تويت
لمَ نحن أمّة لا يجب أن تعرف الحقيقة ؟
كنت أظن فيما سبق أن مشكلة التغييب تخصّ الجزائريين وحدهم ، ثم بعد انتشار القنوات الفضائية عرفت أن الظاهرة ولأسباب أخلاقية وسياسية صارت معروفة تفشّت لتمسّ أركان العالم الأربعة لا تقتصر على الشعوب المتخلّفة و التي تحكمها أنظمة قمعية ... فبعد ظهور ما يسمّى بالقنوات الاجتماعية انفلتت الحقيقة قبل الترخيص بنشرها من قبل الدوائر الرسمية لتصل صورتها جليّة الى مختلف شرائح المجتمع وقد تسبّب هذا الانفلات في بروز شروخ وتصدع في مواقف جهازها القمعي وذهبت بمصداقية إعلام النظام التابع - ولم نعد نعرف ما الذي منع الأنظمة القمعية من حظر القنوات التي تحرّض المستخدمين على الحصول على المعلومات رغم الارتجال الذي يميّزها في بعض الأحيان وهذا مردّه الى أشياء باتت معروفة كالاختراقات مثلاً - ورغم أن الحقيقة كالشمس لا يختلف فيها اثنان ، ولا تحتاج لاستقراء ، ولا لمستوى عالٍ من التفكير ..وهي إحدى الإِحد ، ومن بين الثلاثة أشياء التي لا يمكن إخفاؤها : " العمر .. والحب .. والحقيقة " !و مفهوم الحقيقة لدى الشعوب المتحضّرة لا يخرج من دائرة الضمير و الأخلاق .
وأما الحصول عليها فحق مقدّس يتمتّع به جميع الأفراد ، وواجب لا يمكن لجهاز الدولة التملّص منه .
هذا حالهم الذي يعبّر عن مستوى وعيهم وفهمهم .
وأما احتكار المعلومة فيعتبرونه إهانة غير مقبولة ، واستغباء لعقولهم ... وهذا ما لا يستسيغونه ، بل لا يتسامحون معه ،،
ويتم تصنيفه ضمن خانة الفضائح التي تستوجب إسقاط الرؤوس والرموز وطواقم الحكومات .والأحداث التي عرفت بـ : إيران - جيت .. ووتر- جيت .. وويكيليكس وسنودن .. خير دليل على مدى نضج أفراد الشعوب الرّاقية وحرصهم على معرفة الحقيقة في طريق نضالهم لمحاربة الفاسدين .
وأمّا نحن العرب فمتستّرون ؛ " اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال " !
حتى وإن كان ذلك جرم حقيقي ، ومدان في العرف والدين ..
وهذا ما يعكس غياب وعينا ودرجة فسادنا ؛ ونحن نتحدّث عن مسؤولينا ، وفيهم مثقفين ذوي كفاءات عالية ومستوى كبير ... ولكن اضمحلّت ضمائرهم فصارت أبواقًا للفساد !
وأما عن الهوان الذي نحن فيه ، فحدّث ولا حرج : فرضه الجهل والقمع ... والجميع يعلم !
لكن الغريب أنك تجد رجالاً من بيننا ؛ مثقفين أو متديّنين ، لكن متعصّبين أومتزمّتين ، وينكرون الحقائق التي تنيرها بعض الضمائر الصادقة بالرغم من حجم الفساد ، والفضائح التي تفشّت عبر كافّة الوسائل ...
و تجد من يحاول تبريرها بكل وقاحة : " كمن يستجير من النار بالرمضاء " !
فإلى متى سيستمر الحال بهؤلاء المستعبطين !؟!؟
http://www.albasrah.net/ar_articles_…/…/iran_jeet_231210.htm
https://ar.wikipedia.org/…/%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9_%…
تعليق