-الطائرة . الطائرة . الطائرة .. قريبة ياأبي وستقصف .
*بل هي جارتنا فاطمة , ليس من ماء في بيتهم وجاءت لتطلب ماءاً من بيتنا , إنها تسكب الماء من خزان المياه إلى دبّة البلاستيك , إنه صوت الماء يضرب في جدار البلاستيك وليس صوت الطائرة يازهراء .
الجميع يحدقون في شاشة التلفزيون : اليمن .. مائة وسبعة عشر قتيلا بقصف الطائرات في مجزرة سوق الخميس بمديرية مستبا محافظة حجة .
-الصاروخ , إنه قريب وسيسقط فوقنا ياأبي . تجثو فوق صدره , تحلق بيديها حول عنقه وتبحلق في وجهه .
* بل هم يسحبون السرير في بيت الجيران يازهراء , هذا صوت احتكاك السرير بالبلاطة وليس صوت الصاروخ .
في اتصال مع المتحدث باسم قوات التحالف العربي وهو يرد على سؤال للمذيع : نحن نعتذر عن هذا الخطأ , ويؤكد قائلا : سنحقق في الأمر مع الحكومة اليمنية في الخطأ الذي ارتكب من قبل طائراتنا وسط سوق الخميس مستبا بمحافظة حجة .
يبصق قاسم فوق بلاطة الحجرة : في كل مرة يعتذرون ولايحاسبون أحدا , ولايتوقفون , هذه هي المجزرة الخامسة .
يفتح الفيس بوك ويقرأ : قوات الحوثِيِّ والرئيس السابق صالح ترتكب مجزرة في تعز وتقصف المدنيين في وسط المدينة .
يبصق فوق بلاطة الحجرة أخرى : تف , هؤلاء لايعترفون ولا يعتذرون , إنهم يفعلون مايريدون متى شاؤوا , كم أنت رخيص أيها الانسان .
كان قد تابع سابقا الأخبار عن المجزرة التي ارتكبتها قوات الحوثيُّ وصالح بحق النازحين من مدينة عدن عبر البحر إلى دولة جيبوتي على الساحل المقابل هربا من الحرب .
-بابا .. بابا , الطائرة الطائرة . وتبحلق فيه .
*بل هو صوت الدراجة النارية يازهراء , إنه أخوك حسام قد عاد من المدرسة .عليك في المرات القادمة أن تطفئ دراجتك ياحسام قبل أن تقترب من البيت حتى لاترعب أختك .
-أظن أننا لن نذهب إلى المدرسة منذ الغد , هناك أخبار بأن الحوثيين يخبئون في بيت مجاور لمدرستنا أسلحة وبأن طيران التحالف سيستهدفها . يقول حسام لأبيه وهو يستعد للعودة للفترة الثانية إلى المدرسة .
- هل سمعت الانفجار ياأبي .
* بل هو صوت اصضدام كفِّي بجدار خزان الماء يازهراء , كنت أتذكر حيلة أخيك حسام التي دبرها لصديقيه على الطريق العام وقد قال لهما بأن المكان الذي يقفان فوقه مستهدف من الطيران ثم رمى بحجر على خزان ماء من الحديد كان فارغا ومستهلكا هناك بجوارهما عرض الطريق فصرخا وانبطحا فوق الاسفلت في عز الظهيرة , آسف يازهراء فلن أتذكر مرة أخرى طرفة أخيك , أنت بحاجة إلى الترويح عن نفسك إذهبي وخذي لك استراحة مع بنات الجيران , .
- بابا .. بابا .. بابا أين هذا الانفجار . كانت زهراء تصيح وهي تجري قادمة من بيت الجيران في حالة من هلع شديد , شاهدت أباهايبحلق فيها ولا يجيب .
- بابا .. بابا
* .........
- بابا .. بابا .. بابا .. بابا .. بابا ........
*......
لازال قاسم يبحلق , أراد أن يقول شيئا لكنه فارق الحياة .
تصرخ زهراء وتبكي وتذرف الدموع فوق صدر أبيها , وفي اللحظة تذكرت مشهد وفاة أمها وهي تنزع فوق السرير قبل عامين وأخذت تردد باكية : بابا .. ماما .. بابا .. ماما .. لتبق معي يابابا , أمي عند الله في السماء وأنا وحدي هنا .
في هذه اللحظات كانت تسمع أصواتاً آتية من الشارع : لقد قصفوا البيت بجانب المدرسة .
-حسام .. حسام .. هل ستموتون جميعا ؟ لا لا لا لا لا لا لا ...
يتوافد الجيران على صوت بكاء زهراء . كان أبوها قاسم قد مات بشظية من الشظايا الطائرة القادمة من الانفجارات هناك في البيت بحانب المدرسة ولابد من نقل زهراء إلى المشفى فورا فحالتها تسوء .
