طفل الحرب لوفاء عبد الرزاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    طفل الحرب لوفاء عبد الرزاق

    مـــــــــن
    مــذكــرات طفــل الحــرب
    شعـــــــر
    وفاء عبدالرزاق
    لنــدن 2006
    إهداء
    المدينة تعترفُ :
    هذه الوجوهُ حوارٌ
    وأنتَ المشتبَهُ بهِ المهيّأ للسطو .
    المشتبَهُ بها
    وفاء
    1

    ( البحرُ ليس طفلاً )
    أمدّ رأسي من الجدار
    ( لأتذكـّـر ما قالته الشجرة ُ لأغصانها)1
    تسبقني رصاصة ٌ تشبهني تماما ً
    كـُلُّ شيءٍ يصبح طفلاً
    حتى الأطياف الراحلة
    تفرد أُمّي ذراعيها
    يَخرجُ وجهي منْ جـيبِ قلبـِها
    ليسبقني إلى العتبة
    لكنّ الرصاصةَ تفتح عالمَ الحبر .

    لأني أخاف النوم وحيداً
    تذكـّرتُ قصص جدتي
    التي علـّمتني أن أنسج قلبيَ أجنحة ً
    نفسيَ سُكنى وصدري نافذة
    وأخبرتني أن الضوء
    ليس له مزلاجٌ
    لكنها لم تـُخبرني انّ المستقبلَ مسنـّنُ الحدّ
    كما لمْ تحك ِ لي عن رياضةِ التزحلقِ على الجليد
    كلّّ ما أتذكره منها :
    إجلسْ بأدب يا ولد
    وامش ِ مرفوع الرأس .

    لا ياسمينَ في شرايين النهر
    لا نهرَ في جيوبِ أولاد الحارة
    نظـّفتُ الأسبوعَ من أيـّامه
    وكأنني أستجيبُ للضوءِ المغسول
    خرجتُ أغيظ براعـُم َ تلعبُ ( الغـُمّيضة)
    إنهُ اللعبُ ،،،، إنهُ اللعب
    أللعبُ يا أطفال
    شقاوة ٌملطّخة ٌبدشاديشكم
    وعند تبادلِ الحوار
    كانت جدّتي مثلما لعبة ٌ ضُغط زِرّّها
    ألعابٌ كثيرة ٌحولي
    لربما لجدات ٍ أخريات
    وأنا استمتعٌ بدهشة عيونهن
    وأروي لهنّ عن مغامرتي
    في التزحلق ببركِ الدمْ .

    لستُ بحاجةٍ لأب
    كما لستُ بحاجةٍ لجمال الفصول
    أو لأمّ بردائها تفتحُ الدروب .
    الدائرةُ كما تصورِها الجغرافي
    تكرهُ التحايا صباحا ً
    وتكرهُ أن أُُدعى حُلماً مثلا ً
    ممتنٌ لها جداً
    تلك الرصاصة ُالتي
    ستـُصبح أسرتي القادمة
    حقـّاً لستُ بحاجة ٍ
    إلاّ لمزاج ِالدويّ .

    لا تغلقوا أبوابـَكم
    شجيّ ٌصوتي في خيباتِ القلب
    وجميلٌ وجهي في عيونِ أولاد الحارة
    الذين رأيتهم
    بما ليسوا بحاجةٍ إليه
    سيصبحون مجرّد دويّ .

    السماءُ تسقط فوق رأسي
    والأرضُ تلعب النرد
    الغيمة ليست نبياً
    والدخانُ ليس الله
    وأنا
    أُكفـّن يدي بثوب الفضاء .

    الذين نسوا لعبهم إرتدوا آخرَ قمصانِهم
    ثمّ التحمتْ أشلاؤُهـُم بي وكأنـّها تنتظر زائراً
    والذين يصلحون للروايةِ المشوّشة
    سيقرأون في كـُتـُبِ التـُراب
    عن أطفال ٍ مِنْ أغلفةِ الرصاصْ
    ابتنوا لهم بيوتاً .

