سأكتب غداً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الرحمن محمد الخضر
    أديب وكاتب
    • 25-10-2011
    • 260

    سأكتب غداً

    .............
    الليل صاخب بالصمت وأنفاس البشر , ووحدي أملأ الكون .
    القلم منهك يتمدد على الورقة معصوب الراس ويصدر شخيرا يقلقني , أوقظه , أتناوله وأخط بدمه الحبر على السطر من الورقة .
    كان متصلبا ولم يلفظ ببنت حرف على السطر غير أني رحت أشطب فوق السطر في الورقة البيضاء وهم الكتابة .
    طويت الورقة وأدخلت سن القلم في جوف غطائه وغرسته في جيب قميصي ولازالت الورقة بيدي ,
    عدت لاسحب القلم وسأكتب إني أتمزق ولاشيئ مني على رباط بشيئ , وصرت أجوفا ورميت بالقلم وبدأت سأمزق الورقة التي فلتت من يدي بقدرة قادر فوق طرف الفراش فوق السرير وسأنام .
    كانت الوسادة تحتل مساحة أكبر من الجهة اليسرى من جمجمتي وذهبت لأضع رأسي لأجدني من قمتي على طرف السرير وأكاد أسقط رأسا على بلاطة الحجرة فسحبت الوسادة إلى الجهة الأخرى لأذهب هناك معتدلا في استلقاءتي فوق السرير.
    ظللت على هذا المنوال المقلاق ولم يستقر رأسي وكأني معلق على مسافة سمك إبهامي من الوسادة إلى الأعلى , وبدأت أشعر بسخونة في عصب الرقبة .
    في كل هذه الأزمنة كانت الورقة تتحرفش في لحمة جمجمتي حسب الحال الذي أكونه في كل مرة .
    كنت قد أغلقت جهازي المحمول منذ سأكتب كي لايستدرجني وأغادرالكتابة لأستعيده الآن وأفتح كتاب وجهي وأكتب بأني لاوجه لي ولا أشياء أخرى .
    الصفحات فارغة ولاأحد ينشر أو يتداخل ولأول مرة يتحول الفيس بوك إلى جزيرة من لحم في وسط البحر ووحدي الآن وضعت قدمي على ترابها القشري .
    وتمر طائرة تشق حلقا في الصمت وتسكب كل أسرتي من هناك زوجتي وأبناءها بين يديّ : بابا إنها ستقصف ويتشبتون بيد أمهم هذه التي تأتي بأيديهم تقبض جميعها على يدي وكأنهم سيعودون إلى بطنها وينسلون إلى ظهري ..
    شعرت برفسات الانسان في جسدي على شاكلة لعب أطفالي في النهار وبرائحة النعناع ممزوجة بالبول وعطونة إبل
    حين سيفجرون منزلنا وسيأتون أخيرا بعد انتهاء الحرب ليدفعوا شيئا كتعويض لن يستطيعوا أن يعوضوني بأولادي ولا أن يعوضوهم بي ولن تذهب الدمعات من خدي ومن خدهم ... وبدأت ساكتب ..
    سقطت الورقة أسفل السرير فأدليت برأسي وأكاد أرتطم بقاع الحجرة وصرت بكلِّيْ في نقطة في منتصف الجبهة وتناولتها لأعود إلى السرير على غير اتزان وأكاد أهوي وأصيت :هاه هاه هاه .
    بحثت عن القلم في جيبي وتحت الفراش وفوق الفراش وتحت السرير وفوق السرير ولم أترك مساحة من قاع الغرفة عسى أن يكون قفز إلى هناك حين حراكي القلق فوق السرير وأظن أنني سمعت قلقلة حينئذ في مكان ما .. أخيرا كان القلم معلقا من خرطومه في طرف الجيب الخارجي من قميصي فنتفته من هناك وبدأت سأكتب
    ليست من كهرباء لكن القمر في الخارج كان في ذروة تجليه فخرجت إلى فضاء الحوش ... وبدأت سأكتب .
    كانت الورقة متصلبة بالحبر وليس غير بعض من 1/100 من كل سطر لازال صالحا للكتابة بعد أن شطبت الكلمات المفترضة تلك التي لم أبدأ كتابتها حينئذ وبعد .
    أشرعت كفي وبدأت سأكتب على ضوء القمر كي أضعه في غلاف من الورقة العمياء حتى الصباح للحفاظ على ماتيسر من الجمل على باطنه ... وبدأت سأكتب .
    لم يبت القلم ببنت حرف واحد ورحت أغمسه في المنطقة الرطبة من كفي وأحركه في كل اتجاه لكنه لم يتفضل على كفي بأي حرف لأرفعه وأحركه إلى الاعلى وإلى الاسفل واعود لاكتب , لكن الحبر كان قد كمل .
    تناولت جهاز اللابتوب وبدأت ساكتب إليكترونيا وفلقتُ جانبيه وقرعت المفتاح لتومض على الفور الاشارة الحمراء بعدم توفر الجهاز على الطاقة اللازمة للإضاءة للكتابة .
    تناولت سلك البطارية وأدخلت الكبس في الفيش في الجدار لشحن الكهرباء إلى جهاز اللابتوب ... وبدأت ساكتب
    وفي كل الاحوال فالكهرباء مقطوعة في كل بلادي منذ زمن .
    كان يلزمني أن أستريح حين المؤذن يصدح بأذان البشارة الأول من الفجر , لايعجبني الانتظار في المساحة بين الأذانين هذه كمن يضيئ أسرجة الشارع في منتصف النهار ...
    تمددت على الفراش ووضعت قلقي على الوسادة .
    ليست غير كسرات من الزمان وستنفلق قبضة هذا الليل وينبلج النهار .
    .................... وسأكتب غداً
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #2
    الأستاذ عبد الرحمن محمد الخضر
    غدا عندما تكتب سأكون في الموعد لأقرأ لك ههه
    تحية

