جنون الانترنت
في ذروة إنشغالنا بقضايا الواقع المخزي عبر مواقع الإنفصام الجماعي يخرج قطًا أسود من حاوية للقمامة في إحدى الأحياء المنهمكون سكانها بالتغريد عبر تويتر بعبارات الغضب بعد أن نشر أحد النشطاء في حقوق الحيوان مقطع فيديو لرجل يعذب قطه الاليف بعد أن التهم سمكته الذهبية المدللة ، لم يجد القط ما يسد جوعه في حاوية القمامة فخرج خائبًا لا يقوى حتى على تحريك ذيله فافترش الأرض وراح في سبات عميق ، بعد ما يقارب الثلاثون دقيقة تاتي سيارة مسرعة وتدوسه فراح في سبات أبدي لم ينتبه السائق لما فعل فقد كان دمه يغلي بعد ان شاهد مقطع الفيديو .
رفضت روح القط أن يبقى جسدها على هذه الأرض النتنة فصعدت للسماء ، أثناء خروجه من كوبكنا الصدأ حرك القط مخالبه ليقلب عالمنا رأسًا على عقب فلم يبقى شيء مثلما كان .
إنقطع الإنترنت عن العالم بأسره لم يجد الخبراء سببًا لما حدث وأعلنوا بعد عدة أشهر يأسهم من إصلاح العطل وقالوا في بيان رسمي أن هناك قوة خفية وراء ما حدث وأن كارثة حقيقية ستحل خلال الأيام المقبلة ان لم يحل هذا اللغز .
خرج شخص من شعوب العالم الثالث من بيته وعلى وجهه علامات الذعر جاب شوارع المدينة وهو يقول أن السبب وراء ما حدث صورة كان قد نشرها قبل الحادثة بأيام عبر الفيسبوك ، يقول ان الصورة كانت لطفل ولد بثلاثة ارجل وكتب عليها ( اللهم اقطع الإنترنت عن كل من شاهد الصورة ولم يقل الحمد لله ) وكان يدعوا الناس لوقفة جماعية في كل دول العالم ليقولوا معًا ( الحمد لله ) هاجمه قسم من الناس بأقسى الشتائم وقسم سخر منه وقسم آخر آمنوا بما يقول وراحوا يلهثون خلفه يحمدون الله !!
مر ما يقارب ستة شهور على الحادثة ، إمتلأت الأسوار وجدران المنازل بقصائد الغزل والحنين إلى زمن الإنترنت وكان معظم الناس ممن لا يجيدون رسم العلامة التي تعبر عن الإعجاب يضعون إشارة صح تحت القصيدة او العبارة ، فينتهي المطاف بالقصيدة بالاختفاء بين مئات الاعجابات والتعليقات !!
كان أصحاب الطبقة البرجوازية قد سيطروا على كل الأسوار والجدران التي تصلح للكتابة بشرائها من أصحابها ، أما أصحاب الطبقة الوسطى كان لهم الحق بوضع الإعجابات والتعليقات فقط ، أما أصحاب الطبقة الكادحة كانوا قد اعتادوا على الانترنت بعد أن أصبحت الهواتف النصف ذكية في متناولهم أصبحت جدران بيوتهم مليئة بعبارات الكراهية والحقد الطبقي ، ولكن كلماتهم لم تحظى الا ببضعة اعجابات من أهلهم وأصدقائهم ، ففكروا في ان يجعلوا بيوتهم مشاع للعامة مقابل ان تحظى عباراتهم بالإعجاب .
ومن لم يتعايش مع ما خلفته الحادثة من فراغ كبير وملل انتحر ، الالاف اصيبوا بالكآبة وانتحروا كان الانتحار في وقتها أمرا عادي وطبيعي .
شعب أعظم دولة في العالم أصيب بالجنون الاف الجرائم يوميًا من قتل وسرقة ، الامور خرجت عن السيطرة اعلان حالة الطوارئ!
إتحد أصحاب الطبقة الكادحة وأسقطوا بالطبقة البرجوازية ، أصبحت الجدران والاسوار في متناول الجميع أعلنت مصانع الطلاء في البلاد عن عدم قدرتها على توفير ما يكفي يوميًا لطلاء جدران وأسوار المدن مرتين او ثلاثة يوميًا .
اعلنت الحكومات فقدان السيطرة على الشعوب ، معظم الرؤساء والملوك تركوا بلادهم وهربوا إلى البلاد التي لم تتاثر بعد بجنون الإنترنت .
اتجه الناس للكتابة على الارض ، كان حينها من لديه قلم بخط عريض أو عبوة للرش ملك زمانه ومن لم يجد ما يخط به ما يخطر في باله كان يستخدم الحجارة !