    وشششششششششش
    وشششششششششش
    كي لا يـُقال
    ترك َ الدفترَ خالياً .
    في قراءة اوليه للمضمون شاهدت العراق قبل وبعد الدمار
    جماجم الاطفال والجريمة الدولية الظالمه للطفولة البريئة التي كسرت كل الوان الحياة الجميله في خضرة الشجر وبراءة الاطفال وتحولت بحكم القهر الى قلم صاحب قضية رغم حنينه الى الماضي وحكايات الجدة المسليه قبل النوم لم يعد هناك امكانية الا للتزحلق في برك الدم بينما الاخروتن يتزحلقون على الجليد دون ادنى اهتما بالطفولة المذبوحة مع الياسمين الذي ذبلت اوراقه واولاد الحي الذين كانوا يعيشون سنوات المراهقه بالحب العذري باتوا مهددين بالموت قبل ان يبلغوا سن المراهقة ذاتها
    ولم يعد هذا الكائن المقهور بحاجة الى اب وام فالموت متربص به ودوي القنابل جعلت كل الاماكن متشابهه كل الاشياؤ متساويه كل الفصول متماثله كلها دوي انفجارات قاتله وحال السماء مثل حال الارض ترمي بقنابلها وفراغات الرصاص التي اصبحت من كثرتها تبني بيوت الطفولة المعذبه
    قصيدة موجهة الى الضمير الانساني
    عمل فني يشكو الى الله عباده
    طفل الحرب هذه صفاته
    والحرب في العراق منذ العام 1980م مستمرة لاتنتهي لاسباب متعدده
    وفي لبنان ايضا لاسباب اخرى منذ العام 1976م وفي غزة قبلها
    الاطفال تعودوا على صوت الانفجارات واصبحت فراغات الرصاص بلي - او بنانير - العابهم
    الشاعرة الاديبة وفاء / تعلو هامتك الادبيه مع كل نص اقراه لك وانت في العطاء حكاية الانسانية العربية والعراقية المعذبه
  • وفاء عبدالرزاق
    عضو الملتقى
    • 30-07-2008
    • 447

    #2
    اخي الفاضل يسري راغب المحترم

    اشكرك على تجاوبك مع ديواني ( من مذكرات طفل الحرب) انت تلبي نداء الطفولة المعذبة التي بصمت على الغائها العيون والقلوب والضمائر

    اطفالنها يدفعون ثمن جرائم الكبار

    لا حول ولا قوة الا بالله

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      مـــــــــن
      مــذكــرات طفــل الحــرب

      شعـــــــر

      وفاء عبد الرزاق

      لنــدن 2006





      إهداء

      المدينة تعترفُ :

      هذه الوجوهُ حوارٌ
      وأنتَ المشتبَهُ بهِ المهيّأ للسطو .

      المشتبَهُ بها
      وفاء















      1

      ( البحرُ ليس طفلاً )


      1
      أمدّ رأسي من الجدار
      ( لأتذكـّـر ما قالته الشجرة ُ لأغصانها)1
      تسبقني رصاصة ٌ تشبهني تماما ً
      كـُلُّ شيءٍ يصبح طفلاً
      حتى الأطياف الراحلة
      تفرد أُمّي ذراعيها
      يَخرجُ وجهي منْ جـيبِ قلبـِها
      ليسبقني إلى العتبة
      لكنّ الرصاصةَ تفتح عالمَ الحبر .

      2
      لأني أخاف النوم وحيداً
      تذكـّرتُ قصص جدتي
      التي علـّمتني أن أنسج قلبيَ أجنحة ً
      نفسيَ سُكنى وصدري نافذة
      وأخبرتني أن الضوء
      ليس له مزلاجٌ
      لكنها لم تـُخبرني انّ المستقبلَ مسنـّنُ الحدّ
      كما لمْ تحك ِ لي عن رياضةِ التزحلقِ على الجليد
      كلّّ ما أتذكره منها :
      إجلسْ بأدب يا ولد
      وامش ِ مرفوع الرأس .

