يا أيها الملأ : أفتوني في رؤياي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    يا أيها الملأ : أفتوني في رؤياي

    يا أيها الملأ : أفتوني في رؤياى
    باديء ذي بدء :
    هي مملكتي ومليكتي وأنا كل الرعية.
    ثم :
    و من حيث أدر ولا أدري ألْفيْتُ نفسي كمن فقد الإسم والعنوان .. والهوية

    راودتْني ما بين اليقظة وأحلامها أضغاثا من تلكم الأزمنة الهنية ...
    رأيتُ فيما يرى الرائي سبْع صحائف سُود تُظلّل سبع صحائف مترعة بقصائدي الملتاعة.
    وقبل أن أفيق من هولها :
    عاجلتني أخرى وكأنها تعزز مكانة الأولى : فرأيتُ سبعاً من مهاجع لقيانا الحميمة يغْرقْنَ في غَيَابة سبعٍ من أودية سحيقة.
    فيا أيها الملأ : أفتوني في رؤياي


  • همس العامري
    أديب وكاتب
    • 01-01-2013
    • 909

    #2
    تحية طيبة مباركة أستاذ جلال
    لي الحق في الحجز بالمقعد الأول

    ولنا موعد

    الأرض لاتنسى جباه الساجدين
    والليل لاينسى دعاء العابدين


    اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين
    ارحم جميع أموات المسلمين وأغفر لهم

    تعليق

    • رشا السيد احمد
      فنانة تشكيلية
      مشرف
      • 28-09-2010
      • 3917

      #3

      الأستاذ داود تناص راائع
      حلق بنا لنكون معك في حلمك نرى صحائفك ونقرا منها
      حلم اللغة

      منتهى تقديري لحرفك الثر .
      https://www.facebook.com/mjed.alhadad

      للوطن
      لقنديل الروح ...
      ستظلُ صوفية فرشاتي
      ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
      بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

      تعليق

      • همس العامري
        أديب وكاتب
        • 01-01-2013
        • 909

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
        يا أيها الملأ : أفتوني في رؤياى
        باديء ذي بدء :
        هي مملكتي ومليكتي وأنا كل الرعية.
        ثم :
        و من حيث أدر ولا أدري ألْفيْتُ نفسي كمن فقد الإسم والعنوان .. والهوية

        راودتْني ما بين اليقظة وأحلامها أضغاثا من تلكم الأزمنة الهنية ...
        رأيتُ فيما يرى الرائي سبْع صحائف سُود تُظلّل سبع صحائف مترعة بقصائدي الملتاعة.
        وقبل أن أفيق من هولها :
        عاجلتني أخرى وكأنها تعزز مكانة الأولى : فرأيتُ سبعاً من مهاجع لقيانا الحميمة يغْرقْنَ في غَيَابة سبعٍ من أودية سحيقة.
        فيا أيها الملأ : أفتوني في رؤياي


        هي حبة أنبتت سبع سنابل
        كل الخير بإذن الله أستاذ جلال

        الأرض لاتنسى جباه الساجدين
        والليل لاينسى دعاء العابدين


        اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين
        ارحم جميع أموات المسلمين وأغفر لهم

        تعليق

        • جلال داود
          نائب ملتقى فنون النثر
          • 06-02-2011
          • 3893

          #5
          الأستاذة الراقية همس العامري
          تحايا مقيمة وسلام مكين

          ***
          لي الحق في الحجز بالمقعد الأول


          ***
          بالطبع مقعدك تم حجزه في الأماكن الأمامية. فلك الشكر
          ***
          هي حبة أنبتت سبع سنابل
          كل الخير بإذن الله أستاذ جلال

          ***

          بشّرك الله بكل ما هو طيب وبركة
          دمتم

          تعليق

          • جلال داود
            نائب ملتقى فنون النثر
            • 06-02-2011
            • 3893

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رشا السيد احمد مشاهدة المشاركة

