مَدِيْنَةُ المَطَرِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عصام واصل
    عضو الملتقى
    • 07-08-2008
    • 77

    مَدِيْنَةُ المَطَرِ

    مَدِيْنَةُ المَطَرِ


    إليها وحدها التي تُدْرِكُ سرَّ المطرِ وجنونِ تَشَرُّدِنَاْ تحتَ قهقهاتِه الحالمةِ... إلى ذاكرتي فَقَطْ...


    المطرُ وحدُه يعيدُ تشكيلَنا منْ جديدٍ، وحدُهُ القادرُ على إزالةِ ما تبقى في الذاكرةِ من وجعٍ اقترفناْهُ، ونَحنُ نُغني أَغاني الرعاةِ، ونتراقصُ داخلَ حقائبِنا المدرسيةِ كالفراشاتِ المسافرةِ نحوَ النَّهْرِ؛ ووحدُهُ الذي يُتْلِفُ ذاكرتي، ويعيدُ إصلاحَها، ويمنحُني غربةً إضافيةً، ووطناً إضافياً، وحبيبةً إضافيةً، وقلباً إضافياً أيضاً، هو الوحيدُ القادرُ منذُ ولادتي على احتضاني دونَ ضجيجٍ، أو صخبٍ، وهو الأقدرُ على كبحِ جماحِ تشردي في أزقةِ المنافي، والاكتفاءِ بأزقتِهِ هوَ.
    الوحيدُ الذي يتقافزُ داخلَ ذاكرتي كأمِّي التي أَخَذَهَاْ مني عزرائيلُ منذُ كنتُ صغيراً، وكوطني الذي أخذَهُ مني علي عبد الله صالح منذُ زمنٍ بعيدٍ، وكالحقيبةِ المدرسيةِ التي سرقَها عليَّ العسكرُ ذاتَ يومِ؛ وَهُمْ يبحثونَ عن اللصوصِ في أزقةِ مدينةِ الضياعِ، وكحبيبتي التي سرقها عليَّ العنادُ والغرورُ واللامبالاةُ والطيشُ والعبثُ وأشياءٌ أخرى، وكقريتي التي سرقتْها المنافي منِّي منذُ صبايَ الحزينِ.
    وحدهُ المتشعِّبُ في روحي كالعشبِ، كالسماءِ، كالجنونِ، كالحزنِ، كالكبرياءِ، كالصمتِ، كالموناليزا، كجنونِ زُورْبَاْ، ومزاجيةِ نيرون، وسخريَّةِ البردُّوني، كلعناتي على الوطنِ، وكأشيائِهِ هو فقطْ.
    هو الوحيدُ الذي يمنحُني فرصةً لتذكُّرِ ضياعي وخساراتي وهزائمي وانتمائي إلى ذاكرة الغبار، وتذكرِ حقيبتي المدرسيةِ، وجنونَ طفولتي، ونزقي ومشاغباتي، وسرقَتي للشوكولا، منْ حقيبةِ أُمِّي، وهوسي بمراقبةِ عشقِ الحمائِمِ المهاجرةِ إِلى شرفةِ منزلِنا، وتَذَكُّري لي، ولشخبطاْتي على حيطانِ المدرسةِ، ونوافير المياهِ، وكتابِ التاريخِ، وكراهيتي لكتابِ النصوصِ والمحفوظاتِ، وعصا الأستاذِ الفلسطيني التي كانتْ تلهبُ ظهري كثيراً.
    هو الوحيدُ الذي يبكيني ويضحكُني، ويحملُني معه في رحلتِه المكوكيةِ لاكتشافِ قارةٍ جديدةٍ للحبِّ، وللجنونِ، وللتَّشَرُّدِ، ولي، ولها أيضاً:
    هو الوحيدُ أنتِ
    هو الوحيدُ أنا
    هو الوحيدُ زوربا
    هو الوحيدُ نحنُ
    ذاكرتُناْ
    وجعُناْ
    جنونُناْ
    نزقُناْ
    حزنُنا الإضافي
    رئتُنا الثالثةُ التي نتنفسُ منْهاْ رائحةَ العشبِ، ورائحةِ اللَّوْزِ، والكرزِ، و الـ(المشيمشةِ).
    الوحيدُ الذي نشبِهُهُ في هذهِ المدينةِ، قبلْ أنْ يزورَها الغزاةُ.
    [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
    الذين يتجولون في الشارع
    بحثا عن اللصوص
    سرقوا
    م
    ح
    ف
    ظ
    ت
    ي[/color][/B][/B] [/align]