      لا ياسمينَ في شرايين النهر
      لا نهرَ في جيوبِ أولاد الحارة
      نظـّفتُ الأسبوعَ من أيـّامه
      وكأنني أستجيبُ للضوءِ المغسول
      خرجتُ أغيظ براعـُم َ تلعبُ ( الغـُمّيضة)
      إنهُ اللعبُ ،،،، إنهُ اللعب
      أللعبُ يا أطفال
      شقاوة ٌملطّخة ٌبدشاديشكم
      وعند تبادلِ الحوار
      كانت جدّتي مثلما لعبة ٌ ضُغط زِرّّها
      ألعابٌ كثيرة ٌحولي
      لربما لجدات ٍ أخريات
      وأنا استمتعٌ بدهشة عيونهن
      وأروي لهنّ عن مغامرتي
      في التزحلق ببركِ الدمْ .

      3
      لستُ بحاجةٍ لأب
      كما لستُ بحاجةٍ لجمال الفصول
      أو لأمّ بردائها تفتحُ الدروب .
      الدائرةُ كما تصورِها الجغرافي
      تكرهُ التحايا صباحا ً
      وتكرهُ أن أُُدعى حُلماً مثلا ً
      ممتنٌ لها جداً
      تلك الرصاصة ُالتي
      ستـُصبح أسرتي القادمة
      حقـّاً لستُ بحاجة ٍ
      إلاّ لمزاج ِالدويّ .

      4
      لا تغلقوا أبوابـَكم
      شجيّ ٌصوتي في خيباتِ القلب
      وجميلٌ وجهي في عيونِ أولاد الحارة
      الذين رأيتهم
      بما ليسوا بحاجةٍ إليه
      سيصبحون مجرّد دويّ .

      5
      السماءُ تسقط فوق رأسي
      والأرضُ تلعب النرد
      الغيمة ليست نبياً
      والدخانُ ليس الله
      وأنا
      أُكفـّن يدي بثوب الفضاء .

      الذين نسوا لعبهم إرتدوا آخرَ قمصانِهم
      ثمّ التحمتْ أشلاؤُهـُم بي وكأنـّها تنتظر زائراً
      والذين يصلحون للروايةِ المشوّشة
      سيقرأون في كـُتـُبِ التـُراب
      عن أطفال ٍ مِنْ أغلفةِ الرصاصْ
      ابتنوا لهم بيوتاً .


      6
      وشششششششششش
      وشششششششششش
      كي لا يـُقال
      ترك َ الدفترَ خالياً .

      (1) تضمين مقارب لشعر ادونيس


      2
      ( امرأةٌ واحدة ٌ لا تكفي )

      1
      دون قلم ٍ يـُشاكس أوراقي
      أو استئذان ِ حائط ٍمُغـفـّلٍ
      تحت شجرةٍ لا فصولَ لها
      جلستُ على فؤاد التراب
      أكتبُ بأصابعي
      عن مدرسةٍ تعرّت للهواء
      وانتقي من النجوم امرأة ًواحدة ً
      تتـّسعُ لـِمناخِ استهزائي ببطاقةٍ رعناء
      مخدعُها جيبُ أ بي الذي كساني بالجراح
      كما كسته الحروق
      هلْ سبقَ انْ شبعتم بـِدُخـانٍ
      أو رقصتم على قفزاتِ الشظايا ؟
      هكذا رقصت زينبُ إ بنةُ جارنا
      وأهدتني عينـَها الممتلئة بالدخان لأشبعْ .

