يوم زارنا الرئيس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    يوم زارنا الرئيس

    يوم زارنا الرئيس – محمد الفاضل

    - أتمنى أن أقابل الرئيس ، كان يحدث نفسه بهذه الأمنية ، اسم الرئيس له وقع غريب في نفوس أهالي القرية ، فالجميع يسبح بحمده وينام على سيرته وبطولاته الأسطورية . صور وتماثيل سيادته في كل زاوية في القرية ، كيف لا وهو القائد المفدى صاحب الانتصارات الدونكيشوتية !
    قرية وادعة تغفو في أحضان الطبيعة الخضراء ، أشجار سامقة ، مورقة تتمايل مع نسمات الهواء العليل ، وترقص فرحاً ، أشعة الشمس الذهبية تغازل شفاه الأزهار ، فتتفتح باسمة . جدول رقراق ، يتهادى بدلال ويغسل جذوع الأشجار الباسقة التي تعانق السماء ، وتهمس لها بسر جمالها وعشقها لخيوط أشعة الشمس ، التي تدغدغ وريقاتها.
    انسل إلى الغرفة وحاول أن يأوي إلى الفراش ، ولكن بدأت تتقاذفه الأفكار ، حب الوطن يتغلغل في شرايينه .
    - ماذا سوف أقول لسيادته ؟ وكيف يبدو ، ياترى ؟
    - هل سيستمع إلى احتياجات الأهالي ؟
    غداً اليوم الموعود ...في ذلك الصباح ، كانت الأعين تترقب ، ونبضات القلوب تتسارع ، سعادة الجميع بحجم الوطن .... ترقب مشوب بالقلق .
    - ربما سأكون أوفرهم حظاً ، وأصافح يده
    كان كمن ينتظر حلم حياته . حتى أطفال القرية خرجوا يتقافزون فرحاً بقدوم سيادته ، وهم يرتدون حلة العيد ، نحرت القرابين من الأغنام السمان ، وتعالت زغاريد النسوة . كان البعض ينوء بحمل صور القائد ، والبعض الاَخر يحمل لافتات الترحيب ، التي خطت بعناية .
    بدأت الأعناق تشرأب ، والجموع تصدح بهتافات قد حفظوها عن ظهر قلب ،
    - بالروح بالدم نفديك يا زعيم .. – بالروح بالدم نفديك يا زعيم
    موكب مهيب ، سيارات مصفحة فارهة ، تسابق الريح ، رجال مدججون بالسلاح حتى الأسنان ، أخيراً ، تنازل سيادته وفتح زجاج نافذة السيارة ، وبدأ يلوح للجموع المحتشدة ، وكأنه قيصر روما في يوم تتويجه !
    انفرجت أسارير مهند عن ابتسامة عريضة وهو يشاهد حلمه على وشك أن يتحقق ، بدأ يسابق الريح ، في محاولة مضنية للوصول إلى الرئيس .
    - هل سيتحقق حلمه ، ويصافح يد القائد ، سوف يصبح حديث القرية !
    فجأة سمع صوت رصاص ، شق عنان السماء .
    الخبر الأول في صفحات الجرائد الحكومية في اليوم التالي كان ،
    " إحباط محاولة اغتيال لسيادته ، العناية الإلهية تتدخل ، الكشف عن خلية لها ارتباطات خارجية ، حفظ الله الرئيس ، يسقط العملاء ! "



    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الفاضل; الساعة 16-04-2016, 15:02.
    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • زياد الشكري
    محظور
    • 03-06-2011
    • 2537

    #2
    جميل ما قرأت هنا …
    عندما وصلت إلى اللحظة التي وصل فيها الرئيس، توقعت أن تُطلق رصاصة نحو البطل لأجل سيادته، لكن لم أتوقع أن تحمل الأخبار معكوس الحقيقة تماماً، قفلة مائزة … بورك قلمك.

    تعليق

    • محمد الفاضل
      أديب وكاتب
      • 21-12-2011
      • 208

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة زياد الشكري مشاهدة المشاركة
      جميل ما قرأت هنا …
      عندما وصلت إلى اللحظة التي وصل فيها الرئيس، توقعت أن تُطلق رصاصة نحو البطل لأجل سيادته، لكن لم أتوقع أن تحمل الأخبار معكوس الحقيقة تماماً، قفلة مائزة … بورك قلمك.

      الأجمل حضورك العطر أخي العزيز
      تقبل شكري
      sigpic

      روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

      تعليق

      • رقية عبد الرحمن
        أديب وكاتب
        • 07-02-2016
        • 145

        #4
        نص جميل استاذي
        رأيت الحاكم وهو مزهوا بحب " الشعب "
        شعب غني بعطائه لايريد سوى ابتسامة من السيد الحاكم
        مهند رجل بسيط في فكره في ارائه
        اراد أن ينال "" شرف "" ملامسة يد السيد
        ليرى آثار الحسد والافتخار في عيون اهل القرية
        لكن لم يكن يعرف انه يتقدم نحو الموت
        ليسيل الحبر بعدها
        في مختلف الصحف وتزيد الشعبية و " الحب "" للريس
        شكرا لمتعة النص
        ممتنة اخي الفاضل

        تعليق

        • محمد الفاضل
          أديب وكاتب
          • 21-12-2011
          • 208

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رقية عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
          نص جميل استاذي
          رأيت الحاكم وهو مزهوا بحب " الشعب "
          شعب غني بعطائه لايريد سوى ابتسامة من السيد الحاكم
          مهند رجل بسيط في فكره في ارائه
          اراد أن ينال "" شرف "" ملامسة يد السيد
          ليرى آثار الحسد والافتخار في عيون اهل القرية
          لكن لم يكن يعرف انه يتقدم نحو الموت
          ليسيل الحبر بعدها
          في مختلف الصحف وتزيد الشعبية و " الحب "" للريس
          شكرا لمتعة النص
          ممتنة اخي الفاضل
          جميل بحضورك العذب سيدتي
          كل الشكر والتقدير الزميلة العزيزة
          تحايا عطرة
          sigpic

          روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #6
            الحكاية ذاتها تتكرر عبر الأزمنة والتاريخ الفارق الوحيد ظهور الخبر مؤخرا على البث المباشر
            أسلوبك أنيق سردي تسلسلي غير متكلف جذاب غير معقد وفكرك هادف
            تقديري وأطيب تمنياتي

            تعليق

            • محمد الفاضل
              أديب وكاتب
              • 21-12-2011
              • 208

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
              الحكاية ذاتها تتكرر عبر الأزمنة والتاريخ الفارق الوحيد ظهور الخبر مؤخرا على البث المباشر
              أسلوبك أنيق سردي تسلسلي غير متكلف جذاب غير معقد وفكرك هادف
              تقديري وأطيب تمنياتي

              يسعدني تفاعلك وحضورك الموشى بأجمل الألوان أستاذة أميمة
              أنا ممتن على الثناء العاطر
              ودي
              sigpic

              روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

              تعليق

              يعمل...
              X