كانت تنظر عبر النافذة وفي يدها كوب شاي ساخن
وتتابع بعينيها مسار قطرات المطر المثقلة بالتعب ,كآهاتها
لم تكافئها الحياة ، بٱبتسامة طفل يناديها ماما..
وكأن هذا الشح من الطبيعة ,هو ماجعلها ،بعد فشل زواجها; الذي عبر مراحل كثيرة ,فاقت عمرها
وخرجت منه بنتيجة عاقرـ جعلها تكمل دراستها في مجال التمريض قسم العناية بالاطفال ..
أنزلت كوب الشاي من يدها على طاولة المكتب ; وٱقتربت من الكرسي;
لماذا الآن تجتاحها هذه الافكار أن تتبنى طفلا ..التبني حرام !!
كانت تتساءل مع نفسها ..ثم اخذت رشفة من الكوب وانزلته بسرعة وهي تنهض ..
التبني حرام ؟لكن, ان نساهم في اكرام بريء, أن نجعل له سقفا وصدرا حنونا فهذا حلال!
لن اعطيه اسمي, فقط ساكون سعيدة بكلمة ماما
كانت تردد هذه الكلمة وهي تبتسم..
_
_
في الجانب الآخر, من المستشفى الذي تعمل به,
كانت هناك سيدة ,في مقتبل العمر, لايتعدى سنها الخامسة والعشرين ,
كانت منهكة من آثار المخاض والمرض والتعب ، قالت لها الممرضة المكلفة:
هل انت واثقة مما تريدين فعله؟
أجابتها بوهن :
أعرف طريقي وواثقة منه
لكن هذا المخلوق الذي يسمعني صرخاته ;_سكتت وهي تمسح الدموع من عينيها_ واضافت :
لايعرف طريقه ;هي فتاة أليس كذلك؟
تساءلت ببرود قاتل جعل الممرضة تلتفت اليها بغضب وتجيبها :
نعم فتاة جميلة جدا
ابتسمت وردت عليها :
جميلة لكني اهديتها الحياة ومعها,الموت..
_
_
مر تقريبا شهر على ولادة الطفلة سارة
تلك الطفلة التي لم يتقبلها اي احد ،حتى بعض المختصين ,يحاولون قدر الامكان تفاديها,
الا رئيسة قسم الممرضين ، تلك السيدة الواثقة ،كانت تقوم بكل حب بتغيير حفاظاتها وتداعبها ، تعتني بها كأنها طفلتها ,
وكلما كانت تنشد لها كان فكرها يذهب بعيدا ، بعيدا جدا .. إلى اليوم الذي اخبرتها فيه بوضوح حماتها:
احتاج الى من يناديني بجدتي
وانت انت عاقر !!
لست زوجة كاملة
في أحشائك دمع وحجر وصهيل الجفاف!!
كانت تدندن وعيناها تسكبان الحب ،;كافأتها سارة بٱبتسامة تشبه القمر;
يـاإلـهي؛ لماذا الناس هكذا قساة ؟
لمجرد انها تحمل فيروس;لمجرد ان والدتها مريضة بالسيدا ;
اصبحت طفلة منبوذة ، اننا في القرن الحادي والعشرين، , ماهذا التخلف الذي يسيطر على عقول البشر!
ساقوم بكل مايلزم وستكون ابنتي
اعطيها كل الحب الذي اختزنه داخلي
وساكون لها الطبيبة والممرضة والام ...
_
_
ركنت سيارتها في الموقف، ورفعت ياقة معطفها وهي تترجل من السيارة،
ٱستنشقت الهواء المملح ،عجبا !
كيف احس برائحة الملح ، تغطي كل حواسي
آه اظنه المطر
هكذا كانت تتكلم مع نفسها ,وهي تسرع الخطى نحو المستشفى,
فقد قبل ملفها ,وهي من ستتولى رعاية سارة ,وستكون رسميا معها في بيتها فهي
رغم تعقيدات الادارة
رغم العراقيل التي واجهتها كانت مثابرة بل كانت تكافح من اجل ابنتها
لا.. بل من اجل امومتها !
_
_
مرت الايام ثم الشهور; وهي تدفع من مالها الخاص كل احتياجات الطفلة ,خاصة الادوية
التي كانت ،تستنفذ كل مدخراتها ، لم تحبط عزيمتها ، ولم يخبُ ذلك النشاط الذي كان منذ البداية
منذ ان رات الطفلة وتعلق قلبها بها،
كلما حملتها الى الطبيب المختص ،تحمل على قسماتها حزنا شديدا معها
وكأن مع كل خطوة نحو المستشفى لعمل التحاليل الخاصة بسارة يوم ناقص من عمر الصغيرة
وككل مرة حين تعود تعود البشاشة اليها!
آخر مرة ، استقبلها الطبيب واخبرها ان تدع الطفلة في عهدته الى الغد
بكى قلبها قبل عينيها وهي خائفة من اكتشاف حقيقة ان سارة زف موعدها !
عادت الى بيتها ;ونامت في جناح الطفلة.
لم تدع للشمس فرصة ان تبتسم ;حين كانت خطواتها تتجه نحو بوابه المستشفى ,
ولجت للغرفه التي نامت فيها صغيرتها ,احتضتها ولم تستطع ان تحبس الدموع
الى ان سمعت صوت الدكتور يخاطبها :
كنت اعرف بهذا
اهنئك على صبرك
سارة صحتها ممتازة لاتحمل الڤيروس
سالمة.
