مداخلة عن القصة القصيرة " الشكل والمضمون " عبد الرحمن الخضر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الرحمن محمد الخضر
    أديب وكاتب
    • 25-10-2011
    • 260

    مداخلة عن القصة القصيرة " الشكل والمضمون " عبد الرحمن الخضر

    القصة القصيرة أرى أنها حكاية خاصة يجيد حبكتها الكاتب وحده .
    حين نتحدث عن القصة القصيرة في الألفية الثالثة فلا جدوى أن نعوود لمقولات القرون الخوالي عنها . سنلاحظ حتى أن القرن العشرين الذي غادرنا للتو( نحن من غادر) لم يعد أمامنا في كثير من الانتقالات التي تتم في وثبات عالية .
    ما هوالشكل الذي يصيغ مضمون قصتنا ؟ هل سنكتب لنا فقط أم نحن نكتب لكل الناس؟ . ليس لكل الناس إذن نحن نكتب لصفوة . حتى تلك الصفوة غادرها الكثيرمنها في معمعة الحياة المادية التي لا تترك لنا لحظات للتفاوض معها . دائما تنتصرونحن نتخلف . حتى نحن وأنا أحدنا أكاد أهرب من الكتابة التي تتكرروتحيط بنا كشبكة عنكبوت نظل نموت فيها ونحن نرى ولانحرك ساكنا وكأنه اعتقاد بموتنا السريري ورضا بانغلاقنا الأبدي .
    في القرون الماضية وتحديدا منذ الثامن عشرحتى القرن العشرين كان الفن بمختلف تفرعاته ومنه القصة القصيرة عاملا فاعلا ورئيسا في تهذيب وصقل أذواق الأمة والتأثيرعلى أفكارهم وتوجهاتهم وساهم بفاعلية في الثورات الوطينة والسياسة ( الثورة الفرنسية على وجه الخصوص ) . بل أن أينشتاين كان يردد دائما : ( دوستويفكسي قدم لي أكثرمما قدمه لي أي مفكر).. سنرى بأم أعيننا في حاضرنا أن فن السرد انزوى .لايأتي إليهم ولايأتون إليه .
    الفن ليس موعظة وليس سياسة وليس شيئا من هذه . هوصياغة ( فنية ) لكل هذه الوقائع والتنظيرات . هو التمكن من التعامل مع واستخدام كل هذه الوقائع وكل هذه التنظيرات دون حظرلأي منها غيرتلك التي تقذي صفاء الفن وسموه .
    لكي نصيغ الشكل ذاك الذي يعبرعن المعنى أوالمضمون التعبيرالتام .... التعبيرالتام ؟ نعم إذا لم نكن بالفن نسعى إلى التشكيل التام فلامعنى لأى جهد سنبذله هنا . سيكون تهافتا وتلفيقا ولغرض هو تحصيل الحاصل لايرقى إلى مستوى الجهد السامي الذي يبتغيه الفن ليصيغ شكلا متفردا للمضمون .
    أري ان الشكل يظل خيارا للكاتب ليس لأنه يأتي به جاهزا تحده حدود مصطنعة
    عندما يكتب أحدنا فليس بالضروة أنه يفرض شكلا ما جاهزا .. ربما سيكون هناك حضورفارق لشكل ما لكن الاشكال الأخرى تظل تحوم حوله وقد تغلبه علينا .
    في كل الاحوال حينما يكتب أحد فإنه ليس الشكل وحده مايستهويه . ولعله ليس من شكل في ذهنه . إنه يدرك أن لديه الآن ماسيقوله : قد تكون مجرد كلمات , بداية لانهاية لها بعد , نهاية لما تبدأ , فكرة حتى انها لما تختمر .. هذه هي صناعةالقص هذه هي خاماتها .. وحين نشرع فنحن سنبدأ فتحنا العظيم . قد نحقق نصرافوريا ساحقا وقد نتعثر. نحاصركل كيانات الكتابة لكننا لانراها لنلتقطها .. تحاصرنا الكتابة فتحيط بنا من كل حدب ولانستطيع تبين مخارجنا منها لنعلن أننا قبضنا على الشكل .