            الأستاذ داود تناص راائع
            حلق بنا لنكون معك في حلمك نرى صحائفك ونقرا منها
            حلم اللغة

            منتهى تقديري لحرفك الثر .
            الأستاذة القديرة رشا
            لك التحايا الطيبات أولا
            ثم الشكر على المرور الباهي البهي.
            ليتك قمتِ بالتفسير ولو تفسير رؤيا واحدة منهما
            بوركت ودمتم

            تعليق

            • رقية عبد الرحمن
              أديب وكاتب
              • 07-02-2016
              • 145

              #7
              مدهش القراءة لك استاذنا
              لغة كبيرة جدا
              لها تفسير واحد
              اهطل علينا بخواطر سبعة

              يكون الحرف فيها عريسا
              و
              العروس التامنة قصيدة حرة
              ممتنة لهذا الالق شاعرنا

              تعليق

              • جلال داود
                نائب ملتقى فنون النثر
                • 06-02-2011
                • 3893

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة رقية عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
                مدهش القراءة لك استاذنا
                لغة كبيرة جدا
                لها تفسير واحد
                اهطل علينا بخواطر سبعة

                يكون الحرف فيها عريسا
                و
                العروس التامنة قصيدة حرة
                ممتنة لهذا الالق شاعرنا
                الأستاذة الراقية / رقية عبد الرحمن
                لك التحايا السامقات
                ولك الثناء على هذا المرور الفخيم
                لك ما أردتِ من هطول الخواطر السبع وعريسها الحرف والعروس التامنة.
                دمتم أبدا سيدتي

                تعليق

                • جلال داود
                  نائب ملتقى فنون النثر
                  • 06-02-2011
                  • 3893

                  #9
                  قالوا لي : لا تقصص رؤياك على الملأ
                  قلت : أفصحوا ، من تقصدون ؟
                  قالوا : قبيلة العشاق ،،، فإن ما بهم يكفيهم ،،، فلا تثقل عليهم...
                  قلتُ : بل هم ينتظرون

                  تعليق

                  • نورالضحى
                    أديب وكاتب
                    • 06-07-2014
                    • 3837

                    #10
                    ..
                    .
                    .
                    وتلك الرؤى تأويلهآ مُبهم عندمآ يتعلق بالحروف والقلوب ..
                    ..
                    آبصرت عِشقآ للحرفِ لم يُمهلك رآحة ..
                    وكأنه ذنب وذآك الذنب آشقآك ..
                    آبشر سيديّ الفآضل قد يكون الفرج في قصآئدك وآنت لآ تعلم ...
                    .
                    .
                    .لك ألف وردة لقلبك وقلمك
                    [aimg=borderSize=0,borderType=none,borderColor=blac k,imgAlign=none,imgWidth=,imgHeight=]http://n4hr.com/up/uploads/4c757e359a.gif[/aimg]



                    ________________________________________
                    ,’
                    ** ذاتَ مرة آحببت وَ جلّ من لا يُخطئ ...!

                    تعليق

                    • جلال داود
                      نائب ملتقى فنون النثر
                      • 06-02-2011
                      • 3893

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة نورالضحى مشاهدة المشاركة
                      ..
                      .
                      .
                      وتلك الرؤى تأويلهآ مُبهم عندمآ يتعلق بالحروف والقلوب ..
                      ..
                      آبصرت عِشقآ للحرفِ لم يُمهلك رآحة ..
                      وكأنه ذنب وذآك الذنب آشقآك ..
                      آبشر سيديّ الفآضل قد يكون الفرج في قصآئدك وآنت لآ تعلم ...
                      .
                      .
                      .لك ألف وردة لقلبك وقلمك
                      من قلمك لباب السماء أستاذتنا الراقية نور الضحى
                      لعل وعسى
                      مشكورة على المرور الباذخ
                      دمتم

                      تعليق

                      • ياسمين محمود
                        أديب وكاتب
                        • 13-12-2012
                        • 653

                        #12
                        سأكتفي بالصمت وللصمت رؤية يرويها بين أسطره ....
                        ليقول هنا مربط الفرس
                        "مملكتي ومليكتي وأنا كل الرعية."
                        ومايليها هو رغبة ملونة تحاول ان تستدرك مافاتها ..
                        صحائفها بين النور والنار قصيدة ...
                        ونمارقها عند التصوف تنام قريرة العين....

