شاشية اليهودي....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الغني سهاد
    أديب وكاتب
    • 17-07-2010
    • 51

    شاشية اليهودي....

    شاشية اليهودي ..

    في البداية اصرح وانا عاري الراس -الموضوع هو حول شاشية اليهودي..وﻻ خلفية لي.في العداء ضد السامية .. - كوني احب اليهود ..خصوصا يهود مراكش اﻻغنياء منهم والفقراء ..اﻻغنياء يسكنون الحي اﻻوربي ..جيليز ..والفقراء يسكنون المﻻح ..في المدينة العتيقة ..قرب المشور اي تحت حماية السلطان ..لكنى احب الفقراء منهم على الخصوص ..كانت لي صبية يهودية بلقاء ومكتنزة صديقة ..تساعد والدها في بيع الكتب المدرسية والمقررات في داخل حي المﻻح ..بابتسامة و انحناءة مصوابة تبيعني ما اريد باثمانها الخاصة ..الحكاية هي تقاطع مابين الحياة في الدرب ..وفي المﻻح..في الدرب كانت جارتنا الفاتنة ام البركات تبحث عن من يقتني لها شاشية يهودية .تريدها ﻻعمال السحر....فهي كما عرفت من الوالدة في نهاية القصة كانت مزعوطة في قايد يقطن في مدبنة مجاورة..وبما اننا نحن الصبية نتردد على المﻻح اما لشراء لوازم الدخول المدرسي ..او شراء الحلوى ..سلني ندوب ..وشعور البنات ..والبونبون..والكوكو..وغيرها.. في نهاية الموسم الدراسي لنبيعها على الحمار - وهو طاولة مغطاة بباب مشبك -..بما ان لنا عﻻقتنا الخاصة بالمﻻح..الذي افرغوه من سكانه في الستينيات...ﻻسباب يعلمها التاريخ ويحفظها الشيطان ...على اية حال ..استدعتنا يوما ام البركات لقضاء مهمة مقابل 50 درهما ..اغطتنا منها 25 جرهما ..والبقية عند اﻻتيان ب شاشية اليهودي ....فقالت بغيتكم ..تجيبوا لبا ..شاشية اليهودي .وبسرعة ..اخر اجل نهاية اليوم ...!!!..المهمة كانت تبدو سهلة ..البعض منا داهية في نزع الطواقي المغربية في ساحة الفناء..للقرويين ..الذين ربحوا من تجارتهم في اسواق الساحة ..يشترون ما يحتاجونه من حمص وزبيب وتوابل واقمشة ..وطاقية جديدة..ويتحلقون على عروض الفرجة بعض الوقت وعند المغيب يهرعون الى حافﻻتهم المرابطة جنب الساحة ..ما كان يحصل اﻻ انحناء احدنا وراء القروي ليدفعه اﻻخر من امامه ويسقط ارضا على ظهره ..و الطاقية يجسها احدنا في جيبه ..وﻻ يدري القروي اين طارت ...يتلمس جيوبه في داخل جلبابه فيحمد الله هلى بقاء ماله في جيبه فينصرف ..وهو يشتم ويلعن ..لكن اﻻمر لن يكون بهذه السهولة ..فاليهود حذرون ..وﻻ يترددون على حلقات الساحة ..فهم يعرفونها جيدا من زمان تمليح الرؤوس ...قبل الحماية..فكان من مخططنا الدخول الى المﻻح ..وترصد احدهم لخطف طقيته ..في الطريق الى المﻻح ..اشترينا الحلوى ..وتمتعنا بشرب الموندا ..قنينة كبيرة من نوع كروش كوﻻ...واكلنا النقانق ..من عند المرياح ..ولم يبق من الخمسة والعشرين درهما سوى 5دريهمات ..ومعها عزيمة ﻻ تقهر ..لخطف طاقية يهودية.على باب المﻻح رابطنا طويﻻ..مقسمين اﻻ نحموعتين ..اﻻولى تراقب وتامر ..والثانية تنفذ وتهرب ..دخل المﻻح يهودي خمسيني اصلع الراس وضخمه ..وعليه طاقية ..بدت بداية العملية بتباشير الخير .. تبعناه بهدوء ووقار ..وعلى مسافة قليل من اﻻمتار ..قال احدنا تحينوا... الفرضة...
