الى زاوية القلب، يتسرب خيط نحيل من نور،وعقد من "غاردينيا" لم يكد الصباح ينتهي من رصفه....لا زالت بقايا من فتات العطر عالقة على انامله، يشمها تارة، ويضمها الى قلبه أخرى...
منذ الآن، لم يعد النبض كما كان... لقد أُشبِع طفولة ونزقاً، حتى.صار أشبه بايقاع عرس قروي بدأت مراسمه هناك... في ما وراء البحار، حيث كل شيء لا زال نقياً، وعلى سيرته الاولى...
ما سر هذا المهرجان الذي قرعت طبوله وارتفعت أبواقه داخل اسوار صدري؟؟ ولماذا أصبح الفجر يستعجل الشروق قبل اوانه، والعناقيد تضيق بما في شرايبنها من نبيذ، فتمطره قطرة قطرة لتوشي به فستان الافق؟؟؟
وما الذي جعل صوت فيروز يبدو اجمل من اي وقت مضى، وحضن مواقد الشتاء يتسع ليضم كل ما في الكون من دفء وحنان؟؟
انها انتِ... عينان أقسم الشعر ان لا يتملى الجمال إلا بهما...ووعدت براعم الياسمين نفسها -منذ تبرعمت- ان لا تفتحها الا تلك الاهداب..
هي الابتسامة المتناثرة في حبات اللؤلؤ العذراء القابعة في أعمق أعماق البحار، والرجاء المتصاعد في سحب البخور التي تحلق في معبد يوناني متعكز على التاريخ.... لذة النار هي وسطوة النور، وتلك الكذبة اللذيذة التي تُغفي عليها الطفولة، وتؤرجح فوق ذراعها اوليات احلامها....
انت بحق، باب من الزنبق، وسلم من اقحوان يفضي الى الفردوس....
من بحة صوتك الذي يتهادى الي على صهوة النشوة، غزلت معطفاً من حرير أهديته للشمس، ودندنتُ أغنية لتطرب لها السنابل، فتهمس احداها في اذن جارتها: " هي ذي الانشودة التي عملتنا فن الرقص"...
وبعد، على كتف القرنفلة الناصعة التي غرسها الضياء على خدك... اترك مطلع قصيدتي، موقناً بأني سأعود يوماً، وقد أصبحت ديوانَ عطر....
تعليق