    القص بناء اسطوري . هو كذلك حين نقرأ ما كتبناه . هل نحن كتبنا هذا ؟ هل هذا ماأردناه ؟ نعم . ولكن ليس هذا كل حقيقة ما نوينا كتابته ؟ نحن نتطورخلال الكتابة إلى أشكال لم تخطرلنا قبل الكتابة ... أظن أن كل منا قد مربهذه التجربة . من منا انطلق من حدود شكله القديم وتنفس هناك في فضاءات جديدة ؟ هذه هي ولادة الشكل
    سأقول : نحن في واقع يرمي بين أيدينا بتشكيلات ليست جديدة بل وحثيثة ومتلاحقة
    صارالناس يقرؤؤن بالفيديوويكتبون . وبالبث المباشرحيث المادة المتداولة حية ليست بنت يومها فحسب بل هي بنت لحظتها بل وتكشف لنا مابعدها وتفتح لنا على المستقبل .
    العالم المادي صاريبتكرشكلا أفنّ من فننا . شكلا أشْكَل من قصِّنا . صارت المادة تتخيل أعمق وأرقى منا ... إنهم يصنعون الخيال ويتلقفونه ويستخدمونه .. بل ياإلهي إنهم يطورون فيه .... أي شكل سنواجه بها عالمنا هذا ؟ لنقل أي شكل سنصيغ به عالمنا هذا ؟ .هل نصيغ الحي بالميت .
    نحن في حاجة إلى شكل جديد بالمرة . بل إلى كتابة شاملة جديدة تتجاوز عزلتنا وتعيدنا إلى الحياة .
    يقول كاتب ألماني لايحضرني إسمه – هذه القولة أصدرها في القرن الثامن عشر- بمامعناه أن الفن والرواية بشكل أخص تخلق شكلها ثلاثة عناصرأوهي ثلاث وقائع : (البيئة , اللحظة , الجنس)
    مايحبط في (بيئتنا ) أننا نحجب الكثيرمنها لغرض التحريم . وفي ( لحظتنا ) أننا نقتل فيها كثيرا من توتراتها مراعاة للعرف . وفي (الجنس )أنه في مفهومه العام : حرام بالخلقة .
    ( من أجل أن تكتب جيدا يجب أن تنسى قوانين النحو )
    جوته
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    السلام عليكم
    إنني لأقرأ للكاتب الجيد فأراه علمانيا فلا أتفق معه
    لمن نكتب؟ ليس لأنفسنا. طالما عرضناه على غيرنا. نحن نختار قراءنا، تارة العامة وتارة لبعضهم أو النخبة أو فئة خاصة
    إننا لا نقتل الإبداع عندما نجعل له إطارا، لماذا؟ ليكون هادفاً لجيل تقع علينا كمثقفين مسئولية تشكيل أو دعم أفكاره( كقدوة وكنخبة فكر وكمثقفين) وبالتالي سلوكياته وشخصياته وبالتالي سيطرته على شهواته وغرائزه
    الجنس حاجة جسدية والتعرض له لإثارة القارئ والإستحواذ عليه كمتابع بتعرية الحروف من الحياء منفر جدا
    الأصل أن الحاجات مقننة، الأكل مثلا ليس غاية للإنسان إنه وسيلة وإذا أستعبدته صار عادة سيئة توبئه بالمرض وهكذا

    الشكل والمضمون وجهان لعملة واحدة وهذه العملة كلما كانت نظيفة؛ لا تؤذي أيدي متداوليها بميكروب لا يرى
    شكراً لك

