" انْكِسَارَات"
كَعَادَتِهِ يَجْلِسُ " حَمُّو " حَوْلَ الْمَائِدَةِ الخَشَبِيَّةِ ذات الأرجل العرجاء المَحْشُوَّةِ إحداهَا في حذاءٍ منزنك،وكأنَّها مُحاربٌ قديم صِنْديد مايزال يُقاومُ وحيداً في ساحة الْمَعْرَكَةِ بَعد انْسِحَابِ كل الفُرسانيَلْتَهِمُ الأَكل بِعُجَالَةٍ ،ثُمَّ يَخْرُجُ لاَهِثاً إلى
الْمَقْهَى التي تَقَعُ فِي نِهَايَةِ الزقاق المُفضِي إلَى دُرُوبِ المدينة العتيقة ..حيث الزقاقات تعبق بروائح
السَّرْدِينِ وَرَائِحَةِ الطعام الذي يُطهى على نار " المجمر" أو في الفرن البَلَدي الوحِيد
ِ
الذي مايزال يُقَاوِمُ الأفرنة العصرية التي نبتت في الأحياء المُجاورة كأشواك طُفَيْلِيَّةٍ تعْمَلُ على قتل كلَّ
الأكلات التقليدية" الْبَلْدِيَّةِ" .
يَنْزَوِي " حَمُّو" فِي زَاوِيَّةِ المقهى على كرسيه المُعتاد
الْمَصْنُوعِ مِنْ الْقَصَبِ والمغلف بالبلاستيِكِ ،يَتَسَمَّرُ بَعْدَهَا فِي مَكَانِه الذي يشْكُو من ضجيج المتقاعدين
الذين يَلْعَبُونَ بالْحِجَارَةِ الصغيرةِ لُعْبة " الضامة" ، يُحاوِلُونَ تزجية الوقت والضَّحك رغم ماَيطْبَعُ حَيَاتَهُمْ
منْ قَسْوَةٍ ومُعانَاةٍ
..هِيَ وُجُوهٌ تُعَبِّرُ عن واقِعِهِمْ ،نظراتهم ناطقة بالكثير...يَبدُو أَنَّ الْوَقْتَ تَوَقَّفَ لَدَى " حَمّو" مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيد
أُصِيبَ بالخمول ،يُراقبُ بِعُيونٍ ذَابِلَةٍ ناعِسَةٍ مواكب المارة التي تعبر زقاق المقهى وكأنها مطاردة
من أحد ما ..وَسُرْعان مايَهُمُّ باستخراج لُفَافَة سَجَائِر من جيبه المهترئ ..يُمَرِّرُهَا بين أصابعه المُتعبة،
ثُمَّ يُدَخِّنُها بِعُجَالَةٍ وَيَسْتَنْشِقُ سُمَّهَا مُعْلِناً عنْ سُخْطِهِ وغَضَبِهِ من الْعَالم ،يَتَأَمَّلُ الْوُجُوهَ الْمُتَبَايِنَةِ ،تَبَايُنَ اللَّيْلِ
والنَّهَارِ ،تَبَايُنَ الأَلْوان والفصول الحياتية ..إنَّها رِحْلَتهُ الْيَوْمِيَّة الْمُنْكَسِــرةِ.
كَعَادَتِهِ يَجْلِسُ " حَمُّو " حَوْلَ الْمَائِدَةِ الخَشَبِيَّةِ ذات الأرجل العرجاء المَحْشُوَّةِ إحداهَا في حذاءٍ منزنك،وكأنَّها مُحاربٌ قديم صِنْديد مايزال يُقاومُ وحيداً في ساحة الْمَعْرَكَةِ بَعد انْسِحَابِ كل الفُرسانيَلْتَهِمُ الأَكل بِعُجَالَةٍ ،ثُمَّ يَخْرُجُ لاَهِثاً إلى
الْمَقْهَى التي تَقَعُ فِي نِهَايَةِ الزقاق المُفضِي إلَى دُرُوبِ المدينة العتيقة ..حيث الزقاقات تعبق بروائح
السَّرْدِينِ وَرَائِحَةِ الطعام الذي يُطهى على نار " المجمر" أو في الفرن البَلَدي الوحِيد
ِ
الذي مايزال يُقَاوِمُ الأفرنة العصرية التي نبتت في الأحياء المُجاورة كأشواك طُفَيْلِيَّةٍ تعْمَلُ على قتل كلَّ
الأكلات التقليدية" الْبَلْدِيَّةِ" .
يَنْزَوِي " حَمُّو" فِي زَاوِيَّةِ المقهى على كرسيه المُعتاد
الْمَصْنُوعِ مِنْ الْقَصَبِ والمغلف بالبلاستيِكِ ،يَتَسَمَّرُ بَعْدَهَا فِي مَكَانِه الذي يشْكُو من ضجيج المتقاعدين
الذين يَلْعَبُونَ بالْحِجَارَةِ الصغيرةِ لُعْبة " الضامة" ، يُحاوِلُونَ تزجية الوقت والضَّحك رغم ماَيطْبَعُ حَيَاتَهُمْ
منْ قَسْوَةٍ ومُعانَاةٍ
..هِيَ وُجُوهٌ تُعَبِّرُ عن واقِعِهِمْ ،نظراتهم ناطقة بالكثير...يَبدُو أَنَّ الْوَقْتَ تَوَقَّفَ لَدَى " حَمّو" مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيد
أُصِيبَ بالخمول ،يُراقبُ بِعُيونٍ ذَابِلَةٍ ناعِسَةٍ مواكب المارة التي تعبر زقاق المقهى وكأنها مطاردة
من أحد ما ..وَسُرْعان مايَهُمُّ باستخراج لُفَافَة سَجَائِر من جيبه المهترئ ..يُمَرِّرُهَا بين أصابعه المُتعبة،
ثُمَّ يُدَخِّنُها بِعُجَالَةٍ وَيَسْتَنْشِقُ سُمَّهَا مُعْلِناً عنْ سُخْطِهِ وغَضَبِهِ من الْعَالم ،يَتَأَمَّلُ الْوُجُوهَ الْمُتَبَايِنَةِ ،تَبَايُنَ اللَّيْلِ
والنَّهَارِ ،تَبَايُنَ الأَلْوان والفصول الحياتية ..إنَّها رِحْلَتهُ الْيَوْمِيَّة الْمُنْكَسِــرةِ.
تعليق