المتداول بين شعوب العالم الاول ان شعوب العالم الثالث سفك الدماء عندهم اسهل من اشعال سيجارة ، والمتداول بين شعوب العالم الثالث ان شعوب العالم الاول غريبو الاطوار ويعانون من امراض نفسية .
ثبت ما تداولته شعوب العالم الثالث ، بعد ان قام شخص من شعوب العالم الإول بقتل والدته وتعبئة دمائها في زجاجات بلاستيكية ليكتب على الارض بعدها مستخدما دمها " يشعر بالجنون " بعد هذه الحادثة وتداول الخبر بين الناس التزموا الناس منازلهم ، وبعد ايام اصبحت هذه الحادثة .
لم تسلم القطط والكلاب من مرضى جنون الإنترنت في العالم الأول الذي كان يتباهى برفقه بالحيوان ، كانت القطط والكلاب تقدم دمائها للضيوف مثل الويسكي والبيرة !
اما عن شعوب العالم الثالث فكانوا بالاصل قد اصيبوا بجنون القتل فلم يبقى منهم أحد ، بعد ان فقدوا القدرة على العيش بدون ان يعطوا ارائهم وانتقاداتهم في كل القضايا التي تعنيهم ولا تعنيهم .
لم يبقى بشري واحد على وجه البسيطة ، اتحدت الحيوانات معًا فالفأر يمسك بذيل القطة والقطة تمسك بذيل الكلب وهكذا حتى شكلوا قوة عظيمة منعت أجساد البشر من الصعود إلى السماء ، وحفروا حفرة استوعبت الجثث كلها
واوكلوا مهمة إعادة الإنترت إلى العالم إلى قط أسود كان قد هبط من السماء اثناء التصدي لأجساد الناس .
عاد الإنترنت إلى العالم أخيرًا ، علا ضجيج صادر من الحفرة التي دفنت الحيوانات بها الناس
بعد دقائق بدأت الايدي تخرج من الحفرة ، فأمر الاسد القط ان يعود ويقوم بتعطيل الانترنت !
بدأت الحياة على الأرض كما كانت قبل وجود الإنترنت ، وها أن أجلس مع جدي يحدثني عن الوطن وعن شبابه وشجاعته في التصدي للمحتل هو وأصدقائه وجدتي تعد لنا الخبز .
كانت ذاكرة جدي ضعيفة الى حد ما , ولكن كانت اصدق من ويكيبيديا !
تابعوني على الفيسبوك
في ذروة إنشغالنا بقضايا الواقع المخزي عبر مواقع الإنفصام الجماعي يخرج قطًا أسود من حاوية للقمامة في إحدى الأحياء المنهمكون سكانها بالتغريد عبر تويتر بعبارات الغضب بعد أن نشر أحد النشطاء في حقوق الحيوان مقطع فيديو لرجل يعذب قطه الاليف بعد أن التهم سمكته الذهبية المدللة ، لم يجد القط ما يسد جوعه في حاوية القمامة فخرج خائبًا لا يقوى حتى على تحريك ذيله فافترش الأرض وراح في سبات عميق ، بعد ما يقارب الثلاثون دقيقة تاتي سيارة مسرعة وتدوسه فراح في سبات أبدي لم ينتبه السائق لما فعل فقد كان دمه يغلي بعد ان شاهد مقطع الفيديو .
رفضت روح القط أن يبقى جسدها على هذه الأرض النتنة فصعدت للسماء ، أثناء خروجه من كوبكنا الصدأ حرك القط مخالبه ليقلب عالمنا رأسًا على عقب فلم يبقى شيء مثلما كان .
إنقطع الإنترنت عن العالم بأسره لم يجد الخبراء سببًا لما حدث وأعلنوا بعد عدة أشهر يأسهم من إصلاح العطل وقالوا في بيان رسمي أن هناك قوة خفية وراء ما حدث وأن كارثة حقيقية ستحل خلال الأيام المقبلة ان لم يحل هذا اللغز .
خرج شخص من شعوب العالم الثالث من بيته وعلى وجهه علامات الذعر جاب شوارع المدينة وهو يقول أن السبب وراء ما حدث صورة كان قد نشرها قبل الحادثة بأيام عبر الفيسبوك ، يقول ان الصورة كانت لطفل ولد بثلاثة ارجل وكتب عليها ( اللهم اقطع الإنترنت عن كل من شاهد الصورة ولم يقل الحمد لله ) وكان يدعوا الناس لوقفة جماعية في كل دول العالم ليقولوا معًا ( الحمد لله ) هاجمه قسم من الناس بأقسى الشتائم وقسم سخر منه وقسم آخر آمنوا بما يقول وراحوا يلهثون خلفه يحمدون الله !!
