رائحة القهوة


ينفث الدخان




بعد كل نفس عميق



يستهلك نصف سيكاره



يطرد همه المستحيل عن الرحيل



لوهلةٍ



و يعود يحكي لنفسه اسراره



احتسى عشر فناجين قهوةٍ



عشر سنين طعمها المرارة



شمر عن ساعديه يغترف الوهن



و ينشب في جسده الهزيل اظفاره



تذوق هذا الالم الذي ما برح عنك



كفارة الذنب الذي ناغمتَ افكاره



ايها التعيس اين تسير بك النوايا



و كأس خمرك يسقيك اقداره



و ما اقداره الذاويات سوى حتفاً



يسرق ريحانة بيتك و تفل انواره



محاق عينيك ازاحهُ بدر رحيلها



منذ عشر سنين خلت



منذ اخر فنجان تفوح اعطاره



تسقيك بعد كل سُكرٍ



قهوة سمراء كأنها عزف قيثارة



و ذاك الصباح لم تكن تغلي



دِلال القهوتها و الهيل قد بارا





لكون الصمت سادت حكومته



وقمع صوتك الهدار في الحارة



اتذكر حين تأتي قبيل الفجر



تطرق الشباك في بجحٍ



يرعبها ان تعلم الجارة



فتلوذ خلف الباب ترتعش



تبتهل الرحمن بلطفه الستارا



ذاك الصباح اسكتها الردى



و سكتت قهوتها ترفد الانهارا



عروق دمك الموحلة خمراً



تصفقها دموع توبك عن كل ذنب



و تجتث اوزاره



فتحمل دِلال قهوك وتدور



تسقي الضائعين طعم المرارة



عرفان فعلها اليك خلودها



اعمل على هذا



و افرغ دلتك من قهوتها



حين تكمل باقي السيكارة



( مستوحاة من تمثيلية عراقية تأليف يوسف العاني واخراج عماد عبد الهادي بطولة غزوه الخالدي وقاسم الملاك وهند كامل , فائزة بعدة جوائز عربية )