[align=center]كيف هنَّا عليك ؟!!!
ليلة فاصلة .. وشائكة المنافذ ..العطف محض سراديب .. تنهشها خفافيش العتم .. و حقول شوك الحارات.. و أصوات كأنها تأتى من متاهة .. لغط من حكايا .. وتباريح .. تركت علبها المتراصة .. على أرفف الحارة .. وغير عابئة زحفت كسحالي .. بأي شيء كان .. و ها أنت يا سيدي .. تتململ .. تنين سعال يفترسك.. و بعيدا عن درجات صلاحيتك يطيح بك.. فتصرخ .. وهو يطوق رقبتك .. و بقوته الرهيبة يضغط.. يذيبك .. نخالة و بعض سائل تصبح.. فتخمد صرختك .. و تتلاشى .. تتلاشى .. تهوم فى فراغ ورقة.. و دون أسف ترحل.. فى لاجاذبية مشاعر .. رغم كتل مغناطيس مبهمة .. ومحاولاتها المستميتة .. لكنك تتنافر ..و بلا اكتراث تصعد ..إلى سدرة ابتنيتها .. و بعينين دامعتين تلقى بعض فتات منك .. و في نهر تخوض.. كنت له ذات حب صديقا .. ورفيقا .. انبرى لك سلما من نور .. عمودا يتوهج .. فأصابتك جلالة .. و خيوطه عانقتَ .. بينما خلفك نبرات سحر .. في جوفك تتردد:" تعال .. تعال .. أريدك .. أريدك .. انقذنى ".
أسألك أيها العاري .. أمام الطوفان :" كيف هُنَّا عليك ؟!!".
لم يعد كثير وقت .. لا بد أن تجيب .. لا بد نعم.. لأستريح .. و أفهم .. بعد كل هذا الوقت .. أسألك :" من ندى الصبح تشقق جلدك.. ومات قلبك من طول تربص الليل بك .. و من تحنطك تيبست عظامك.. عبر الوقت .. فلم فرطت .. في كل هذا .. لم ؟!!".
لا .. لا .. هل قادرا مازلت .. على رسم تكشيرتك السرمدية .. لتقيم بيننا ألف سماء و سماء .. و ألف سدرة و سدرة .. أن تجيب أتوسلك.. لم .. حرمتنا حنوك .. و أعطيته لغريب .. و أسكنته بيتا لنا .. لم ؟!!".
نفس الدور ها أنت تمارس.. تعطني ظهرك .. و تمضى .. انتظر .. أمامك حقول شوك .. انتظر .. و لا من هنا .. فالخفافيش عطشى لدمك .. انتظر .. سيدي .. إلى متى تغلق روحك .. أن تقتات بحبنا .. إلى متى .. و أنا أدْرِى .. بل أدرَى انفعالاتك بك .. نعم .. بعض انفعالاتك أنا.. نطفتك أيها المتوحد .. بشكواه .. بألمه .. بفرحه الذي لا يأتي .. ماذا ؟!!
قلها يا سيدي .. كقفاز الق بها .. ماذا يضيرك ؟!!
لا .. لا .. لا أريد رؤية ضعفك الآن .. ضعفك إلينا .. ما رأيته قط .. عبر السنين .. تمنيت أراه .. مِتُ لأراه .. و مثل بصقة يأتيني الآن.. لطمة .. لا ..
أيها القاتل المقتول .. كم رأسا هشمت بهراوتك .. بل قل لى كم رأسا قبلت .. ؟! ياللسخرية .. أبكى الآن .. غلظة .. وفهما خاطئا .. وعصفورا رقيقا يسكن صدرك .. كنت تذبحه .. كل صباح .. كل مساء .. كل الوقت .. وكنا في حاجة إليه .. يبلل حرقتنا .. يقينا الموت .. و ها أنت تضعينا .. تلقى بنا طعوما لكلاب السكك .. ثم تتعالى .. تتعالى عنا .. وعنك .. لو أدرى ما الغباء .. ومتى يسكن العقول !!
مالك .. أعطيتني هبة .. لستٍ .. وعشتار ..لإيزيس .. للنيل ضحية .. لوفاء من .. للموت قدمتني عن طيب خاطر ..ولقعر بئر سحيقة .. بم تفكر ..أجبني ؟!
ما الذي تخفيه عنى .. انتظر .. الخفافيش .. حقول الشوك .. أسألك :" كيف يا أ..... . كيف ؟!!!