    [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    اشارة جميلة ولطيفة لظاهرة أحبها وتثير بداخلي كل هذه الأشياء والذكريات والآلام والأحلام .. هو الوحيد الذي أشعر أنه الشىء السماوي الوحيد الطاهر والنظيف والطهور الذي لم يلامس دنيا البشر ولا مكر البشر ولا اطماع البشر ولا خيانة البشر ولا معاصي البشر ولا أحقاد البشر ولا حرص البشر .

    شكرا استاذ عصام واصل على هذه الخاطرة التي تذوب شوقا في المطر
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • عثمان علوشي
      أديب وكاتب
      • 04-06-2007
      • 1604

      #3
      شخص فقد الأم، القرية، محفظة المدرسة، الوطن... أعز الأشياء
      ماذا يبقى له؟؟ لا شيء لأنه فقد كل شيء
      وكيف لا، كيف لا، كيف لا يستطيع هذا الشخص أن يكتب مثل هذه الخاطرة

      أرحب بك أخي عصام في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
      وأحييك على هذه الخاطرة المطرية...
      عثمان علوشي
      مترجم مستقل​

      تعليق

      • اسماء الشريف
        عضو الملتقى
        • 16-08-2008
        • 19

        #4
        عصام واصل ايها الباذخ حد الدهشة وحد هطول المطر بعد جدب طويل... ساصدقك القول بان طفولتي تتراقص في مرايا نصك هذا
        شكرا لروحك ايها المشاغب الانيق
        اسماء

        تعليق

        • حياة سرور
          أديب وكاتب
          • 16-02-2008
          • 2102

          #5
          [align=center]كم من ليال ٍ يتداخل ُ فيها لون الضباب الآدمي بلون الحب والمطر ْ

          كم من أنصاف الحلول حلّت على قلبي وولت أدبارها

          وكم مرة ٍ كانت الدموع ُ وحبات المطرْ شقيقات بالولادة ..

          وهج ٌ واحدٌ .. وألوان ٌ تختلف وتلتقي في مركز ذاكرتنا فقط ..

          أُمنا الطبيعة وبحكمة الخالق تعي غباءنا في فهم كينونة الوجود الأزلي لعلاقتنا

          بها ومازالت تمطر وتهبنا أسباب الحياة .. مازالت تغير الألوان لتهبنا الحياة ذاتها

          وننتظر المزيد... فلاتغير الطبيعة إلا من طبائعنا البليدة في فهمها ..

          لتمنحنا الحب والمطر في معادلة ٍ لايصعب فهمها لكننا نريد المزيد..

          و يستمر المطرينزل معه أشياءٌ كثيرة

          و أخبارٌ كثيرة

          ما سطّره القدر

          صفاءٌ.. وكدر

          خيرٌ.. و شر

          يستمر المطر و براكين احاسيسي تتدافع و تقتنص الفرصة للخروج

          من رحم الأرض المبتلة يصيبها الوجل من رمادية السماءقد عهدتها في الماضي

          صافية زرقاء و الآن اختلت الموازين و كثرت الرموز و العناوين

          فتاهت المعاني ... و تبعثرت الأماني

          و يبقى المطر..أسطورةٌ..و أحجية لا تُكشف و لا تُفهم

          \


          /

          \

          أخي الفاضل ... عصام واصل

          أتحفت بصري وعقلي وقلبي بهذا المشهد الخرافي ..

          أثار في أعماقي عشقي الأزلي الأبدي للطبيعة ،،، عشقٌ يسكن أعماقي ..

          مع سكون الليل وضوء القمرعندما تحتل السحابات الندية ُ السماء

          ننتظر المطر لسببين : الخير والحياة وليظهر القمر المحجوب عنا

          مذهلٌ أخي تملك قلماً في غاية الروعة يبهر بتغريده ويُشُّد بتدفقه

          ويُسحر بفيضه ويُدهش بانثياله ..

