هذه القصيدة نشرت مقطعا منها مرة هنا في الملتقى بعنوان فات ربيعي ولما أكملتها
رأيت أن أعيد نشرها كاملة بعد أن غيرت عنوانها إلى : نحيب من حنايا العمر .. وهو عنوان يلخص مضمونها .
راجيا من الأساتذة الكرام تنقيحها والنظر فيها وتسديدها مشكورين.
=====================
نَحِيبٌ مِنْ حَنَايَا الْعُمْر
رَبِيعِي فَاتَ مُمْتَطِيًا أَوَانِـــي * وَقَحْطٌ حَلَّ بِي يَغْزُو كِيَانِي
وُرُودُ الْيَاسَمِينِ ذَوَتْ بِكَفِّي * وَفَيْضُ هَوَاكِ لاَ غَيْضًا سَقَانِي
فَرَاشَاتُ الْسَّعَادَةِ خَاصَمَتْنِي * وَغَادَرَتِ الْعَنَادِلُ مِنْ جِنَانِي
رِيَاحُ الْبَيْنِ تَعْصِفُ عَاتِيَـاتٍ * فَتَذْرُوالْحُبَّ ذَرْوًا وَالْأَمَانِي
شُمُوعُ الْوَصْلِ أَطْفَأَهَا جَفَاءٌ * وَنَابَ عَنِ اللِّقَا هَجْرٌ شَجَانِي
وَكَمْ سَافَرْتُ فِي عَيْنَيْكِ أَشْدُو * تَرَانِيمَ الْمُنَى وَالّْسعْـــدُ دَانِ
وَأَسْرَجْنَا قَنَادِيــلاً أَضَاءَتْ * دُرُوبَ الْعُمْرِ مَلْأَى بِالْأَمَـانِ
وَطِرْنَا بَيْنَ أَسْرَابِ السُّنُونُو * تُغَــــرِّدُ لَحْنَنَا تُبْــدِي التَّهَانِــي
وَأُبْنَــا لِلْأَنَـامِ نُقِيـــمُ عُرْسًـا * وَنُكْمِلُ بَهْجَةً نَشْدُو الْأَغَــانِــي
رَبْيعَـــا قَـدْ حَيِينَا فِي صِبَانَـا * شَمَمْنـا فِيـهِ زَهْـرَ الْأُقْحُـوَانِ
مَضَتْ أَيَّامُنَـا بَرْقًـــا تَوَارَى * وَأَوْدَقَ مُزْنُــهُ جَدْبًا دَهَانِــي
وَحَالَتْ بَيْنَنَا لُجَجٌ وَأَضْحَى الْ * فُــؤَادُ كَلِيمُكُــمْ وَالدَّمْعُ قاَنِــي
وَبُرْكَانٌ تَسَعَّرَ فِي ضُلُوعِي * وَصَهْدُ الشَّوْقِ مُضْطَرِمٌ كوَانِي
وَأَمْسَيْتُ الْمُعَنَّــى إِذْ يُقَاسِـي * تَبَارِيــحَ الصَّبَابَــةِ بالثَّــوَانِي
فَيَا لَهْفِي عَلَى ذِكْرَاكِ تَسْرِي * بِأَوْرِدَتِي عَلَى مَــرِّ الزَّمــانِ
فَكَمْ أَهْفُو إِلَيْكِ مَدَى نَهَارِي * وَلَيْلِي سُهْدُهُ طَعْــنُ السِّنَــانِ
خَيَالُكِ فِي الدَّيَاجِي قَدْغَزَانِي * وَتَاقَتْ رُوحِيَ اللَّهْفَى التَّدَانِــي
أَأَلْقَاكُمْ ،حِدَائِي بَعْدَ لَأْيٍ ؟ * وَهَلْ سَيَضُمُّنَا أُنْسُ الْمَكَـــانِ؟
ثَلَاثُونَا .. وَسَبْعًــــا قَـدْ تَوَلَّــتْ * وَتَشْهَدُ أَنَّ طَيْفَكِ مَا جَفَانِـــي
وَظَلَّ سَنَاكِ فِي الْأَحْشَاءِ نَقْشًا * وَلَنْ يُمْحَى مُحَالاً مِـنْ جَنَانِـي
وَمَا لَكِ فِي الْحَرَائِرِ مِنْ نَظِيرٍ * وَلَيْسَ سِوَاكِ يَذْكُرُهَا لِسَانِـــي
وَمَا لِلْجُـــرْحِ بَعْــدَكِ مِنْ دَوَاءِ * وَمَا لِلْعَيْــشِ طَعْــمٌ أَوْ مَعَــانِـي
قَرِيضِي مِنْ رِيَاضِكِ أَنْتَقْيـهِ * وَتَبْكِي حِيــنَ أَبْكِيكِ الْمَبَانِـــي
وَمَا حُزْنِي عَلَى أَنِّـي سَأَقْضِــي * فَكُـلُّ تَوَاجُـــدٍ وَالْكَـــوْنُ فَانِ
وَلَكِــنْ فَقْدَكــــُمْ لِلْكـــَوْنِ فَقْــــدٌ * بِهِ حَكَـمَ الزَّمَانُ بِــهِ ابْتَلَانِــــي
على الوافر.
بدر الزمان بوضياف الجزائري
تعليق