تويت
شهادة ورحيل
عاشق للصمت ، دربه الذي يؤهله للرحيل،يقتات قوته وهو يبحر،
لا يرفع أجفانه إن طاف به طيفه ،رغباته كلها معبأة في أكياس ، يوزعها علي حلمه ،يخبأه دجاه تحت ستائره ، ويسكنهتحت خيامه يصنع نوافذ ليطل منها ،يود لورأي بصيص يهديه للطريق ليعرف وجهته ،إنه ضالاً كبعير في بيداء شاسعة ،وأرهقهالتيه ،كيف يصل إلي مبتغاه ؟ وكيف يعرج إلي قمة التل ؟ .وده أن يري الأشياء كما هي. وده أن يسمح له بالمرور من ويترك عنق الزجاجة . لكن دجاه أرعن ، وكحله طاحن،دليله مضلٌ وضال ،يسعر أقدامه ينثر الجمر في طريقه ،يلهبه دائماً ،فلا رجاء منه،معلون أيها الليل ومن تعلق بك . الحق الدنيا باتت سراب ، والبراكين تدفع ،لتحرقحتى التراب ،يسأل نفسه لماذا طي الرحى ؟
أليس هناك مخرج ومنفذ ، تأكل الوحدةأحشاءه ، وينتابه الضحك حتى يكاد يجن،
ترسم علي وجهه ابتسامة ،تعبأه بُغل،يتذكر دائماً كلمة لأمه كانت تقولها ،
(عمر الشقيّ بَقِي ) وكأن العمروالشقاء متحالفان ضده ،تعرضُ ابتسامته وتختفي حين تضيق الأنفاس وتتحشرج في الصدر .لماذا الحلم يساوره ؟ولماذا لم يسمع منها صوت ،ستتغير حياته وتتحقق أمانيه .ليسهناك من يصلح معه ،وليس هناك غيرها يبتغيه ،علق حياته وتعلق في الأمل ، كلف أذنيهالجلوس والسكن ،في لبنات الحائط ، يعيش معها يعرف كل حركاتها وتحركاتها ، ويدققلبه وتزيد دقاته كلما سمع صوت خربشة تقترب من بابه ، يود أن تنظر عيناها وتريبصيرتها ،هذا القلب السجين لها ،لم تصدق أذناه الصدى المقترب أصغي واقترب ،دناأكثر ،يحاول أن يكذب أذناه ، كان علي وشك أن يقفل باب الرجاء ،هزته طرقات البابالخشنة القوية ، والصوت الذكورى، مد يده يفتح الباب يستطلع أمر المنادي ،
تبدلت ملامحه كأنه احتسي جرعة منالموت أفقدته توازنه ، جئنا إليك نبتغيك ونبغي شهادتك ، يحدق في الرجل وكأنه لايراه ، شهادتي أنا ؟ نعم : ستشهد
قال: أشهد أنك قتلت حلمي وقتلتني ..!
بقلم الكاتب //سيد يوسف مرسي
عاشق للصمت ، دربه الذي يؤهله للرحيل،يقتات قوته وهو يبحر،
لا يرفع أجفانه إن طاف به طيفه ،رغباته كلها معبأة في أكياس ، يوزعها علي حلمه ،يخبأه دجاه تحت ستائره ، ويسكنهتحت خيامه يصنع نوافذ ليطل منها ،يود لورأي بصيص يهديه للطريق ليعرف وجهته ،إنه ضالاً كبعير في بيداء شاسعة ،وأرهقهالتيه ،كيف يصل إلي مبتغاه ؟ وكيف يعرج إلي قمة التل ؟ .وده أن يري الأشياء كما هي. وده أن يسمح له بالمرور من ويترك عنق الزجاجة . لكن دجاه أرعن ، وكحله طاحن،دليله مضلٌ وضال ،يسعر أقدامه ينثر الجمر في طريقه ،يلهبه دائماً ،فلا رجاء منه،معلون أيها الليل ومن تعلق بك . الحق الدنيا باتت سراب ، والبراكين تدفع ،لتحرقحتى التراب ،يسأل نفسه لماذا طي الرحى ؟
أليس هناك مخرج ومنفذ ، تأكل الوحدةأحشاءه ، وينتابه الضحك حتى يكاد يجن،
ترسم علي وجهه ابتسامة ،تعبأه بُغل،يتذكر دائماً كلمة لأمه كانت تقولها ،
(عمر الشقيّ بَقِي ) وكأن العمروالشقاء متحالفان ضده ،تعرضُ ابتسامته وتختفي حين تضيق الأنفاس وتتحشرج في الصدر .لماذا الحلم يساوره ؟ولماذا لم يسمع منها صوت ،ستتغير حياته وتتحقق أمانيه .ليسهناك من يصلح معه ،وليس هناك غيرها يبتغيه ،علق حياته وتعلق في الأمل ، كلف أذنيهالجلوس والسكن ،في لبنات الحائط ، يعيش معها يعرف كل حركاتها وتحركاتها ، ويدققلبه وتزيد دقاته كلما سمع صوت خربشة تقترب من بابه ، يود أن تنظر عيناها وتريبصيرتها ،هذا القلب السجين لها ،لم تصدق أذناه الصدى المقترب أصغي واقترب ،دناأكثر ،يحاول أن يكذب أذناه ، كان علي وشك أن يقفل باب الرجاء ،هزته طرقات البابالخشنة القوية ، والصوت الذكورى، مد يده يفتح الباب يستطلع أمر المنادي ،
تبدلت ملامحه كأنه احتسي جرعة منالموت أفقدته توازنه ، جئنا إليك نبتغيك ونبغي شهادتك ، يحدق في الرجل وكأنه لايراه ، شهادتي أنا ؟ نعم : ستشهد
قال: أشهد أنك قتلت حلمي وقتلتني ..!
بقلم الكاتب //سيد يوسف مرسي
تعليق