حكاية قلم
أدرك عندها أنَّ الأيامَ القاتِمَة لا تزال قائِمة ،
وأنَّ العُمْرَ سحابة صيفٍ ،
وركام أيَّامِهِ غيْمٌ حقيقيةٌ ،
و أنَّ أمَّه المغبونة قد استعجلت ومشوار الرّحيلِ قد حان
ويقضي الأوان أجله
وجسدها النَّحيفِ
وجسدها النَّحيفِ
ذبُل
كأوراق الخريفِ
برُد
كليالي الشتاءِ الجهيد .
كليالي الشتاءِ الجهيد .
توقّف عندها ، بجانب التابوت الأشول ليواسي صاحبته
هو أيضًا يستعمل يسراه بكثرة ،
عدا اللّقمة أو الكتابة ...
يستعيد الذاكرة
هو الذي كان ، فيما مضى يمسك يراعَه قيد الأنملة الحزينة يشقّ بيمينه لغة الضّاد الجميلة
، قبل أن يتورّط في إدارة موليير البغيضة
قرّر عندها
، قبل أن يتورّط في إدارة موليير البغيضة
قرّر عندها
إشهار كلمات تروي عن التهميش
تواسي كلّ تعيسٍ حُرِم من لذّة العيشِ
قد لا تروق للمحظوظين غيرهم
ورغم ذلك سيكتب
سيظلّ يكتب ...
ورغم ذلك سيكتب
سيظلّ يكتب ...
إلى أن يجفّ الصَّبر
و تتورّم الكلمات ...
وإن تراجع العمر أو تأخَّر
لينقل للأجيال صورة الأم البريئة ... وصرخ في نفسهِ :
" أكتب يا قلم "
فليمسك القلم وليروِ كل شيءِ عنها
عن المعاناة ،
عن الصبر والألم
تعليق