تويت
ورد نيسان مجموعه قصصيه ..3
مع تقدمي الى عمق المدينة اتمهل الخطى احاول ان اجعل من ذاكرتي مستودع لأكبر قدر من المشاهد, فاطبع صورة في مخيلتي عن هول الدمار ..
استنشق خليط من اخشاب هرمه محترقة واحجار تناثرت يمنه ويسره يبدوا ان الصواريخ ترسل بها الى السماء ثم تعيدها مشتتة عشوائية الطرح بعد ان عرتها من نظامها .
اصالة البناء وركامه يذكرني ويعيدني الى مئات السنون من عهود لغزا استوطنوا المدينة غير انهم مروا مرور الكرام كعهد غزاة اليوم الذين لم يعتبروا من اسلافهم ,والفرق بين السلف والخلف ان القدامى قدروا المدينة حق قدرها فأنشأوا ما يدل على تاريخها العريق وريادتها في تقدمها على بقية الامم ..
التفت يسارها وانا ضاو الى حديقة التواهي فأرى ما دل على حركة تجاريه موغلة في القدم من خلال المبان التي عمرت من قرون وميناء كان نمل الانسان يكسوه نشاطا, الى ان خمد مع تعثر المدينة بفجيعة الغزو الاخير1994م فارقدها مرقد السام فقطع اوصالها واقام الحواجز بينها ومحبيها فأتقن صناعة المهرج ,مشوه من جسدها جالب الاشمئزاز لمن اراد التقدم صوبها .
اه ..تذكرت ما اردت ان ابحث عنه !
عندما دقت اجراس بطني وامعائي تعزف لحن التضور جوعا لا حيلة من ان ادلف الى ازقة وسط المدينة علي اجد مخبز للروتي العدني الشهير لعلمي ان العثور على مطعم في لحظات التقاط الانفاس بعد حرب ضروس يعد من المستحيلات ..
خطرت على بالي فكرة شراء روتي من مخبز ظننت وجوده لاحتياج السكان له ولان فتح مخبز يقف عند كماليات ابناء المدينة والفكرة التي تخطر على ذهن أي شخص وقليل من جبن مملح سوف يفي بالقرض مع كوب من شاي يباع على ناصية الطريق .
استحسنت ذلك بل وجدت فيه نعم الفطور على الطريقة العدنية البيتية المستساغة عند غالبية ابناء عدن .
انعطفت يمينا!
فقد شاهدت بعض صبية بأيديهم اكياس من الروتي...
يهرولون محاولين اجتياز بحيرة طفحت في الارض على اثر عودة المياه الى المدينة وربما لعلها مجار الصرف اعادت نشاطها بعد انقطاع لأشهر مع مغادرة السكان فاشد ما جلبه الاحتلال للمدينة مناظر من هذا القبيل كست الارض وغمرت جمالها وازكمت الانوف بروائحها النتنه ,..
بسام فاضل
*عدن
مع تقدمي الى عمق المدينة اتمهل الخطى احاول ان اجعل من ذاكرتي مستودع لأكبر قدر من المشاهد, فاطبع صورة في مخيلتي عن هول الدمار ..
استنشق خليط من اخشاب هرمه محترقة واحجار تناثرت يمنه ويسره يبدوا ان الصواريخ ترسل بها الى السماء ثم تعيدها مشتتة عشوائية الطرح بعد ان عرتها من نظامها .
اصالة البناء وركامه يذكرني ويعيدني الى مئات السنون من عهود لغزا استوطنوا المدينة غير انهم مروا مرور الكرام كعهد غزاة اليوم الذين لم يعتبروا من اسلافهم ,والفرق بين السلف والخلف ان القدامى قدروا المدينة حق قدرها فأنشأوا ما يدل على تاريخها العريق وريادتها في تقدمها على بقية الامم ..
التفت يسارها وانا ضاو الى حديقة التواهي فأرى ما دل على حركة تجاريه موغلة في القدم من خلال المبان التي عمرت من قرون وميناء كان نمل الانسان يكسوه نشاطا, الى ان خمد مع تعثر المدينة بفجيعة الغزو الاخير1994م فارقدها مرقد السام فقطع اوصالها واقام الحواجز بينها ومحبيها فأتقن صناعة المهرج ,مشوه من جسدها جالب الاشمئزاز لمن اراد التقدم صوبها .
اه ..تذكرت ما اردت ان ابحث عنه !
عندما دقت اجراس بطني وامعائي تعزف لحن التضور جوعا لا حيلة من ان ادلف الى ازقة وسط المدينة علي اجد مخبز للروتي العدني الشهير لعلمي ان العثور على مطعم في لحظات التقاط الانفاس بعد حرب ضروس يعد من المستحيلات ..
خطرت على بالي فكرة شراء روتي من مخبز ظننت وجوده لاحتياج السكان له ولان فتح مخبز يقف عند كماليات ابناء المدينة والفكرة التي تخطر على ذهن أي شخص وقليل من جبن مملح سوف يفي بالقرض مع كوب من شاي يباع على ناصية الطريق .
استحسنت ذلك بل وجدت فيه نعم الفطور على الطريقة العدنية البيتية المستساغة عند غالبية ابناء عدن .
انعطفت يمينا!
فقد شاهدت بعض صبية بأيديهم اكياس من الروتي...
يهرولون محاولين اجتياز بحيرة طفحت في الارض على اثر عودة المياه الى المدينة وربما لعلها مجار الصرف اعادت نشاطها بعد انقطاع لأشهر مع مغادرة السكان فاشد ما جلبه الاحتلال للمدينة مناظر من هذا القبيل كست الارض وغمرت جمالها وازكمت الانوف بروائحها النتنه ,..
بسام فاضل
*عدن