- صديقي المحترم ألا تخجل من لعب دور الخيانة ؟

رغم الشكوك التي كانت تحوم حوله .. ومن خلال الأحداث المؤسفة التي لا يريد الخوض فيها ..ولا الإفصاح عنها .. لأنه ببساطة لا يريد أن يفقد آخر صديقٍ له .. بعد تعرّضه لانتكاسات فَقَدَ من جرّائها كل شيءٍ عزيز .. ولم يحتفظ سوى بالاسم القديم .. أو اللقب الذي يربطه بعائلة متجذِّرة .. لكنها تعاني هي الأخرى من الغربة .. رغم وجودها ضمن الموطن الأصلي .. وبين الأقرباء .. إلاّ أن ذلك لم يفده بشيء يجعله يحس كأنّه فرد منهم وسط محيط غريب لا يمدّه بأفكار مثيرة تنير دربه ... فراح ينفر منه ولأنه لم ينل فيه ما يستحقه من حب ورعاية .. إلاّ أنه كثيرًا ما كان يحمّل نفسه نتائج هذا النفور .. وقد تسبّب الانطواء في مجافاة البعض له .. كونهم يؤدّون واجبهم تجاهه .. لكن الكل يعلم كم كانت الظروف القاسية وراء هذا السلوك .. فأصبح على ما هو عليه الآن ؛ تتقاذفه الهواجس وتأتيه الأفكار الغريبة .. يتوهّم ويتوجّس .. في شكّ مزمن يحول بينه وبين كل من يقترب منه .. مهما كان وحيثما وُجد .. ليقطع صلته بالمقربين و الجيران .. سواء سواسية .. ورغم ذلك .. لم يتخلّى عنه الأصدقاء .. ولا يريدون التخلّي عنه ولو للحظة .. بسبب الذكريات الجميلة التي تزيّن قعدتهم .. وترفع مستوى المشاعر القديمة إلى ما يروقها .. وترتاح إليه النفوس " المشغشبة " المتعبة التي تنغّص على الإنسان عيشه .. في منعرج إحدى مراحل العمر المتقدّمة .. التي قد يختم بها الإنسان تجاربه المريرة في الحياة ... وهو ما بدفع به إلى المقاومة والحرص على عدم التفريط فيما تبقّى من علاقة .. يحافظ عليها بكل صبرٍ وإخلاصٍ .. لكن بعض السلوكات المريبة تبعث على الريب .. وتلبس أصحابها ثوب الاتهام فتكبر الوساوس لتثير الأسئلة المحيّرة : - ( لمَ ؟؟؟.. كيف ؟وهل ؟ ومتى ؟ )
ويتيه العقل في بحر من الجنون .. وصديقه المتبقّي هذا – لا أضحى الله له ظلّه - الذي لا يصبر على فراقه .. وطواه على بَلَّتِهِ ( رَضِيَهُ على ما فيه ) ... غدا يتهمه بما ليس فيه ؛ ويتصوّره من رجال البوليس السري :
ويتيه العقل في بحر من الجنون .. وصديقه المتبقّي هذا – لا أضحى الله له ظلّه - الذي لا يصبر على فراقه .. وطواه على بَلَّتِهِ ( رَضِيَهُ على ما فيه ) ... غدا يتهمه بما ليس فيه ؛ ويتصوّره من رجال البوليس السري :
- أ يُجدر به !!؟
- كيف يُعقل !!؟
- كيف يُعقل !!؟
لكنه ماانفك يلتمس الأعذار ليُطمئن نفسه ؛ فصديقه هذا من أصحاب الرّأي المخالف .. والنظام القائم امتدادٌ لايديولوجية نّظام يحكم العالم بكل تناقضاته .. من دولة المجوس المتآمرين الى الملاعين .. وكل ما يروّج عن الحريات الفردية أو الجماعية يعتبرها مجرّد تُرّهات .. ويعتقد أن ليس هناك ما يهدّد الوطن سوى الرموز القديمة الفاسدة ... والسياسة لديه عبارة عن نقطة سوداء تؤجِّج المشاعر وتفرّق بين الأحباب .. حتى أنّه تمنّى لو ينفرد بصديقه المحترم ذات يومٍ ويطرح عليه السؤال الذي يؤرّقه :
- صديقي المحترم ألا تخجل من لعب دور الخيانة !؟
ويتخلّص بذلك من الشك المرعب .. ويريح نفسه وباله من كثرة التفكير والانشغال .
تعليق