طاردته بسؤالي سنين عددا .. ما أجاب .. و لا حتى التفت لي .. أو أعارني أذنا
وهاهو أمامي .. مثل طائر البطريق .. يزحف .. متهدل الجناح .. يسعى زاحفا..
و لا أدرى ما يخبئه .. هناك شيء بين ثيابه .. إلى أين .. أنهكتني .. انتظرني
لا يتوقف .. يسمعني .. و لا يلتفت .. فقط يهش على أذنه .. كأني هومة .. هو سادر .. متماسك .. رغم تنين سعال .. يكاد يقصمه .. هاهو يختفي منى .. يختفي عن عيني .. أين أنت .. ألاحقه .. لا أتوقف .. لا أجده .. كأن الأرض ابتلعته .. فجأة اهتزت الأرض .. و صعقني صوت دوى .. ماذا ..؟!! التم الخلق .. كل يتساءل ..أقف برغمى ..أين أنت أيها الشيخ .. في أى طريق اختفيت ؟!! جريت ..أركض هنا .. وهناك .. أين أنت .. تأتى أصوات :" دمر البيت بكامله ".
:" كان خطأه .. هو من جلب الغريب .. وهو من قوض بناءه ".
أركض .. لا أفهم .. أكاد أصرخ .. لم يجبني كعادته .. لم تستوقفه دموع لي ..
أعرج صوب بيتنا القديم .. كانت لمة هائلة .. وسيارات .. إطفاء .. و شرطة .. و كان هو .. يقف كوحش ضار .. وقع في قبضة صياد .. كان مبتسما .. لم أره مبتسما مرة .. لم أره .. جميلا مثلما الآن .. و هالني مشهد البيت منهارا .. والأتربة تصاعد من جوفه .. تعمى وتقذى ..كميدان قتال .. و همسات تتردد :" شفت .. ما وجدت ..؟!! ".
:" حشيش .. أمعقول ؟!! ".
علا صوت شرطي :" توقف .. أنت .. أسرعوا .. هاتوه بما يحمل من أسلحة .. هيا ".
هال الجموع الغفيرة مشهد لرجال و نساء .. تقذف بهم أشلاء البيت .. كانوا شبه عراة .. يتساقطون مع كل خطوة .. يتنفسون بصعوبة .. يقيئون .. يا ربى .. يقيئون حيات و عقارب .. وبرص .. كأني أعيش كابوسا .. كيف أصدق ؟!! كيف لى أن أفهم ما يتم ؟!!
و حين وقفت في مواجهته ..أريد أفهم ..كنت مصعوقا ..وكانت عيناى مغرورقة بدموع :" لم فعلت ؟!!".
:" وأنت .. لم تر ما وجدت بين الركام .. انظر ".
:" يا ربى .. هذا كوكاين .. القه .. و اهرب .. قبل أن تسحبك الشرطة ".
زحف نحوى .. ربت على رأسي .. مسح عليها .. وقبل جبيني :" كان لابد .. أضعته .. و كان علىّ استعادته .. و هاهو لكم دون أغراب ". لم يكن الرجل .. لا .. لم يكن .. كان خلقا جديدا .. مذهول أنا .. التصق به لأتأكد منه .. جيدا أتأكد منه .. ومنى !!
طوابير من جرذان .. وزواحف .. وهوام ..هائلة العدد .. تخرج من بين الركام .. مسرعة مبتعدة .. و الخلق تطاردها .. بما ملكت أيمانهم .. وجثث تعافر أنفاسا أخيرة :" تريد أن تعرف لم .. كان دائما سؤالك ؟!!".
حدقت في وجهه .. و أنا أتضاءل .. و بشكل غريب : " لا أريد .. عرفت .. عرفت ".
جذبني .. يا ربى .. في ضلعه كنت :" لا ما عرفت شيئا .. ما عرفت ".
أجهشت .. تشممت رائحته لأول مرة :" بقطعة أفيون .. وزبدة من حديث .. أذهب عقلي .. و سرق البيت بأوراقه .. و ما يحمل .. آن لك أن ترتاح .. هيا .. هات إخوتك .. ونظفوه .. هو لكم .. هو لكم .. وحذار من بنائه .. وهو يحمل ملكية الغير .. حذار .. و لو كانت الملكية لسلطة .. أو حكومة .. دعوه ركاما حتى يأتي وقتكم !!!".
