فكرتى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد عبد اللطيف
    أديب وكاتب
    • 07-04-2015
    • 71

    فكرتى

    أمسك بالقلم مفكراً فيما سيكتبه ، و عندما لم يظفر بشئ أخذ يبحث عن فكرة قد تكون باقية من الأفكار التى طردها بالأمس
    فلم يكن
    يميل إلى الكتابة حينها .
    وجدها منزوية فى ركن مظلم من عقله تبدو عليها علامات الضعف و الإعياء ، و كأنها فى الرمق الأخير ، تلقفها بسرعة و تعهدها بالرعاية
    و راح يصفها بكلمات تدفقت على الورق كالشلال ، فما لبثت أن تشكلت قصة تنبض بالحياة .
    عرض قصته تلك على من يثق برأيهم ، فعبروا عن أعجابهم بالفكرة و أسلوب معالجتها و تكامل أركانها و حسنها و جمالها و و ... ألخ .
    أعاد قرأتها فهاله ما رأى ، فقد صارت قصة فاتنة أخذت بلبه ، و تعجب من كونه كاتبها و تعجب أكثر أن تلك الفكرة الواهية التى وجدها
    حين أراد أن يكتب شئ أى شئ صارت قصة تبهر
    من يقرأها ، كعروس فى يوم زفافها أو فراشة ودعت شرنقتها منذ قليل .
    فوجد نفسه تخاطبه : أيها الاديب الفنان لقد تعجبت منك أكثر من تعجبك من فكرتك التى استحالت قصة مشوقة ، فلقد حنوت عليها
    و كأنها طفل صغير ضاع من
    والديه فغدوت مكانهما ، و شملتها بالرعاية ، و سهرت الليل حتى تورمت عيناك و أنت تنتقى لها أبلغ الألفاظ
    و أرق العبارات ، و أتيت
    لها بزخرف القول و سليم المعانى .
    فقال لنفسه : إنما تعجبى من إضاعتى لأفكار كثيرة كانت تحلق حولى كما يحلق الباعوض حول النار ، و كنت انتحى منها جانباً فتلح على
    فأجد لها
    طنيناً كطنين النحل فأتضايق لذلك فتذهب الأفكار كغيمة صيف ما تلبث أن تنقشع ، و ما كنت أتضايق حقيقة و لكنى كنت مشغولاً بأمور أعترف أنها كانت تافهة ، و الأفكار كانت قوية و لكنه الكسل كان يأخذنى منها فتنطلق مبتعدة عنى ، و كأنى مصاب بمرض معدى .
    فقالت : دع عنك ما فات فلن يفيدك الندم شئ سوى الحسرة و الضيق ، و قد يصل بك ذلك إلى الإكتئاب ، لقد تعلمت من هذه الفكرة البسيطة المتهالكة درساً أحسب أنك لن تنساه ما حييت ، و حينما تأتيك فكرة أخرى أسكنها دفترك ، و تعهدها بالرعاية فقد يأتى اليوم الذى ترتدي فيه فكرتك ثوباً جميلاً تتباهى عندما تقول للناس هذه فكرتى .
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد عبد اللطيف; الساعة 13-03-2016, 16:28.
    مدونتى
    أحمد عبد اللطيف سلام
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    السلام عليكم، أستاذ احمد عبد اللطيف، وأهلا بك، حرفاً وأدباً في بساتين الحروف، بدا لي نقاء الفكرة وصفاءها وجلاءها، ميز أسلوبك السلاسة والانتقال بإنسايبية وثبات وتسلسل بين الأفكار، أعجبتني بأسلوبها المباشر بفكرتها الخفيفة الجذابة، ليست قصة قصيرة جداً ومكانها الصحيح هنا في القصة القصيرة لذلك تم النقل. أسلوبك سهل ممتنع يؤهلك لخوض قصة الطفل حينما تتاح لك الفكرة أرجو أن تحاول إن لم تكن فعلت مسبقا أتوق لقصة للأطفال بقلمك
    احمد عبد اللطيف ال ق ق ج قصة يفضل أن لا تكون أكثر من مائة كلمة يتميز أسلوبها بالتكثيف والإيحاء وفجائية القفلة.
    رائع وأمنياتي لقلمك بالسداد والتوفيق.

