نمت نوما ثقيلا و استفقت في الصباح لأحضر القهوة كعادتي ،فوجدت رزمة من الرسائل قرأتها في تأن ، لما لم يرن هاتفي كالمعتاد ، و لكن ها أنا أتذكر، لقد غيرت رقم هاتفي ،فلم اعد ارغب في الحديث ،انهمكت في اختلاق القصص التي توهمتها و كتابة الأماني في سجل قديم أحمله دائما معي ، هكذا ألفت روتين حياتي الجديدة و بدأت أمارس هواية التمثيل الذي لطالما درست عنه الكثير .أصبحت أنتظم في حضور بعض العروض المسرحية، اخترت هذه المدينة لصغرها و طيبة قلب أصحابها الذين يظلون يبتسمون لك و يعاملونك بود مع أنهم لا يعرفونك ، حديثهم يدخل البهجة إلى القلب. استأجرت غرفة لدى رجل مسن يملك مكتبة متواضعة في حي راق ، تساعده زوجته في تنظيم الرفوف و التخلص من الغبار.كانت زوجته طاهية ممتازة تحاول دائما تدليلي و إيقاظي في الصباح الباكر حتى لا أتأخر على البروفات التي غالبا ما تبدأ في الصباح الباكر و عندما أعود في المساء أجدها منهمكة في تحضير العشاء فأسرع لمساعدتها . لم تنجب كاتيا في حياتها يوما و لكنها ربت و دللت ابنا صغيرا كبر ثم غادر بيتها بعد أن دحض فكرة البقاء و المكوث في البلدة، فسافر و اشتغل، و لكنه كان كثيرا ما يرسل لها بالهدايا و علب البسكويت التي تعمل على تجميعها و توزيعها على الأهل و المحبين في حفلات الأعياد ، كانت البلدة تحيا في جو جميل هادئ، الجميع منشغل بتفاصيل حياته ، الكل كان ينصت لأجراس و ترانيم الكنائس في هدوء لذيذ . و في أحد الأيام و أنا أمر بجوار احد المحلات وجدت إعلانا مكتوبا لجريدة يومية تبحث فيه عن صحفية مقيمة بالبلدة ،سررت حينها لهذا الإعلان و قررت تقديم طلب سريع ، علني أحظى بفرصة العمل مجددا في مجال تخصصي.و دخلت بعدها البيت ككل مساء ،فطلبت مني الخالة كاتيا اصطحابها لحفلة عرس ، و لم تلح في طلبها على أن لا تحرجني فقبلت مرافقتها و سررت للفكرة ، و ذهبنا في الغد إلى حفلة العرس ، و جلسنا نتسامر مع المدعوين ، عدنا ليلتها و أنا امسك بذراع الخالة و كلي عزم على أن ابدأ حياة جديدة .
بداية جديدة
تقليص
X
-
بداية مشوقة
في انتظار المزيد
بالتوفيق
صحفية جديدة
تحياتي لورقلةالتعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 29-03-2016, 02:23.لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 67056. الأعضاء 5 والزوار 67051.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق