الكلمات الأخيرة للرحيل الأخير ( إلى روح شاعر العربية محمود درويش )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هشام مصطفى
    شاعر وناقد
    • 13-02-2008
    • 326

    الكلمات الأخيرة للرحيل الأخير ( إلى روح شاعر العربية محمود درويش )

    [align=right]الكلماتُ الأخيرةُ للرحيلِ الأخيرِ
    إلى روح شاعر العربية محمود درويش
    [/align][align=center]أيُّها الجالِسونَ على الضِّفَّةِ الْأخُرْى
    تَلْعَقونَ دَمي
    تَشْتَرونَ الْلهوَ بِحُزْنِ الْقَصيدْ
    ما عُدْتُ هُنا
    أَنْحَرُ الْحَرْفَ أُضْحِيَةً
    ـ في المحافل ـ كيْ
    تَنْفضوا أيْديَكمْ مِنْ أَشْلاءِ الشَّهيدْ
    ما عُدْتُ هُنا
    فابْحَثوا في دفاتِرِكُمْ
    في وجوهِ النّاسِ
    وبَيْنَ تَواريخِ الْمِيْلادِ عَنِ التّالي
    كيْ تُلْقوا بأحْمالِكُمْ
    في حَرْفٍ جديدْ
    ها أنا أمْضيْ ـ وَحْدي ـ
    حاملا جُرْحي
    أتَلَحَّفُ مِنْ دَفْتَري وطنا
    لم يزل بَعْدُ
    رَسْما / حُلْما
    على جُدْرانِ الزّمانِ الْبَعيدْ
    ها أنا أمضي
    لا اِسْمَ ولا عُنْوانَ
    يَلُمُّ رُفاتَ الْحُلْمِ سوى
    أسْطُري الْمَنْحوتةِ في جُدْرانِ
    شوارِعِ حيْفا ويافا وذاكِرَةِ الْمَنْفى
    وعلى أبْوابِ الْقُدْس الشّريدْ
    ها أنا أمضي
    تاركا خَلْفي قَلَمَا
    في مَحْبَرَةِ الْجُرْحِ النّازِف ـ أبدا ـ
    في رائحَةِ الزّعْتَر الْمَسْكوب
    على خُبْزِ أُمّي / على صَدْرِ أُمّي
    على جَبَلِ الْكَرْمَلِ الْمَشْدودِ
    لِرَجْعِ فَمي
    في الجديدةَ / في البَرْوَةَ
    في ملامِحِ صُبْحٍ عَنيدْ
    أيُّها الْجالِسونَ على الضّفَّةِ الأُخْرى
    مُنْذُ أَنْ عَرَفَتْ قَدَمايَ الرّحيلَ
    إلى اللّانِهايَةِ و الّلامكانِ
    وما في الْحَقائبِ غَيْرُ ابْتِسامِ الْمَوْتِ
    على صَدْرِ الْكَلِماتِ
    وَ وِزْر الْهَويّةْ
    فأنا ما كُنْتُ سوى حَرْفٍ
    في أُغْنِيَةٍ لَحْنُها دامِ
    لِشفاهِ الظُّلْمِ الْعَتِيّةْ
    و أنا ابْنُ الشّعْبِ الّذي
    ذاقَ الْمَوْتَ قَبْلَ الْحياةِ
    يقومُ على إشراقِ الْقنابِلِ ـ مُنْسابَةً ـ
    وينامُ على صَوْتِ الْبُنْدُقِيّةْ
    و أنا ابْنُ زَمانِ انْقِلابِ الْموازيْنَ
    فالظُّلْمُ عَدْلٌ والكّرْهُ إيمانٌ
    والإيمانُ إرْهابٌ والإرهابُ إحسانٌ
    والْعدلُ الْخَطِيّةْ
    وأنا ابْنُ ترابِ الأرضِ الّتي
    بُورِكَتْ ...
    تُنْبِتُ الزّيْتونَ شهيدا
    وتَحْصُدُ مِنْ زَيْتِهِ أبطالا
    تُزَفُّ إلى الْأَحْلام ِ الْعَصِيّةْ
    وأنا ابْنُ السّؤالِ الْمُرِّ
    على شفة الْحالمينَ
    وفي نَبْضِ الثّائرينَ
    إلى شَطِّ أجْوِبَةٍ ...
    لا تَعْرِفُ فاها أبِيّةْ
    ( هَلْ عُدْنا إلى الْجاهِلِيّةْ ؟!!! )
    أيُّها الْجالسونَ على الضِّفَّةِ الْأخُرى
    أَعَلِمْتُمْ أيَّ الرِّجالِ أنا ؟
    أنا ابْن الْقَضِيّةْ
    أنا ابْنُ الْقَضِيّةْ
    [/align]
    [align=right] شعر / هشام مصطفى[/align]
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    رحمه الله واثابه الجنه

    تعليق

    • هشام مصطفى
      شاعر وناقد
      • 13-02-2008
      • 326

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
      رحمه الله واثابه الجنه
      سيّدتي / ريمة الخاني
      رححم الله الشاعر ورحم الله أمتنا معه
      اللهم آمين
      مودتي

      تعليق

      يعمل...
      X