          لغةٌ محلقة تمطرمن بين ثناياك لتنسج لنا كلماتك الفواحة معزوفةٌ مبهرة بأجمل

          الأحاسيس وأعذب الذكريات ..كنت هنا رساماً تشكيلياً بارعاً في رسمك لذكرياتك والمطر ..

          لك كل الود والتقدير والإحترام
          ..[/align]


          تعليق

          • د.مازن صافي
            أديب وكاتب
            • 09-12-2007
            • 4468

            #6
            أخي الحبيب
            عصام واصل


            أحسنت حرفا وتألقا ومزجا بين القلم واللوحة والطبيعة والاحاسيس
            فكان مطرك معطرا بالجمال والحب والدهشة

            شكرا لهذه المساحات الرائعة ،،

            د.مازن

            مجموعتي الادبية على الفيسبوك

            ( نسمات الحروف النثرية )

            http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

            أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

            تعليق

            • عصام واصل
              عضو الملتقى
              • 07-08-2008
              • 77

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
              اشارة جميلة ولطيفة لظاهرة أحبها وتثير بداخلي كل هذه الأشياء والذكريات والآلام والأحلام .. هو الوحيد الذي أشعر أنه الشىء السماوي الوحيد الطاهر والنظيف والطهور الذي لم يلامس دنيا البشر ولا مكر البشر ولا اطماع البشر ولا خيانة البشر ولا معاصي البشر ولا أحقاد البشر ولا حرص البشر .

              شكرا استاذ عصام واصل على هذه الخاطرة التي تذوب شوقا في المطر


              استاذي القدير محمد: لمرورك دهشة ولا حرف دهشتان ولك كل ما يدهش يا صديقي
              المطر ذاكرة اضافية يمنحنا طهارة لا ينقضها شيء
              ؛
              ؛
              ؛
              ؛
              تمتماتي تعانق روحك وتصافح بياض قلبك
              [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
              الذين يتجولون في الشارع
              بحثا عن اللصوص
              سرقوا
              م
              ح
              ف
              ظ
              ت
              ي[/color][/B][/B] [/align]

              [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

              تعليق

              • عصام واصل
                عضو الملتقى
                • 07-08-2008
                • 77

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                اشارة جميلة ولطيفة لظاهرة أحبها وتثير بداخلي كل هذه الأشياء والذكريات والآلام والأحلام .. هو الوحيد الذي أشعر أنه الشىء السماوي الوحيد الطاهر والنظيف والطهور الذي لم يلامس دنيا البشر ولا مكر البشر ولا اطماع البشر ولا خيانة البشر ولا معاصي البشر ولا أحقاد البشر ولا حرص البشر .

                شكرا استاذ عصام واصل على هذه الخاطرة التي تذوب شوقا في المطر
                المشاركة الأصلية بواسطة عثمان علوشي مشاهدة المشاركة
                شخص فقد الأم، القرية، محفظة المدرسة، الوطن... أعز الأشياء
                ماذا يبقى له؟؟ لا شيء لأنه فقد كل شيء
                وكيف لا، كيف لا، كيف لا يستطيع هذا الشخص أن يكتب مثل هذه الخاطرة

                أرحب بك أخي عصام في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                وأحييك على هذه الخاطرة المطرية...
                سيدي عثمان حينما نفقد كل شيء يبقى لنا القلم فقط يكتبنا حينا ونكتب به احيانا عدة
                ؛
                ؛
                ؛
                ؛
                تمتماتي تعانق روحك وتصافح بياض قلبك
                [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
                الذين يتجولون في الشارع
                بحثا عن اللصوص
                سرقوا
                م
                ح
                ف
                ظ
                ت
                ي[/color][/B][/B] [/align]

                [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

                تعليق

                • عصام واصل
                  عضو الملتقى
                  • 07-08-2008
                  • 77

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة اسماء الشريف مشاهدة المشاركة
                  عصام واصل ايها الباذخ حد الدهشة وحد هطول المطر بعد جدب طويل... ساصدقك القول بان طفولتي تتراقص في مرايا نصك هذا
                  شكرا لروحك ايها المشاغب الانيق
                  اسماء
                  اسماء مطر هو مرورك
                  ؛
                  ؛
                  ؛
                  ؛
                  ؛
                  تمتماتي تعانق روحك
                  [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
                  الذين يتجولون في الشارع
                  بحثا عن اللصوص
                  سرقوا
                  م
                  ح
                  ف
                  ظ
                  ت
                  ي[/color][/B][/B] [/align]

