يا مُلهمتي فدتكِ نفسي 

إني ظللٌ وأنتِ شمسي 

رُحماكِ فهاتي منكِ وصلا 

مِن غير وصالٍ لا أمسّي 

يُروى بحروف الحسْن شعري 

من حسنكِ أقلامي وطرسي 

والنورُ بعينيكِ جنوني 

قد تشغلني عن بوحِ جرْسي 

مَن يزرعْ يحصدْ بعد حينٍ 

أما أنا دون الحصدِ غرْسي 

في القلب نواعيرٌ تغنّي 

يروي نهري قيعانَ خُلْسِ 

يامَنْ عطشتْ لها السواقي 

في مبسمها غدير ورسِ 

أَروي عطَشيْ من شفتينا 

لمّا تلتقي في ليل عرسِ 

حتى تتهافت الأماني 

كالغيثِ على بطحاء يبسِ 

يا فاتنتي صببتُ دمعي 

في صولتكِ الكبرى بنفسي 

شعري كهزيم الرعد دوى 

حتى انفلقتْ أحزانُ يأسي 

بغداد عجيبٌ أن تظني 

غُيّبتِ عن الرؤيا وحسّي 

إن آلمكِ السكوتُ مني 

إني لطويل البعد مرسي 

فارقتُ الأحباب كثيرا 

في ريف دمشق أو بقدْسي 

عشتُ المتوالياتِ دهرا 

يرثي نكساتِ العرْبِ نهْسي 

كم كان طعين القلب يحيا 

كم مات بعير دون نخسِ 

يا ملةَ آبائي وأهلي 

قوموا لبروك الحظّ نأسي 

إنّا بدأ اليأسُ علينا 

حتامَ نقول الدهر يقسي 

------ 

تعليق