يا سيف لوأبصرت حلب
نجود الحموري



قبس من النور قد حارت به الشهب
عبق الشهادة في الشهباء جلّاها
خضر الطوالع شابت في مرابعها
والبغي أقبل بالبرميل يفجعها
يا سيف لو أبصرت الناس في حلبٍ
شهب الرؤوس كما كانت صنائعها
بيض الوجوه لبذل الروح في كرمٍ
وأحمر المسك من دمهم يروّيها
لو جاءها المتنبي اليوم ما عرفا
منها البيوت ولا حتى مقابرها
ولاستغاث بأعمى كي يقود خطى
ولاستعان بذي صمم لينشدها
أين المدائح يا ذا الطيب تُسمعها
سيف المحامد في جنات قلعتها
ومعفر الليث الهزبر بسوطه
مذ غاب شل السوط وانشدها
والصارم المصقول ثاوٍ منذ أغمده
لا الروس يرهبهم لا الروم حاربها
والليث أنيابا له برزت
تؤذي القريب ونحو الغرب بسمتها
والفستق الحلبي لم يزهر لنكبته
من ذا سيحصده إن ضل أنبتها
أنت الأصيلة يا حلبٌ فلا تهني
والصبر ما زال مزروعا في جوانبها
أنت العزيزة لو أردوك يا حلبٌ
ظنوا فخابوا فروحك لا تغادرها
كم من خذول تمطى في معرته
يبكي دموع تماسيح بجلدتها
سيهزم الجمع يا شهباء فاصطبري
وهيئي للعيد يا حسناء حنتها
يا جارة الشام يا أكناف مقدسنا
صبرا جميلا فإن الله ناصرها