مر ما يقارب ستة شهور على الحادثة ، إمتلأت الأسوار وجدران المنازل بقصائد الغزل والحنين إلى زمن الإنترنت وكان معظم الناس ممن لا يجيدون رسم العلامة التي تعبر عن الإعجاب يضعون إشارة صح تحت القصيدة او العبارة ، فينتهي المطاف بالقصيدة بالاختفاء بين مئات الاعجابات والتعليقات !!
كان أصحاب الطبقة البرجوازية قد سيطروا على كل الأسوار والجدران التي تصلح للكتابة بشرائها من أصحابها ، أما أصحاب الطبقة الوسطى كان لهم الحق بوضع الإعجابات والتعليقات فقط ، أما أصحاب الطبقة الكادحة كانوا قد اعتادوا على الانترنت بعد أن أصبحت الهواتف النصف ذكية في متناولهم أصبحت جدران بيوتهم مليئة بعبارات الكراهية والحقد الطبقي ، ولكن كلماتهم لم تحظى الا ببضعة اعجابات من أهلهم وأصدقائهم ، ففكروا في ان يجعلوا بيوتهم مشاع للعامة مقابل ان تحظى عباراتهم بالإعجاب .
ومن لم يتعايش مع ما خلفته الحادثة من فراغ كبير وملل انتحر ، الالاف اصيبوا بالكآبة وانتحروا كان الانتحار في وقتها أمرا عادي وطبيعي .
شعب أعظم دولة في العالم أصيب بالجنون الاف الجرائم يوميًا من قتل وسرقة ، الامور خرجت عن السيطرة اعلان حالة الطوارئ!
إتحد أصحاب الطبقة الكادحة وأسقطوا بالطبقة البرجوازية ، أصبحت الجدران والاسوار في متناول الجميع أعلنت مصانع الطلاء في البلاد عن عدم قدرتها على توفير ما يكفي يوميًا لطلاء جدران وأسوار المدن مرتين او ثلاثة يوميًا .
اعلنت الحكومات فقدان السيطرة على الشعوب ، معظم الرؤساء والملوك تركوا بلادهم وهربوا إلى البلاد التي لم تتاثر بعد بجنون الإنترنت .
اتجه الناس للكتابة على الارض ، كان حينها من لديه قلم بخط عريض أو عبوة للرش ملك زمانه ومن لم يجد ما يخط به ما يخطر في باله كان يستخدم الحجارة !
المتداول بين شعوب العالم الاول ان شعوب العالم الثالث سفك الدماء عندهم اسهل من اشعال سيجارة ، والمتداول بين شعوب العالم الثالث ان شعوب العالم الاول غريبو الاطوار ويعانون من امراض نفسية .
ثبت ما تداولته شعوب العالم الثالث ، بعد ان قام شخص من شعوب العالم الإول بقتل والدته وتعبئة دمائها في زجاجات بلاستيكية ليكتب على الارض بعدها مستخدما دمها " يشعر بالجنون " بعد هذه الحادثة وتداول الخبر بين الناس التزموا الناس منازلهم ، وبعد ايام اصبحت هذه الحادثة .
لم تسلم القطط والكلاب من مرضى جنون الإنترنت في العالم الأول الذي كان يتباهى برفقه بالحيوان ، كانت القطط والكلاب تقدم دمائها للضيوف مثل الويسكي والبيرة !
اما عن شعوب العالم الثالث فكانوا بالاصل قد اصيبوا بجنون القتل فلم يبقى منهم أحد ، بعد ان فقدوا القدرة على العيش بدون ان يعطوا ارائهم وانتقاداتهم في كل القضايا التي تعنيهم ولا تعنيهم .
لم يبقى بشري واحد على وجه البسيطة ، اتحدت الحيوانات معًا فالفأر يمسك بذيل القطة والقطة تمسك بذيل الكلب وهكذا حتى شكلوا قوة عظيمة منعت أجساد البشر من الصعود إلى السماء ، وحفروا حفرة استوعبت الجثث كلها
واوكلوا مهمة إعادة الإنترت إلى العالم إلى قط أسود كان قد هبط من السماء اثناء التصدي لأجساد الناس .
عاد الإنترنت إلى العالم أخيرًا ، علا ضجيج صادر من الحفرة التي دفنت الحيوانات بها الناس
بعد دقائق بدأت الايدي تخرج من الحفرة ، فأمر الاسد القط ان يعود ويقوم بتعطيل الانترنت !
بدأت الحياة على الأرض كما كانت قبل وجود الإنترنت ، وها أن أجلس مع جدي يحدثني عن الوطن وعن شبابه وشجاعته في التصدي للمحتل هو وأصدقائه وجدتي تعد لنا الخبز .
كانت ذاكرة جدي ضعيفة الى حد ما , ولكن كانت اصدق من ويكيبيديا !
تابعوني على الفيسبوك
تعليق