مـــــــــن
مــذكــرات طفــل الحــرب
شعـــــــر
وفاء عبدالرزاق
لنــدن 2006
إهداء
المدينة تعترفُ :
هذه الوجوهُ حوارٌ
وأنتَ المشتبَهُ بهِ المهيّأ للسطو .
المشتبَهُ بها
وفاء
1
( البحرُ ليس طفلاً )
أمدّ رأسي من الجدار
( لأتذكـّـر ما قالته الشجرة ُ لأغصانها)1
تسبقني رصاصة ٌ تشبهني تماما ً
كـُلُّ شيءٍ يصبح طفلاً
حتى الأطياف الراحلة
تفرد أُمّي ذراعيها
يَخرجُ وجهي منْ جـيبِ قلبـِها
ليسبقني إلى العتبة
لكنّ الرصاصةَ تفتح عالمَ الحبر .
لأني أخاف النوم وحيداً
تذكـّرتُ قصص جدتي
التي علـّمتني أن أنسج قلبيَ أجنحة ً
نفسيَ سُكنى وصدري نافذة
وأخبرتني أن الضوء
ليس له مزلاجٌ
لكنها لم تـُخبرني انّ المستقبلَ مسنـّنُ الحدّ
كما لمْ تحك ِ لي عن رياضةِ التزحلقِ على الجليد
كلّّ ما أتذكره منها :
إجلسْ بأدب يا ولد
وامش ِ مرفوع الرأس .
لا ياسمينَ في شرايين النهر
لا نهرَ في جيوبِ أولاد الحارة
نظـّفتُ الأسبوعَ من أيـّامه
وكأنني أستجيبُ للضوءِ المغسول
خرجتُ أغيظ براعـُم َ تلعبُ ( الغـُمّيضة)
إنهُ اللعبُ ،،،، إنهُ اللعب
أللعبُ يا أطفال
شقاوة ٌملطّخة ٌبدشاديشكم
وعند تبادلِ الحوار
كانت جدّتي مثلما لعبة ٌ ضُغط زِرّّها
ألعابٌ كثيرة ٌحولي
لربما لجدات ٍ أخريات
وأنا استمتعٌ بدهشة عيونهن
وأروي لهنّ عن مغامرتي
في التزحلق ببركِ الدمْ .
لستُ بحاجةٍ لأب
كما لستُ بحاجةٍ لجمال الفصول
أو لأمّ بردائها تفتحُ الدروب .
الدائرةُ كما تصورِها الجغرافي
تكرهُ التحايا صباحا ً
وتكرهُ أن أُُدعى حُلماً مثلا ً
ممتنٌ لها جداً
تلك الرصاصة ُالتي
ستـُصبح أسرتي القادمة
حقـّاً لستُ بحاجة ٍ
إلاّ لمزاج ِالدويّ .
لا تغلقوا أبوابـَكم
شجيّ ٌصوتي في خيباتِ القلب
وجميلٌ وجهي في عيونِ أولاد الحارة
الذين رأيتهم
بما ليسوا بحاجةٍ إليه
سيصبحون مجرّد دويّ .
السماءُ تسقط فوق رأسي
والأرضُ تلعب النرد
الغيمة ليست نبياً
والدخانُ ليس الله
وأنا
أُكفـّن يدي بثوب الفضاء .
الذين نسوا لعبهم إرتدوا آخرَ قمصانِهم
ثمّ التحمتْ أشلاؤُهـُم بي وكأنـّها تنتظر زائراً
والذين يصلحون للروايةِ المشوّشة
سيقرأون في كـُتـُبِ التـُراب
عن أطفال ٍ مِنْ أغلفةِ الرصاصْ
ابتنوا لهم بيوتاً .
وشششششششششش
وشششششششششش
كي لا يـُقال
ترك َ الدفترَ خالياً .
في قراءة اوليه للمضمون شاهدت العراق قبل وبعد الدمار
جماجم الاطفال والجريمة الدولية الظالمه للطفولة البريئة التي كسرت كل الوان الحياة الجميله في خضرة الشجر وبراءة الاطفال وتحولت بحكم القهر الى قلم صاحب قضية رغم حنينه الى الماضي وحكايات الجدة المسليه قبل النوم لم يعد هناك امكانية الا للتزحلق في برك الدم بينما الاخروتن يتزحلقون على الجليد دون ادنى اهتما بالطفولة المذبوحة مع الياسمين الذي ذبلت اوراقه واولاد الحي الذين كانوا يعيشون سنوات المراهقه بالحب العذري باتوا مهددين بالموت قبل ان يبلغوا سن المراهقة ذاتها
ولم يعد هذا الكائن المقهور بحاجة الى اب وام فالموت متربص به ودوي القنابل جعلت كل الاماكن متشابهه كل الاشياؤ متساويه كل الفصول متماثله كلها دوي انفجارات قاتله وحال السماء مثل حال الارض ترمي بقنابلها وفراغات الرصاص التي اصبحت من كثرتها تبني بيوت الطفولة المعذبه
قصيدة موجهة الى الضمير الانساني
عمل فني يشكو الى الله عباده
طفل الحرب هذه صفاته
والحرب في العراق منذ العام 1980م مستمرة لاتنتهي لاسباب متعدده
وفي لبنان ايضا لاسباب اخرى منذ العام 1976م وفي غزة قبلها
الاطفال تعودوا على صوت الانفجارات واصبحت فراغات الرصاص بلي - او بنانير - العابهم
الشاعرة الاديبة وفاء / تعلو هامتك الادبيه مع كل نص اقراه لك وانت في العطاء حكاية الانسانية العربية والعراقية المعذبه
مــذكــرات طفــل الحــرب
شعـــــــر
وفاء عبدالرزاق
لنــدن 2006
إهداء
المدينة تعترفُ :
هذه الوجوهُ حوارٌ
وأنتَ المشتبَهُ بهِ المهيّأ للسطو .