    تعليق

    • أشرف الفار
      أديب وكاتب
      • 30-05-2008
      • 106

      #3
      علينا أن نتفق انه لا جديد في الأدب والمادة الأدبية
      وكل آداب العالم فكرتها مأخوذة ومقتبسة من آداب أخرى، فمثلا رواية عطيل لشكسبير فكرتها مقتبسة من رواية سبقتها وتلتها رواية اقتبست فكرتها. الابداع يكمن في الصياغة الممتعة وتوظيف الفكرة لما يجد صدى بين المجتمع ولذلك صنع شكسبير ابطاله من عربي مغربي ووظف صفات ما تحمله الشخصية وما تشعر به المجتمعات الغربية من مخاطر المهاجرين ومخاطر المرابين اليهود في قصص لاحقة
      المشكلة التي نعاني منها الآن هي مشكلة الروايات الخاوية، فلأجل أن نملأ الكتابات لابد لنا من عدة اساسيات، أولها ان الكتابة الأدبية لابد وأن تحمل شحنات من العواطف والأحاسيس وتصل الى المتلقي وتؤثر فيه فتنعدم الكتابات التي عبارة عن الغاز او صلبة متراصة كالحجارة. ثانيا ، خيال الكتاب واهتمامهم بإمتاع القارئ وقرائتهم وتنوع كتاباتهم فلو لم يتحرر الكاتب من واقعه وتمكن من الذهاب السهل لعالم الخيال فسيفقد ادوات عظيمة للابداع
      ثالثا ، البيئة والظروف المحيطة بالكاتب لها تأثير قوي وجاذب لما ينتجه فلك ان ترى اليوم ما تتعرض له الشعوب من عنف وقتل ودمار واجيال قادمة لم تنتج عاطفتهم سوى البكاء.
      الحياة لا تساوي شيئا مقابل سعادة قلب إنسان

      تعليق

      • عبد الرحمن محمد الخضر
        أديب وكاتب
        • 25-10-2011
        • 260

        #4
        " إنني لأقرأ للكاتب الجيد فأراه علمانيا فلا أتفق معه
        لمن نكتب؟ ليس لأنفسنا. طالما عرضناه على غيرنا. نحن نختار قراءنا، تارة العامة وتارة لبعضهم أو النخبة أو فئة خاصة
        إننا لا نقتل الإبداع عندما نجعل له إطارا، لماذا؟ ليكون هادفاً لجيل تقع علينا كمثقفين مسئولية تشكيل أو دعم أفكاره( كقدوة وكنخبة فكر وكمثقفين) وبالتالي سلوكياته وشخصياته وبالتالي سيطرته على شهواته وغرائزه
        الجنس حاجة جسدية والتعرض له لإثارة القارئ والإستحواذ عليه كمتابع بتعرية الحروف من الحياء منفر جدا
        الأصل أن الحاجات مقننة، الأكل مثلا ليس غاية للإنسان إنه وسيلة وإذا أستعبدته صار عادة سيئة توبئه بالمرض وهكذا

