حبات الأرز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    حبات الأرز

    حبات الأرز – محمد الفاضل

    لم تكن قد تعدت الستين من عمرها ، رسم الزمن لوحة رمادية وحفر أخاديداً في وجهها المتغضن الذي يحكي اَلاف القصص . غارت عيناها واحدودب ظهرها ، كانت تجر رجليها بضعف جلي لاتخطئه العين وتزداد شحوباً وهزالاً مع مرور الأيام التي كانت تزحف ببطء شديد . انسابت دمعة سخية على خديها فمسحتها حتى لا ترى نظرة الشفقة في عيون ذلك المسخ الغريب وهو يختال مزهواً ببزته العسكرية.لم يدر بخلدها أن الإنسان تنحدر اَدميته إلى هذا المستوى من الانحطاط والحيوانية. عادت بها الذاكرة إلى الوراء ، كانت تبكي في صغرها وترتعش إذا رأت عصفوراً يذبح أمامها.

    - سيدي إنها تحمل كيساً ، لعله مليء بالمتفجرات !!
    - اقتربي ! توقفي ! هل أنت خرساء ؟
    كانت تحملق في وجهه فاغرة فاهها كالمشدوهة ، بدت مذهولة ،
    - حتى النساء ؟ أكاد لا أصدق !
    - ماذا يوجد بداخل هذا الكيس ؟ إياك والكذب فأنا أعرف جيداً أمثالك ، كلكم إرهابيون
    - كانت تتطلع إليه في بلاهة شديدة ! وتردد في استعطاف ، انه مجرد كيس أرز
    سادت فترة من الصمت ، وأحست ببرودة في أوصالها .
    أطرقت رأسها إلى الأرض وأسقط في يدها
    - أيها العسكري خذ منها الكيس ، وبدأ ينتزعه وكأنه ينتزع قلبها ، فالمدينة في حالة حصار ظالم وقد عز الطعام

    خارت قواها وأحست بغصة في حلقها، كيف يمكن أن تعود خالية الوفاض ؟ ماذا ستطعم أولادها ؟ بدأت كل تلك الأسئلة تدور برأسها، أخذت تتطلع حولها عل أحداً يهب لمساعدتها .
    بدأ الوحش الضاري بإفراغ الكيس فوق أرضية الشارع في محاولة لكسر روحها , تكومت على أرضية الشارع وبدأت تجمع حبات الأرز والألم يعتصر قلبها . على مقربة منها كان ذلك المسخ يتكيء على عجلته العسكرية حاملاً سلاحه الاَلي . أما المسخ الاَخر فقد اكتفى بالتقاط صورة لها وهو يقهقه منتصراً وقد ظن أنه نال من روح التحدي والعزيمة .كانت تود أن تصرخ ملء شدقيها ، أنا لست ارهابية ، أنا انسانة تحب الحياة والعصافير والفراشات الملونة. أنا أمقت الطائفية وأحب كل الألوان، كانت تبدو على وجهه علامات السقوط و الهزيمة.

    السويد – 25/03/2016




    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    الأزلام !
    قديمًا قال الشاعر التونسي :
    ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
    سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
    وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
    رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
    ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
    حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
    تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
    ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
    سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ
    ( كم تحرجنا هذه المشاعر أستاذنا الفاضل أدميت قلوبنا سلّمك الله ! )
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 27-03-2016, 09:11.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • رقية عبد الرحمن
      أديب وكاتب
      • 07-02-2016
      • 145

      #3
      نص يحكي حصارا
      يحكي معاناة بألف وجه
      كل يوم يرتدي الظالم وجها بلون مختلف ليكيل الهوان
      ليعطي لنفسه احقية الظلم
      كاتبنا ارى النص جدير بالاهتمام
      كانت النهاية مشوشة
      لربما لو اظهرت لنا انها انحنت تلتقط حبات الارز
      وعلى وجهها ابتسامة
      محت كل الوان الانتصار على وجه المسخ فٱعتلت قسماته آثار الهزيمة والسقوط
      مجرد رأي ياطيب
      والنصر آت لامحالة
      مهما طال الليل سيبزغ فجرا جميلا
      تحياتي وامتناني كاتبنا
      التعديل الأخير تم بواسطة رقية عبد الرحمن; الساعة 27-03-2016, 11:44.

      تعليق

      • محمد الفاضل
        أديب وكاتب
        • 21-12-2011
        • 208

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
        الأزلام !
        قديمًا قال الشاعر التونسي :
        ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
        سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
        وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
        رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
        ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
        حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
        تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
        ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
        سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ
        ( كم تحرجنا هذه المشاعر أستاذنا الفاضل أدميت قلوبنا سلّمك الله ! )

        أنا في غاية الإمتنان على حضورك المتميز وتفاعلك الجميل زميلي العزيز
        تقبل شكري العميق بلا حدود
        مودتي
        sigpic

        روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

        تعليق

        • محمد الفاضل
          أديب وكاتب
          • 21-12-2011
          • 208

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رقية عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
          نص يحكي حصارا
          يحكي معاناة بألف وجه
          كل يوم يرتدي الظالم وجها بلون مختلف ليكيل الهوان
          ليعطي لنفسه احقية الظلم
          كاتبنا ارى النص جدير بالاهتمام
          كانت النهاية مشوشة
          لربما لو اظهرت لنا انها انحنت تلتقط حبات الارز
          وعلى وجهها ابتسامة
          محت كل الوان الانتصار على وجه المسخ فظ±عتلت قسماته آثار الهزيمة والسقوط
          مجرد رأي ياطيب
          والنصر آت لامحالة
          مهما طال الليل سيبزغ فجرا جميلا
          تحياتي وامتناني كاتبنا

          صباح الخير سيدتي
          يسعدني حضورك البهي الزميلة العزيزة
          وشكرا على ملاحظتك
          كوني بخير
          sigpic

          روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

          تعليق

          يعمل...
          X