.............
الليل صاخب بالصمت وأنفاس البشر , ووحدي أملأ الكون .
القلم منهك يتمدد على الورقة معصوب الراس ويصدر شخيرا يقلقني , أوقظه , أتناوله وأخط بدمه الحبر على السطر من الورقة .
كان متصلبا ولم يلفظ ببنت حرف على السطر غير أني رحت أشطب فوق السطر في الورقة البيضاء وهم الكتابة .
طويت الورقة وأدخلت سن القلم في جوف غطائه وغرسته في جيب قميصي ولازالت الورقة بيدي ,
عدت لاسحب القلم وسأكتب إني أتمزق ولاشيئ مني على رباط بشيئ , وصرت أجوفا ورميت بالقلم وبدأت سأمزق الورقة التي فلتت من يدي بقدرة قادر فوق طرف الفراش فوق السرير وسأنام .
كانت الوسادة تحتل مساحة أكبر من الجهة اليسرى من جمجمتي وذهبت لأضع رأسي لأجدني من قمتي على طرف السرير وأكاد أسقط رأسا على بلاطة الحجرة فسحبت الوسادة إلى الجهة الأخرى لأذهب هناك معتدلا في استلقاءتي فوق السرير.
ظللت على هذا المنوال المقلاق ولم يستقر رأسي وكأني معلق على مسافة سمك إبهامي من الوسادة إلى الأعلى , وبدأت أشعر بسخونة في عصب الرقبة .
في كل هذه الأزمنة كانت الورقة تتحرفش في لحمة جمجمتي حسب الحال الذي أكونه في كل مرة .
كنت قد أغلقت جهازي المحمول منذ سأكتب كي لايستدرجني وأغادرالكتابة لأستعيده الآن وأفتح كتاب وجهي وأكتب بأني لاوجه لي ولا أشياء أخرى .
الصفحات فارغة ولاأحد ينشر أو يتداخل ولأول مرة يتحول الفيس بوك إلى جزيرة من لحم في وسط البحر ووحدي الآن وضعت قدمي على ترابها القشري .
وتمر طائرة تشق حلقا في الصمت وتسكب كل أسرتي من هناك زوجتي وأبناءها بين يديّ : بابا إنها ستقصف ويتشبتون بيد أمهم هذه التي تأتي بأيديهم تقبض جميعها على يدي وكأنهم سيعودون إلى بطنها وينسلون إلى ظهري ..
شعرت برفسات الانسان في جسدي على شاكلة لعب أطفالي في النهار وبرائحة النعناع ممزوجة بالبول وعطونة إبل
حين سيفجرون منزلنا وسيأتون أخيرا بعد انتهاء الحرب ليدفعوا شيئا كتعويض لن يستطيعوا أن يعوضوني بأولادي ولا أن يعوضوهم بي ولن تذهب الدمعات من خدي ومن خدهم ... وبدأت ساكتب ..
سقطت الورقة أسفل السرير فأدليت برأسي وأكاد أرتطم بقاع الحجرة وصرت بكلِّيْ في نقطة في منتصف الجبهة وتناولتها لأعود إلى السرير على غير اتزان وأكاد أهوي وأصيت :هاه هاه هاه .
بحثت عن القلم في جيبي وتحت الفراش وفوق الفراش وتحت السرير وفوق السرير ولم أترك مساحة من قاع الغرفة عسى أن يكون قفز إلى هناك حين حراكي القلق فوق السرير وأظن أنني سمعت قلقلة حينئذ في مكان ما .. أخيرا كان القلم معلقا من خرطومه في طرف الجيب الخارجي من قميصي فنتفته من هناك وبدأت سأكتب
ليست من كهرباء لكن القمر في الخارج كان في ذروة تجليه فخرجت إلى فضاء الحوش ... وبدأت سأكتب .
كانت الورقة متصلبة بالحبر وليس غير بعض من 1/100 من كل سطر لازال صالحا للكتابة بعد أن شطبت الكلمات المفترضة تلك التي لم أبدأ كتابتها حينئذ وبعد .
أشرعت كفي وبدأت سأكتب على ضوء القمر كي أضعه في غلاف من الورقة العمياء حتى الصباح للحفاظ على ماتيسر من الجمل على باطنه ... وبدأت سأكتب .
لم يبت القلم ببنت حرف واحد ورحت أغمسه في المنطقة الرطبة من كفي وأحركه في كل اتجاه لكنه لم يتفضل على كفي بأي حرف لأرفعه وأحركه إلى الاعلى وإلى الاسفل واعود لاكتب , لكن الحبر كان قد كمل .
تناولت جهاز اللابتوب وبدأت ساكتب إليكترونيا وفلقتُ جانبيه وقرعت المفتاح لتومض على الفور الاشارة الحمراء بعدم توفر الجهاز على الطاقة اللازمة للإضاءة للكتابة .
تناولت سلك البطارية وأدخلت الكبس في الفيش في الجدار لشحن الكهرباء إلى جهاز اللابتوب ... وبدأت ساكتب
وفي كل الاحوال فالكهرباء مقطوعة في كل بلادي منذ زمن .
كان يلزمني أن أستريح حين المؤذن يصدح بأذان البشارة الأول من الفجر , لايعجبني الانتظار في المساحة بين الأذانين هذه كمن يضيئ أسرجة الشارع في منتصف النهار ...
تمددت على الفراش ووضعت قلقي على الوسادة .
ليست غير كسرات من الزمان وستنفلق قبضة هذا الليل وينبلج النهار .