                        أستاذ جلال
                        لقد حاولنا ان نستفهم الرؤيا وقدوصلنا الى الثلث الاول من بصيص نورها والباقي تركناه لوقار الصمت..

                        شكرا تليق بك ....


                        تعليق

                        • جهاد بدران
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 04-04-2014
                          • 624

                          #13
                          يا أيها الملأ : أفتوني في رؤياى
                          باديء ذي بدء :
                          هي مملكتي ومليكتي وأنا كل الرعية.
                          ثم :
                          و من حيث أدر ولا أدري ألْفيْتُ نفسي كمن فقد الإسم والعنوان .. والهوية

                          "عنوان مثير حقاً .. مقلق فيه من الألم قمته.. يستدعي التأمل طويلاً لما يحمل بين ثناياه ألف فكر وألف قصيدة.. يستحضر الكاتب في خاطرته من وحي سورة قرآنية وقصة امتلأت بالدروس والعبر.. ألا وهي قصة سيدنا يوسف عليه السلام..
                          تناص غاية في الإبداع.. ومتقن الرسم على قراءات عديدة سنحاول فك شيفرتها ببصيرة ربما تكون قاصرة عن الوصول للهدف.. ولكن سنرسم أبعادها وفق ما يمليه التأمل والفكر في حدود هذه الأحرف الفاخرة..
                          العنوان .. تمخض من معاناة كبيرة وصورة عميقة استدعت الكاتب أن يثيرها على الملأ من شدتها وما تحمل بين ظلالها.. وعملية الإستجداء ب.. أفتوني في رؤياي.. هي عملية انبثقت من نافذة الكاتب لعالم يريده أن يشترك في التعايش معه وبما يفكر..
                          الرؤيا هنا لها دلالات عميقة تستدعي التأمل كثيراً في زواياها المترعة بالجمال والإبداع..
                          قول الكاتب أفتوني في رؤياي.. توجه الملأ لرصد تلك الرؤيا وليست حلماً.. والرؤيا ليست أضغاث أحلام بل هي عملية ستتحقق على أرض الواقع.. يريد الكاتب فتوى من البشر ممن ذاق وعرف فنون القراءة في الفكر والقلب.. لأن من ظاهر قول الكاتب نرى بصيص من اختلاجات النفس عنده وعلاقاته بمن هو خارج مملكته وخارج سيطرته عليه.. ويدل على ذلك قوله..هي مملكتي ومليكتي وانا كل الرعية.. فإما تكون مملكته بلاده أو هي حبيبته..
                          وصف رائع متين بليغ جداً يدل على قدرة الكاتب واستحضار الصور البارعة الكبيرة بمعانيها وعمقها..
                          وأما الصورة المبهرة جداً في وصف أعماقه وما وصلت إليه مشاعره حين قال.. و من حيث أدر ولا أدري ألْفيْتُ نفسي كمن فقد الإسم والعنوان .. والهوية..
                          وهنا قمة الذوبان بالآخر الذي يستحضره الكاتب..والذي يصل لفقدان الإسم والعنوان والهوية.. أكيد يكون في عملية انغماس ذاتي بعوامل خارجية جعلته فاقد التفكر .. ومن هول ما أصابه يجعل فقدان هذه الأمور بسهولة.. وهنا كناية عن شدة الحيرة والهول والعذاب الذي يكمن في عمق الكاتب والدليل أنه يريد مساعدة ممن يفقهون بالفتوى في رؤياه..
                          فتأويل رؤياه لها عدة دلالات مختلفة سأعرض بعض منها..
                          هنا نرى عملية الربط بين الحلم والحقيقة في الرؤيا.. وبين قصة سيدنا يوسف عليه السلام...حيث عجز المفسرون للرؤيا حتى كان مفتاحها بيد سيدنا يوسف عليه السلام.. وهنا كناية عن العجز في تفسير ما يخالج الكاتب من رؤى وأحلام يقظة يحتاج من يعينه عليها..
                          وتفسيرها يعني أنها في موضع جلل وعظيم..
                          رؤيا أولى.. أن الكاتب أراد من ذلك ليأخذنا إلى عالم هذه الأمة وما جرى فيها من أحداث والهول والجرائم التي تربطها وتستكين بين أفراد الشعب الواحد وخطورة ما وصلت إليه هذه الأمة من ضياع تاريخها وهدم حضارتها بين أيدي لا تراعي الله فيها..
                          حيث يقول الكاتب..