كان المشفى الريفي ممتلئا بالجثث وبالمصابين وبالعويل , ولازالوا يموتون
*بل هي جارتنا فاطمة , ليس من ماء في بيتهم وجاءت لتطلب ماءاً من بيتنا , إنها تسكب الماء من خزان المياه إلى دبّة البلاستيك , إنه صوت الماء يضرب في جدار البلاستيك وليس صوت الطائرة يازهراء .
الجميع يحدقون في شاشة التلفزيون : اليمن .. مائة وسبعة عشر قتيلا بقصف الطائرات في مجزرة سوق الخميس بمديرية مستبا محافظة حجة .
-الصاروخ , إنه قريب وسيسقط فوقنا ياأبي . تجثو فوق صدره , تحلق بيديها حول عنقه وتبحلق في وجهه .
* بل هم يسحبون السرير في بيت الجيران يازهراء , هذا صوت احتكاك السرير بالبلاطة وليس صوت الصاروخ .
في اتصال مع المتحدث باسم قوات التحالف العربي وهو يرد على سؤال للمذيع : نحن نعتذر عن هذا الخطأ , ويؤكد قائلا : سنحقق في الأمر مع الحكومة اليمنية في الخطأ الذي ارتكب من قبل طائراتنا وسط سوق الخميس مستبا بمحافظة حجة .
يبصق قاسم فوق بلاطة الحجرة : في كل مرة يعتذرون ولايحاسبون أحدا , ولايتوقفون , هذه هي المجزرة الخامسة .
يفتح الفيس بوك ويقرأ : قوات الحوثِيِّ والرئيس السابق صالح ترتكب مجزرة في تعز وتقصف المدنيين في وسط المدينة .
يبصق فوق بلاطة الحجرة أخرى : تف , هؤلاء لايعترفون ولا يعتذرون , إنهم يفعلون مايريدون متى شاؤوا , كم أنت رخيص أيها الانسان .
كان قد تابع سابقا الأخبار عن المجزرة التي ارتكبتها قوات الحوثيُّ وصالح بحق النازحين من مدينة عدن عبر البحر إلى دولة جيبوتي على الساحل المقابل هربا من الحرب .
-بابا .. بابا , الطائرة الطائرة . وتبحلق فيه .
*بل هو صوت الدراجة النارية يازهراء , إنه أخوك حسام قد عاد من المدرسة .عليك في المرات القادمة أن تطفئ دراجتك ياحسام قبل أن تقترب من البيت حتى لاترعب أختك .
-أظن أننا لن نذهب إلى المدرسة منذ الغد , هناك أخبار بأن الحوثيين يخبئون في بيت مجاور لمدرستنا أسلحة وبأن طيران التحالف سيستهدفها . يقول حسام لأبيه وهو يستعد للعودة للفترة الثانية إلى المدرسة .
- هل سمعت الانفجار ياأبي .
* بل هو صوت اصضدام كفِّي بجدار خزان الماء يازهراء , كنت أتذكر حيلة أخيك حسام التي دبرها لصديقيه على الطريق العام وقد قال لهما بأن المكان الذي يقفان فوقه مستهدف من الطيران ثم رمى بحجر على خزان ماء من الحديد كان فارغا ومستهلكا هناك بجوارهما عرض الطريق فصرخا وانبطحا فوق الاسفلت في عز الظهيرة , آسف يازهراء فلن أتذكر مرة أخرى طرفة أخيك , أنت بحاجة إلى الترويح عن نفسك إذهبي وخذي لك استراحة مع بنات الجيران , .
- بابا .. بابا .. بابا أين هذا الانفجار . كانت زهراء تصيح وهي تجري قادمة من بيت الجيران في حالة من هلع شديد , شاهدت أباهايبحلق فيها ولا يجيب .
- بابا .. بابا
* .........
- بابا .. بابا .. بابا .. بابا .. بابا ........
*......
لازال قاسم يبحلق , أراد أن يقول شيئا لكنه فارق الحياة .
تصرخ زهراء وتبكي وتذرف الدموع فوق صدر أبيها , وفي اللحظة تذكرت مشهد وفاة أمها وهي تنزع فوق السرير قبل عامين وأخذت تردد باكية : بابا .. ماما .. بابا .. ماما .. لتبق معي يابابا , أمي عند الله في السماء وأنا وحدي هنا .
في هذه اللحظات كانت تسمع أصواتاً آتية من الشارع : لقد قصفوا البيت بجانب المدرسة .
-حسام .. حسام .. هل ستموتون جميعا ؟ لا لا لا لا لا لا لا ...
يتوافد الجيران على صوت بكاء زهراء . كان أبوها قاسم قد مات بشظية من الشظايا الطائرة القادمة من الانفجارات هناك في البيت بحانب المدرسة ولابد من نقل زهراء إلى المشفى فورا فحالتها تسوء .
كان المشفى الريفي ممتلئا بالجثث وبالمصابين وبالعويل , ولازالوا يموتون
تعليق