                  [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

                  تعليق

                  • عصام واصل
                    عضو الملتقى
                    • 07-08-2008
                    • 77

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حياة سرور مشاهدة المشاركة
                    [align=center]كم من ليال ٍ يتداخل ُ فيها لون الضباب الآدمي بلون الحب والمطر ْ

                    كم من أنصاف الحلول حلّت على قلبي وولت أدبارها

                    وكم مرة ٍ كانت الدموع ُ وحبات المطرْ شقيقات بالولادة ..

                    وهج ٌ واحدٌ .. وألوان ٌ تختلف وتلتقي في مركز ذاكرتنا فقط ..

                    أُمنا الطبيعة وبحكمة الخالق تعي غباءنا في فهم كينونة الوجود الأزلي لعلاقتنا

                    بها ومازالت تمطر وتهبنا أسباب الحياة .. مازالت تغير الألوان لتهبنا الحياة ذاتها

                    وننتظر المزيد... فلاتغير الطبيعة إلا من طبائعنا البليدة في فهمها ..

                    لتمنحنا الحب والمطر في معادلة ٍ لايصعب فهمها لكننا نريد المزيد..

                    و يستمر المطرينزل معه أشياءٌ كثيرة

                    و أخبارٌ كثيرة

                    ما سطّره القدر

                    صفاءٌ.. وكدر

                    خيرٌ.. و شر

                    يستمر المطر و براكين احاسيسي تتدافع و تقتنص الفرصة للخروج

                    من رحم الأرض المبتلة يصيبها الوجل من رمادية السماءقد عهدتها في الماضي

                    صافية زرقاء و الآن اختلت الموازين و كثرت الرموز و العناوين

                    فتاهت المعاني ... و تبعثرت الأماني

                    و يبقى المطر..أسطورةٌ..و أحجية لا تُكشف و لا تُفهم

                    \


                    /

                    \

                    أخي الفاضل ... عصام واصل

                    أتحفت بصري وعقلي وقلبي بهذا المشهد الخرافي ..

                    أثار في أعماقي عشقي الأزلي الأبدي للطبيعة ،،، عشقٌ يسكن أعماقي ..

                    مع سكون الليل وضوء القمرعندما تحتل السحابات الندية ُ السماء

                    ننتظر المطر لسببين : الخير والحياة وليظهر القمر المحجوب عنا

                    مذهلٌ أخي تملك قلماً في غاية الروعة يبهر بتغريده ويُشُّد بتدفقه

                    ويُسحر بفيضه ويُدهش بانثياله ..

                    لغةٌ محلقة تمطرمن بين ثناياك لتنسج لنا كلماتك الفواحة معزوفةٌ مبهرة بأجمل

                    الأحاسيس وأعذب الذكريات ..كنت هنا رساماً تشكيلياً بارعاً في رسمك لذكرياتك والمطر ..

                    لك كل الود والتقدير والإحترام
                    ..[/align]
                    حياة اتحف قللبي وبصري مرورك وحرفك كم توقفت كل خواسي امام حرفك وكم حاولت ان اهذي كثيرا على هامش متنك هذا ولكني عجزت تماما وبدوت كما اني عاطل عن الكتابة تماما..... ماذا اقول وماذا اضيف؟
                    شكرا لهطولك فلحروف حكاية الفراشة التي تعلم الضوء كيف يستقيم وكيف يحلم به ويحلم بالمطر... منتى الدهشة تمتد من بين احرفك واحرفك ايضا... ونهايتها تكمن بين احرف واحرفك ايضا
                    ؛
                    ؛
                    ؛
                    ؛
                    ؛
                    تمتماتي تعانق روحك وتصافح بياض قلبك
                    [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
                    الذين يتجولون في الشارع
                    بحثا عن اللصوص
                    سرقوا
                    م
                    ح
                    ف
                    ظ
                    ت
                    ي[/color][/B][/B] [/align]

                    [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X