                          راودتْني ما بين اليقظة وأحلامها أضغاثا من تلكم الأزمنة الهنية ...
                          رأيتُ فيما يرى الرائي سبْع صحائف سُود تُظلّل سبع صحائف مترعة بقصائدي الملتاعة.
                          هنا يفسر الرؤيا بتلك الأزمنة الهنية وتلك الحضارة والعصر الذي عاشته الأمة بالنصر والأمن والعدل ويوم أن كان الأفراد يحملون كتاب الله في صدورهم.. سنين أو سبع منها كانت في أمان ولا يهتكون مقدساتهم أو ينتهكون حرمة دم مسلم في ظلم..
                          لكن قابلته سبع صحائف كتبت بماء قصائده الممتلئة بالحزن والأسى.. على حال نزف هذه الأمة وما يتمركز بها من ضياع... وسبع صحائف سود كتبها من واقعه المرير المؤلم.. ولكنه يكمل بقوله..
                          وقبل أن أفيق من هولها :
                          عاجلتني أخرى وكأنها تعزز مكانة الأولى : فرأيتُ سبعاً من مهاجع لقيانا الحميمة يغْرقْنَ في غَيَابة سبعٍ من أودية سحيقة.
                          فيا أيها الملأ : أفتوني في رؤياي
                          هنا تكملة للرؤيا كما حدث في قصة الرؤيا لسبع بقرات.. في سورة يوسف .. يعني الرؤيا كانت على مرحلتين هناك في السورة وأيضاً هنا حدثت على مرحلتين.. والسبع الثانية من الرؤيا كانت تعزيز للرؤيا كلها.. في غرق الأماكن السبع التي كانت بؤرة اللقاءات الجميلة والتواصل الحميمي
                          لكنها غرقت في سبع أودية سحيقة...
                          كناية عن الوجع والآلام في حقيبة الكاتب الزمنية والمكانية..
                          أما التأويل الثاني والذي أرجح أنه ما أراده الكاتب..
                          وهو رؤياه بمن يحب ويعشق وبلوغه ذروة الحزن .. حيث يدلنا على ذلك قوله..هي مليكتي ومملكتي وانا الرعية.. وهي درجة عالية من العشق .. ويضيف لذلك المعنى قوة.. قوله ألفيت نفسي كمن فقد الإسم والعنوان والهوية..لفقدانه من كانت سبب سعادته.. وبقوله..
                          راودتْني ما بين اليقظة وأحلامها أضغاثا من تلكم الأزمنة الهنية ...
                          رأيتُ فيما يرى الرائي سبْع صحائف سُود تُظلّل سبع صحائف مترعة بقصائدي الملتاعة.
                          والأزمنة الهنية التي يقصدها تلك التي عاشها في ظل السعادة بقربها..لكن بعد ذلك تقع الرؤيا بالبعد عنها ليكتب فيها سبع قصائد وصفها أنها ملتاعة كتبت على صحائف سود يرثيها بها.. ولم تنتهي الرؤيا التي كانت تقع أحداثها ما بين اليقظة والحلم..ثم يقول..ليأكد على صحة الرؤيا..
                          وقبل أن أفيق من هولها :
                          عاجلتني أخرى وكأنها تعزز مكانة الأولى : فرأيتُ سبعاً من مهاجع لقيانا الحميمة يغْرقْنَ في غَيَابة سبعٍ من أودية سحيقة...
                          هنا قمة الحدث وهو في غرق تلك الذكرى والأماكن التي كانت تجمعهما
                          في مهاجع لقياهم.. لتغرق في أودية سحيقة كناية عن انتهاء تلك العلاقة بهذه الرؤيا...
                          .......
                          الأستاذ الكبير والأديب المبدع جلال داود..
                          لحرفكم عدة قراءات موحية بفكركم ودقة حرفكم.. وقدرتكم على ثني الحرف بطريقة إبداعية غاية في الجمال والرسم والعزف على أوتار الحروف..
                          هذا الفكر الذي طرحتموه إنما يدل على مكانتكم من الأدب الراقي ومنزلتكم الكبيرة في نقش ونظم كلماتكم وفق سلسلة متقنة مميزة ..
                          شكراً لكم أن فتحتم للمتلقي آفاق التأمل بين ثنايا حرفكم المبدع
                          وفقكم الله وزادكم بسطة من العلم والنور والهدى..
                          سعدت جداً في الوقوف بين ظلال حرفكم الراقي..
                          جهاد بدران

