بين الخوف و الرجاء
ميمية /أحمد توفيق أبو جندي
بقلم : (أحمد توفيق أبو جندي )
ما لـــي بثقــــالٍ حيلةً على حـــــملِ
كجبــــالٍ بأكتُفي شـــاهقةِ القــــــممِ
مـــــن تلك أربعٍ كيف خــــــلاصي
كوحـــــــشٍ ظفــــــرَ بــي يلتهـــــمِ
النفــــــسُ تطمــــــحُ لكلِ غــــــوى
يفــــــنى و يبــــــقى العــارُ وشــــمِ
الدنيــــا نصــــــبتْ صرحَ الهــــــوى
فارتقــــــى إلــــــى الأرضِ منهدمِ
و إبليسُ حــــاكَ شــــباكَ الغــــررِ
و أقسمَ لَيُغْوِيَنَّ عظائمَ الهـِـــــــــمم
و الهـــوى في بحــــرِ القلبِ ينعـــمُ
و الرانَ جـــرى في مــوجٍ مقتحـــمِ
يا مَـــنْ بتلك أربــعٍ كنتَ مُحصـــناً
ارعَ ربَـــــــك ســــــــريعَ النقــــــمِ
فالجســــمُ قـــــدْ نحـــــلَ قوامُـــــــهُ
عــــلَى الفــــراشَ بِـــداءٍ و سقـــــمِ
ولهيبُ الضـنكِ رمَـــــى مناجـــــقاً
و الصدرُ حطمَ ضلوعَــــــــــه بِهــــمِّ
و أبوابي قدْ حــــــــلَّ إطراقُــــــــها
و مني الناسُ فرُّوا كَمَنْ بِهِ جَــــــذَمِ
و الخــوفُ قـــرعَ أبوابَ القلـــــوبِ
مِن الشـوكِ مــــزَّقَ جدارَها بِوهــــمِ
في أُولَى عذابٍ لا تقدرُ على صــبرٍ
فعذابُ الآخرةِ أخزى و أعظــــــــمِ
و القـــــبرُ أضـــــــــاءَ بِظلمــــــتِكَ
و ضَــــــمَّ الضلــــــوعَ ضمَّ المنتقمِ
و الصــــراطُ كنتَ لـــــــــــه وارداً
فـَـــــــــيا ويلَكَ إنْ زللــــتَ بقـــــدمِ
و الظــــلُ يحمومٌ و الشرابُ حمومٌ
و الطعامُ زقومٌ لا تقدرُ على هضـمِ
و الوجــــــــهُ ناظـــــراً عبوســــــاً
كليلٍ بهـــــيمٍ أخمـــــــــرَه بِظُلَـــــــمِ
و المقامعُ تضربُ رؤوساً فتهـــوي
و الشَّهـِــــــــيَّانِ إنْ فِيضَا مُحـــــــرمِ
و السعــــــــيُر قــــــــدْ زَفَرتْ إليكَ
تميزُ غيظاً لا تقـــــــــدرُ على كَظْمِ
و السلاسلُ إلـــى الأعناقِ مغلولـــةً
و الوجوهُ مسحــــوبةً علــــــى حِمَمِ
فادعُ ربَكَ باكـــــياً و متضـــــــرعاً
فإنْ لم يرحمْك فَمـَـــــنْ ذا يرحـــــمِ
و اجبْ داعيَ اللهِ و ارْددْ مســـــاجدَ
للهِ خمـــــــــساً لوقــــــــتِها أقِـــــــمِ
و صـمْ شهـــــــراً ذا ليلةِ القـــــــدرِ
و ازجـــرْ نفســــاً مِن شهوةٍ و طُعْمِ
و رتلْ الآيــــــــاتِ متدبـــــــــــــراً
و اظفــــــرْ لــــــذاتِ اللهِ بِكلـــــــــمِ
و حاطبْ الليلَ لآخـرِهِ أو مُنتصِفاً
و قُـــــــلْ يا عينــــــــــــــــي لا تنمِ
و غبِّرْ فـــي ســــــبيلِ اللهِ أقــــــداماً
و خَضِــــــبْ نحـــــــــرَك للهِ بِــــدمِ
و احفظْ جوارحَ إنْ كنتَ في خلاوتٍ
فاللهُ مـــــــنك لنفسِـــــــك بِأعلــــــــمِ