    تعليق

    • عبد الرحمن محمد الخضر
      أديب وكاتب
      • 25-10-2011
      • 260

      #3
      كلانا ... " سنكتب غدا "
      شكرا على مرورك وتعليقك العذب ... محبتي

      تعليق

      • عبد الرحمن محمد الخضر
        أديب وكاتب
        • 25-10-2011
        • 260

        #4
        كلانا " سنكتب غداً " أخي
        نورالدين لعوطار
        شكرا على مرورك الكريم وتعليقك العذب
        ومرحبا بك في الملتقى .. محبتي

        تعليق

        • رقية عبد الرحمن
          أديب وكاتب
          • 07-02-2016
          • 145

          #5
          مرحبا استاذي
          البداية كانت جذابة لولا تكرار كلمة الورقة
          والسطر
          لم تكن جذابة بل رائعة وده رأيي المتواضع
          لأنك بدأت بقوة
          ومع توالي الوصف لحالة البطل مع قلمه وارقه
          كانت بعض الاخطاء
          لربما لم تنتبه لها استاذي لسرعة الرقن ربما
          قولك هنا كان ثقيلا جدا :
          (كنت قد أغلقت جهازي المحمول منذ سأكتب كي لايستدرجني وأغادرالكتابة لأستعيده الآن وأفتح كتاب وجهي وأكتب بأني لاوجه لي ولا أشياء أخرى .)
          حبذا لو راجعت النص صدقا البداية كانت روعة
          تقبلني زائرة خفيفة كاتبنا مع باقة من الاحترام

          تعليق

          • عبد الرحمن محمد الخضر
            أديب وكاتب
            • 25-10-2011
            • 260

            #6
            الاستاذة رقية
            شكرا لك
            إمنحيني الفرصة حول هذا المقطع : "
            كنت قد أغلقت جهازي المحمول منذ سأكتب كي لايستدرجني وأغادرالكتابة لأستعيده الآن وأفتح كتاب وجهي وأكتب بأني لاوجه لي ولا أشياء أخرى .)
            " منذ سأكتب " هي إسقاط لغوي قصدته عن عمد , أن تأتي " منذ " مع المستقبل , كتهجين الفواكه , كحصان الطفل الأمريكي " لعبة الدمية الحيوان " .. هي تصرف في اللغة إلى الأمام .. منذ كنت سأكتب لتكن مثلا كي أقول هنا بحجيّتها النحوية , أظن بأن علينا حين نكتب أن نكتب الكلمات بالريشة بالألوان , بالنوتة , نحتا . عير ذلك مما يتوفر في اللحظة من جموح كتابي ..
            يبدو أنه كان لابد أن أضع الفواصل في الأماكن المستحقة من الفقرة , لكني أردت أن أكتب على طريق تركته للقارئ كي يفتح إليه أو عليه أو فيه أو منه إلى أين شاء .. لأضع لك الفواصل هنا "
            " كنت قد أغلقت جهازي المحمولمنذ سأكتب , كي لايستدرجني وأغادرالكتابة , لأستعيده الآن وأفتح كتاب وجهي , وأكتب بأني لاوجه لي , ولا أشياء أخرى .)
            كتاب الوجه هنا هي ترجمة ل Face Book .. وكتاب وجهي يعني صفحتي في برنامج التواصل الاجتماعي الفيس بوك .. ولعل لاوجه لي أساءت المعني إليك لكنها تعبير عن حال البطل في لحظة نفسية درامية وليست دالة أخلاقية ثابتة او مطلقة .. الحديث هنا عن حالة العقم الكتابي لدى الانسان العربي , عن ذلك الغور المظلم الذي يعيشه على الدوام في بيئة لاتتوفر على أبسط الفرص لحياة جديرة بالتاريخ ... هو لم يجد نفسه ولا أشياء أخرى .
            محبتي أستاذة رقية .. وشكرا على تعليقك المخلص
            التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن محمد الخضر; الساعة 12-04-2016, 12:14. سبب آخر: ترتيب الجمل

            تعليق

            يعمل...
            X