                          تعليق

                          • جلال داود
                            نائب ملتقى فنون النثر
                            • 06-02-2011
                            • 3893

                            #14
                            الأستاذة المبدعة / ياسمين محمود
                            تحايا مقيمة وسلام كبير
                            أما بعد :
                            ***
                            سأكتفي بالصمت وللصمت رؤية يرويها بين أسطره ....
                            ليقول هنا مربط الفرس
                            "مملكتي ومليكتي وأنا كل الرعية."
                            ومايليها هو رغبة ملونة تحاول ان تستدرك مافاتها ..
                            صحائفها بين النور والنار قصيدة ...
                            ونمارقها عند التصوف تنام قريرة العين....

                            ***
                            دوم مبالغة ، هذه السطور ، إطار يمسك بتلابيب النص من أركانه الأربع.
                            لله درك.
                            سلمتْ يمناك.
                            دمتم

                            تعليق

                            • جلال داود
                              نائب ملتقى فنون النثر
                              • 06-02-2011
                              • 3893

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
                              يا أيها الملأ : أفتوني في رؤياى
                              باديء ذي بدء :
                              هي مملكتي ومليكتي وأنا كل الرعية.
                              ثم :
                              و من حيث أدر ولا أدري ألْفيْتُ نفسي كمن فقد الإسم والعنوان .. والهوية