      2
      أشمّ ُصمغ َ الجـثـث
      أُقـلـّب أوراقَ الحرب
      باحثاً عن إسم ٍله من أنفاسي بـَلـَلـُها
      أجلسُ على كرسيّ بنصفِ رِِجـل
      الدفترُ المحروقُ
      الذي كان حـُلماً
      وبـِمهدِهِ ارتعشَ علمُ الصباح
      لم يجلس في حضني كعهده ومدرّس اللغة
      وجدتـْه مـُستنداً على عكـّازه

      الذكرياتُ بلا أذرع ٍ
      والطنين يصفـّق لعمرٍ غضّ
      فتسقط من عكـّازها
      ذكرياتٌ بلا أذرع .

      أيكفي أن أقول باقة ُ الوردِ تـُغري الألوان ؟
      أم الرغيفُ يـُعرّي الدنيا من ملابـِسِها ؟
      أساقطة ٌ هذه الدنيا ؟
      لماذا الصفّ ُ اليومَ قـُبحٌ أخرس ؟
      دفترُ الرسمِ مُجرّدُ دمامل
      أحاول أن أرسم فيه
      أوزة ً تهرُب من ذكَـر ٍ يُلاحقها
      أو حمامة ً يجلسُ الشبّاكُ بحـُضنِها
      أحاولُ أن أثـْقـُبَ الريح
      لأرسم لمدرستي باباً
      لكنـّها تسقط ُ من عكـّازها
      بلا أذرع لتثقبني
      شهادة ٌ مدرسيّة ٌ عـَرَقَ عليها الطين
      المقلوعُ من صُوَرِ الماء .
      أيَكفي أن اقولَ على باقةِ الوردِ تحجـّرت الألوان ؟

      3
      دار
      دور
      نار
      نارٌ تأكـُلُ الرؤوسَ .
      أحشاءٌ أعشابها نهبُ شرار
      كلُّ شيءٍ تلاشى
      أيّتـُها الأرضُ الأكثر صبرا ًعلى حمم ٍ تلتهم الأسئلة .

      4
      على أعناقِ النخيل
      ضاعَ
      وجهي الذي يُقال له " ا لجمّار "
      كان يـُصغي له النهرُ
      واللـُّقاحُ أجنحة منه .

      5
      قاربـي الـورقـيّ
      يـُجـدّفُ بالموت
      غيماتُ بلعـن أرياقـَهـُنّ
      وخبّأن للظامئِ زهراتٍ سود .
      قاربي الورقيّ لم يرفع رأسَهُ عالياً
      لأنّ الطيرَ بلا أجنحة
      والنخيلَ أعقابُ سجائر
      ولأنّ السماءَ لم تأسفْ كطفل
      تأخـُذهُ الجـُذوعُ إلى لـقاحها
      ماتَ مـِشط ُ أمّي مُـنتـَحـِرا ً .

      6
      ما زلتُ أكرهُ السلاحفَ
      التي على وشكِ انْ تـُصبح مدينة
      تـُخرج من مؤخـّرتها ا لحشرات.

      7
      يا قافلاتِ المدى
      لا تسرقنَ صوْتي
      مازِلتُ أملكُ الشُجيراتِ الزرق
      والمراكبَ التي ودّعتها بنات البحار
      ما زالت حولي الأذرعُ الزرق
      الذبحُ الأزرقُ
      ودمية ٌ زرقاء
      على ثوبها بيتٌ أزرق
      وبقايا شفـّةٍ مـُزرقـّة
      قـُبلة نرجسةِ القبر .

      ياقافلاتِ ا لبارود
      خـُذنَ صوتي لمنْ لا إبنَ يأتيه ليلاً
      وفي يديهِ مجمرة
      لمنْ لا تجتاحهُ رغبة ٌ في إمرأة
      لمنْ خـَبزَ الحقولَ بما يترسّبُ من نار
      لقلبٍ ليس له إيقاعُ الشـُطـآن
      وليس له أُمٌّ تـُفلتُ ابتساماتـها
      وتلعبُ كصديق
      ولمنْ يخيط بأشلائنا درعا ً
      يتحصّن به المغفلون .
      ياقافلاتِ المدى
      إعطين له كلّ ما يمحي الأصداء
      وفواخت قـُطـّعت رؤوسُهُن
      لكنهنّ يحيَيْن معي أذرعةً
      تحملُ الصفحةَ البيضاءَ كأجنحة .