        الشكل والمضمون وجهان لعملة واحدة وهذه العملة كلما كانت نظيفة؛ لا تؤذي أيدي متداوليها بميكروب لا يرى
        شكراً لك[/quote]"
        الاستاذة أميمة .. مساك بالخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        أرجو أن تتقبلي مداخلاتي معك كأديبة وفنانة ومثقفة وليست كنقيض مطلق لأننا هنا بصدد الأدب والفن وليست السياسة .
        سأطرح عليك السؤال التالي : إفتراضا , ماذا لو كنتِ على رأس فريق لتقرير النص الأدبي الأحق بالفوز من بين مجموعة من النصوص المتسابقة على جائزة أفضل عمل أدبي وكانت بين تلك النصوص أعمالا للعلمانيين حونتر جراس صاحب الطبل والصفيح وغابريل غارسيا ماركيز صاحب مئة عام من العزلة وصاحبنا نجيب محفوظ ؟ ألن نقرئي نصيّ جراس وغابو لأنهما علمانيان ؟ أم أنك لن تمنحيهما ماتسحقانه من التقييم والتقدير النقدي الفني والأدبي لأنك لاتتفقين مع العلمانية ؟
        من ديستوفسكي في الجريمة والعقات والأبله , وتولوستوي في آنا كارينا والحرب والسلام , والاسكندر دوماس في غادة الكاميليا , وفيكتور هيجو في البؤساء , فكل هؤلاء علمانيون ؟ .. هل علينا أن نحذف القيمة الادبية التي حققها هؤلاء لنا بمجرد أنهم علمانيون ؟ هؤلاء هم رواد وفطاحلة الأدب العالمي .
        لن أدخل في نقاش حول العلمانية وأن لاعداء لها مع الدين بل وصارت تحمي الاديان وتحرم الاعتداء عليها وتصون العبادات وتحمي الحريات بما فيها حرية العبادات في حين أننا نحن المبالغون المتطرفون دينيا من نذبح ديننا وسلالتنا من المسلمين في بلادنا ونذبح الآخرين .
        سأقول بأن المجتمع يتوفر على المؤمن والمسلم والمسيحي والملحد والعلماني .. والادب لادين له , ثم أن المحتمع يتوفر على المستقيم والشاذ والصالح والطالح والمستقيم والمنحرف وبأن الفن والأدب وخصوصا القص سيغوص في هذه النماذج كي يكون جديرا بمسمى السرد , فالنص ليس خطبة دينية وليس موعظة في جامع أو فئة وطائفة عقائديه بقدر ماهو كشف للواقع وموازاة فنية للطبيعة والتي لايلغيها الادب بل يثريها ويضع يده على مفاصلها .
        طبعا لي عتاب عليك في حذفك للنص القصير جدا " إني منبهر بك " .. فبمن سينبهر الرجل الانسان في المقدمة مما بين يديه كما سيبهر بالمرأة الانسان ؟ هل لأني قلت بأني سأذهب حتى أخمص قدميها في بنائي للنص الذي لمّا أبدأ الحرف الأول منه ؟ أليست المرأة هي جميلتنا الأولى قبل كل جمال الدنيا وبهائها الأزلي .
        من حيث الشكل والمضمون .. لديّ تصويغ للشكل وهو ذلك الذي سيعطينا المعنى أو المضمون على أرقى معطى من كل الاشكال الاخرى وهو ماعنيته بالشكل التام وهو مايثير دهشتك من كل الاشكال التي تتحدث عن المضمون أو المعنى ذاته .
        مايتعلق بالجنس لاحظي أن الأخ أشرف الفار قد أكد على البيئة كعنصر أساس في المخرج الأدبي ,, وسأقول بأن الجنس لعب في البيئات الاخرى دور الحادي للغة والصور في النص الأدبي وساهم بقوة في إخراج المشاعر والكوامن الانسانية , ليس بسبب من البجاحة واالقبح في بعض الكتابات ولكن باعتباره حاحة إنسانية بيولوجية لايمكن أن نتجاوزها في الانسان .
        لاحظي أن البعض يصر على تعليب لغتنا العربية في ذات القفص الجاهلي القديم فيما هناك فرصة للتعامل مع اللغة كما التعامل مع الموسيقى كهارموني كليّ يجمع من هنا وهناك ولايكتفي بضربة الموج على الشاطئ على طريقة الغناء الافريقي وذلك مااستشهدت عليه بقول جوته بأنه من أجل أن تكتب جيدا عليك أن تنسى قوانين النحو .....
        شكرا على إتاحتك هذه الفرصة لي أستاذة أميمة لأرفد معك هذا الموضوع حول الشكل والمضمون في السرد الأدبي
        تقبلي جزيل تقديري

        تعليق

        • عبد الرحمن محمد الخضر
          أديب وكاتب
          • 25-10-2011
          • 260