                              "عنوان مثير حقاً .. مقلق فيه من الألم قمته.. يستدعي التأمل طويلاً لما يحمل بين ثناياه ألف فكر وألف قصيدة.. يستحضر الكاتب في خاطرته من وحي سورة قرآنية وقصة امتلأت بالدروس والعبر.. ألا وهي قصة سيدنا يوسف عليه السلام..
                              تناص غاية في الإبداع.. ومتقن الرسم على قراءات عديدة سنحاول فك شيفرتها ببصيرة ربما تكون قاصرة عن الوصول للهدف.. ولكن سنرسم أبعادها وفق ما يمليه التأمل والفكر في حدود هذه الأحرف الفاخرة..
                              العنوان .. تمخض من معاناة كبيرة وصورة عميقة استدعت الكاتب أن يثيرها على الملأ من شدتها وما تحمل بين ظلالها.. وعملية الإستجداء ب.. أفتوني في رؤياي.. هي عملية انبثقت من نافذة الكاتب لعالم يريده أن يشترك في التعايش معه وبما يفكر..
                              الرؤيا هنا لها دلالات عميقة تستدعي التأمل كثيراً في زواياها المترعة بالجمال والإبداع..
                              قول الكاتب أفتوني في رؤياي.. توجه الملأ لرصد تلك الرؤيا وليست حلماً.. والرؤيا ليست أضغاث أحلام بل هي عملية ستتحقق على أرض الواقع.. يريد الكاتب فتوى من البشر ممن ذاق وعرف فنون القراءة في الفكر والقلب.. لأن من ظاهر قول الكاتب نرى بصيص من اختلاجات النفس عنده وعلاقاته بمن هو خارج مملكته وخارج سيطرته عليه.. ويدل على ذلك قوله..هي مملكتي ومليكتي وانا كل الرعية.. فإما تكون مملكته بلاده أو هي حبيبته..
                              وصف رائع متين بليغ جداً يدل على قدرة الكاتب واستحضار الصور البارعة الكبيرة بمعانيها وعمقها..
                              وأما الصورة المبهرة جداً في وصف أعماقه وما وصلت إليه مشاعره حين قال.. و من حيث أدر ولا أدري ألْفيْتُ نفسي كمن فقد الإسم والعنوان .. والهوية..
                              وهنا قمة الذوبان بالآخر الذي يستحضره الكاتب..والذي يصل لفقدان الإسم والعنوان والهوية.. أكيد يكون في عملية انغماس ذاتي بعوامل خارجية جعلته فاقد التفكر .. ومن هول ما أصابه يجعل فقدان هذه الأمور بسهولة.. وهنا كناية عن شدة الحيرة والهول والعذاب الذي يكمن في عمق الكاتب والدليل أنه يريد مساعدة ممن يفقهون بالفتوى في رؤياه..
                              فتأويل رؤياه لها عدة دلالات مختلفة سأعرض بعض منها..
                              هنا نرى عملية الربط بين الحلم والحقيقة في الرؤيا.. وبين قصة سيدنا يوسف عليه السلام...حيث عجز المفسرون للرؤيا حتى كان مفتاحها بيد سيدنا يوسف عليه السلام.. وهنا كناية عن العجز في تفسير ما يخالج الكاتب من رؤى وأحلام يقظة يحتاج من يعينه عليها..
                              وتفسيرها يعني أنها في موضع جلل وعظيم..
                              رؤيا أولى.. أن الكاتب أراد من ذلك ليأخذنا إلى عالم هذه الأمة وما جرى فيها من أحداث والهول والجرائم التي تربطها وتستكين بين أفراد الشعب الواحد وخطورة ما وصلت إليه هذه الأمة من ضياع تاريخها وهدم حضارتها بين أيدي لا تراعي الله فيها..
                              حيث يقول الكاتب..
                              راودتْني ما بين اليقظة وأحلامها أضغاثا من تلكم الأزمنة الهنية ...
                              رأيتُ فيما يرى الرائي سبْع صحائف سُود تُظلّل سبع صحائف مترعة بقصائدي الملتاعة.
                              هنا يفسر الرؤيا بتلك الأزمنة الهنية وتلك الحضارة والعصر الذي عاشته الأمة بالنصر والأمن والعدل ويوم أن كان الأفراد يحملون كتاب الله في صدورهم.. سنين أو سبع منها كانت في أمان ولا يهتكون مقدساتهم أو ينتهكون حرمة دم مسلم في ظلم..
                              لكن قابلته سبع صحائف كتبت بماء قصائده الممتلئة بالحزن والأسى.. على حال نزف هذه الأمة وما يتمركز بها من ضياع... وسبع صحائف سود كتبها من واقعه المرير المؤلم.. ولكنه يكمل بقوله..
