https://drive.google.com/file/d/0B3zbT3DqHIi6bTF2b3NGSXdfRnc/view?usp=sharing
قطارُ الأهراس
المستشفى القديم ، بالحيِّ القديم ، بالضّاحية القديمة ، جميعُها أسماءٌ قديمةٌ تذكِّرُهُ بمدينةِ المِسْكِ والطِّين ، أسطورةُ الجمالِ ، ورمزُ الطَّهارةِ والوفاءِ ، والعائلاتُ الرَّاقية بأفرادِها المُمَيِّزِين ،
قطارُ الأهراس
المستشفى القديم ، بالحيِّ القديم ، بالضّاحية القديمة ، جميعُها أسماءٌ قديمةٌ تذكِّرُهُ بمدينةِ المِسْكِ والطِّين ، أسطورةُ الجمالِ ، ورمزُ الطَّهارةِ والوفاءِ ، والعائلاتُ الرَّاقية بأفرادِها المُمَيِّزِين ،
وتَضَارِيسِها التي تَجمَعُ بين مناظرِ الخُضرةِ الخَلاَّبَةِ ، والتُّرَاثِ الكبيرِ ،
عرف بعض خصائِصِها عند أقامتِهِ بها ، ولمُدَّةٍ لا تَقِلُّ عن سنةٍ ، فكانت سببًا في نشوتِهِ ، والعلاقات القصيرةٍ التي أقامها مع الجنسين من زملائهِ ، فكانت عابرة ولم يَكتُب لها الاستِمرَارُ ، بسبب النّزق وغرور الشباب
وذاك القِطارُ الذي يربطُ العديد من المحطَّاتِ ، وعرباتُه المتوتِّرة ، لايكاد يهدَاُ لها بَالُ ، ولا تستقرُّ حتَّى يَحوز من فيها على مكانةٍ مميَّزةٍ ، وبالرغم من تَواضُعِهِ ، إلاَّ أنَّه يُوفِّرُ العديدَ من الفُرَصِ ، كالتواصُلِ المحتشِمِ بين الجنسين ، وتسعيرتِهِ زهيدةِ الثَّمن وتوقُّفِهِ المتكرِّرِ بين محطَّةٍ وأخرى ، وبالمحطَّةِ الرَّئيسيَّةِ ، يتوقَّفُ ليضع الفواصِلَ ، وللكلامِ الطويلِ بقية ، ويخضعُ الرُكَّاب لإجراءِ التَّفتيشِ ، تشكِّل نقطة وصلٍ للاتِّجاهاتِ الأربعةِ ، لتكون لحظةً فريدةً ، وتشكِّلُ مفارقةً ، يستجمِعُ فيها الفضوليون الأنفاس .
وفي هذه المدينة بالذات ، ترقُدُ الأُمُّ المُتعَبَة بسب المرضِ وتداعياتِهِ ، تنتظِرُ قرارا صائبًا لمُغَادَرةِ المستشفى ، محمولةً على الأكتافِ ، أم راكِبَةً ومترجِّلة ، وقد بلغ منها الإعياء مبلغه ، وأقعدها رغم صِغَرِ سنّها ؛ ولم تبلُغ بعدُ عِقدها السَّادِس ، ولم يَنفَع مَعَها الدَّوَاءُ ، ولا الرَّجَاءُ ، ولا تِكرارُ الدُّعَاءِ ...
بمستشفى الهواءِ الطَّلقِ المسمَّى بالـ ( ساناتوريوم ) الذي لا يبعُدُ كثيرًا عن مدينةِ الأهراسِ ، ، و يُرَوَّجُ عنها الكثير ، كالأسودِ التي كانت تَحرِسُها ، والشَّجرَةِ المُبَارَكةِ التي غَرسها القِدِّيسُ (أُوغَسْطِينُوس) بيَدَيهِ ، فَتَوَلَّدَت من رَحِمِ الأساطيرِ نَرْجَسَه زائِدَةٌ ، عُرِفَ بها أهلُ البَلدَةِ " المحروسة " .