[/align]
ليلة فاصلة .. وشائكة المنافذ ..العطف محض سراديب .. تنهشها خفافيش العتم .. و حقول شوك الحارات.. و أصوات كأنها تأتى من متاهة .. لغط من حكايا .. وتباريح .. تركت علبها المتراصة .. على أرفف الحارة .. وغير عابئة زحفت كسحالي .. بأي شيء كان .. و ها أنت يا سيدي .. تتململ .. تنين سعال يفترسك.. و بعيدا عن درجات صلاحيتك يطيح بك.. فتصرخ .. وهو يطوق رقبتك .. و بقوته الرهيبة يضغط.. يذيبك .. نخالة و بعض سائل تصبح.. فتخمد صرختك .. و تتلاشى .. تتلاشى .. تهوم فى فراغ ورقة.. و دون أسف ترحل.. فى لاجاذبية مشاعر .. رغم كتل مغناطيس مبهمة .. ومحاولاتها المستميتة .. لكنك تتنافر ..و بلا اكتراث تصعد ..إلى سدرة ابتنيتها .. و بعينين دامعتين تلقى بعض فتات منك .. و في نهر تخوض.. كنت له ذات حب صديقا .. ورفيقا .. انبرى لك سلما من نور .. عمودا يتوهج .. فأصابتك جلالة .. و خيوطه عانقتَ .. بينما خلفك نبرات سحر .. في جوفك تتردد:" تعال .. تعال .. أريدك .. أريدك .. انقذنى ".
أسألك أيها العاري .. أمام الطوفان :" كيف هُنَّا عليك ؟!!".
لم يعد كثير وقت .. لا بد أن تجيب .. لا بد نعم.. لأستريح .. و أفهم .. بعد كل هذا الوقت .. أسألك :" من ندى الصبح تشقق جلدك.. ومات قلبك من طول تربص الليل بك .. و من تحنطك تيبست عظامك.. عبر الوقت .. فلم فرطت .. في كل هذا .. لم ؟!!".
لا .. لا .. هل قادرا مازلت .. على رسم تكشيرتك السرمدية .. لتقيم بيننا ألف سماء و سماء .. و ألف سدرة و سدرة .. أن تجيب أتوسلك.. لم .. حرمتنا حنوك .. و أعطيته لغريب .. و أسكنته بيتا لنا .. لم ؟!!".
نفس الدور ها أنت تمارس.. تعطني ظهرك .. و تمضى .. انتظر .. أمامك حقول شوك .. انتظر .. و لا من هنا .. فالخفافيش عطشى لدمك .. انتظر .. سيدي .. إلى متى تغلق روحك .. أن تقتات بحبنا .. إلى متى .. و أنا أدْرِى .. بل أدرَى انفعالاتك بك .. نعم .. بعض انفعالاتك أنا.. نطفتك أيها المتوحد .. بشكواه .. بألمه .. بفرحه الذي لا يأتي .. ماذا ؟!!
قلها يا سيدي .. كقفاز الق بها .. ماذا يضيرك ؟!!
لا .. لا .. لا أريد رؤية ضعفك الآن .. ضعفك إلينا .. ما رأيته قط .. عبر السنين .. تمنيت أراه .. مِتُ لأراه .. و مثل بصقة يأتيني الآن.. لطمة .. لا ..
أيها القاتل المقتول .. كم رأسا هشمت بهراوتك .. بل قل لى كم رأسا قبلت .. ؟! ياللسخرية .. أبكى الآن .. غلظة .. وفهما خاطئا .. وعصفورا رقيقا يسكن صدرك .. كنت تذبحه .. كل صباح .. كل مساء .. كل الوقت .. وكنا في حاجة إليه .. يبلل حرقتنا .. يقينا الموت .. و ها أنت تضعينا .. تلقى بنا طعوما لكلاب السكك .. ثم تتعالى .. تتعالى عنا .. وعنك .. لو أدرى ما الغباء .. ومتى يسكن العقول !!
مالك .. أعطيتني هبة .. لستٍ .. وعشتار ..لإيزيس .. للنيل ضحية .. لوفاء من .. للموت قدمتني عن طيب خاطر ..ولقعر بئر سحيقة .. بم تفكر ..أجبني ؟!
ما الذي تخفيه عنى .. انتظر .. الخفافيش .. حقول الشوك .. أسألك :" كيف يا أ..... . كيف ؟!!!