.................... وسأكتب غداً
الليل صاخب بالصمت وأنفاس البشر , ووحدي أملأ الكون .
القلم منهك يتمدد على الورقة معصوب الراس ويصدر شخيرا يقلقني , أوقظه , أتناوله وأخط بدمه الحبر على السطر من الورقة .
كان متصلبا ولم يلفظ ببنت حرف على السطر غير أني رحت أشطب فوق السطر في الورقة البيضاء وهم الكتابة .
طويت الورقة وأدخلت سن القلم في جوف غطائه وغرسته في جيب قميصي ولازالت الورقة بيدي ,
عدت لاسحب القلم وسأكتب إني أتمزق ولاشيئ مني على رباط بشيئ , وصرت أجوفا ورميت بالقلم وبدأت سأمزق الورقة التي فلتت من يدي بقدرة قادر فوق طرف الفراش فوق السرير وسأنام .
كانت الوسادة تحتل مساحة أكبر من الجهة اليسرى من جمجمتي وذهبت لأضع رأسي لأجدني من قمتي على طرف السرير وأكاد أسقط رأسا على بلاطة الحجرة فسحبت الوسادة إلى الجهة الأخرى لأذهب هناك معتدلا في استلقاءتي فوق السرير.
ظللت على هذا المنوال المقلاق ولم يستقر رأسي وكأني معلق على مسافة سمك إبهامي من الوسادة إلى الأعلى , وبدأت أشعر بسخونة في عصب الرقبة .
في كل هذه الأزمنة كانت الورقة تتحرفش في لحمة جمجمتي حسب الحال الذي أكونه في كل مرة .
كنت قد أغلقت جهازي المحمول منذ سأكتب كي لايستدرجني وأغادرالكتابة لأستعيده الآن وأفتح كتاب وجهي وأكتب بأني لاوجه لي ولا أشياء أخرى .
الصفحات فارغة ولاأحد ينشر أو يتداخل ولأول مرة يتحول الفيس بوك إلى جزيرة من لحم في وسط البحر ووحدي الآن وضعت قدمي على ترابها القشري .
وتمر طائرة تشق حلقا في الصمت وتسكب كل أسرتي من هناك زوجتي وأبناءها بين يديّ : بابا إنها ستقصف ويتشبتون بيد أمهم هذه التي تأتي بأيديهم تقبض جميعها على يدي وكأنهم سيعودون إلى بطنها وينسلون إلى ظهري ..
شعرت برفسات الانسان في جسدي على شاكلة لعب أطفالي في النهار وبرائحة النعناع ممزوجة بالبول وعطونة إبل
حين سيفجرون منزلنا وسيأتون أخيرا بعد انتهاء الحرب ليدفعوا شيئا كتعويض لن يستطيعوا أن يعوضوني بأولادي ولا أن يعوضوهم بي ولن تذهب الدمعات من خدي ومن خدهم ... وبدأت ساكتب ..
سقطت الورقة أسفل السرير فأدليت برأسي وأكاد أرتطم بقاع الحجرة وصرت بكلِّيْ في نقطة في منتصف الجبهة وتناولتها لأعود إلى السرير على غير اتزان وأكاد أهوي وأصيت :هاه هاه هاه .
بحثت عن القلم في جيبي وتحت الفراش وفوق الفراش وتحت السرير وفوق السرير ولم أترك مساحة من قاع الغرفة عسى أن يكون قفز إلى هناك حين حراكي القلق فوق السرير وأظن أنني سمعت قلقلة حينئذ في مكان ما .. أخيرا كان القلم معلقا من خرطومه في طرف الجيب الخارجي من قميصي فنتفته من هناك وبدأت سأكتب
ليست من كهرباء لكن القمر في الخارج كان في ذروة تجليه فخرجت إلى فضاء الحوش ... وبدأت سأكتب .
كانت الورقة متصلبة بالحبر وليس غير بعض من 1/100 من كل سطر لازال صالحا للكتابة بعد أن شطبت الكلمات المفترضة تلك التي لم أبدأ كتابتها حينئذ وبعد .
أشرعت كفي وبدأت سأكتب على ضوء القمر كي أضعه في غلاف من الورقة العمياء حتى الصباح للحفاظ على ماتيسر من الجمل على باطنه ... وبدأت سأكتب .
لم يبت القلم ببنت حرف واحد ورحت أغمسه في المنطقة الرطبة من كفي وأحركه في كل اتجاه لكنه لم يتفضل على كفي بأي حرف لأرفعه وأحركه إلى الاعلى وإلى الاسفل واعود لاكتب , لكن الحبر كان قد كمل .
تناولت جهاز اللابتوب وبدأت ساكتب إليكترونيا وفلقتُ جانبيه وقرعت المفتاح لتومض على الفور الاشارة الحمراء بعدم توفر الجهاز على الطاقة اللازمة للإضاءة للكتابة .
تناولت سلك البطارية وأدخلت الكبس في الفيش في الجدار لشحن الكهرباء إلى جهاز اللابتوب ... وبدأت ساكتب
وفي كل الاحوال فالكهرباء مقطوعة في كل بلادي منذ زمن .
كان يلزمني أن أستريح حين المؤذن يصدح بأذان البشارة الأول من الفجر , لايعجبني الانتظار في المساحة بين الأذانين هذه كمن يضيئ أسرجة الشارع في منتصف النهار ...
تمددت على الفراش ووضعت قلقي على الوسادة .
ليست غير كسرات من الزمان وستنفلق قبضة هذا الليل وينبلج النهار .
.................... وسأكتب غداً
تعليق