صاحب الكوخ ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الفتاح أفكوح
    السندباد
    • 10-11-2007
    • 345

    صاحب الكوخ ...

    [align=center]صاحب الكوخ
    ... فلم يجد ما يهون عليه مكابدة الترحال المتواصل ووحشة الإغتراب، بعيدا عن الديار التي غادرها بالأمس النائي وحيدا، وحن اليوم إلى رسمها وأهلها حنينا شديدا ...
    وما إن حل غريبا بين أهل القرية التي قدم إليها منذ أعوام أدبرت باحثا عن والده مثل ما قدم إليها اليوم، حتى قصد في مشيه يريد أحد الأكواخ، دون سابق تعيين له أو اختيار، لعل صاحبه يجود عليه داخله بركن هادئ يستريح فيه من وعثاء سفره الطويل، ويقيه من حر الشمس ولسع سياطها القائظة، وعسى أن يستقبله من فيه بما يؤنسه من طيب حديث يخفف عنه بعض الذي يؤلمه من الفقد العسير ويؤرقه من الشوق الجارف، أو يمده بقبس جديد يمكنه من العثور على والده ويكون سببا في ملاقاته، أو يدله على سبيل يسلكه من أجل الإهتداء إلى مكانه ...
    لم يكن السؤال عن والده بالأمر الهين عليه، على الرغم من اعتياده توجيهه إلى كل من يصادفهم في حله وترحاله، فقد ألف أن ينبض به فؤاده المحترق قبل أن يجريه لهيبا على لسانه، وهو ذات السؤال العاصف الذي كان يحدث في أعماق نفسه الرجفة تلو الرجفة ...
    وقف غير بعيد مشرفا على الكوخ الصغير، فأرسل صوته المبحوح من شدة النصب مناديا على صاحبه، إلا أن المناداة لم تطل به، إذ خرج إليه شيخ طاعن في السن، فما إن رآه وتبين ملامح وجهه ونبرات صوته حتى اغرورقت عيناه بالدمع الغزير ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
    [/align]
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو شامة المغربي مشاهدة المشاركة
    [align=center]صاحب الكوخ
    ... فلم يجد ما يهون عليه مكابدة الترحال المتواصل ووحشة الإغتراب، بعيدا عن الديار التي غادرها بالأمس النائي وحيدا، وحن اليوم إلى رسمها وأهلها حنينا شديدا ...
    وما إن حل غريبا بين أهل القرية التي قدم إليها منذ أعوام أدبرت باحثا عن والده مثل ما قدم إليها اليوم، حتى قصد في مشيه يريد أحد الأكواخ، دون سابق تعيين له أو اختيار، لعل صاحبه يجود عليه داخله بركن هادئ يستريح فيه من وعثاء سفره الطويل، ويقيه من حر الشمس ولسع سياطها القائظة، وعسى أن يستقبله من فيه بما يؤنسه من طيب حديث يخفف عنه بعض الذي يؤلمه من الفقد العسير ويؤرقه من الشوق الجارف، أو يمده بقبس جديد يمكنه من العثور على والده ويكون سببا في ملاقاته، أو يدله على سبيل يسلكه من أجل الإهتداء إلى مكانه ...
    لم يكن السؤال عن والده بالأمر الهين عليه، على الرغم من اعتياده توجيهه إلى كل من يصادفهم في حله وترحاله، فقد ألف أن ينبض به فؤاده المحترق قبل أن يجريه لهيبا على لسانه، وهو ذات السؤال العاصف الذي كان يحدث في أعماق نفسه الرجفة تلو الرجفة ...
    وقف غير بعيد مشرفا على الكوخ الصغير، فأرسل صوته المبحوح من شدة النصب مناديا على صاحبه، إلا أن المناداة لم تطل به، إذ خرج إليه شيخ طاعن في السن، فما إن رآه وتبين ملامح وجهه ونبرات صوته حتى اغرورقت عيناه بالدمع الغزير ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
    [/align]
    أبو شامة .. أخى .. أسعدت مساءً
    قص طريف .. ولغة سلسة .. وجمل تحمل الكثير .. و تبنى عالما
    استمتعت هنا بما طرحت .. و تمنيت أن يطول بعض الشىء .. ربما لجمال
    لا أريد له أن ينتهى .. و لكن ما ساءنى .. هو اسم العمل .. و كأننا فى عالم الطفل ..الأشياء بمسمساتها .. لم صاحب الكوخ .. ؟!!!
    سعدت بك صديقى .. و بالتوفيق و الازدهار
    sigpic

    تعليق

    • عبد الفتاح أفكوح
      السندباد
      • 10-11-2007
      • 345

      #3
      شذى الشكر وشدو التقدير ...

      [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
      سلام الله عليك أخي الكريم
      ربيع عقب الباب
      ورحمته عز وجل وبركاته
      وبعد ...
      لك من أخيك أبي شامة المغربي شذى الشكر الجزيل وشدو التقدير الأصيل على كريم اهتمامك بما كتبت، وجود متابعتك لما بسطت من حروف قصصية على أديم هذه الصفحة المزهرة، ونسأل من لا تأخذه سنة ولا نوم أن يرزقنا التوفيق والسداد في كل ما نقبل عليه من أفعال، وننطق به من أقوال، ونخطه باليمين من كلمات، وأن يجمعنا بمن يدلنا دائما على الخير والصلاح، وبمن لا يضن علينا بالنصح الجميل ...
      أما عن عنوان القصة "صاحب الكوخ" فهو اسم على مسمى، حسب ما أرى وأحسب، وليس موقوفا على عالم الأطفال دون عالم الكبار، أو مرصودا لعالم الكبير دون عالم الصغير، وللقارئ الكريم أن يعمل النظر في ما يصل متن القصة بعنوانها، والله أعلم ...

      حياك الله
      د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
      aghanime@hotmail.com
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة عبد الفتاح أفكوح; الساعة 21-08-2008, 15:20.

      تعليق

      • دريسي مولاي عبد الرحمان
        أديب وكاتب
        • 23-08-2008
        • 1049

        #4
        قصة رائعة اخي المغربي

        للصدفة منطقها,ولعاطفة الابوة حدسها...اللقاء يطول بعد عناء والسطور تقصر لتؤدي الغرض.قصة ممتعة

        تعليق

        • عبد الفتاح أفكوح
          السندباد
          • 10-11-2007
          • 345

          #5
          شكرٌ وتقديرٌ ...

          تعليق

          يعمل...
          X