    تعليق

    • احمد عبد اللطيف
      أديب وكاتب
      • 07-04-2015
      • 71

      #3
      السلام عليكم ، الشكر موصول استاذتى الكريمة أميمة محمد على ماخطه قلمكِ السيال و نصيحتكِ فى الكتابة للأطفال ، فقد ابتدأت فيها منذ فترة فأسفرت المحاولة عن قصة تقاعست عن عرضها فى الملتقى ، لكن بعد تشجيعكِ الكريم لى سأعرضها قريباً و هى بعنوان صافى و وافى ....دمتى موفقة .
      مدونتى
      أحمد عبد اللطيف سلام

      تعليق

      • رقية عبد الرحمن
        أديب وكاتب
        • 07-02-2016
        • 145

        #4
        النص هنا يحاول ادراج مقال صغير حول
        الفكرة كضوء لحظة ..يجب التريث عليه ليضيء اكثر
        ان نفسح المجال لها لتتوسع وتكبر لينضج النص وياتي مستوفيا
        اعجبتني اللغة استاذنا
        نقية جدا
        ممتنة

        تعليق

        • احمد عبد اللطيف
          أديب وكاتب
          • 07-04-2015
          • 71

          #5
          شكراً لجميل اهتمامكِ ، و رقيق نصيحتكِ ، و حسن إرشادكِ ... دمتى موفقة .
          التعديل الأخير تم بواسطة احمد عبد اللطيف; الساعة 09-06-2016, 14:23.
          مدونتى
          أحمد عبد اللطيف سلام

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            أحببت هذا الإهتمام
            أحببت أن تسلط الضوء على مايخفى بين أروقة جماجمنا وذاكرتنا القصصية ومانتركه يوما قد نجده مهما وجميلا أو ربما العكس!
            والحقيقة أن الكثير منا يضييع الكثير من أفكاره جراء تكاسل أو إهمال ثم يكتشف أنه أضاع شيئا مهما
            لهذا
            أنا من دعاة الكتابة الفورية وبمجرد أن تجد فكرة ما أو عبارة مميزة فعليك بها وبتوثيقها لأنها لن تعود لك
            تحياتي وشتائل غاردينيا
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • عبد الحميد عبد البصير أحمد
              أديب وكاتب
              • 09-04-2011
              • 768

              #7
              Text Blocker, my friend and I liked the construction method ..
              الحمد لله كما ينبغي








              تعليق

              • احمد عبد اللطيف
                أديب وكاتب
                • 07-04-2015
                • 71

                #8
                الشكر موصول استاذتى عائدة محمد نادر و أشاركك ِ الرأى أن ندون الأفكار التى تجتاحنا كل يوم حتى يأتى يوم تتشكل منها قلائد و تيجان أدبية ... دمتى متفردة .
                مدونتى
                أحمد عبد اللطيف سلام

                تعليق

                • محمد عبد الغفار صيام
                  مؤدب صبيان
                  • 30-11-2010
                  • 533

                  #9
                  الأديب / أحمد عبد اللطيف
                  أسلوبك سهل ممتنع ، متسلسل ، منطقى ، تلقائى فيه صفاء و نوايا طيبة .راقنى كثيرا لا سيما التلقائية فهى المنحة الإلهية الأهم للكاتب فيما أعتقد ؛ إنها تصنع من الكاتب حكّاء من طراز فريد .
                  تحياتى لك .
                  "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

                  تعليق

                  • احمد عبد اللطيف
                    أديب وكاتب
                    • 07-04-2015
                    • 71

                    #10
                    الأديب / محمد عبد الغفار صيام الشكر موصول على تحليلك الممتع ... دمت موفقاً
                    مدونتى
                    أحمد عبد اللطيف سلام

                    تعليق

                    يعمل...
                    X