طاردته بسؤالي سنين عددا .. ما أجاب .. و لا حتى التفت لي .. أو أعارني أذنا
وهاهو أمامي .. مثل طائر البطريق .. يزحف .. متهدل الجناح .. يسعى زاحفا..
و لا أدرى ما يخبئه .. هناك شيء بين ثيابه .. إلى أين .. أنهكتني .. انتظرني
لا يتوقف .. يسمعني .. و لا يلتفت .. فقط يهش على أذنه .. كأني هومة .. هو سادر .. متماسك .. رغم تنين سعال .. يكاد يقصمه .. هاهو يختفي منى .. يختفي عن عيني .. أين أنت .. ألاحقه .. لا أتوقف .. لا أجده .. كأن الأرض ابتلعته .. فجأة اهتزت الأرض .. و صعقني صوت دوى .. ماذا ..؟!! التم الخلق .. كل يتساءل ..أقف برغمى ..أين أنت أيها الشيخ .. في أى طريق اختفيت ؟!! جريت ..أركض هنا .. وهناك .. أين أنت .. تأتى أصوات :" دمر البيت بكامله ".
:" كان خطأه .. هو من جلب الغريب .. وهو من قوض بناءه ".
أركض .. لا أفهم .. أكاد أصرخ .. لم يجبني كعادته .. لم تستوقفه دموع لي ..
أعرج صوب بيتنا القديم .. كانت لمة هائلة .. وسيارات .. إطفاء .. و شرطة .. و كان هو .. يقف كوحش ضار .. وقع في قبضة صياد .. كان مبتسما .. لم أره مبتسما مرة .. لم أره .. جميلا مثلما الآن .. و هالني مشهد البيت منهارا .. والأتربة تصاعد من جوفه .. تعمى وتقذى ..كميدان قتال .. و همسات تتردد :" شفت .. ما وجدت ..؟!! ".
:" حشيش .. أمعقول ؟!! ".
علا صوت شرطي :" توقف .. أنت .. أسرعوا .. هاتوه بما يحمل من أسلحة .. هيا ".
هال الجموع الغفيرة مشهد لرجال و نساء .. تقذف بهم أشلاء البيت .. كانوا شبه عراة .. يتساقطون مع كل خطوة .. يتنفسون بصعوبة .. يقيئون .. يا ربى .. يقيئون حيات و عقارب .. وبرص .. كأني أعيش كابوسا .. كيف أصدق ؟!! كيف لى أن أفهم ما يتم ؟!!
و حين وقفت في مواجهته ..أريد أفهم ..كنت مصعوقا ..وكانت عيناى مغرورقة بدموع :" لم فعلت ؟!!".
:" وأنت .. لم تر ما وجدت بين الركام .. انظر ".
:" يا ربى .. هذا كوكاين .. القه .. و اهرب .. قبل أن تسحبك الشرطة ".
زحف نحوى .. ربت على رأسي .. مسح عليها .. وقبل جبيني :" كان لابد .. أضعته .. و كان علىّ استعادته .. و هاهو لكم دون أغراب ". لم يكن الرجل .. لا .. لم يكن .. كان خلقا جديدا .. مذهول أنا .. التصق به لأتأكد منه .. جيدا أتأكد منه .. ومنى !!
طوابير من جرذان .. وزواحف .. وهوام ..هائلة العدد .. تخرج من بين الركام .. مسرعة مبتعدة .. و الخلق تطاردها .. بما ملكت أيمانهم .. وجثث تعافر أنفاسا أخيرة :" تريد أن تعرف لم .. كان دائما سؤالك ؟!!".
حدقت في وجهه .. و أنا أتضاءل .. و بشكل غريب : " لا أريد .. عرفت .. عرفت ".
جذبني .. يا ربى .. في ضلعه كنت :" لا ما عرفت شيئا .. ما عرفت ".
أجهشت .. تشممت رائحته لأول مرة :" بقطعة أفيون .. وزبدة من حديث .. أذهب عقلي .. و سرق البيت بأوراقه .. و ما يحمل .. آن لك أن ترتاح .. هيا .. هات إخوتك .. ونظفوه .. هو لكم .. هو لكم .. وحذار من بنائه .. وهو يحمل ملكية الغير .. حذار .. و لو كانت الملكية لسلطة .. أو حكومة .. دعوه ركاما حتى يأتي وقتكم !!!".
[/align]
تعليق