عمِّي " قدور " وجه آخر للمعاناة
لم يشعر إلاّ والركب قد توقف فقفز من قفز ، وتسلّل البعض فرادى وجماعات ، تنساب جموعهم عبر المسالك تتحاشى الأنقاض ، فيبحث هذا عن قريب يرقد هناك ، و آخر عن حبيب تلاشت معالم قبره المنسي الذي أضحى يشكو من قلّة الاهتمام والاعتناء والصيانة ، و من والجفاء أيضًا ، فلا مؤنس ولا رفيق ولا من يزور ليخفّف من حدّة الشوق ، ويهوّن من الغربة الموحشة ، حيث لا يلتفت أحدٌ إلى أحدٍ كما لو أنّ : ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) يرفع هذا أكف الدعاء لرب السماء يتوسّل ويتضرّع
وآخر منزويًّا تذرف عيناه عبرات اليأس والأسى من كثرة الاشتياق !
وحاول بدوره أن يقفز فتدحرج كأنما خرّ من السموات العلى ؟
فمسكه احد المشيّعين : " رُويدك ! " وساعده برفق !
فقاوم وصمد وتظاهر بالثبات رغم كل شيء ، والجموع تتوافد و تتزاحم ؛ الكل يبحث عن الذؤابة ليكون في المقدّمة ويحمل التابوت إلى مثواه الأخير لكي ينال الحظ الأوفر من الأجر والثواب !
- " أنت الأوّل يا سي رشيد " : يشير عليه عمّه " قدور " ابن خالة المرحومة !؟والذي رافقه منذ الانطلاقة فكان جالسًا جنبه بالعربة والذي كان يراقب الانفعالات البادية عليه من خلال بعض حركاته وملامح الوجه الحزين فكان يهوّن عليه ذلك بل ويزجره في كل مرّة آمرًا إيّاه بالثبات .
- " أنت الأوّل يا سي رشيد " : يشير عليه عمّه " قدور " ابن خالة المرحومة !؟والذي رافقه منذ الانطلاقة فكان جالسًا جنبه بالعربة والذي كان يراقب الانفعالات البادية عليه من خلال بعض حركاته وملامح الوجه الحزين فكان يهوّن عليه ذلك بل ويزجره في كل مرّة آمرًا إيّاه بالثبات .
تعليق