ذا تجتـر الطفولة في بيئتنا العربية من مآس مكبوته..متغافلة عن سيرورة الزمن الأصلع.
                        ذا أنت صديقتي، ما برحت عند العودة ضاجة ،آسفة عما بدر منهم تعنيفا وشقاء أزرق. قد رجموا الطفـولة رهبانية ووثنية كمن صـبأ ! زجـروا العذوبة والجمال في الطفولة رهبـة فلا تصرخ!
                        رسالة في نداء مخملي الشعور ذهبيّ الفيض واللغة المـشتـهاة.
                        عسى النداء إن شاء الله وصل.[/read][/read]
                        التعديل الأخير تم بواسطة السعيد مرابطي; الساعة 17-11-2020, 15:55.
                        [read]أنـزوة غرور هي أن يـكون لي مفتـاح تـصور؟ ![/read]

                        تعليق

                        • سليمى السرايري
                          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                          • 08-01-2010
                          • 13572

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة السعيد مرابطي مشاهدة المشاركة
                          المشاركة الأصلية بواسطة السعيد مرابطي مشاهدة المشاركة
                          [read][read]
                          ----*---------*-------*
                          الأستاذة الرقيقة الحس/ سليمى السرايري،
                          يتندر الحديث في علاقتنا الشفافة بطفولتنا سعيدة كانت أم شقية.
                          وكم يعسر البوح بعد طوايا الذكريات، وما شجي منها وادمع. أين الصديق ، وأين الصدوق.!
                          عسانا اليوم بلا صوت ،أو كأنما لم تكن لنا صورة طفولة بائسة ركنت للذي لا يجوز ..للذي استلب شططا منا وأجهـش.
                          كأن نحفل بقطعة حلوى ..بلعبة تشبه أحلامنا أو تكاد ..بدمية تثـيب فيها الطفلة شيئا وتبثّ عتابها الصامت الضاج للقبيلة..وكـم رزخت عـمرا للصمت المضرب ولم تمرّ بعـدُ العاصفة.
                          كم ذا تجتـر الطفولة في بيئتنا العربية من مآس مكبوته..متغافلة عن سيرورة الزمن الأصلع.
                          ذا أنت صديقتي، ما برحت عند العودة ضاجة ،آسفة عما بدر منهم تعنيفا وشقاء أزرق. قد رجموا الطفـولة رهبانية ووثنية كمن صـبأ ! زجـروا العذوبة والجمال في الطفولة رهبـة فلا تصرخ!
                          رسالة في نداء مخملي الشعور ذهبيّ الفيض واللغة المـشتـهاة.
                          عسى النداء إن شاء الله وصل.[/read][/read]




                          في خضمّ المشاغل بما تحمل من أفراحٍ وأتراح وأوجاع وصفاء،
                          في معترك كلّ هذه الحياة، غفلتُ عن ردّك الجميل العميق ولو انّي اطلعتُ عليه سابقا
                          أساذي العزيز الغائب،،السعيد مرابطي
                          شكرا لما تفضّلتَ به وهذا التعقيب الكبير الذي يدلّ عن سماحة نفسك ونقاء سريرتك
                          شكرا سيّدي وألف شكر راجية أن تكون بخير وتعود لنستمتع بحرفك ووجودك في ملتقانا الحبيب.

                          لك الياسمين والمودّة الخاصة

                          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                          تعليق

                          • فاطمة الزهراء العلوي
                            نورسة حرة
                            • 13-06-2009
                            • 4206

                            #14
                            كتاباتك رائعة وبالسهل الممتنع تدونين خبايانا حيث كل واحد منا قد يجد نفسه في فقرة / في صورة / في هذه الرسالة
                            وكتاباتك في المجمل قوية ورائعة وسلسة ولغتها نقية ومحفزة
                            فتحية لك شاعرتنا الرقيقة صاحبة القلب البحر/ سليمى /
                            تقديري
                            لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                            تعليق

                            • سليمى السرايري
                              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                              • 08-01-2010
                              • 13572

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                              كتاباتك رائعة وبالسهل الممتنع تدونين خبايانا حيث كل واحد منا قد يجد نفسه في فقرة / في صورة / في هذه الرسالة
                              وكتاباتك في المجمل قوية ورائعة وسلسة ولغتها نقية ومحفزة
                              فتحية لك شاعرتنا الرقيقة صاحبة القلب البحر/ سليمى /
                              تقديري
                              شكرا لهذا التعليق الجميل المشجّع في حرفي المتواضع سيّدتي
                              لك فائق الإمتنان واجمل التحايا.
                              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                              تعليق

                              يعمل...
                              X