المشتبَهُ بها
وفاء
1
( البحرُ ليس طفلاً )
أمدّ رأسي من الجدار
( لأتذكـّـر ما قالته الشجرة ُ لأغصانها)1
تسبقني رصاصة ٌ تشبهني تماما ً
كـُلُّ شيءٍ يصبح طفلاً
حتى الأطياف الراحلة
تفرد أُمّي ذراعيها
يَخرجُ وجهي منْ جـيبِ قلبـِها
ليسبقني إلى العتبة
لكنّ الرصاصةَ تفتح عالمَ الحبر .
لأني أخاف النوم وحيداً
تذكـّرتُ قصص جدتي
التي علـّمتني أن أنسج قلبيَ أجنحة ً
نفسيَ سُكنى وصدري نافذة
وأخبرتني أن الضوء
ليس له مزلاجٌ
لكنها لم تـُخبرني انّ المستقبلَ مسنـّنُ الحدّ
كما لمْ تحك ِ لي عن رياضةِ التزحلقِ على الجليد
كلّّ ما أتذكره منها :
إجلسْ بأدب يا ولد
وامش ِ مرفوع الرأس .
لا ياسمينَ في شرايين النهر
لا نهرَ في جيوبِ أولاد الحارة
نظـّفتُ الأسبوعَ من أيـّامه
وكأنني أستجيبُ للضوءِ المغسول
خرجتُ أغيظ براعـُم َ تلعبُ ( الغـُمّيضة)
إنهُ اللعبُ ،،،، إنهُ اللعب
أللعبُ يا أطفال
شقاوة ٌملطّخة ٌبدشاديشكم
وعند تبادلِ الحوار
كانت جدّتي مثلما لعبة ٌ ضُغط زِرّّها
ألعابٌ كثيرة ٌحولي
لربما لجدات ٍ أخريات
وأنا استمتعٌ بدهشة عيونهن
وأروي لهنّ عن مغامرتي
في التزحلق ببركِ الدمْ .
لستُ بحاجةٍ لأب
كما لستُ بحاجةٍ لجمال الفصول
أو لأمّ بردائها تفتحُ الدروب .
الدائرةُ كما تصورِها الجغرافي
تكرهُ التحايا صباحا ً
وتكرهُ أن أُُدعى حُلماً مثلا ً
ممتنٌ لها جداً
تلك الرصاصة ُالتي
ستـُصبح أسرتي القادمة
حقـّاً لستُ بحاجة ٍ
إلاّ لمزاج ِالدويّ .
لا تغلقوا أبوابـَكم
شجيّ ٌصوتي في خيباتِ القلب
وجميلٌ وجهي في عيونِ أولاد الحارة
الذين رأيتهم
بما ليسوا بحاجةٍ إليه
سيصبحون مجرّد دويّ .
السماءُ تسقط فوق رأسي
والأرضُ تلعب النرد
الغيمة ليست نبياً
والدخانُ ليس الله
وأنا
أُكفـّن يدي بثوب الفضاء .
الذين نسوا لعبهم إرتدوا آخرَ قمصانِهم
ثمّ التحمتْ أشلاؤُهـُم بي وكأنـّها تنتظر زائراً
والذين يصلحون للروايةِ المشوّشة
سيقرأون في كـُتـُبِ التـُراب
عن أطفال ٍ مِنْ أغلفةِ الرصاصْ
ابتنوا لهم بيوتاً .
وشششششششششش
وشششششششششش
كي لا يـُقال
ترك َ الدفترَ خالياً .
في قراءة اوليه للمضمون شاهدت العراق قبل وبعد الدمار
جماجم الاطفال والجريمة الدولية الظالمه للطفولة البريئة التي كسرت كل الوان الحياة الجميله في خضرة الشجر وبراءة الاطفال وتحولت بحكم القهر الى قلم صاحب قضية رغم حنينه الى الماضي وحكايات الجدة المسليه قبل النوم لم يعد هناك امكانية الا للتزحلق في برك الدم بينما الاخروتن يتزحلقون على الجليد دون ادنى اهتما بالطفولة المذبوحة مع الياسمين الذي ذبلت اوراقه واولاد الحي الذين كانوا يعيشون سنوات المراهقه بالحب العذري باتوا مهددين بالموت قبل ان يبلغوا سن المراهقة ذاتها
ولم يعد هذا الكائن المقهور بحاجة الى اب وام فالموت متربص به ودوي القنابل جعلت كل الاماكن متشابهه كل الاشياؤ متساويه كل الفصول متماثله كلها دوي انفجارات قاتله وحال السماء مثل حال الارض ترمي بقنابلها وفراغات الرصاص التي اصبحت من كثرتها تبني بيوت الطفولة المعذبه
قصيدة موجهة الى الضمير الانساني
عمل فني يشكو الى الله عباده
طفل الحرب هذه صفاته
والحرب في العراق منذ العام 1980م مستمرة لاتنتهي لاسباب متعدده
وفي لبنان ايضا لاسباب اخرى منذ العام 1976م وفي غزة قبلها
الاطفال تعودوا على صوت الانفجارات واصبحت فراغات الرصاص بلي - او بنانير - العابهم
الشاعرة الاديبة وفاء / تعلو هامتك الادبيه مع كل نص اقراه لك وانت في العطاء حكاية الانسانية العربية والعراقية المعذبه
تعليق