      3

      ( أغنيةُ البر تقال )
      1
      كانَ العودُ شجرة ً
      كانتِ الشجرة ُ زحاماً
      ورفيقاً آتي إليه
      كـُـلـّما غنى المطرُ
      أغنية البرتقال .
      أغنية ٌ
      هي الآن
      وحشُ المستقبل .

      2
      للبيوتِ سقوفٌ
      لماذا نصرُّ على أن تكون
      للبيوت سقوفٌ ؟
      وللطرقات جسورٌ
      لماذا نعشقُ تضاعـُفَ صَفيرِ الحـُرّاس
      ونقفزُ من النوافذِ للمـُشاكسة؟
      الحروبُ تكرَهُ الشوائبَ
      علينا ان نسكن الخلاء
      بلا دهشةٍ
      أو رغبةٍ بهيئة باب .


      3
      ضيّقٌ ولئيمٌ
      هذا الذي يُدعى الفضاء
      الذي يلتهم قطعَ ا لحلوى
      لم يدرِِ بأنـّي ضَممتُ يدي
      حتى أدميتُ قبْضتـَها
      وأنا أتخيـّلُ
      أن الخشبَ المغروسَ في راحتها
      قطعة ُ حلوى
      سأغمِضُ عيني لأتخيـّلَ
      أن الجـُرذ المتهوّر
      أخي الصغير.

      يالفظاعةِ الفضاء
      الفضاءاتُ السود لم تترك
      للزنابقِ رغبة أن يـُطاردها أخ
      كي تتفتّح .

      4

      الفضلُ للبساتين
      المـُطرقةِ الرؤوس
      وللأشجارِ التي نـَسِيـَتْ الكلام
      بعيداً بعيداً
      العيون الراحلة
      لنوارسَ أكـَلـَتْها الكواسج
      بعيداً بعيداً
      بعيدا ًبراءتي
      كطفلٍ بلا أذرع
      رحـَلـَتْ
      تلوّحُ لي بالصمت .


      5
      فـُرصة ٌضئيلةٌ
      أن أرى بخزانةِ أبي
      بعضَ كلمات.
      وأنا أعدّ اللحظاتِ بإلحاح
      وأتساءل :
      لربّما لها شكلُ نـُجيمات
      ثلاثة ُ كتبٍ مـُندسّة بين ملابسه
      فرصة ٌضئيلة
      أن أحصلَ على شىءٍ من أبي
      بين ورقٍ له شكلُ تـُراب.
      أخذت أتراجعُ
      وأتساءلُ بتراجع ٍ
      أتـُراه ينتظر منّي أن أكتشفَ
      الموتَ الذي دخل بيتـَنا دون استئذان ؟

      6
      أصيلٌ
      أصيلُ
      أصيل
      الذبابُ الذي خرج كسرب ٍ
      من جذعِ عجوز.


      4

      ( مأوى )
      1
      أسرّحُ شَعرَ الطرقات
      من صُور تـُشبهُ البحر
      بينما الطائراتُ
      تـُسرّحُ شَعرَ البيوت
      وتـُنظـّفها من أبنائها .
      الإبتكارُ أحدُ أوجهِ المستحيل
      عـُلبة ٌ فارغة ٌ أثقبتُها
      وهاتفتُ طفلاً في مسرح
      سرّني عـَزْفـَه على البيانو،

      ولأنّ الابتكارَ أحدُ أوْجُهِ المستحيل
      جمعتُ عظاماً منخورة ً
      نقرتُ عليها
      ثم عويت .

