بين الخوف و الرجاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد توفيق ابو جندي
    أديب وكاتب
    • 14-10-2015
    • 22

    شعر عمودي بين الخوف و الرجاء

    بين الخوف و الرجاء
    ميمية /أحمد توفيق أبو جندي

    بقلم : (أحمد توفيق أبو جندي )

    ما لـــي بثقــــالٍ حيلةً على حـــــملِ
    كجبــــالٍ بأكتُفي شـــاهقةِ القــــــممِ

    مـــــن تلك أربعٍ كيف خــــــلاصي
    كوحـــــــشٍ ظفــــــرَ بــي يلتهـــــمِ

    النفــــــسُ تطمــــــحُ لكلِ غــــــوى
    يفــــــنى و يبــــــقى العــارُ وشــــمِ

    الدنيــــا نصــــــبتْ صرحَ الهــــــوى
    فارتقــــــى إلــــــى الأرضِ منهدمِ

    و إبليسُ حــــاكَ شــــباكَ الغــــررِ
    و أقسمَ لَيُغْوِيَنَّ عظائمَ الهـِـــــــــمم

    و الهـــوى في بحــــرِ القلبِ ينعـــمُ
    و الرانَ جـــرى في مــوجٍ مقتحـــمِ

    يا مَـــنْ بتلك أربــعٍ كنتَ مُحصـــناً
    ارعَ ربَـــــــك ســــــــريعَ النقــــــمِ

    فالجســــمُ قـــــدْ نحـــــلَ قوامُـــــــهُ
    عــــلَى الفــــراشَ بِـــداءٍ و سقـــــمِ

    ولهيبُ الضـنكِ رمَـــــى مناجـــــقاً
    و الصدرُ حطمَ ضلوعَــــــــــه بِهــــمِّ

    و أبوابي قدْ حــــــــلَّ إطراقُــــــــها
    و مني الناسُ فرُّوا كَمَنْ بِهِ جَــــــذَمِ

    و الخــوفُ قـــرعَ أبوابَ القلـــــوبِ
    مِن الشـوكِ مــــزَّقَ جدارَها بِوهــــمِ

    في أُولَى عذابٍ لا تقدرُ على صــبرٍ
    فعذابُ الآخرةِ أخزى و أعظــــــــمِ

    و القـــــبرُ أضـــــــــاءَ بِظلمــــــتِكَ
    و ضَــــــمَّ الضلــــــوعَ ضمَّ المنتقمِ

    و الصــــراطُ كنتَ لـــــــــــه وارداً
    فـَـــــــــيا ويلَكَ إنْ زللــــتَ بقـــــدمِ

    و الظــــلُ يحمومٌ و الشرابُ حمومٌ
    و الطعامُ زقومٌ لا تقدرُ على هضـمِ

    و الوجــــــــهُ ناظـــــراً عبوســــــاً
    كليلٍ بهـــــيمٍ أخمـــــــــرَه بِظُلَـــــــمِ

    و المقامعُ تضربُ رؤوساً فتهـــوي
    و الشَّهـِــــــــيَّانِ إنْ فِيضَا مُحـــــــرمِ

    و السعــــــــيُر قــــــــدْ زَفَرتْ إليكَ
    تميزُ غيظاً لا تقـــــــــدرُ على كَظْمِ

    و السلاسلُ إلـــى الأعناقِ مغلولـــةً
    و الوجوهُ مسحــــوبةً علــــــى حِمَمِ

    فادعُ ربَكَ باكـــــياً و متضـــــــرعاً
    فإنْ لم يرحمْك فَمـَـــــنْ ذا يرحـــــمِ

    و اجبْ داعيَ اللهِ و ارْددْ مســـــاجدَ
    للهِ خمـــــــــساً لوقــــــــتِها أقِـــــــمِ

    و صـمْ شهـــــــراً ذا ليلةِ القـــــــدرِ
    و ازجـــرْ نفســــاً مِن شهوةٍ و طُعْمِ

    و رتلْ الآيــــــــاتِ متدبـــــــــــــراً
    و اظفــــــرْ لــــــذاتِ اللهِ بِكلـــــــــمِ

    و حاطبْ الليلَ لآخـرِهِ أو مُنتصِفاً
    و قُـــــــلْ يا عينــــــــــــــــي لا تنمِ

    و غبِّرْ فـــي ســــــبيلِ اللهِ أقــــــداماً
    و خَضِــــــبْ نحـــــــــرَك للهِ بِــــدمِ

    و احفظْ جوارحَ إنْ كنتَ في خلاوتٍ
    فاللهُ مـــــــنك لنفسِـــــــك بِأعلــــــــمِ

    وامشِ هوْناً فلنْ تبلغَ الجبالَ طــــولاً
    و ردْ خطــابَ ذي جهــــــلٍ بسلــــمِ

    و اطعمْ مسكيناً يومَ مصغبةٍ لقيماتٍ
    و امســـــحْ رؤوساً قدْ حَنَتْ مِنْ يُتـْــمِ

    و اطلـبِ الجنـةَ مِنْ أقــــدامِ والدينِ
    و اشـــدُدْ حبالَ الوصــــالِ برحـــــمِ

    و اكسرْ سهــمَ شيطانٍ بغضِ بصـــرٍ
    و لا تشتهي مِن أخيك أكــــــلاً بلحـمِ

    و احصـــــــــنْ فرجاً مِنْ حـــــــــرامٍ
    تفنى اللذاذةُ و تكــــــوى بوَصْــــــمِ

    و القَ أخــــــــاك بوجـــــــــهٍ طــــلقٍ
    و انشـــــــــرْ نرجســـــــاً شذاهُ بَسْمِ

    و امــــــحُ ذنوباً بِحـَــــــــرِ عبراتٍ
    عسى بجـــــــــنةِ ربِكَ تُكـــــــــــرَمِ

    لا عيناً رأتْ و لا بها سمـــعتْ أذنُ
    ما حـــــظ الدنيا مــــنها إلا بِاسْـــــمِ

    أكرِمْ بعمــــارَ بيضِ الوجــوهِ نُضَّرٍ
    وصفا قلوبٍ قدْ خَلا مِن غِلٍ و غَـــمِّ

    و العســــــلُ و اللبنُ نهرانِ يجريانِ
    و الخمـــــرُ جرى برحيقٍ مُخـــــتَمِ

    الزعفرانُ ترابٌ و الياقوتُ حصباءُ
    والفرشُ على أرائكٍ مِنْ إستبرقٍ مُنعَّمِ

    و الطــــيُر ولـــــــــدانٌ لؤلؤٌ منثورٌ
    سبَّح للهِ عـــــــلى الأغصـــانِ يترنمِ

    والقصـــورُ ذهــبٌ و فضـــةٌ لبناتٌ
    و الحــــورُ مقصــــوراتٌ في الخيمِ

    بالخوفِ و الرجــاءِ حلِّقْ بِجناحينِ
    و الحـــــبُ لله رأسُ الطيرِ بأتـــــــــممِ
يعمل...
X