وامشِ هوْناً فلنْ تبلغَ الجبالَ طــــولاً
و ردْ خطــابَ ذي جهــــــلٍ بسلــــمِ
و اطعمْ مسكيناً يومَ مصغبةٍ لقيماتٍ
و امســـــحْ رؤوساً قدْ حَنَتْ مِنْ يُتـْــمِ
و اطلـبِ الجنـةَ مِنْ أقــــدامِ والدينِ
و اشـــدُدْ حبالَ الوصــــالِ برحـــــمِ
و اكسرْ سهــمَ شيطانٍ بغضِ بصـــرٍ
و لا تشتهي مِن أخيك أكــــــلاً بلحـمِ
و احصـــــــــنْ فرجاً مِنْ حـــــــــرامٍ
تفنى اللذاذةُ و تكــــــوى بوَصْــــــمِ
و القَ أخــــــــاك بوجـــــــــهٍ طــــلقٍ
و انشـــــــــرْ نرجســـــــاً شذاهُ بَسْمِ
و امــــــحُ ذنوباً بِحـَــــــــرِ عبراتٍ
عسى بجـــــــــنةِ ربِكَ تُكـــــــــــرَمِ
لا عيناً رأتْ و لا بها سمـــعتْ أذنُ
ما حـــــظ الدنيا مــــنها إلا بِاسْـــــمِ
أكرِمْ بعمــــارَ بيضِ الوجــوهِ نُضَّرٍ
وصفا قلوبٍ قدْ خَلا مِن غِلٍ و غَـــمِّ
و العســــــلُ و اللبنُ نهرانِ يجريانِ
و الخمـــــرُ جرى برحيقٍ مُخـــــتَمِ
الزعفرانُ ترابٌ و الياقوتُ حصباءُ
والفرشُ على أرائكٍ مِنْ إستبرقٍ مُنعَّمِ
و الطــــيُر ولـــــــــدانٌ لؤلؤٌ منثورٌ
سبَّح للهِ عـــــــلى الأغصـــانِ يترنمِ
والقصـــورُ ذهــبٌ و فضـــةٌ لبناتٌ
و الحــــورُ مقصــــوراتٌ في الخيمِ
بالخوفِ و الرجــاءِ حلِّقْ بِجناحينِ
و الحـــــبُ لله رأسُ الطيرِ بأتـــــــــممِ
ميمية /أحمد توفيق أبو جندي
بقلم : (أحمد توفيق أبو جندي )
ما لـــي بثقــــالٍ حيلةً على حـــــملِ
كجبــــالٍ بأكتُفي شـــاهقةِ القــــــممِ
مـــــن تلك أربعٍ كيف خــــــلاصي
كوحـــــــشٍ ظفــــــرَ بــي يلتهـــــمِ
النفــــــسُ تطمــــــحُ لكلِ غــــــوى
يفــــــنى و يبــــــقى العــارُ وشــــمِ
الدنيــــا نصــــــبتْ صرحَ الهــــــوى
فارتقــــــى إلــــــى الأرضِ منهدمِ
و إبليسُ حــــاكَ شــــباكَ الغــــررِ
و أقسمَ لَيُغْوِيَنَّ عظائمَ الهـِـــــــــمم
و الهـــوى في بحــــرِ القلبِ ينعـــمُ
و الرانَ جـــرى في مــوجٍ مقتحـــمِ
يا مَـــنْ بتلك أربــعٍ كنتَ مُحصـــناً
ارعَ ربَـــــــك ســــــــريعَ النقــــــمِ
فالجســــمُ قـــــدْ نحـــــلَ قوامُـــــــهُ
عــــلَى الفــــراشَ بِـــداءٍ و سقـــــمِ
ولهيبُ الضـنكِ رمَـــــى مناجـــــقاً
و الصدرُ حطمَ ضلوعَــــــــــه بِهــــمِّ
و أبوابي قدْ حــــــــلَّ إطراقُــــــــها
و مني الناسُ فرُّوا كَمَنْ بِهِ جَــــــذَمِ
و الخــوفُ قـــرعَ أبوابَ القلـــــوبِ
مِن الشـوكِ مــــزَّقَ جدارَها بِوهــــمِ
في أُولَى عذابٍ لا تقدرُ على صــبرٍ
فعذابُ الآخرةِ أخزى و أعظــــــــمِ
و القـــــبرُ أضـــــــــاءَ بِظلمــــــتِكَ
و ضَــــــمَّ الضلــــــوعَ ضمَّ المنتقمِ