    لف اليهودي احد الدروب ..ووقف اما باب ﻻ يظهر سوى نصفه ..لكون ارضية المنازل القديمة واطئة ..فتح الباب ..وقدم رجليه للدخول ...حينها صاح احدنا ...:الفرصة ..جات...!!!
    درووك ...درووك ...حيدوها ليه ..!
    تسابقنا اليه ووضع اﻻول منا يده على الطاقية ..وجدبها اليه بقوة...
    فصاح اليهودي مدهوشا.. ...:(ايووه ...اميﻻي ...حرام ..حرام....)
    لم تتتزع الشاشية بالسهولة المرجوة كانت مشدودة بمقبض مع شعرة طويلة لليهودي .نزعناها من راسه بالم ومشقة ..تراجع مولوﻻ الى الوراء تم انطلق يعدو ورأنا..وهو يصيح ... (الشفارة ...الش...) فركضت وراءنا كوكبة من اليهود .تريد القبض علينا .. ..كنا مرعوبين نجري ونلهت... كالضباع حين تطاردها السباع . ..نجري ..ويجرون ...واليهودي يصيح فيهم ..( ...اقبضوا ..شفارة ....شفارة ..اميﻻي ..)
    لم يلعن ولم يسب حتى في حالة هيحانه كان لطيفا ومؤدبا ..كنت اجري واطلب من صديقي لص الطاقيات ..ان يرميها له وننهي هذا السباق ..الاهوج ...قلت :(اريمها ..راه ما بغا غير الشاشية ديالو ...ارميها ليه ..).رماها له ..وتوقف عن الجري ورائنا ...اعيانا جميعا طول الجري في اﻻزقة..
    ووصلنا الساحة وليس لنا ما كنا نطلبه ..والنهار على وشك نهايته... .. نهرني الزعيم ..لص الطاقيات ..قائﻻ: ياك انت قراي ..مالك ما قلت لنا راه الشاشية مقبوضة مع الشعرة ...كنا درناها في حسابنا ..وجبنا معانا مقص ..!!
    قلت مفكرا :...ما العمل اﻻن ....!!
    كنت امثل دور لينين ..وكان هو يمثل دور تروتسكي ...!!!
    وبدانا نفكر..ونقلب اﻻفكار في جماجمنا الساخنة بفعل الجري والخوف...
    قلت ..: المقص ..المقص ..فكرة واعرة ..!
    قال ..:مافهمت والو ....!
    قلت ..:بما تبقى لنا من الدراهم اشترى طاقية ..واقصها من جوانبها .. لتصبح في قياس شاشية اليهودي ..
    كانت الفكرة ذكية جعلت عصابة اللصوص الصغار يلودون ليس الى الفرار بل الى الصمت الرهيب..قبلوا اﻻقتراح.. ..ودلك ما حصل ..!!
    عدنا القهقرى الى الدرب ..والوقت وقت غروب . ام البركات ﻻ زالت في انتظارنا .. ..والسنونوات تصيح وتتعارك مع بعضها على اﻻعشاش...تناولت ام البركات الشاشية المخدومة....فاطلقت صرخة مدوية اخرجت نساء الدرب يتطلعن الى معرفة ماحدث ويحدث فيه .قالت :( راني قلت ليكم ...يااوﻻد الكلب ..شاشية ..اليهودي ..اليهودي...يا اوﻻد الكلب ...وماشي طاقية الشلح. .. ياويلي ....والله ما نعرفكوم ..غدا ...غدا...جيبوها ..وﻻ ردو..ليا فلوسي ...!!..)
    لم اعرف حينها من اخبر الوالد..نظر في جيدا .:(وليتي شغار ديال الشاشيات..وسخار ديال الجيفات..اوا. ..ديرها فين تجيك..)تظاهرت بعدم سماعه..وعيوني شاردة في مسلسل .. (الهارب ..)...وضميري يقرعني على ما اقترفناه..في حق صاحبنا اليهودي المسكين ..


    مساءات مراكشية..
    10/11/2012







يعمل...
X