          #5
          الاستاذ أشرف الفار
          مساء الخير ........ سأتفق معك بشأن شكسبير في توظيفه للواقع كمادة لمسرحياته ولكنه أمتعنا بشكل مختلف , بلغة ملكية مقارنة بلغة كل الأدب
          لو أنني سأقول بأرقى وأفنّ وأشكل لغة لقلت بشكسبير ونيتشه .. إليك بريشت مثلا في مسرحيته حياة جالليلو لكن إقرأ لغة بريشت الحية بأكثر ماهي لغة الواقع ...
          لكن ليست كل النصوص نقلا للواقع أو تطويرا فيه فحسب بل عمومية النصوص هي خلق مواز للواقع , وأعني بعملية الخلق هنا بث الحياة في عالم مواز يأخذك الكاتب فيه إلى الدراما على حد تشبيه نيتشه بين أبوللو وديونيس , بين البصر والفعل وبين الحلم والخدر .
          تلعب البيئة وأتفق معك دورا سلبيا للغاية في واقعنا العربي الفقير في كثير من الاحداث والفرص الدرامية والطبيعية والنفسية ذات التفاصيل الثرية والتي تصقل مادة وشكل النص السردي .كما أن لحظاتنا التي تحفز على الابداع ستجدها مقتولة منذ المهد في غياب فرص الحياة العادية نظرا لما أشرت إليه من حالات القلق والرغب وانعدام الثقة في المستقبل ... هل تصدق أنني وحين كتابتي الآن لهذا إليك أستمع إلى ابنتي تصرخ في إخوانها ليدخلوا الحجرة احتياطا من أي قصف للطائرة التي تمر فوق رؤوسنا الآن في مدينتي عبس من اليمن .. إنهم يقتلون الحب في نفوسنا
          محبتي أخي العزيز

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #6
            شكراً على سؤالك الذي منحتني إياه.. بدأت في التفكير فورا.. ككاتبة مسلمة فإن تقييمي سيخضع للشكل والمضمون، الغاية والوسيلة، البلاغة والأدب
            كلما وازن الكاتب بين هذا وذاك وحقق أكبر قدر من هذه الأهداف صار مقبولا
            كوني مسلمة فلو أفترضنا أني قدمت رواية للجانهم فإن فرصتي في الفوز ضئيلة جداً ستتضاءل هذه الفرصة لو كان ما كتبته عن صلاح الدين أو خالد بن الوليد أو عن الحجاب الإسلامي وإذا كانت ملتزمة بالأخلاق سيرون أن كتابتي باهتة وغير مبدعة وإنها لم تقدم للفن والإبداع مهما أبرزت من جوهر فني
            إذاً ليعطي شخص ما حكم ما ستحكمه اعتبارات منها المعايير التي يحكم بناء عليها وقناعاته التي يتمخض عنها رؤيته ومنظوره للأشياء.. سيختار لجنة يتفق معها بالتالي مبادئها ..
            يختلف التقييم بإختلاف الأشخاص وقناعاتهم

            الأديب عبدالرحمن، أنت تكتب من أجل الكتابة من أجل الإبداع الفني
            يقول الأديب حسين ليشوري:
            الكتابة، أي كتابة، فن من فنون التعبير

            يقول أيضا:
            و إن الكتابة، أي كتابة، لا تخلو من غرض صغر أو كبر، قيما كان الغرض أم تافها، فحتى الذين يزعمون أنهم يكتبون من أجل الكتابة، أو ما يُسمى مدرسة الفن من أجل الفن، أو المدرسة "
            البرناسية"، إنما يكتبون لغاية أو لغرض هو الكتابة نفسها أو الفن نفسه و لا توجد في نظري واعتقادي كتابة خالية كلية من غرض ما و يبقى التعرف على الغرض الذي كُتِب من أجله ما كُتِب سواء اعترف الكاتب بذلك أم لم يعترف، صرح بغرضه أم لم يصرح. انتهى الاقتباس.

