عالجوا ولدكم قبل أن تزوّجوه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم الجابري
    أديب وكاتب
    • 01-04-2011
    • 473

    عالجوا ولدكم قبل أن تزوّجوه



    كنّا على موعد لخطبة فتاة لأحد الإخوة من الشباب، وباعتباري صديقاً مقرّبا من العريس فقد عايشت معاناته الشديدة في سبيل حصوله على الموافقة من أهله وأهلها على الزواج بسبب خلافات أسرية قديمة، ولولا حبّه الشديد للفتاة لم يكن ليتحمّل في سبيل ذلك لسنين من الصبر وعناد الأهل.
    اجتمعنا في بيته بعد صلاة المغرب لنتوجّه لبيت العروس، وحين خرجنا اختار أن يركب معي بإصرار رغم أن الجميع كانوا يعرضون عليه أن يركب معهم. أنا أعرف لماذا فضّل أن يأتي معي، فهو مدخّن ولا يريد أن يلاحظ ذلك أبوه أو أحد أعمامه.
    طلب منّي أن أتأخر قليلاً عن بقيّة السيارات حتى لا يراه أحد وهو يدخّن. أخذ يدخّن سيجارته وهو يتكلّم بحبور وفرح كبيرين.....
    -آهـ......أخيراً يا بوغنيم....كم حلمت بهذا اليوم منذ أربع سنوات.
    -تريد الصدق يا علي هذا كثير. لكن ما ذا كان وجه اعتراض أهلها عليك؟
    -هههه....ليس هناك أي وجه يا بو غنيم، كل ما في الأمر أنّ ذلك المتوحش أبوها لا يحبّ ابن عمّه أبي. لن تصدّق ماذا قال عنّي وعن أبي حين بعثت له من يكلّمه !!!.
    - ماذا قال؟.
    -تعرف أن أبي يتأتأ في الكلام قليلاً، وعندما بعثت له أو الأمر قال للرجل الذي بعثته
    "من تريدني أن أزوّج!؟ ابن ذلك الذي لا يكاد يفهم الناس ما يقول؟! إذا كان الأب كذلك فأظن إن إبنه هذا لا يستطيع الكلام بالمرّة.....أخبره ليعالج ابنه أولاً قبل أن يفكّر بتزويجه"
    هل تصدّق أنّه قال ذلك عنّي وعن أبي ونحن أبناء عمّه.....سبحان الله.
    -على كل حال انسى ما مضى، وها هو الآن قد وافق وانتهى الأمر.

    كدنا نصل لبيت العروس، وألقى صاحبي سيجارته. أوقفت السيارة وفتحت الباب ونزلت. لاحظت أن صاحبي تأخر في النزول فيما الآخرون ينتظروننا لندخل. فتحت الباب لأنظر ماذا يفعل في السيارة فوجدته يصلح عمامته في المرآة. لكنّي شممت رائحة بخّاخ مخدّر العضلات الذي أستخدمته البارحة بعد التمرين تملأ السيارة. استغربت وسألته
    -لماذا رششت بخاخ العضلات في السيّارة؟!
    -بخاخ عضلات؟!.....تقصد هذا؟!......أليس هذا معطّراً للفم؟!!!!....لقد رششته في فمي لأزيل رائحة الدخان.
    -علي.....هذا مخدّر للعضلات......هل تعرف ماذا يعني مخدّر؟!.
    -هل هو ضارّ؟!
    -أي ضارّ وأي بطّيخ......سيخدّر لسانك ولن تستطيع الكلام.

    احمر وجه الرجل واسقط في يده، ومع ذلك طلبت منه التحلّي بالشجاعة والنزول.....وياليتني لم أفعل. عندما نزلنا ودخلنا بدا لي أن المخدّر قد أخذ مفعوله، وبدأ اللعاب يسيل على جانبي فم العريس وهو لا يدري ويتصنّع الابتسامة، وعندما نظر له أبو الفتاة وسأله عن حاله لم يقدر سوى على تحريك فكّه الأسفل كأنّه تيس يجترّ......
    وانهالت التعليقات الساخرة من والد الفتاة "ألم أقل لكم عالجوا ولدكم قبل أن تزوّجوه"....
    وكادت تنشب معركة بالأيدي لولا تدخل أهل الخير، وعندما خرجنا لم يصبر والد علي حتى تكسّرت عصاه على ظهر عليّ، ووالد الفتاة واقف على بابه يشمت بهم.

    الحمد لله، ولا يحمد على مكروه سواه......ويعزّ علي ما أصابه وما أصاب الفتاة.

    التعديل الأخير تم بواسطة سالم الجابري; الساعة 19-02-2016, 17:06.
  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    فرجت على أخيك بنص طريف وممتع

    تعرف، عندما قلت بخاخ عضلات ضحكت وابتسمت

    رائعة وممتعة جدا
    وأعجبتني المفارقة وأيضا حبكتها الرائعة
    قصة محبوكة وممتعة
    تقديري واحترامي
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • رقية عبد الرحمن
      أديب وكاتب
      • 07-02-2016
      • 145

      #3
      نص جميل جدا ساخر جدا
      وممتع جدا
      اضحك الله سنك
      ممتنة ياطيب

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        نص محكي حكواتي
        والله لو أنك اشتغلت عليه لكان أكثر خرية وممتع
        أحببته لما فيه من ومضة مدهشة وقلة خبرة وحظ سيء هاهاها
        جميلة مع تحياتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        يعمل...
        X