وتتابع بعينيها مسار قطرات المطر المثقلة بالتعب ,كآهاتها
لم تكافئها الحياة ، بٱبتسامة طفل يناديها ماما..
وكأن هذا الشح من الطبيعة ,هو ماجعلها ،بعد فشل زواجها; الذي عبر مراحل كثيرة ,فاقت عمرها
وخرجت منه بنتيجة عاقرـ جعلها تكمل دراستها في مجال التمريض قسم العناية بالاطفال ..
أنزلت كوب الشاي من يدها على طاولة المكتب ; وٱقتربت من الكرسي;
لماذا الآن تجتاحها هذه الافكار أن تتبنى طفلا ..التبني حرام !!
كانت تتساءل مع نفسها ..ثم اخذت رشفة من الكوب وانزلته بسرعة وهي تنهض ..
التبني حرام ؟لكن, ان نساهم في اكرام بريء, أن نجعل له سقفا وصدرا حنونا فهذا حلال!
لن اعطيه اسمي, فقط ساكون سعيدة بكلمة ماما
كانت تردد هذه الكلمة وهي تبتسم..
_
_
في الجانب الآخر, من المستشفى الذي تعمل به,
كانت هناك سيدة ,في مقتبل العمر, لايتعدى سنها الخامسة والعشرين ,
كانت منهكة من آثار المخاض والمرض والتعب ، قالت لها الممرضة المكلفة:
هل انت واثقة مما تريدين فعله؟
أجابتها بوهن :
أعرف طريقي وواثقة منه
لكن هذا المخلوق الذي يسمعني صرخاته ;_سكتت وهي تمسح الدموع من عينيها_ واضافت :
لايعرف طريقه ;هي فتاة أليس كذلك؟
تساءلت ببرود قاتل جعل الممرضة تلتفت اليها بغضب وتجيبها :
نعم فتاة جميلة جدا
ابتسمت وردت عليها :
جميلة لكني اهديتها الحياة ومعها,الموت..
_
_
مر تقريبا شهر على ولادة الطفلة سارة
تلك الطفلة التي لم يتقبلها اي احد ،حتى بعض المختصين ,يحاولون قدر الامكان تفاديها,
الا رئيسة قسم الممرضين ، تلك السيدة الواثقة ،كانت تقوم بكل حب بتغيير حفاظاتها وتداعبها ، تعتني بها كأنها طفلتها ,
وكلما كانت تنشد لها كان فكرها يذهب بعيدا ، بعيدا جدا .. إلى اليوم الذي اخبرتها فيه بوضوح حماتها:
احتاج الى من يناديني بجدتي
وانت انت عاقر !!
لست زوجة كاملة
في أحشائك دمع وحجر وصهيل الجفاف!!
كانت تدندن وعيناها تسكبان الحب ،;كافأتها سارة بٱبتسامة تشبه القمر;
يـاإلـهي؛ لماذا الناس هكذا قساة ؟
لمجرد انها تحمل فيروس;لمجرد ان والدتها مريضة بالسيدا ;
اصبحت طفلة منبوذة ، اننا في القرن الحادي والعشرين، , ماهذا التخلف الذي يسيطر على عقول البشر!
ساقوم بكل مايلزم وستكون ابنتي
اعطيها كل الحب الذي اختزنه داخلي
وساكون لها الطبيبة والممرضة والام ...
_
_
ركنت سيارتها في الموقف، ورفعت ياقة معطفها وهي تترجل من السيارة،
ٱستنشقت الهواء المملح ،عجبا !
كيف احس برائحة الملح ، تغطي كل حواسي
آه اظنه المطر
هكذا كانت تتكلم مع نفسها ,وهي تسرع الخطى نحو المستشفى,
فقد قبل ملفها ,وهي من ستتولى رعاية سارة ,وستكون رسميا معها في بيتها فهي
رغم تعقيدات الادارة
رغم العراقيل التي واجهتها كانت مثابرة بل كانت تكافح من اجل ابنتها
لا.. بل من اجل امومتها !
_
_
مرت الايام ثم الشهور; وهي تدفع من مالها الخاص كل احتياجات الطفلة ,خاصة الادوية
التي كانت ،تستنفذ كل مدخراتها ، لم تحبط عزيمتها ، ولم يخبُ ذلك النشاط الذي كان منذ البداية
منذ ان رات الطفلة وتعلق قلبها بها،
كلما حملتها الى الطبيب المختص ،تحمل على قسماتها حزنا شديدا معها
وكأن مع كل خطوة نحو المستشفى لعمل التحاليل الخاصة بسارة يوم ناقص من عمر الصغيرة
وككل مرة حين تعود تعود البشاشة اليها!
آخر مرة ، استقبلها الطبيب واخبرها ان تدع الطفلة في عهدته الى الغد
بكى قلبها قبل عينيها وهي خائفة من اكتشاف حقيقة ان سارة زف موعدها !
عادت الى بيتها ;ونامت في جناح الطفلة.
لم تدع للشمس فرصة ان تبتسم ;حين كانت خطواتها تتجه نحو بوابه المستشفى ,
ولجت للغرفه التي نامت فيها صغيرتها ,احتضتها ولم تستطع ان تحبس الدموع
الى ان سمعت صوت الدكتور يخاطبها :
كنت اعرف بهذا
اهنئك على صبرك
سارة صحتها ممتازة لاتحمل الڤيروس
سالمة.
تعليق