      2
      الهواءُ
      الهواءْ
      من قالَ إنّ الهواءَ متعة ُاليتيم؟
      هذا الطموحُ المـُكابر
      لمخلوقٍ مثلي
      يحمِل الدُخانَ ويـَشـُدّ أزري
      قرب شجرةٍ صافنة
      الأصفادُ لها أشكالٌ أخرى
      لربما واجهاتُ منازل
      تحلم
      بأقدارٍ تـُعيدها إلى هيئتها السابقة .

      3
      ضبع ٌ أفزعْتـُه
      حين اتخذتُ من السكونِ حقيبة
      ورحلت
      النفسُ أجملُ مأوى.

      4
      القارُ على جسدي
      كالطريق
      أوجعتـُه
      حين لم تتناثر قدماي
      بينما الدُمى في صندوق ليلى
      أوجَعتـْها العاصفة .

      5
      لا بأسَ
      لا بأسَ ايّها الصباح
      إن صرتَ نجّارا ً
      كـُلّما أخذتَ مهارة التوابيت
      يُولد شراعٌ
      يأخذني إلى أشياء كثيرة
      عين ِ حمامةٍ
      دعاء ٍ على فؤادِ عنب
      مثلاً
      نزهةٍ في صدر طائر .

      6
      وحلمتُ
      بكتْ أحلامٌ على وسادةِ الرمل
      الوسادة ُعلى مساءٍ رؤوفٍ بكتْ
      ما زالت الرأفة ُ تعاني
      لأنّ الشارعَ شيخٌ
      والعصا على عجل ٍ
      تلتهمُ الفراغ .

      5

      ( باتجاه الله )

      1
      في دمي
      حصارٌ وطحلبٌ
      تطاولَ هو الآخر
      بمكر ٍ
      وتخثـّر
      ليُرضي اللهَ
      فيما أوصاهُ
      بالجار السابع .

      2
      لماذا الرجالُ هواءٌ
      والتناسلُ نار؟
      ما معنى الإصغاء لطنين؟

      3
      أتقيأ أيّامي
      وأشمُّ رائحةَ ولاةِ العهد
      ومَن ضلـّل ا لنملَ
      ليبقى أعمى
      أتقيـّا كلَ العميان
      الذين يرمون لدمي
      كِسرة َحياة ٍ
      وأطوي ثيابي عن الفتك
      أحادثها :
      ألا تحبين الورد الأحمر ؟
      4
      رصاصٌ
      ورصاصٌ بصحن ِ رصاص
      مـُثقلٌ بقـناديل الخلاص
      خُـذ صحنكَ الرصينَ
      يا عليّ
      وغـُص بتواضع
      بتواضع ٍ يا علي
      كيْ لا يباتَ الرفضُ جامحاً .


      5
      يا ..
      ..
      أيتها الأشلاء
      الأفعالُ خمرت
      والأقوالُ شبكة عنكبوت
      أيتها الراضية المرضيّة
      برفقٍ ٍاسألي فاطمة َبرفق :
      أهذا كتابكِ الجديد؟

      6
      ذاتَ عيدٍ
      ذات ضمّةِ رداء
      ذاتَ ..
      .
      ذاتَ صمتٍ يا ولد
      فلا تتيقن
      انك عينُ ماءٍ
      وذاتَ حجر ٍ
      فحاذرْ
      أو اسكب شفتكَ
      على سحابةٍ باتجاه الله .
      ديوان زاخر ومعبر في لوحاته الخمسة الاولى التي قراتها فاخذتني الى المشهد السينمائي الروائي الذي سيعبر عن الماساة الانسانيه كما وصفته في قسم الادب السينمائي وارجو ان يكون قد اعجبتك خيوط البداية لسيناريو فيلم طفل حرب والى ان اكمل باقي اللوحات في ديوان طفل حرب نلتقي مرة اخرى
      بارك الله لك في قلمك وادبك وفنك

      تعليق

      يعمل...
      X