و الصــــراطُ كنتَ لـــــــــــه وارداً
فـَـــــــــيا ويلَكَ إنْ زللــــتَ بقـــــدمِ
و الظــــلُ يحمومٌ و الشرابُ حمومٌ
و الطعامُ زقومٌ لا تقدرُ على هضـمِ
و الوجــــــــهُ ناظـــــراً عبوســــــاً
كليلٍ بهـــــيمٍ أخمـــــــــرَه بِظُلَـــــــمِ
و المقامعُ تضربُ رؤوساً فتهـــوي
و الشَّهـِــــــــيَّانِ إنْ فِيضَا مُحـــــــرمِ
و السعــــــــيُر قــــــــدْ زَفَرتْ إليكَ
تميزُ غيظاً لا تقـــــــــدرُ على كَظْمِ
و السلاسلُ إلـــى الأعناقِ مغلولـــةً
و الوجوهُ مسحــــوبةً علــــــى حِمَمِ
فادعُ ربَكَ باكـــــياً و متضـــــــرعاً
فإنْ لم يرحمْك فَمـَـــــنْ ذا يرحـــــمِ
و اجبْ داعيَ اللهِ و ارْددْ مســـــاجدَ
للهِ خمـــــــــساً لوقــــــــتِها أقِـــــــمِ
و صـمْ شهـــــــراً ذا ليلةِ القـــــــدرِ
و ازجـــرْ نفســــاً مِن شهوةٍ و طُعْمِ
و رتلْ الآيــــــــاتِ متدبـــــــــــــراً
و اظفــــــرْ لــــــذاتِ اللهِ بِكلـــــــــمِ
و حاطبْ الليلَ لآخـرِهِ أو مُنتصِفاً
و قُـــــــلْ يا عينــــــــــــــــي لا تنمِ
و غبِّرْ فـــي ســــــبيلِ اللهِ أقــــــداماً
و خَضِــــــبْ نحـــــــــرَك للهِ بِــــدمِ
و احفظْ جوارحَ إنْ كنتَ في خلاوتٍ
فاللهُ مـــــــنك لنفسِـــــــك بِأعلــــــــمِ
وامشِ هوْناً فلنْ تبلغَ الجبالَ طــــولاً
و ردْ خطــابَ ذي جهــــــلٍ بسلــــمِ
و اطعمْ مسكيناً يومَ مصغبةٍ لقيماتٍ
و امســـــحْ رؤوساً قدْ حَنَتْ مِنْ يُتـْــمِ
و اطلـبِ الجنـةَ مِنْ أقــــدامِ والدينِ
و اشـــدُدْ حبالَ الوصــــالِ برحـــــمِ
و اكسرْ سهــمَ شيطانٍ بغضِ بصـــرٍ
و لا تشتهي مِن أخيك أكــــــلاً بلحـمِ
و احصـــــــــنْ فرجاً مِنْ حـــــــــرامٍ
تفنى اللذاذةُ و تكــــــوى بوَصْــــــمِ
و القَ أخــــــــاك بوجـــــــــهٍ طــــلقٍ
و انشـــــــــرْ نرجســـــــاً شذاهُ بَسْمِ
و امــــــحُ ذنوباً بِحـَــــــــرِ عبراتٍ
عسى بجـــــــــنةِ ربِكَ تُكـــــــــــرَمِ
لا عيناً رأتْ و لا بها سمـــعتْ أذنُ
ما حـــــظ الدنيا مــــنها إلا بِاسْـــــمِ
أكرِمْ بعمــــارَ بيضِ الوجــوهِ نُضَّرٍ
وصفا قلوبٍ قدْ خَلا مِن غِلٍ و غَـــمِّ
و العســــــلُ و اللبنُ نهرانِ يجريانِ
و الخمـــــرُ جرى برحيقٍ مُخـــــتَمِ
الزعفرانُ ترابٌ و الياقوتُ حصباءُ
والفرشُ على أرائكٍ مِنْ إستبرقٍ مُنعَّمِ
و الطــــيُر ولـــــــــدانٌ لؤلؤٌ منثورٌ
سبَّح للهِ عـــــــلى الأغصـــانِ يترنمِ
والقصـــورُ ذهــبٌ و فضـــةٌ لبناتٌ
و الحــــورُ مقصــــوراتٌ في الخيمِ
بالخوفِ و الرجــاءِ حلِّقْ بِجناحينِ
و الحـــــبُ لله رأسُ الطيرِ بأتـــــــــممِ