من يمسح عن الّليل دمعة دجاه؟؟!
وعن الريح صهيلها المزمجر؟؟!
من يمسك بتلابيب النّور عند الفجر؟؟!
مثقوبةٌ .. هي الأيام بشهدها..
مثقوبة الزّمان... بعقارب ساعتها المنحنية..
والرّيح تعوي في عشّ الرّبيع
تطارد الأحلام من ثقب الذاكرة..
فتقضمني زهرةً ذابلةً غاب عنها الحنين..
بلا ترانيم يغرّد الطّير..
بلا أنغام تعزف النّاي..
والأرض حبلى تنتظر مخاض المطر..
.........
رسمتُ من جمر أوردتي..
أحرفاً بصحيفة الغد..
كي تطرق باب أمنيةٍ شاردة..
تجدل من ضفائرها حلميَ المكسور..
غريبةٌ أنا عنّي..
لم أعد أنا أنا..
ولم يتب السجّان بعد.. بين أضلعي المقوّسة..
مللتُ السجود للظلام..
وظهري من السّياط بلا استقامة..
والعيش اليابس بلا ذكريات..
سأعتق وشم صبري للسّماء..
وأدقّ لهفتي على جدار الرّياح..
كي تذروني من منفاي..
كريشة تحت أقدام الرّمال..
حيث حيفا.. حيث يافا..
حيث يسكن هناك ظلّيَ المحموم..
كم مددتُ رغيف أشواقي.. على ضفاف الدّموع..
لتقتاتهُ عصافير بلادي..
هناااااااك حيث أكون..
هي على العهد..
تحلّق بي راجفةً..
دامعةً..
تراقصني على رخام الرماد..
ترتّلني مع أصابع الزّمن المصفرّ..
وتشدوني بلا ألحان
يخادعني الّليل بغياب القمر..
لينسلّ الدّجى ينقش أنفاسه على صفحتي البيضاء..
في المنفى
في بلاد الجليد!! ..
فالأرض مغتصبة ..
وبحرها مُستباح..
حيث الزّهور تنام في الصقيع..
وسنابل القمح تبكي المشيب في الربيع..
لا أدري.. لا أدري؟!!
كيف تجرؤ أنامل العتمة أن تمارس عقوقها للشّمس عند الغسق..
ألم تدرك أنّ عليها أن تبرّ الفجر قبل حلول الشّفق..!!!
ما بالها تمسك الحمائم في نعش ظلّها..
وتقف أمام المرآة تتجمّل بلا نجوم ولا قمر...
وتكتحل من أذنابها السّوداء بلا إثمد ولا بصر..
لكن .. لا ..لا ..لا
لم أعد دمية بين أنياب الأرصفة الجائعة..
ولم أعد أمسح دمعتي .. بمنديلٍ من ذلّ..
دعوني.. وأرضي منكم خالية..
دعوني .. وأنفاسي الحارقة..
وجمر أوردتي الناطقة..
لنحرّك عن رفّ الوجع .. دميتي الصّامتة..
بل كلّ .. كلّ الدّمى العالقة..
جهاد بدران
وعن الريح صهيلها المزمجر؟؟!
من يمسك بتلابيب النّور عند الفجر؟؟!
مثقوبةٌ .. هي الأيام بشهدها..
مثقوبة الزّمان... بعقارب ساعتها المنحنية..
والرّيح تعوي في عشّ الرّبيع
تطارد الأحلام من ثقب الذاكرة..
فتقضمني زهرةً ذابلةً غاب عنها الحنين..
بلا ترانيم يغرّد الطّير..
بلا أنغام تعزف النّاي..
والأرض حبلى تنتظر مخاض المطر..
.........
رسمتُ من جمر أوردتي..
أحرفاً بصحيفة الغد..
كي تطرق باب أمنيةٍ شاردة..
تجدل من ضفائرها حلميَ المكسور..
غريبةٌ أنا عنّي..
لم أعد أنا أنا..
ولم يتب السجّان بعد.. بين أضلعي المقوّسة..
مللتُ السجود للظلام..
وظهري من السّياط بلا استقامة..
والعيش اليابس بلا ذكريات..
سأعتق وشم صبري للسّماء..
وأدقّ لهفتي على جدار الرّياح..
كي تذروني من منفاي..
كريشة تحت أقدام الرّمال..
حيث حيفا.. حيث يافا..
حيث يسكن هناك ظلّيَ المحموم..
كم مددتُ رغيف أشواقي.. على ضفاف الدّموع..
لتقتاتهُ عصافير بلادي..
هناااااااك حيث أكون..
هي على العهد..
تحلّق بي راجفةً..
دامعةً..
تراقصني على رخام الرماد..
ترتّلني مع أصابع الزّمن المصفرّ..
وتشدوني بلا ألحان
يخادعني الّليل بغياب القمر..
لينسلّ الدّجى ينقش أنفاسه على صفحتي البيضاء..
في المنفى
في بلاد الجليد!! ..
فالأرض مغتصبة ..
وبحرها مُستباح..
حيث الزّهور تنام في الصقيع..
وسنابل القمح تبكي المشيب في الربيع..
لا أدري.. لا أدري؟!!
كيف تجرؤ أنامل العتمة أن تمارس عقوقها للشّمس عند الغسق..
ألم تدرك أنّ عليها أن تبرّ الفجر قبل حلول الشّفق..!!!
ما بالها تمسك الحمائم في نعش ظلّها..
وتقف أمام المرآة تتجمّل بلا نجوم ولا قمر...
وتكتحل من أذنابها السّوداء بلا إثمد ولا بصر..
لكن .. لا ..لا ..لا
لم أعد دمية بين أنياب الأرصفة الجائعة..
ولم أعد أمسح دمعتي .. بمنديلٍ من ذلّ..
دعوني.. وأرضي منكم خالية..
دعوني .. وأنفاسي الحارقة..
وجمر أوردتي الناطقة..
لنحرّك عن رفّ الوجع .. دميتي الصّامتة..
بل كلّ .. كلّ الدّمى العالقة..
جهاد بدران
تعليق