                              وقبل أن أفيق من هولها :
                              عاجلتني أخرى وكأنها تعزز مكانة الأولى : فرأيتُ سبعاً من مهاجع لقيانا الحميمة يغْرقْنَ في غَيَابة سبعٍ من أودية سحيقة.
                              فيا أيها الملأ : أفتوني في رؤياي
                              هنا تكملة للرؤيا كما حدث في قصة الرؤيا لسبع بقرات.. في سورة يوسف .. يعني الرؤيا كانت على مرحلتين هناك في السورة وأيضاً هنا حدثت على مرحلتين.. والسبع الثانية من الرؤيا كانت تعزيز للرؤيا كلها.. في غرق الأماكن السبع التي كانت بؤرة اللقاءات الجميلة والتواصل الحميمي
                              لكنها غرقت في سبع أودية سحيقة...
                              كناية عن الوجع والآلام في حقيبة الكاتب الزمنية والمكانية..
                              أما التأويل الثاني والذي أرجح أنه ما أراده الكاتب..
                              وهو رؤياه بمن يحب ويعشق وبلوغه ذروة الحزن .. حيث يدلنا على ذلك قوله..هي مليكتي ومملكتي وانا الرعية.. وهي درجة عالية من العشق .. ويضيف لذلك المعنى قوة.. قوله ألفيت نفسي كمن فقد الإسم والعنوان والهوية..لفقدانه من كانت سبب سعادته.. وبقوله..
                              راودتْني ما بين اليقظة وأحلامها أضغاثا من تلكم الأزمنة الهنية ...
                              رأيتُ فيما يرى الرائي سبْع صحائف سُود تُظلّل سبع صحائف مترعة بقصائدي الملتاعة.
                              والأزمنة الهنية التي يقصدها تلك التي عاشها في ظل السعادة بقربها..لكن بعد ذلك تقع الرؤيا بالبعد عنها ليكتب فيها سبع قصائد وصفها أنها ملتاعة كتبت على صحائف سود يرثيها بها.. ولم تنتهي الرؤيا التي كانت تقع أحداثها ما بين اليقظة والحلم..ثم يقول..ليأكد على صحة الرؤيا..
                              وقبل أن أفيق من هولها :
                              عاجلتني أخرى وكأنها تعزز مكانة الأولى : فرأيتُ سبعاً من مهاجع لقيانا الحميمة يغْرقْنَ في غَيَابة سبعٍ من أودية سحيقة...
                              هنا قمة الحدث وهو في غرق تلك الذكرى والأماكن التي كانت تجمعهما
                              في مهاجع لقياهم.. لتغرق في أودية سحيقة كناية عن انتهاء تلك العلاقة بهذه الرؤيا...
                              .......
                              الأستاذ الكبير والأديب المبدع جلال داود..
                              لحرفكم عدة قراءات موحية بفكركم ودقة حرفكم.. وقدرتكم على ثني الحرف بطريقة إبداعية غاية في الجمال والرسم والعزف على أوتار الحروف..
                              هذا الفكر الذي طرحتموه إنما يدل على مكانتكم من الأدب الراقي ومنزلتكم الكبيرة في نقش ونظم كلماتكم وفق سلسلة متقنة مميزة ..
                              شكراً لكم أن فتحتم للمتلقي آفاق التأمل بين ثنايا حرفكم المبدع
                              وفقكم الله وزادكم بسطة من العلم والنور والهدى..
                              سعدت جداً في الوقوف بين ظلال حرفكم الراقي..
                              جهاد بدران
                              سلمتْ يمناك يا استاذة جهاد ...
                              قرأت ردك مثنى وثلاث ورباع ...
                              تحليلك للرؤيا هو قمة التغلغل في ثنايا النص
                              لقد قمت بالتشريح وكأن قلمك يجلس القرفصاء في تجاويف الرؤيا وحنايا المقصد.
                              أكرر ... سلمتْ يمناك ولا فض فوك
                              لك الشكر

                              : تنويه : نقلت ردك الفخيم الباهر إلى عدة منتديات منوّها بنظرتك الثاقبة
                              دمتم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X