            ــ على الأقل أحيان ما أو أحيان كثيرة ــ لي هدفا أو أهدافا أضعها أمامي أو على الأقل لنقل إن لي خطوطا أحاول أن لا أتجاوزها فأكون في المنطقة الخضراء التي سمحت بها لنفسي.. فالحرية عندي ليست مطلقة وإذا كانت الحرية هي أحد الإشكالات القوية والمهمة التي يتبلور عدم وضوحها للإنسان المسلم بسبب التشويش الإعلامي خصوصا فإنها واضحة لي بإذن الله
            وقد كتبت من قبل مفهومي للحرية.. لا تكن حراً إلا بعد أن تكون لله عبداً.

            إذا فإن أي إبداع يقيم من حيث جودة الفكرة والأسلوب وسلامة الغاية والوسيلة فالصور الإبداعية المؤثرة والجديدة
            "العلمانية تحمي الأديان"
            علمانيتهم حمت المتسكعين المخمورين والشواذ وأبتدعت لهم القوانين
            ولم تحمني كمسلمة وحجابي.. منحتهم حق العرى.. للإنحدار كالبهائم.. مع العلم أن البهائم كساها الله من فضله.. إما أنا من أنظمتهم ما جردني من حقي في تنزهي عن ديباح الدنيا بكساء أرتضيه لرغبة في إتباع ديني
            أين حماية المسلمين في بورما في فلسطين في البوسنة في أفغانستان في سنة العراق...
            يملكون التطرف العلماني الذي يحاربون به ديننا وحربهم علينا نفسية فكرية كما هي حربية استراتيجية والتطرف الديني عندنا كان برعايتهم ليحاربونا به
            يتبع بإذن الله

            تعليق

            • أميمة محمد
              مشرف
              • 27-05-2015
              • 4960

              #7
              "الأدب لا دين له".. هذا هو الملخص الإيماني الذي يؤمن به المفكر العلماني عموما كما تقر من قبل العلمانية "أن الدولة لا دين لها".. وينسى المفكر العلماني أو يتناسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أتباعه بنوا دولة الإسلام بالدعوة ثم بتأسيس الدولة ومحاربة من حاربها، وأن الدين الإسلامي دين وحياة ودين ودنيا وعبادة وعمل.

              نعود لقضيتنا التي أحسب أنها أو بعضها تقنين الأدب من عدمه... يقول الأديب اللغوي فريد البيدق
              {إن الأدب انعكاس لصورة الأديب؛ لأنه يضع قناعاته النفسية والفكرية والحياتية في أعماله}
              {....أن يحصر الأديب مصادر ثقافة أبطاله في الثقافة الغربية ولا يرى الأدب إلا ذلك، بل سيجعل القرآن والسنة وسيرة الصحابة وأعلام الحضارة الإسلامية المصادر الأولى الأساسية، ثم ينوع بما يلائم ذلك من الثقافة الغربية فلسفة أو نقدا أو غير ذلك.〈〈 عناصر البناء الفني عند الأديب الملتزم بالإسلام 〉〉
              يقول أيضا {..معناه أننا نقف في قضية “الفن للفن” موقف غير الْمُسَلِّم.} الأدب رسالة ح1
              و{....ومن خلال البناء الفني ينتمي الأدب؛ فيكون علمانيا إن عد الدين بعيدا عن الحياة وجعله خارج حياة الناس، ويكون إسلاميا إن جعل الدين أساس تحرك الناس.}سلسلة الأدب الاسلامي.. ح3 البناء الفني
              {فيعلم أن البيان الذي يمثله الأدب نعمة من الله ومنة تستوجب الشكر الذي يقتضي صرفها في طاعة.}سلسلة الأدب الاسلامي.. ح4عناصر البناء الفني عند الأديب الملتزم بالإسلام
              عن عتابك.. للتصحيح حذفت التكرار ونقلت النص للخاطرة لأنه نص خاطري، كمشرفة في القصة، أنا لم أبد فيه رأيي أصلا وأحتفظ برأيي خاصتي
              ولي عتاب لك أيضا بخصوص ازدواج نص آخر في ملتقيين ولو نظرت لتواريخ نشرهما لعلمت سبب عتبي

