نزلت المرأة البدينة رغم أنها لم تبلغ بعد عقدها الثالث، من سيارة الأجرة، وقد ساعدها السائق بسحبها، شكرته على جميله، ونفحته نقودا زائدة، كانت في زيارة لأهلها، لم تحس بالوقت ينسل بهدوء إلا حين ذكرها أبوها بالرجوع. ثم دخلت العمارة البيضاء ذات الطوابق الأربعة، تبدو وهي محشورة في جلبابها الأزرق كما لو كانت كيس دقيق، تجر نفسها جرا. كان الباب مفتوحا كالعادة إذ لا وجود لحارس، أشعلت الضوء وتوجهت إلى المصعد، كان معطلا، فأثار ذلك غضبها، أنحت باللائمة على صاحبها الذي لا يحفل بأي إصلاح، يتركه على كاهل المكترين، توجهت ناقمة إلى السلالم، وبدأت بالارتقاء، كانت من الإسمت، والحمد لله، إذ لو كانت من خشب لوقعت المصيبة. وحين اقتربت من الطابق الثاني، شعرت بانقطاع أنفاسها، توقفت، استوت، ووضعت راحتها على الجدار، لتستريح، وهي بين شهيق وزفير، كانت تشبه منفاخا بين يدي رجل موتور، يضغط بسرعة على جمر يريد إذكاء لهيبه. تحركت السلالم، ولم تفعلها من قبل، لم ترفعها، بل أعادتها إلى الأسفل؛ إلى نقطة البداية. أعادت الكرة مرات، في السادسة، وحين اقتربت من الطابق الثاني، وكان قلبها يكاد يفر من صدرها لشدة الخفقان، وكانت قد استوت كما فعلت قبلا، لتسترجع أنفاسها المتقطعة، انطفأ الضوء، وعم المكان ظلام موحش، شعرت بخوف وغضب، ودمع يريد الانسكاب، أرادت سب صاحب العمارة، تذكرت أنها سحبته من ذهنها وأشبعته شتما وسبا، لا تريد أن تكررها. لحظتها لاح لها نور ضعيف يتسرب من تحت باب شقتها، وكلام هامس يطرق سمعها وإن لم تتبينه، فالصمت يجعل الدبيب ضجيجا. ثم انفتح الباب لتظهر لها امرأة في عقهدا الثاني، رشيقة وجميلة، كادت تشهق لأنها تشبهها تماما، وإن لم تكن بدينة مثلها، ورجل لم تتبين ملامحه، ينحني عليها ويطبع قبلة ساخنة على خدها، لم تحتمل المشهد، فهجمت عليها لتطعنها بسكين حادة.
أيقظها الألم، وسخونة الدم الخارج من جنبها، كما أيقظت صرخة الألم الزوج، حيث نهض مفزوعا ليصدمه مشهد زوجته وقد اخترق جانبها السكين الذي تضعه باستمرار في حزامها، كان قد حذرها من مغبة حملها فلم تهتم. شعر بدوخة، وتشنت أفكار، بعد برهة، استعاد توازنه، وصفاء ذهنه، بحث عن هاتفه فلم يجده، أراد حملها فلم يستطع، لبس ما وجده أمامه بسرعة ونزل السلالم بحثا عن حل، كان الليل قد بدأ يفسح لنور الفجر مكانا، ويبعد قليلا عن الشارع وحشته، وقد ابتعد قليلا، لمح أمامه شبحين يتجهان نحوه، قفل راجعا، وإذا باثنين آخرين يسدان عليه منافذ الرجوع.
نهضت الزوجة متحاملة وقد سمعت صراخا، توجهت صوب النافذة، رأت أربعة رجال قد أجهزوا على زوجها بعد أن لم يجدوا لديه نقودا. تضاعف شعور غضبها.
الرجال، وقد أكملوا مهمتهم، وأرادوا الانصراف، رأوا جسما ضخما يسقط عليهم من السماء فيرديهم قتلى.
أيقظها الألم، وسخونة الدم الخارج من جنبها، كما أيقظت صرخة الألم الزوج، حيث نهض مفزوعا ليصدمه مشهد زوجته وقد اخترق جانبها السكين الذي تضعه باستمرار في حزامها، كان قد حذرها من مغبة حملها فلم تهتم. شعر بدوخة، وتشنت أفكار، بعد برهة، استعاد توازنه، وصفاء ذهنه، بحث عن هاتفه فلم يجده، أراد حملها فلم يستطع، لبس ما وجده أمامه بسرعة ونزل السلالم بحثا عن حل، كان الليل قد بدأ يفسح لنور الفجر مكانا، ويبعد قليلا عن الشارع وحشته، وقد ابتعد قليلا، لمح أمامه شبحين يتجهان نحوه، قفل راجعا، وإذا باثنين آخرين يسدان عليه منافذ الرجوع.
نهضت الزوجة متحاملة وقد سمعت صراخا، توجهت صوب النافذة، رأت أربعة رجال قد أجهزوا على زوجها بعد أن لم يجدوا لديه نقودا. تضاعف شعور غضبها.
الرجال، وقد أكملوا مهمتهم، وأرادوا الانصراف، رأوا جسما ضخما يسقط عليهم من السماء فيرديهم قتلى.
تعليق