              اللغة التي تصفها تعلب في قفص جاهلي هي ذاتها اللغة التي أعجز بها القرآن فنزل بلسان عربي مبين.. وسنجدها حسبما نوظفها
              قبل أن أنهي في هذه الآونة نحن بحاجة إلى كتابات واقعية أكثر منها خيالية عاجزة عن مجاراة الواقع أو السير به قدما نحو الأمام
              إن عطاءنا يجب أن ينبع من حاجتنا وحاجتنا تكمن في تأسيس فكر إسلامي غير متطرف والتحول من الجدل إلى الفهم والإدراك ومن الحلم للتطبيق ومن الدعوة لإبداع الأحلام والغوص في الألم وذلك لتأسيس أول لبنات العمل
              والله الموفق.

              تعليق

              • أشرف الفار
                أديب وكاتب
                • 30-05-2008
                • 106

                #8
                أحببت هنا أن أوضح شئ بسيط عن مفهوم الحرية الذي يعد موضوع أساسي شائك بين كل ثقافات العالم
                بصفة عامة
                من وجهة نظري أن العودة إلى الأصل في كل الأشياء هي التي تبرز الحقيقة
                والأصل أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر وأعطى لهم الحرية، ورحمة بهم كان يرسل اليهم رسلة وأنبيائه
                وأن الطريق الصحيح هو طريق واحد رسمة الله لنا وإذا اعتبرنا بفكرنا أن هذا ليس حرية والحرية في عدة طرق نرسمها نحن،
                فنحن نتحمل ما في هذه الطرق من أخطاء لأن عقولنا قاصرة بالطبع

                والحرية التي يتمتع بها كل فصائل العالم تكون بنسبة معينة أعلاها الذين ليس لهم إله ولا يؤمنون بالآخرة وهم ينتحرون
                والذين لهم إله من البشر أو البهائم ... إلخ ليجعلوه سياج آمن للمجتمع منظر لا يقبله المنطق، إذا تائهون

                من السهل أن تفتح الحريات على مصراع مصرعيها إذا استطعنا جميعاً أن نتجاهل عواقب الغضب الإلهي ولم نتعظ ممن سبقونا من الأمم وسيرنا وراء الحمقى والمختلين كما ساروا هم .


                فيا من تفهم وتتطلع للحرية على أنها خروج من أي سياج وأنها مرحلة الفعل أو اللا فعل سواء وتعود للنقطة صفر فافعل مع نفسك، نحن لم تخلقنا الطبيعة ولن تهون علينا قيمنا. والإبداع ليس التحرر من القيود والخروج من السياج الديني والمجتمعي والإتيان بالغريب بما يفسد في الأرض، فمثلاً لقد علمنا الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم وهو المتحدي للعرب وفصاحتهم كيف نعبر عن المواقف الخاصة التي تخدش الحياء بأرق وألطف العبارات فمن ضمن ذلك قوله تعالى ( أو لامستم النساء ) كناية عن اللفظ الثقيل.

                وعموماً الذين يذهبون بعيداً عن فطرة الله وعن سياج دينه وشرعه ووضعوا عقولهم جانباً وعلى افتراض أنهم أبدعوا فيوماً ما سيندمون على إبداعهم هذا لأنهم ساروا في طريق خطأ ووهمي لأن للحقيقة طريق آخر.


                الحياة لا تساوي شيئا مقابل سعادة قلب إنسان

                تعليق

                يعمل...
                X